صفحة 1 من 1

الحرب النووية

مرسل: السبت يناير 08, 2011 4:20 pm
بواسطة عبدالعزيز العمر _ 6
على مايبدوا أن المخاوف من الحروب النووية وأن كان زمام الأمور بيد الدول العظمى التي تسيطر على مصادر القوة النووية، لازالت مثارا للجدل بين أوساط المهتمين والباحثين، ومن خلال اكتشاف علمي حديث يبحث في مخاطر هذه الحرب على المستوى الإقليمي والعالمي و مدى تأثيرها الذي ربما يمتد على مدى عقد من الزمن.

حذر باحثون، من خلال ورقة نشرت على الطبعة الإلكترونية لـ"محضر الأكاديمية القومية للعلوم" إن الحرائق التي يسببها أي نزاع نووي وأن كان محدودا، ستنفث كميات هائلة من السخام إلى الطبقة الجوية كافية لخلق ثقب في الأوزون في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، ، وفق الأسوشيتد برس.

ويشكل ثقب الأوزون فوق منطقة القطب الجنوبي،، الذي يتيح وصول الأشعة فوق البنفسجية من الشمس إلى الأرض، هاجساً كبيراً لعلماء البيئة منذ عدة عقود.

وقال مايكل جي. ميلز، من جامعة كولورادو، والذي قاد البحث، إنه وعلى نقيض سيثقب الأوزون،، سيكون تأثير الثقب الذي سيحدثه أي نزاع نووي محدود، واسع النطاق، مما سيؤدي إلى تدمير النباتات والحيوانات ، وسيعرض ملايين البشر للإصابة بأمراض مختلفة منها سرطان الجلد,

واستخدم ميلز في بحثه برامج كمبيوتر بالغة التعقيد لوضع نموذج عن ما سيخلفه حدوث مواجهة نووية تصورية بين الهند وباكستان، وباستخدام 50 من المتفجرات النووية، بحجم القنبلة التي أسقطت على هيروشيما.

وسيقذف الانفجار بخمسة مليون طن من السخام إلى على علو 50 ميلاً تجاه الطبقة الجوية.

ويقول الباحثون أن السخام والحرارة الناجمين عن الإشعاع الشمسي سيؤديان إلى سلسلة من التفاعلات الكيمائية التي ستؤدي لانهيار طبقة الأوزون الستراتوسفيرية stratospheric (الطبقة الأعلى من الغلاف الجوي)، التي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية المؤذية.

وقال ميلز في بيان إن "التراجع الدراماتيكي في طبقات الأوزون سيستمر لعدة أعوام، كما سيكون لتراجع طبقة الأوزون، بواقع 40%، في وسط خط الاستواء تأثيرات بالغة على صحة البشر والحياة البرية والبحرية.بحسب Cnn

وبحسب التقديرات التي أجراها الباحثون، سيؤدي تضرر طبقة الأوزون بنحو 40 في المائة، لارتفاع معدلات الضوء للنباتات بنسبة 132 في المائة، وسيزيد من فرص تدمير الحمض النووي، الذي يترافق مع سرطان الجلد، بواقع 213 في المائة.

ويشار أن منطقة وسط خط الاستواء، وهي المنطقة الواقعة بين المدار الاستوائي والمنطقة القطبية، وتعد أكثر مناطق العالم كثافة سكانية.

نهضة نووية

مع الأخذ بعين الاعتبار تداعيات الاحتباس الحراري، وكذلك الارتفاع الفلكي لأسعار النفط، باتت الطاقة النووية موضة الدول في مختلف أنحاء الأرض، مما يعيد إلى الأذهان صور دمار تشرنوبيل وكذلك انعدام الشفافية.

وآخر من انضم إلى لائحة اللاهثين وراء الطاقة النووية، بريطانيا التي تزود محطاتها النووية نحو 20 بالمائة من احتياجاتها للكهرباء، غير أنّ جميعها باستثناء واحدة، ستغلق بحلول 2023.

وتقول أسوشيتد برس إنّ الذي يثير المخاوف هو أنّ الكثير من الدول التي أعلنت خططها لإنشاء محطات نووية، لا تتمتع بسجّل مشرّف وناصف فيما يتعلق بمعايير السلامة، فضلا عن ارتفاع نسبة الفساد فيها.

الصين، مثلا، التي تمتلك 11 منشأة نووية، أعلنت أنّها ستقيم 30 منشأة أخرى بحلول 2020.

كما أنّ تقارير علمية وموثقة تشير إلى أنّ الصين ربما ستحتاج إلى 200 مولّد نووي بحلول منتصف هذا القرن.

ومن ضمن الـ100 منشأة نووية التي تمّ بناؤها فعلا أو بصدد البناء، يوجد النصف في الصين والهند ودول نامية أخرى مثل الأرجنتين والبرازيل وجنوب أفريقيا، فضلا عن كون دول أخرى مثل تايلاند ومصر وتركيا قد أعلنت نيتها في الحصول على الطاقة النووية.

وسيكون ملف الشفافية النووية أكثر الإثارة للجدل لاسيما بالنسبة إلى دولة مثل الصين التي تفرض حكومتها سياسة إعلامية صارمة.

ويقول خبراء إنّ "الزمن الآن هو زمن النهضة النووية. الذرة لم تعد شيطانا، الفحم هو الشيطان."

وتعترف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تأسست عام 1957 وتتخذ من فيينا مقرا لها، إنّها لا تستطيع لوحدها مراقبة كل المنشآت النووية والقيام بمهمات التفتيش للتأكد من معايير السلامة.

وتشدد الدول النامية على كونها جاهزة ومستعدة لرفع تحدي السلامة، مع أنّ المخاوف مازالت ماثلة بشأن عاداتها وسجلاتها السابقة.

ففي الصين يلقى الآلاف سنويا مصرعهم في مناجم الفحم، فضلا عن حدوث انفجارات وحوادث أخرى تدلّ على عدم توفر معايير السلامة.

ويكفي أنّ الأرقام الرسمية الصادرة من الأمم المتحدة تؤكد أنّ مناجم الصين هي الأكثر فتكا بالبشر.

أما في الهند فإنّ معدل الوفيات لأسباب مهنية يصل إلى 11.4 لكل 100000 عامل كما أنّ معدل الحوادث يبلغ 8700 للنسبة نفسها.بحسب Cnn

وعموما فإنّ للدول الآسيوية، من دون الأخذ بعين الاعتبار الصين والهند، معدل حوادث عمل قاتلة يصل إلى 21.5 لكل 100000 فيما نسبة الحوادث تبلغ 16 ألفا.

ويتعين على الدول التي يوجد فيها منشآت نووية أن تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمجمل الحوادث التي تشهدها، غير أنّ الدراسات تشير إلى كون غالبية الحكومات الآسيوية ترفض ذلك أو تقوم في أغلب الأحيان بتقديم تقارير مضللة عن عمد أو عن جهل.

والمثير أيضا أنّ الكثير منها يتذيّل لائحة الدول في الفساد حيث أنّ الصين تحتل المركز الـ70 فيما فيتنام تحتل المركز الـ111، فيما إندونيسيا، التي أعلنت مثل فيتنام نيتها في الحصول على الطاقة النووية، تحتل المركز 130.