- الاثنين يناير 10, 2011 5:42 pm
#32587
أزمة أغادير (1911)و تسمى كذلك بأزمة المغرب الثانية، هي أزمة عالمية، نتجت عن المنافسة الألمانية لفرنسا في المغرب ووصول البارجة الحربية الألمانية پانثر (SMS Panther) إلى سواحل أغادير والتهديد بقصفه إذا لم تنسحب فرنسا من المغرب. وانتهت بحصول ألمانيا على جزء من الكونغو مقابل تخليها عن المغرب لكل من فرنسا وإسبانيا.
السياق التاريخي
في بداية القرن العشرين ، بدأت فرنسا التي كانت قد إستعمرت الجزائر (سنة 1830) ، تشعر بالقلق إزاء أمن حدودها مع المغرب ، في حين بدأت تطمع في احتلال هدا الأخير. فقد كانت المملكة الشريفة من بين آخر بلدان شمال افريقيا الغير مستعمرة ، و كانت محل اطماع العديد من القوى الأوروپية ، خاصة منها فرنسا ، بالإضافة إلى المانيا التي شعرت بتخلفها عن الركب الأوروپي فيما يخص المستعمرات.
و في سنة 1904، توصلت حكومتي فرنسا و بريطانيا العظمى إلى الإتفاق الودي ، و ذلك على حساب المانيا ، حيث تنازلت من خلاله فرنسا على حقوقها في مصر لصالح بريطانيا مقابل آعتراف هده الأخيرة بحق فرنسا في فرض الحماية على المغرب.
و لتذكير فرنسا بحقوق المانيا في المغرب ، نزل إمبراطور ألمانيا فيلهلم الثاني (غيوم الثاني) بمدينة طنجة شمال المغرب، واتقى بالسلطان مولاى عبد العزيز بن الحسن، و أكد له بالتزام المانيا باستقلال المغرب ، و ندَّد برغبة فرنسا بالإنفراد بالمغرب، و دعى إلى تدويل القضية المغربية، الشيئ الذي أجج الخلاف بين القوى الأوروپية ، و هده الأزمة هي التي تعرف باسم أزمة المغرب الأولى. و لِتهدئة الخلاف بين الدول المتنافسة ، عُقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 غير أن هذا المؤتمر جاء بامتيازات جديدة لصالح فرنسا و إسپانيا ، و كان بمثابة إيذان لها بالشروع فاحتلال المغرب، فقد أعطى لفرنسا و إسپانيا الحق في إنشاء قوة بوليسية تحت إدارتيهما، بالإضافة إلى امتيازات مصرفية ، كما أعطى لفرنسا حق آنفرادها بالنظام الجمركي بالمغرب.
في ظل هده الأوضاع المتأزمة، تمكن بوحمارة ، إثر ثورته الشهيرة من بسط نفوده على الجهة الشرقية للمغرب، خاصة مدينة وجدة و نواحيها ، فطلب السلطان مولى عبد العزيز من فرنسا التدخل العسكري لاحتلال وجدة.إستغل ليوطي (المقيم العام لِفرنسا بِالمغرب) حدثاً دون أهمية (assassinat à Marrakech du dr Mauchamp) كذريعة لاحتلال وجدة و الجهة الشرقية سنة 1907 ، الشيء الذي أدى إلى ثورة القبائل شرق المغرب. وأدت هذه الأحداث إلى عزل عبد العزيز وتعيين أخيه عبد الحفيظ بن الحسن على عرش المغرب.
و في مارس 1911 ، بلغت ثورة القبائل عاصمة المغرب فاس، فطلب السلطان عبد الحفيظ من فرنسا التدخل من جديد لحماية فاس من الثوار في ابريل 1911، فشنت فرنسا حملتها العسكرية على فاس لكسر الحصار (colonne moinier)، كما آستغلت هده الدريعة لتسويغ آستعمار فاس و الرباط. في ظل الفوضى العارمة ، إستغلت إسپانيا بدورها إتفاق 1904 (الإتفاق الودي) لِاحتلال كل من العرائش و القصر الكبير و أصيلة.
و لحماية مصالحها في المغرب ، اعتبرت ألمانيا هده التدخلات خرقاً لفصول معاهدة مؤتمر الجزيرة الخضراء (1906) ، و بادرت بإرسال بارجتها الحربية "پانثر" لسواحل اغادير.
السياق التاريخي
في بداية القرن العشرين ، بدأت فرنسا التي كانت قد إستعمرت الجزائر (سنة 1830) ، تشعر بالقلق إزاء أمن حدودها مع المغرب ، في حين بدأت تطمع في احتلال هدا الأخير. فقد كانت المملكة الشريفة من بين آخر بلدان شمال افريقيا الغير مستعمرة ، و كانت محل اطماع العديد من القوى الأوروپية ، خاصة منها فرنسا ، بالإضافة إلى المانيا التي شعرت بتخلفها عن الركب الأوروپي فيما يخص المستعمرات.
و في سنة 1904، توصلت حكومتي فرنسا و بريطانيا العظمى إلى الإتفاق الودي ، و ذلك على حساب المانيا ، حيث تنازلت من خلاله فرنسا على حقوقها في مصر لصالح بريطانيا مقابل آعتراف هده الأخيرة بحق فرنسا في فرض الحماية على المغرب.
و لتذكير فرنسا بحقوق المانيا في المغرب ، نزل إمبراطور ألمانيا فيلهلم الثاني (غيوم الثاني) بمدينة طنجة شمال المغرب، واتقى بالسلطان مولاى عبد العزيز بن الحسن، و أكد له بالتزام المانيا باستقلال المغرب ، و ندَّد برغبة فرنسا بالإنفراد بالمغرب، و دعى إلى تدويل القضية المغربية، الشيئ الذي أجج الخلاف بين القوى الأوروپية ، و هده الأزمة هي التي تعرف باسم أزمة المغرب الأولى. و لِتهدئة الخلاف بين الدول المتنافسة ، عُقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 غير أن هذا المؤتمر جاء بامتيازات جديدة لصالح فرنسا و إسپانيا ، و كان بمثابة إيذان لها بالشروع فاحتلال المغرب، فقد أعطى لفرنسا و إسپانيا الحق في إنشاء قوة بوليسية تحت إدارتيهما، بالإضافة إلى امتيازات مصرفية ، كما أعطى لفرنسا حق آنفرادها بالنظام الجمركي بالمغرب.
في ظل هده الأوضاع المتأزمة، تمكن بوحمارة ، إثر ثورته الشهيرة من بسط نفوده على الجهة الشرقية للمغرب، خاصة مدينة وجدة و نواحيها ، فطلب السلطان مولى عبد العزيز من فرنسا التدخل العسكري لاحتلال وجدة.إستغل ليوطي (المقيم العام لِفرنسا بِالمغرب) حدثاً دون أهمية (assassinat à Marrakech du dr Mauchamp) كذريعة لاحتلال وجدة و الجهة الشرقية سنة 1907 ، الشيء الذي أدى إلى ثورة القبائل شرق المغرب. وأدت هذه الأحداث إلى عزل عبد العزيز وتعيين أخيه عبد الحفيظ بن الحسن على عرش المغرب.
و في مارس 1911 ، بلغت ثورة القبائل عاصمة المغرب فاس، فطلب السلطان عبد الحفيظ من فرنسا التدخل من جديد لحماية فاس من الثوار في ابريل 1911، فشنت فرنسا حملتها العسكرية على فاس لكسر الحصار (colonne moinier)، كما آستغلت هده الدريعة لتسويغ آستعمار فاس و الرباط. في ظل الفوضى العارمة ، إستغلت إسپانيا بدورها إتفاق 1904 (الإتفاق الودي) لِاحتلال كل من العرائش و القصر الكبير و أصيلة.
و لحماية مصالحها في المغرب ، اعتبرت ألمانيا هده التدخلات خرقاً لفصول معاهدة مؤتمر الجزيرة الخضراء (1906) ، و بادرت بإرسال بارجتها الحربية "پانثر" لسواحل اغادير.