تنديد بــ <مكارثية> الولايات المتحده
مرسل: السبت يناير 08, 2011 1:01 am
تنديد بـ «مكارثية» الولايات المتحده
الينغهام (بريطانيا) 20/12 (أ ف ب) - من قصر كبير في وسط الريف الإنكليزي الذي تكسوه الثلوج، يواصل جوليان أسانج بنشاط معركته وتصديه للهجمات التي تستهدف موقعه «ويكيليكس»، وذلك بعد إطلاق سراحه المشروط من السجن اللندني حيث أمضى فترة قصيرة. وخلال نزهة خارج قصر «الينغهام هول» الريفي الفخم الذي يستضيفه فيه احد أصدقائه، ندد هذا الأسترالي بـ«شكل جديد من أشكال المكارثية المالية في الولايات المتحدة». وكان اسانج يقصد بهذه الإشارة حملة المطاردة التي اطلقها السناتور جوزف مكارثي ضد الشيوعيين في خمسينات القرن الماضي، ومصرف «بنك أوف أميركا» الذي اعلن السبت وقف كل التعاملات المالية المتعلقة بموقع «ويكيليكس». ويأتي هذا القرار في الوقت الذي يستعد الموقع الذي أسسه اسانج والمتخصص في نشر التقارير السرية، للكشف عن وثائق تتعلق بالنظام المالي. وأدلى اسانج بهذا الحديث للصحافيين على شكل أسئلة وأجوبة، بعدما قطع طرق سوفولك ونورفولك الجليدية لإيصال صديق إلى محطة القطار والمرور على مركز شرطة «بيكليس» الذي يبعد نحو عشرة كلم عن الينغهام هول. وقبل اجتيازه بوابة مركز الشرطة، حيث يتعين عليه التوجه يومياً في إطار إطلاق سراحه المشروط، سمح اسانج الذي تخط شعره الأبيض بضع خصلات بنية، لبعض المصورين بالتقاط صور له. وقال للمراسلين: «نحن منظمة صلبة. فخلال حبسي في زنزانة انفرادية واصلنا النشر (الوثائق) يومياً وهذا شيء لن يتغير!» قبل أن يستقل سيارة سوداء للعودة إلى القصر. وشهدت عادات اسانج اليومية تغيراً جذرياً منذ وصوله إلى الينغهام هول، القصر الريفي الكبير ذي التصميم المعماري الجورجي الذي يخرج منه يومياً وسط عدسات كاميرات وسائل الإعلام للتوجه إلى مركز الشرطة. وقال فوغان سميث، مضيف اسانج وهو عسكري سابق تحول إلى الصحافة الحربية، إن «اسانج يعمل لكنني لا اقف فوق راسه لرؤية ما الذي يفعله. فأنا مضيفه ولست حارس سجنه». ويرى سميث، الذي تبلغ مساحة مزرعته 240 هكتاراً وتتضمن حوضاً لتربية الأسماك ومزرعة للطيور لمسابقات الصيد الخاصة، أن براءة ضيفه ليست موضع شك. وتطالب السويد بتسلم اسانج المتهم في هذا البلد في قضية اعتداء جنسي. واختار سميث استضافة اسانج، الذي اصبح العدو الأول للولايات المتحدة بعدما نشر موقعه برقيات ديبلوماسية أميركية محرجة للولايات المتحدة، إيماناً منه بعدالة معركته. وقال: «اسانج فتح نافذة ستغير العالم. الناس تزداد مطالبتها للحكومات بشفافية اكبر والنتيجة هي أن العالم يمكن أن يصبح افضل». ويقيم اسانج في هذه المزرعة مع حفنة من الأصدقاء بينهم الناطق باسم «ويكيليكس» كريستن هرافنسون. والسبت، كان المدخل الرئيسي للمزرعة وهو طريق ترابي صغير تغطيه طبقة من الجليد مغلقاً بشريط من الحبال بعد رحيل البستانيين اللذين يعملان لدى أسرة سميث واللذين كانا يقفان أمامه السبت لمنع دخول الصحافيين الذين أتوا بأعداد كبيرة. وبقي امس، حوالى عشرة صحافيين فقط في انتظار خروج اسانج متحدين برودة الطقس الشديدة. وغيّر وصول اسانج مساء الخميس إلى هذه المنطقة الساحلية والزراعية شرق إنكلترا، المشهد المعتاد لقرية الينغهام. ويقول توني غايم وهو مهندس متقاعد: «عادة ما تكون الإثارة الوحيدة هنا هي عيد ميلاد احد الجيران أو الباص الذي يمر كل ساعة أو الجرارات الزراعية». وأضاف جاره نايجل بيل ضاحكاً: تتعلق بالنظام المالي «إنها قرية صغيرة هادئة. وهذه القضية تجعل الحياة فيها اكثر إثارة».