- الثلاثاء يناير 11, 2011 3:33 am
#32628
مجدي إبراهيم محرم
إلى كل من يريدون تدمير قيمة الإنسان
هاهو
الإسلام يدعو لإعلاء قيمة الإنسان وإحترامه كأهم المخلوقات الكونية
إلى من يرغبوننا غارقين حتى الثمالة في براثن المادية نعب من نجسها ونرتع في أقذارها
ها هو
الدين الخاتم والرسالة العظمي تأتي لتتمم مكارم الأخلاق وتخاطب البشرية جمعاء فلا انفصال بين متع الحياة والدين الحق
فالإسلام العظيم
يعتبر الإنسان محور هذا الكون
فهو حامل الأمانة والقادر على تلوين الحياة
فكل شيء مخلوق ليكون مسخراً لهذا الإنسان يستعين به لإنفاذ تكليفه الذي كلفه اللّه تبارك وتعالى به
وهو عبادة اللّه
ومع امتلاك الإنسان لكل هذه السبل فهو يعيش ضمن أطر وضع نظامها رب هذا الكون وعلى الإنسان أن يقدّر هذه الأمانة الكبرى ليكون الدين والوطن لله عز وجل :
((( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )))
والعبادة في الإسلام لا تعني فقط فرض الطقوس والشعائر وإنما تشمل كل نواحي حياة الإنسان، الفردية، والجماعية
فالإنسان في كل تصرف يتصرفه وفي كل خطوة يخطوها
في واحد من حالين
أما هو في حال طاعة للّه
واما هو في حال معصية
فإن كان ينطلق في تصرفه من منطلق مراعاة أحكام الشرع، وعدم الرغبة في مخالفته، فهو في طاعة، سواء أصاب في تصرفه، أم أخطأ.
وإن كان ينطلق في تصرفه من منطلق عدم مراعاة الشرع، وعدم إقامة الاعتبار لرأيه، فهو في معصية سواء أصاب أم أخطأ.
تعلوا بنا يا سادتي الكرام
نستأنف ما بدأناه في حديثنا عن الإسلام دين وحضارة لنستكمل ما تناولناه عن الديمقراطية كمنظومة بشرية يونانية نسبت إلى الغرب بالخطأ وما يقابلها في فكرنا الإسلامي ومنظومتنا السامية الصالحة لكل زمان ومكان ألا وهي الشُّورى .
والشُّورى حق لجميع المسلمين على الخليفة، فلهم عليه أن يرجع إليهم في أمور لاستشارتهم فيها
قال تعالى:
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرجع إلى الناس ليستشيرهم
فقد استشارهم يوم بدر في أمر مكان المعركة، واستشارهم يوم أُحد في القتال خارج المدينة أو داخلها
ونزل عند رأي الحباب بن المنذر في الحالة الأولى وكان رأياً فنياً صدر عن خبير فأخذ به ونزل عند رأي الأكثرية يوم أُحد مع أن رأيه كان بخلافه.
وقد رجع عمر إلى المسلمين في أمر أرض العراق:
أيوزعها على المسلمين لأنها غنائم؟ أم يبقيها في يد أهلها، على أن يدفعوا خراجها، وتبقى رقبتها ملكاً لبيت مال المسلمين. وقد عمل بما أداه إليه اجتهاده، ووافقه عليه أكثر الصحابة، فترك الأرض بأيدي أصحابها على أن يؤدوا خراجها.
وقد عزل سعد بن أبي وقاص عن الولاية لمجرد الشكوى منه. وقال: إني لم أعزله عن خيانة أو ضعف.
وكما أن للمسلمين حق الشورى على الخليفة، فإنه يجب عليهم محاسبة الحكام على أعمالهم وتصرفاتهم.
والله سبحانه وتعالى فرض على المسلمين محاسبة الحكام وأمرهم أمراً جازماً بمحاسبتهم والتغيير عليهم إذا هضموا حقوق الرعية أو قصّروا بواجباتهم نحوها، أو أهملوا شأنا من شؤونها أو خالفوا أحكام الإسلام أو حكموا بغير ما أنزل الله.
روى مسلم عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، ما صلّوْا».
وقد اعترض الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعارضوه، فقد اعترض عمر بشدة على ما ورد في عقد صلح الحديبية من نص:
«إنه من أتى محمداً من قريش بغير إذن ولـيّه رَدَّهُ عليه، ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه»
. كما أنكر المسلمون أول الأمر، وعلى رأسهم عمر على أبي بكر عزمه على
محاربة المرتدين
كما أنكر طلحة والزبير عليه، عندما علما أنه يريد أن يعهد لعمر من بعده.
كما أنكر بلال بن رباح، والزبير وغيرهم على عمر عدم تقسيمه أرض العراق على المحاربين، وكما أنكرت عليه امرأة نهيه عن أن يزيد الناس في المهور على أربعمائة درهم، فقالت له: ليس هذا لك يا عمر: أما سمعت قول الله سبحانه:{وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا} فقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر.
ولهذا كله فمجلس الأُمة له حق الشورى، وعليه واجب المحاسبة
والقرآن الكريم أيها السادة حجة يجب العمل بما ورد فيه من أحكام وتتفق آراء المسلمين على انه قانون واجب الإتباع والدليل على ذلك أنه نزل من عند الله تعالى وانه قد نقل إليهم من عند ربهم بطريق قطعي لاشك في صحته .
فإذا نحن بحثنا عن أدلة حجية الشورى في القران أي عن الآيات التي نصت على الشورى فإننا نجد مثل ذلك النص في موضعين وآيتين شهيرتين وان كان القرآن قد أشار الى الشورى في بعض آيات أخرى .
الأولى : سورة آل عمران
والثانية : سورة الشورى .
و في سورة آل عمران :
نجد النص على الشورى في هذه السورة في قوله تعالى :
((((( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله أن الله يحب المتوكلين)))))
ففي هذه الآية نجد النص على الشورى قد جاء بصيغة الأمر الذي يتمثل في قوله تعالى
( وشاورهم في الأمر )
فقد أمر الله تعالى رسوله عليه السلام أن يشاور قومه في الأمر
وفي المشاورة فائدتان :
الأولى : تأليف قلوبهم وإشاعة المودة بينهم نتيجة للمشاورة .
الثانية : تعويد المسلمين على هذا النهج في معالجة الأمور لآن الرسول عليه السلام الأسوة الحسنة لهم , فإذا كان يلجأ إلى المشاورة فهم أولى أن يأخذوا بها .
و في سورة الشورى :
نجد في هذه السورة دليلاً ثانياً على حجية الشورى والسورة نفسها حملت اسم (( سورة الشورى )) حيث ورد ذكر الشورى في هذه الآية منها وهي قوله تعالى :
( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)
وفي هذه الآية يبين الله تعالى
أن الشورى هي إحدى الدعائم الهامة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي وما حملت السورة هذا الاسم إلا لبيان العناية بالشورى والتنبيه إلى عظيم أهميتها .
وكذلك نجد من يقول أن سورة الشورى إنما سميت بهذا الاسم
((((( لأنها السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي قررت الشورى عنصراً من عناصر الشخصية الإيمانية الحقة))))).
يقول شيخنا الجليل محمد حامد الفقي :
(( إذا كان النص على الشورى قد جاء بصيغة الأمر في سورة آل عمران في قوله تعالى :
( وشاورهم في الأمر)
فإن النص عليها بالصيغة الخبرية أو الوصفية في سورة الشورى لا يمنع من ثبوت الدليل عليها وإنما جاء اختلاف صيغة النص عليها تبعاً للخصائص تميز السور المكية في القرآن الكريم عن سوره المدنية
فسورة الشورى مكية النزول فيما عدا أربع آيات منها نزلت بالمدينة ليس من بينها هذه الآية التي تنص على الشورى ويلاحظ أن ما نزل من آيات القرآن بمكة لم يتميز بطابع الأسلوب التشريعي ووضع الأحكام المحددة فذلك هو طابع الآيات المدنية
أما الآيات المكية فليس فيها شيء من التشريع التفصيلي
بل معظم ما جاء فيها يرجع إلى المقصد الأول من الدين وهو توحيد الله سبحانه وتعالى وإقامة البراهين على وجوده
وذلك يؤدي إلى تربية القلب والوجدان ثم أن الإيمان يسبق العمل ويؤدي إليه ولهذا لا نعجب إذا جاء النص على الشورى في هذا الآية كإحدى الصفات المميزة للمؤمنين , ومذكورة بين صفات أخرى يمتازون بها وواجبة فيهم ثم أن ذكر الشورى جاء تالياً مباشرة لذكر الصلاة ، فإن المؤمنين منصفاتهم أنهم ذوو شورى لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه وكانوا قبل الهجرة وبعدها إذا حزبهم أمر اجتمعوا وتشاوروا .
وأما قوله تعالى ( ومما رزقناهم ينفقون )
فالمقصود به الإنفاق في سبيل الخير ولعل فصل الإنفاق عن قرينه ( الصلاة ) بذكر المشاورة بينهما إنما كان لوقوعها عند اجتماع المؤمنين للصلوات
فكان المؤمنون الأولون لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا عليه
وذلك من فرط تدبرهم وتيقظهم وصدق تآخيهم في إيمانهم وتحابهم في الله تعالى)))
ويذكر في ذلك الصدد أيضاً أن المؤمنين كانوا لانقيادهم إلى الرأي في أمورهم متفقون ولا يختلفون فمدحوا باتفاق كلمتهم .. وأنه ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم
يقول بن عربي :
أن الشورى ألفة للجماعة
ومسبار للعقول
وسبب إلى الصواب
فمدح الله المشاورة في الأمور بمدح القوم الذين يتمثلون ذلك ويطبقون الشورى في سلوكهم .
وقد ورد ذكر الشورى
في سورتين أخريتين بالنسبة للشرائع السابقة على الإسلام فيما ذكره الله تعالى في سورة طه وفي سورة النمل:
ففي سورة طه :
نجد إشارة إلى الشورى في سورة طه في قوله تعالى عما يذكره موسى عليه السلام :
(( واجعل لي وزيراً من أهلي ، هرون أخي ، أشدد به أزري ، وأشركه في أمري ))
وقد أشار أقضى القضاة أبو الحسن البغدادي
ذكر أن الله تعالى إذ حكى عن نبيه موسى عليه السلام هذا القول بهذه الآيات فأننا نفهم منه
(((( أنه إذا جاز ذلك في النبوة كان في الإمامة أجوز )))).
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من ولى منكم عملاً فأراد الله به خيراً جعل له وزيراً صالحاً أن نسى ذكره وإن ذكر أعانه ))
((((( عليك صلوات الله وسلامه يا رسول الله فلو إتخذ حكامنا هذا الحديث الشريف ميثاق لهم لفلحوا وما كان هذا هو حال الأمة
فما تعانيه الأمة إن هو إلى من فساد الرأس أكثر
ومن سوء بطانة سدة الحكم أكبر !!!!! )))))
ومن هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام أيضاً :
(( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان :
بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه
وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصمه الله ))
وقد سأل موسى ربع عز وجل أن يجعل له وزيرأً يشاركه في الأمر وفي النبوة أيضاً .
و في سورة النمل :
أورد القرآن الكريم إشارة إلى صورة من صور الشورى في قصة ملكة سبأ في قوله تعالى :
( قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة امرأً حتى تشهدون ).
وقد ذهب العلماء في تفسير هذا الآية إلى أن الملكة (( بلقيس )) ملكة سبأ طلبت من قومها أن يشيروا عليها في الأمر الذي نزل بما عندهم من الرأي
فما كان لها أن تمضي حكماً حتى يحضروا ويكونوا شاهدين وذكر أن أهل الشورى عندها كانت عدتهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً .
وإذا كان القرآن الكريم أيها السادة هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي بلا خلاف
فإن الحديث الشريف
أو السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن
وهي التي جاءت مفسرة ومتممة له ولو كره المنكرون .
فالسنة حجة على جميع المسلمين
وأصل من أصول تشريعهم
ودليل من الأدلة الشرعية التي يجب الأخذ بها
والعمل بمقتضاها
وهي بمعناها المعروف مآثر عن الرسول عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير
ولقدحفلت السنة النبوية الشريفة
بما يثبت أن الرسول الله شاور أصحابه في عدة أمور وفي جملة المواقف
ونجد الكثير من الأمثلة على ذلك في كتب التاريخ والتفسير والحديث وقد عبر عن ذلك أبو هريرة بقوله
(( لم يكن أحد أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ))
فكان يستشيرهم في الحرب وفي السلم بل وفي خاصة أمره فقد روى عنه في حادثة الإفك قوله عليه السلام :
(( أشيروا علي يا معشر المسلمين في قوم أبنوا أهلي ورموهم ))
واستشار علياً وأسامة بن زيد في فراق عائشة رضي الله عنها ونورد بعض الأمثلة على أخذ الرسول عليه السلام بالشورى .
**** غزوة بدر :
كان عدد الذين خرجوا مع الرسول عليه السلام في بدر 313 رجلاً ، منهم 207 من الأنصار و106 من المهاجرين
وقد استشار الرسول عليه السلام أصحابه في ثلاثة مواقف بغزوة بدر :
الأول قبل أن تبدأ المعركة
والثاني أثناءها
والثالث بعد انتهائها
فلم يصدر إليهم أمر بالحرب دون مشاورتهم ولو فعل لوجد منهم الطاعة والإذعان التامين ولكنه
استشارهم قبل الإقدام على القتال وقد استشار المهاجرين
فقام أبو بكر الصديق فقال فأحسن
ثم قام عمر فقال فأحسن
ولم يفته استشارة الأنصار أيضاً لأنهم كانوا قد تعاهدوا معه على الدفاع عنه وحمايته في المدينة فحسب ولذلك حرص على ألا يورطهم في حرب قد لا يريدونها ولذلك فعندما طلب الرأي قال سعد بن معاذ سيد الأوس بل سيد الأنصار
( وكان فيهم كالصديق في المهاجرين ) :
كأنك تريدنا والله يا رسول الله ثم أعلن تأييد الأنصار ومبايعتهم على القتال .
وعند المعركة وعلى أرضها برزت صورة أخرى للشورى إذ تقدم
((((( المنذر بن الحباب )))))يعرض مشورته على الرسول عليه السلام
فيما يتعلق باختيار المكان المناسب للنزول فيه وقد أقره الرسول على مشورته وعمل المسلمون برأيه .
وبعد انتصار المسلمين في بدر وحصولهم على الأنفال والأسرى من الكفار احتاجوا إلى المشورة مرة ثالثة :
وقد استشار الرسول عليه السلام أبا بكر وعمر
فأشار أبو بكر
بقبول الفداء من الأسرى ووافق ذلك رأى الرسول عليه السلام أيضاً
وخالفهما فيه عمر
أما علي بن أبي طالب فلم يعلن رأيه في هذا الأمر مع أنه أحد الثلاثة المستشارين ولعله آثر التريث حين رأى هذا الخلاف .
وقد نزل بعد ذلك الوحي بعدم أخذ الفداء .
**** في غزوة أحد :
حين علم الرسول عليه السلام بقدوم قريش للقتال استشار أصحابه فيما يفعل
فأشار قوم منهم
بلقاء قريش خارج المدينة وكان هذا رأي الشباب ومن لم يشهد بدراً وهم أكثر أهل المدينة وعلى رأس هذا الفريق حمزة بن عبد المطلب ( عم النبي عليه السلام ) وسعد بن عبادة والنعمان بن مالك .
أما الرسول عليه السلام فكان رأيه البقاء في المدينة وذلك لحصانتها الطبيعية ومناعتها وسهولة الإحاطة بالأعداء المهاجمين في أزقتها والانتفاع بمساعدة النساء والصبيان وقد رأى البقاء بالمدينة كذلك أكابر المهاجرين والأنصار وأرسل الرسول عليه السلام إلى عبدالله بن أبي بن سلول يستشيره ولم يكن استشاره من قبل ذلك ، فكان رأيه أيضاً هم بالبقاء بالمدينة وانتظار قدوم قريش إليهم .
وقد حدث أن قبل الرسول عليه السلام الرأي الأول رأي الكثرة من الشباب والمتحمسين للاستشهاد في المعركة وفي سبيل الله وقرر الخروج من المدينة وكانت موقعة أحد حيث فات المسلمين الأنصار
ومع ذلك فإن الله تعالى أمر الرسول عليه السلام في عقبها بأن يعفو عن المسلمين وأن يستغفر لهم وأن يشاورهم في الأمر حتى لا تكون هزيمة أحد سبباً مؤثراً في إغفال الشورى بعد ذلك .
**** صلح الحديبية :
كذلك شاور الرسول عليه السلام يوم الحديبية في أن يميل على ذرارى ( نسل ) المشركين ويقتلهم
فقال له أبو بكر الصديق :
أنا لم نجيء لقتال أحد وإنما جئنا معتمرين فوافقه الرسول عليه السلام على رأيه وهذا وعدل عما كان يراه .
هذا هو حكم الأمة وإستشارة أهل الحل والعقد والمشورة والصلاح والحكمة وقد يظن المغرضون أن أهل الحل والعقد هم البطانة سواء كانوا على مساوئهم أو محاسنهم دون أن يعلموا
أن مشروعية نظام الحكم في الإسلام له ضوابط وأخلاقيات لا يمكن للأمة أن تحيد عنها
منها طريقة إختيار ممثلى الأمة الإسلامية ؟
وطريقة إختيار أهل الحل والعقد ؟؟؟
وكذلك مشروعية إختيار الحاكم وبيعته ؟؟؟؟
وماذا عن صلاحيات كل منهم في ظل الحكومة الإسلامية ؟؟؟؟؟
إلى كل من يريدون تدمير قيمة الإنسان
هاهو
الإسلام يدعو لإعلاء قيمة الإنسان وإحترامه كأهم المخلوقات الكونية
إلى من يرغبوننا غارقين حتى الثمالة في براثن المادية نعب من نجسها ونرتع في أقذارها
ها هو
الدين الخاتم والرسالة العظمي تأتي لتتمم مكارم الأخلاق وتخاطب البشرية جمعاء فلا انفصال بين متع الحياة والدين الحق
فالإسلام العظيم
يعتبر الإنسان محور هذا الكون
فهو حامل الأمانة والقادر على تلوين الحياة
فكل شيء مخلوق ليكون مسخراً لهذا الإنسان يستعين به لإنفاذ تكليفه الذي كلفه اللّه تبارك وتعالى به
وهو عبادة اللّه
ومع امتلاك الإنسان لكل هذه السبل فهو يعيش ضمن أطر وضع نظامها رب هذا الكون وعلى الإنسان أن يقدّر هذه الأمانة الكبرى ليكون الدين والوطن لله عز وجل :
((( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )))
والعبادة في الإسلام لا تعني فقط فرض الطقوس والشعائر وإنما تشمل كل نواحي حياة الإنسان، الفردية، والجماعية
فالإنسان في كل تصرف يتصرفه وفي كل خطوة يخطوها
في واحد من حالين
أما هو في حال طاعة للّه
واما هو في حال معصية
فإن كان ينطلق في تصرفه من منطلق مراعاة أحكام الشرع، وعدم الرغبة في مخالفته، فهو في طاعة، سواء أصاب في تصرفه، أم أخطأ.
وإن كان ينطلق في تصرفه من منطلق عدم مراعاة الشرع، وعدم إقامة الاعتبار لرأيه، فهو في معصية سواء أصاب أم أخطأ.
تعلوا بنا يا سادتي الكرام
نستأنف ما بدأناه في حديثنا عن الإسلام دين وحضارة لنستكمل ما تناولناه عن الديمقراطية كمنظومة بشرية يونانية نسبت إلى الغرب بالخطأ وما يقابلها في فكرنا الإسلامي ومنظومتنا السامية الصالحة لكل زمان ومكان ألا وهي الشُّورى .
والشُّورى حق لجميع المسلمين على الخليفة، فلهم عليه أن يرجع إليهم في أمور لاستشارتهم فيها
قال تعالى:
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرجع إلى الناس ليستشيرهم
فقد استشارهم يوم بدر في أمر مكان المعركة، واستشارهم يوم أُحد في القتال خارج المدينة أو داخلها
ونزل عند رأي الحباب بن المنذر في الحالة الأولى وكان رأياً فنياً صدر عن خبير فأخذ به ونزل عند رأي الأكثرية يوم أُحد مع أن رأيه كان بخلافه.
وقد رجع عمر إلى المسلمين في أمر أرض العراق:
أيوزعها على المسلمين لأنها غنائم؟ أم يبقيها في يد أهلها، على أن يدفعوا خراجها، وتبقى رقبتها ملكاً لبيت مال المسلمين. وقد عمل بما أداه إليه اجتهاده، ووافقه عليه أكثر الصحابة، فترك الأرض بأيدي أصحابها على أن يؤدوا خراجها.
وقد عزل سعد بن أبي وقاص عن الولاية لمجرد الشكوى منه. وقال: إني لم أعزله عن خيانة أو ضعف.
وكما أن للمسلمين حق الشورى على الخليفة، فإنه يجب عليهم محاسبة الحكام على أعمالهم وتصرفاتهم.
والله سبحانه وتعالى فرض على المسلمين محاسبة الحكام وأمرهم أمراً جازماً بمحاسبتهم والتغيير عليهم إذا هضموا حقوق الرعية أو قصّروا بواجباتهم نحوها، أو أهملوا شأنا من شؤونها أو خالفوا أحكام الإسلام أو حكموا بغير ما أنزل الله.
روى مسلم عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، ما صلّوْا».
وقد اعترض الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعارضوه، فقد اعترض عمر بشدة على ما ورد في عقد صلح الحديبية من نص:
«إنه من أتى محمداً من قريش بغير إذن ولـيّه رَدَّهُ عليه، ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه»
. كما أنكر المسلمون أول الأمر، وعلى رأسهم عمر على أبي بكر عزمه على
محاربة المرتدين
كما أنكر طلحة والزبير عليه، عندما علما أنه يريد أن يعهد لعمر من بعده.
كما أنكر بلال بن رباح، والزبير وغيرهم على عمر عدم تقسيمه أرض العراق على المحاربين، وكما أنكرت عليه امرأة نهيه عن أن يزيد الناس في المهور على أربعمائة درهم، فقالت له: ليس هذا لك يا عمر: أما سمعت قول الله سبحانه:{وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا} فقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر.
ولهذا كله فمجلس الأُمة له حق الشورى، وعليه واجب المحاسبة
والقرآن الكريم أيها السادة حجة يجب العمل بما ورد فيه من أحكام وتتفق آراء المسلمين على انه قانون واجب الإتباع والدليل على ذلك أنه نزل من عند الله تعالى وانه قد نقل إليهم من عند ربهم بطريق قطعي لاشك في صحته .
فإذا نحن بحثنا عن أدلة حجية الشورى في القران أي عن الآيات التي نصت على الشورى فإننا نجد مثل ذلك النص في موضعين وآيتين شهيرتين وان كان القرآن قد أشار الى الشورى في بعض آيات أخرى .
الأولى : سورة آل عمران
والثانية : سورة الشورى .
و في سورة آل عمران :
نجد النص على الشورى في هذه السورة في قوله تعالى :
((((( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله أن الله يحب المتوكلين)))))
ففي هذه الآية نجد النص على الشورى قد جاء بصيغة الأمر الذي يتمثل في قوله تعالى
( وشاورهم في الأمر )
فقد أمر الله تعالى رسوله عليه السلام أن يشاور قومه في الأمر
وفي المشاورة فائدتان :
الأولى : تأليف قلوبهم وإشاعة المودة بينهم نتيجة للمشاورة .
الثانية : تعويد المسلمين على هذا النهج في معالجة الأمور لآن الرسول عليه السلام الأسوة الحسنة لهم , فإذا كان يلجأ إلى المشاورة فهم أولى أن يأخذوا بها .
و في سورة الشورى :
نجد في هذه السورة دليلاً ثانياً على حجية الشورى والسورة نفسها حملت اسم (( سورة الشورى )) حيث ورد ذكر الشورى في هذه الآية منها وهي قوله تعالى :
( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)
وفي هذه الآية يبين الله تعالى
أن الشورى هي إحدى الدعائم الهامة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي وما حملت السورة هذا الاسم إلا لبيان العناية بالشورى والتنبيه إلى عظيم أهميتها .
وكذلك نجد من يقول أن سورة الشورى إنما سميت بهذا الاسم
((((( لأنها السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي قررت الشورى عنصراً من عناصر الشخصية الإيمانية الحقة))))).
يقول شيخنا الجليل محمد حامد الفقي :
(( إذا كان النص على الشورى قد جاء بصيغة الأمر في سورة آل عمران في قوله تعالى :
( وشاورهم في الأمر)
فإن النص عليها بالصيغة الخبرية أو الوصفية في سورة الشورى لا يمنع من ثبوت الدليل عليها وإنما جاء اختلاف صيغة النص عليها تبعاً للخصائص تميز السور المكية في القرآن الكريم عن سوره المدنية
فسورة الشورى مكية النزول فيما عدا أربع آيات منها نزلت بالمدينة ليس من بينها هذه الآية التي تنص على الشورى ويلاحظ أن ما نزل من آيات القرآن بمكة لم يتميز بطابع الأسلوب التشريعي ووضع الأحكام المحددة فذلك هو طابع الآيات المدنية
أما الآيات المكية فليس فيها شيء من التشريع التفصيلي
بل معظم ما جاء فيها يرجع إلى المقصد الأول من الدين وهو توحيد الله سبحانه وتعالى وإقامة البراهين على وجوده
وذلك يؤدي إلى تربية القلب والوجدان ثم أن الإيمان يسبق العمل ويؤدي إليه ولهذا لا نعجب إذا جاء النص على الشورى في هذا الآية كإحدى الصفات المميزة للمؤمنين , ومذكورة بين صفات أخرى يمتازون بها وواجبة فيهم ثم أن ذكر الشورى جاء تالياً مباشرة لذكر الصلاة ، فإن المؤمنين منصفاتهم أنهم ذوو شورى لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه وكانوا قبل الهجرة وبعدها إذا حزبهم أمر اجتمعوا وتشاوروا .
وأما قوله تعالى ( ومما رزقناهم ينفقون )
فالمقصود به الإنفاق في سبيل الخير ولعل فصل الإنفاق عن قرينه ( الصلاة ) بذكر المشاورة بينهما إنما كان لوقوعها عند اجتماع المؤمنين للصلوات
فكان المؤمنون الأولون لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا عليه
وذلك من فرط تدبرهم وتيقظهم وصدق تآخيهم في إيمانهم وتحابهم في الله تعالى)))
ويذكر في ذلك الصدد أيضاً أن المؤمنين كانوا لانقيادهم إلى الرأي في أمورهم متفقون ولا يختلفون فمدحوا باتفاق كلمتهم .. وأنه ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم
يقول بن عربي :
أن الشورى ألفة للجماعة
ومسبار للعقول
وسبب إلى الصواب
فمدح الله المشاورة في الأمور بمدح القوم الذين يتمثلون ذلك ويطبقون الشورى في سلوكهم .
وقد ورد ذكر الشورى
في سورتين أخريتين بالنسبة للشرائع السابقة على الإسلام فيما ذكره الله تعالى في سورة طه وفي سورة النمل:
ففي سورة طه :
نجد إشارة إلى الشورى في سورة طه في قوله تعالى عما يذكره موسى عليه السلام :
(( واجعل لي وزيراً من أهلي ، هرون أخي ، أشدد به أزري ، وأشركه في أمري ))
وقد أشار أقضى القضاة أبو الحسن البغدادي
ذكر أن الله تعالى إذ حكى عن نبيه موسى عليه السلام هذا القول بهذه الآيات فأننا نفهم منه
(((( أنه إذا جاز ذلك في النبوة كان في الإمامة أجوز )))).
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من ولى منكم عملاً فأراد الله به خيراً جعل له وزيراً صالحاً أن نسى ذكره وإن ذكر أعانه ))
((((( عليك صلوات الله وسلامه يا رسول الله فلو إتخذ حكامنا هذا الحديث الشريف ميثاق لهم لفلحوا وما كان هذا هو حال الأمة
فما تعانيه الأمة إن هو إلى من فساد الرأس أكثر
ومن سوء بطانة سدة الحكم أكبر !!!!! )))))
ومن هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام أيضاً :
(( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان :
بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه
وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصمه الله ))
وقد سأل موسى ربع عز وجل أن يجعل له وزيرأً يشاركه في الأمر وفي النبوة أيضاً .
و في سورة النمل :
أورد القرآن الكريم إشارة إلى صورة من صور الشورى في قصة ملكة سبأ في قوله تعالى :
( قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة امرأً حتى تشهدون ).
وقد ذهب العلماء في تفسير هذا الآية إلى أن الملكة (( بلقيس )) ملكة سبأ طلبت من قومها أن يشيروا عليها في الأمر الذي نزل بما عندهم من الرأي
فما كان لها أن تمضي حكماً حتى يحضروا ويكونوا شاهدين وذكر أن أهل الشورى عندها كانت عدتهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً .
وإذا كان القرآن الكريم أيها السادة هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي بلا خلاف
فإن الحديث الشريف
أو السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن
وهي التي جاءت مفسرة ومتممة له ولو كره المنكرون .
فالسنة حجة على جميع المسلمين
وأصل من أصول تشريعهم
ودليل من الأدلة الشرعية التي يجب الأخذ بها
والعمل بمقتضاها
وهي بمعناها المعروف مآثر عن الرسول عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير
ولقدحفلت السنة النبوية الشريفة
بما يثبت أن الرسول الله شاور أصحابه في عدة أمور وفي جملة المواقف
ونجد الكثير من الأمثلة على ذلك في كتب التاريخ والتفسير والحديث وقد عبر عن ذلك أبو هريرة بقوله
(( لم يكن أحد أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ))
فكان يستشيرهم في الحرب وفي السلم بل وفي خاصة أمره فقد روى عنه في حادثة الإفك قوله عليه السلام :
(( أشيروا علي يا معشر المسلمين في قوم أبنوا أهلي ورموهم ))
واستشار علياً وأسامة بن زيد في فراق عائشة رضي الله عنها ونورد بعض الأمثلة على أخذ الرسول عليه السلام بالشورى .
**** غزوة بدر :
كان عدد الذين خرجوا مع الرسول عليه السلام في بدر 313 رجلاً ، منهم 207 من الأنصار و106 من المهاجرين
وقد استشار الرسول عليه السلام أصحابه في ثلاثة مواقف بغزوة بدر :
الأول قبل أن تبدأ المعركة
والثاني أثناءها
والثالث بعد انتهائها
فلم يصدر إليهم أمر بالحرب دون مشاورتهم ولو فعل لوجد منهم الطاعة والإذعان التامين ولكنه
استشارهم قبل الإقدام على القتال وقد استشار المهاجرين
فقام أبو بكر الصديق فقال فأحسن
ثم قام عمر فقال فأحسن
ولم يفته استشارة الأنصار أيضاً لأنهم كانوا قد تعاهدوا معه على الدفاع عنه وحمايته في المدينة فحسب ولذلك حرص على ألا يورطهم في حرب قد لا يريدونها ولذلك فعندما طلب الرأي قال سعد بن معاذ سيد الأوس بل سيد الأنصار
( وكان فيهم كالصديق في المهاجرين ) :
كأنك تريدنا والله يا رسول الله ثم أعلن تأييد الأنصار ومبايعتهم على القتال .
وعند المعركة وعلى أرضها برزت صورة أخرى للشورى إذ تقدم
((((( المنذر بن الحباب )))))يعرض مشورته على الرسول عليه السلام
فيما يتعلق باختيار المكان المناسب للنزول فيه وقد أقره الرسول على مشورته وعمل المسلمون برأيه .
وبعد انتصار المسلمين في بدر وحصولهم على الأنفال والأسرى من الكفار احتاجوا إلى المشورة مرة ثالثة :
وقد استشار الرسول عليه السلام أبا بكر وعمر
فأشار أبو بكر
بقبول الفداء من الأسرى ووافق ذلك رأى الرسول عليه السلام أيضاً
وخالفهما فيه عمر
أما علي بن أبي طالب فلم يعلن رأيه في هذا الأمر مع أنه أحد الثلاثة المستشارين ولعله آثر التريث حين رأى هذا الخلاف .
وقد نزل بعد ذلك الوحي بعدم أخذ الفداء .
**** في غزوة أحد :
حين علم الرسول عليه السلام بقدوم قريش للقتال استشار أصحابه فيما يفعل
فأشار قوم منهم
بلقاء قريش خارج المدينة وكان هذا رأي الشباب ومن لم يشهد بدراً وهم أكثر أهل المدينة وعلى رأس هذا الفريق حمزة بن عبد المطلب ( عم النبي عليه السلام ) وسعد بن عبادة والنعمان بن مالك .
أما الرسول عليه السلام فكان رأيه البقاء في المدينة وذلك لحصانتها الطبيعية ومناعتها وسهولة الإحاطة بالأعداء المهاجمين في أزقتها والانتفاع بمساعدة النساء والصبيان وقد رأى البقاء بالمدينة كذلك أكابر المهاجرين والأنصار وأرسل الرسول عليه السلام إلى عبدالله بن أبي بن سلول يستشيره ولم يكن استشاره من قبل ذلك ، فكان رأيه أيضاً هم بالبقاء بالمدينة وانتظار قدوم قريش إليهم .
وقد حدث أن قبل الرسول عليه السلام الرأي الأول رأي الكثرة من الشباب والمتحمسين للاستشهاد في المعركة وفي سبيل الله وقرر الخروج من المدينة وكانت موقعة أحد حيث فات المسلمين الأنصار
ومع ذلك فإن الله تعالى أمر الرسول عليه السلام في عقبها بأن يعفو عن المسلمين وأن يستغفر لهم وأن يشاورهم في الأمر حتى لا تكون هزيمة أحد سبباً مؤثراً في إغفال الشورى بعد ذلك .
**** صلح الحديبية :
كذلك شاور الرسول عليه السلام يوم الحديبية في أن يميل على ذرارى ( نسل ) المشركين ويقتلهم
فقال له أبو بكر الصديق :
أنا لم نجيء لقتال أحد وإنما جئنا معتمرين فوافقه الرسول عليه السلام على رأيه وهذا وعدل عما كان يراه .
هذا هو حكم الأمة وإستشارة أهل الحل والعقد والمشورة والصلاح والحكمة وقد يظن المغرضون أن أهل الحل والعقد هم البطانة سواء كانوا على مساوئهم أو محاسنهم دون أن يعلموا
أن مشروعية نظام الحكم في الإسلام له ضوابط وأخلاقيات لا يمكن للأمة أن تحيد عنها
منها طريقة إختيار ممثلى الأمة الإسلامية ؟
وطريقة إختيار أهل الحل والعقد ؟؟؟
وكذلك مشروعية إختيار الحاكم وبيعته ؟؟؟؟
وماذا عن صلاحيات كل منهم في ظل الحكومة الإسلامية ؟؟؟؟؟