- الثلاثاء إبريل 29, 2008 5:36 am
#3531
تحليل الصراع الدولي... دراسه مسحيه للأدبيات المعاصرة تمثل ظاهرة الصراع واحد من أبرز ظواهر عالم السياسه الدولية وبالتالي فقد ظلت دوما تستقطب اهتمام المعنيين بدراسة العلاقات الدولية وتحتل مكانا مرموقا في مؤلفاتهم ,بل راحو يفردون لها عشرات من الدراسات البحثيه بغية استجلاء طبيعتها والاحاطة بشى جوانبها وتداعياتها....
ثم راح فريق من الباحثين أن راح يصب اهتمامه على مسألة إداره الصراع الدولي . فظهرة بذالك حقل معرفي جديد في هذا الصدد..
ففي رحاب أجواء دولية مفعمة بالتوتر بين القطبين الامريكي والسوفيتي وفي ظل امتلاك العدين ن القوى الكبرى اسلحة الدمار الشامل. تنامت المخاوف من انفجار الصراعات الدوليه وبالتالي تزايدت الحاجه كما يقووول Brown_ الى ايجاد الوسائل الكفيلة بالسيطرة على هذه الصراعات ومنع انفجارها , ولان كان من شأنه مثل هذا ان يأتي بعواقب عظيمه الخطر في ظل أجواء دولية كهذا . وإجمالاً يمكن القول إن مفهوم الحرب البارده, وتحديدا خلال سنوات النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي. إذ ظهرت في عام 1957 أول دورية علمية متخصصة في مجال إدارة الصراع الدولي, ألا وهي مجلة "حل الصراع"
وارتباطا بما تقدم انتقل اليجال العقائدي من منطقة الصراع الايدلوجي (الليبرالي – الماركسي) إلى منطقة صدام الحضارات , وابدل بالحديث في الغرب الليبرالي عن الخطر الأحمر( الشيوعي) الحديث عن الخطر الأخظر ( الإسلام), وبالنظر إلى أن الإسلام – في تصور العديد من المفكرين والساسه الغربيين- بات يشكل العدو الجديد لنمط الحياة الغربي بعد تراجع الماركسية بمختلف تطبيقلتها , وعليه فسرعان ماظهر في أفق الفكر الغربي- لاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر- مصطلح جديد هو >>>الإسلاموفوبيا<<< بمعني الخوف من الأسلام. وفي ظل اجواء كهذه باتت الفكر المسيطر على كثير من المفكرين العرب والمسلمين أن الهوية العربيه والإسلامية أضحت في خطر , على أعتبار أن الغرب إنما يستهدف هذه الهويه بالتشويه والإقصاء. بل بالسعي إلى طمسها, متدثرة في ذلك بدثار الحرب على الإرهاب حينا, والتدخل لفرض الديمقراطيه وقيم حقوق الإنسان>>لا سيما حقوق المرأة<< وحقوق الأقليات أحيانا أخرى..
ولا يفوتنا في إطار الحديث عن الصراع الهويات هذا أن نشير إلى ظاهرة ذات صلت به ألا وهي استشراء الحركات العرقيه وتنامي دورها في عالم مابعد الحرب البارده, إنها الحركات التي شجعها تفكك الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا على السعي إلى الحصول لجماعاتها العرقيه>على حق تقرير المصيـــر من خلال دول مستقلة تجسد هوياتها وتعبر عن ذاتياتها.
ولقد صاحبت كل ماتقدم خاصية جديدة عظيمة الخطر والأهمية, وتتمثل هذه الخاصية في تراجع مبدأي>>السياده>> و <<عدم التدخل الشؤون الداخليه للدولة. وتغيرة النظرة إلى ذالك المبدآن اللذين لطالما حكما العلاقات الدولية لقرووون عديدة تمتد من معاهدة وستفاليا لعام(1648).
ويضاف الى كل ماتقدم ظهور التنامي الملحوظ لأدوار لاعبين دوليين جدد, سواء في مايتصل بالانهماك المباشر كأطراف للعلاقات والصراعات والتفاعلات, او حتى في مايتصل في عملية إدارة تلك العلاقات وهذه الصراعات والتفاعلات.
وأخيراً وليس أخرا, شهدت البيئة الصراعات لعالم مابعد الحرب البارده ظهور قوى نوويه جديده, إذ تأكد منذ مايو 1998 امتلاك كل من الهند وباكستان للسلاح النووي , ثم كوريا الشماليه لعام 2006 , كما أن هناك شكوك عميقه تساور القوى الكبرى حول إمكانية امتلاك ايران لذالك السلاح في القريب العاجل.
تلكم كانت ابرز خصائص البيئة الصراعية في عالم مابعد الحرب البارده.
إن مفهوم إدارة الصراع الدولي غير متفق عليه اصطلاحاً بين الباحثين,
اولاً: مفهوم إدارة الصراع الدولي في الأدبيات المعاصرة (رؤى متنوعه) يقوول Mitchel- تتداخل من حيث مدلولها مع المنافسه, التوتر, والعداء ,الكفاح, التنافر, الخصومه,الانقسام والنزاع.ثم ان الصراع يحمل في بطنه مفهوم الأزمة الدولية.
ويضاف الى التعقيدات التي تجابه تحديد مفهوم الصراع الدولي هو ظهور لاعبين دوليين جدد وخاصة بعد نهاية الحرب البارده اصبح يلعبون دوراً كبيرافي البيئة الدوليه..
ويضاف إلى كل ماتقدم- كما يقول كل من lepgoldوlambold- أن أغلب صراعات فترة مابعد الحرب البارده هي صراعات داخليه تنتشر بصوره أساسيه داخل البلدان العالم الثالث ويغلب عليها الطابع العرقي, وفي السابق كانو ينظرون الى تلك الصراعات بأنها شؤون داخليه محضه.
وبالتالي فالاختلاف بائنا بين الباحثين بصدد تحديد مفهوم الصراع الدولي,وبالجملة فإنه يتعين أن نميز بين اتجاهين رئيسيين بصدد تعريف ذينك المفهومين:
الاتجاه الاول: ينظر الى الصراع الدولي بأنه ظاهرة طبيعية, بأنظر بأن الاصل في العلاقات الدوليه بأنها بطبيعتها علاقة صراع, فهي صراع من أجل القوة, صراع بين قوى متفاعلتان على المصالح المتنافرة أن كل دولة هي بالضرورة في صراع دائم من أجل مع العالم الخارجي من أجل تحقيق أهدافها بوسيلتين رئيسيتين هما>>الديبلوماسيه<< والعنف(الحرب).
الاتجاه الثاني: فهو لاأكثر شيوعاً في دراسة ظاهرة الصراع الدوليوهو أن الصراع الدولي حالة مرضية,, بمعنى أن الصراعات الدولية هي علاقات أو واقف أو أوضاع دولية تنطوي على مشكلات يتعين إيجاد الحلول لها..
وأرتباطاً بما تقدم تختلف الرؤى , فيرىDixon- أن الصراع الدولي ينشأمن الإدراك المتبادل لتناقض المثصالح المادية والقيم الأساسية بين طرفين دوليين أو أكثر, وهو مسألة قد تتعلق بالسيادة ,او الأمن القومي, أو الهوية, وهو يعرف إدارة الصراع بأنها<<جملة الجهود التي تستهدف تحقيق السلام بين أطراف الصراع.
ويعرف Watkinsو Rosegrent إدارة الصراع الدولي بأنها عملية يقوم بها طرف دولي ما يسمى الطرف الثالث يتدخل من خلالها بين أطراف صراع دولي قائم بغية تجنب التصعيد ونزع فتيل التوتر, ومنع تفاقم ذالك الصراع.
وجملة القول في شأن كل ماتقدم أن إدارة الصراع الدولي لا تنطوي على عملية واحده, وانما هي سلسلة من العمليات الغائية يتماشى كل منها مع مستوى معين لحده الصراع,فهي تتجنب صراع يتوقع حدوثه في المستقبل القريب, كما قد تستهدف من الصراع- في بداياته الأولى – من الوصول الى مرحلة العنف, كذالك قد تستهدف صراع قائم أو تثبيته بحيث لا يتصاعد مستوى التوتر أو العنف فيه,كما قد تستهدف حل صراع قائم ومتجذر بالفعل في الواقع الدولي.كما أنها أخيراً وليس أخراً قد تستهدف الحيلولة دون اندلاع صراع-كان تم حله-مجددا,وبالتالي صنع السلام ..
ثانياً: الاتجاهات المعاصرة في دراسة أساليب إدارة الصراع الدولي: تجري عملية إدارة الصراع الدولي في معظم الأحوال من خلال تدخل طرف ثالث يسعى اما الى منع الصراع,أو ضبطه, أو حله, أو تحقيق السلام بين أطراف النزاع ((الصراع))..إلخ
وأيا كانت اهداف القائمين على ادارة الصراع الدولي , فإنهم يلجأؤن-في سبيل تحقيق هذه لأهداف الى وسائل عديدة وتنوعة.ويلاحظ أن الوسائل التي حظيت بأهتمام الباحثين المعاصرين تتمثل في:
1. الوسائل الديبلوماسيه( التفاوض- المساومه- الوساطه)
2. العقوبات الاقتصادية.
3. التهديد بأستخدام القوة والاستخدام الفعلي لها.
وفي مايلي محاولة لتقديم تصنيف للأتجاهات المعاصرة في دراسة إدارة الصراع الدولي استنادا الى أساليب إدارة الصراع الدولي التي تركز عليها.
1- الاتجاهات التي تركز على الوسائل الديبلوماسية في إدارة الصراع:
يلاحظ أن الوسائل الدبلوماسيه في إدارة الصراع الدولي قد استأثرت بالجانب الأكبر من اهتمام الباحثين المعاصرين, بيدا أن التفاوض هو لأفضل الطرق لتطويق الصراع. والوصول إلى الترتيبات والأوضاع الدوليه المرغوبه.ويدلان على ذلك بنجاح المفاوضين الأمريكيين في حشد التحالف في مواجهة العراق غداة غزو الكويت في أغسطس 1990, ويعرف foster—وأخرون التفاوض بأنه العملية التي من خلالها تنحو التوجيهات والأفكار والآراء المتعارضة لأطراف الصراع إلى التغيير في اتجاة التقارب بمايهيئ لزيادة احتمال الوصول الى نتائج ترضيه للطرفين, ويضيوفون إلى ان المساومة لا تستند فقط الى التفاوض, وانما كذالك إلى التلويح بأستخدام القوة لتدعيم موقف المفاوض في الوصول الى أهدافه من عملية التفاوض.
ويقدم powell نظرية المساومة والتي تعني: اقتسام المكاسب الناشئه عن التحرك الجماعي لأطراف الصراع, ويؤكد بأن الحرب هو نتيجه لفشل المساومه, إن للمساومه كما يقول powell دورا محوريا في تحقيق السلام وإقامة التحالف وهيكلة المؤسسات الدولية.
ويرء إسماعيل صبري بأن المساومة قد تكون تصالحية وقد تكون إكراهيه, فأما المصالحة التصالحية فتقووم على قاعدة الأخذ والعطاء بين أطرافها ووعيهم بالمزايا المشتركة بينهم, وتكون عملية المساومة بينهم في إدارة الصراع منطلقة من منطلق المصالح المشتركه,وأما الإكراهيةفهي التي تجري في مناخ من التهديد, والإرهاب, ولتخويف, وعروض القوة والإبتزاز والتي تمارسه الدول القوية على الضعيفه وذلك بغيت إملاء شروووط مجحفه عليها, وهذه المساومة تنحو إلى تركيز على دائرة المصالح المتنازع عليها.
ويوجزschelling أهمية المساومة في عبارة تركيزه قوامها: إن الديبلوماسية هــــــــــــي المساومة.
الديبلوماسية الوقائية:
ان مفهوم اليبلوماسية الوقائية كما ورد في تقرير السكرتير العام للأمم المتحدة- حيث أكد التقرير_ كما يقول السيد أيمن شلبي أن الديبلوماسية الوقائية هي أكثر الأساليب الديبلوماسية فعالية,كما إن الحاجة اليها أصبح أكثر إلحاحا, حيث أنها تستهدف تخفيض التوتر قبل أن يترتب عليه صراع فعلي.
ويقول george عن الديبلوماسية الوقائية في ظل مابعد الحرب البارده وتزايد عدد الصراعات الداخيلة أصبح من الغير الممكن التعامل مع هذه الصراعات بقواعد الحرب الباردة, وبالتالي بات من المتعين على صانعي القرار والباحثين على حد سواء- العمل نحو تطوير معرفه جديدة, واستحداث طرق جديدة لتعامل مع هذه الصراعات قبل أن تنفجر وتتحول الى صراعات مسلحة واسعة النطاق.
ويرى George أنه يجب التعامل مع المشكة النوويه الكورية الشمالية كصراع كامن من خلال الديبلوماسية الوقائية.
وساطة الطرف الثالث وإدارة الصراع الدولي:
تعرف الوساطة الدولية: بأنها عملية يقوم من خلالها طرف ثالث محايد>>يعرف بالوسيط<< بالتعامل مع أطراف صراع ما, ومساعدتهم على إيجاد حل لصراعاتهم. والطرف الثالث قد يكون دولة ,اومجموعة دول, أو منظمة دولية أو إقليمية ,أو منظمة غير حكومية, أو حتى فرد من أو مجموعة ما من الأفراد..
ويعرفها كلاً من TERRIS-MAOZ اوساطة بأنها مجموعة من الإجراءات يتخذها طرف دولي إزاء صراع على المصالح بين طرفين آخرين بقصد حل الصراع بالوسائل السلمية,وقد ذكرو الباحثان خمسة امرو لإحتمالية نجاح الوساطه:
• هوية الطرف الثالث القائمة بالوساطة
• الاستراتيجيه التي يتبعها في هذا الصدد
• طبيعة الرابط أو العلاقات التي تربط الطرف الثالث وطرفي الصراع
• تاريخ عميلة الوساطه السابقة في هذا الصراع
• مدى رغبة أطراف الصراع في نجاح الواسطه
ويقول KLEIDOER إن الوساطة هي أسلوب من اساليب إدارة الصراع الدولي يقنع بمقتضاه طرف ثالث أو اثنين أو أكثر من الأطراف المتصارعين بإيجاد حل للمتنازعين يحول دون اللجوء الى استخدام القوة. وهو يرى ان نجاح الوساطه يتوقفان على خصائص تتعلق بطبيعة الصراع وهي:
• مدى تجذر الصراع
• مدى التوتر الذي ينطوي عليه الصراع
• طبيعة وأهمية الأهداف أ, القضايا التي يدور حولها الصراع
كما ذكر عدة امور لنجاح الواسطه وفعاليته وهي:
• هوية اطراف الصراع الحقيقيين
• مدى انغماسهم بالصراع
• طبيعة النظم السياسيه لهذا الصراع
• دوافع أطراف الصراع لقبول الوساطه
• طبيعة العلاقات السابقة بين هذه الأطراف
• توازن القوى فيما بين أطراف الصراع
ويقدم ROTHMAN استراتيجية لأدارة الصراع العرقي>>من خلال اسلوب تدخل طرف ثالث<<يحدد من خلالها ثلاث مراحل يجب أن يلتزمها الطرف الثالث حتى تأتي وساطته فعالة.
وتتمثل في:
1. تشجيع أطراف الثصراع على وضع حد زمني لإنهاء الأعمال العدائية
2. إيجاد أرضية مشتركة وتصور مبدئي بين أطراف الصراع لشتى الجوانب والقضايا المتعلقة به.
3. دخول الأطراف في عملية مساومة بغية التواصل إلى حل نهائي للصراع.
وعلى الرغم من أن الوساطة هي أكثر الأساليب إدارة الصراع الدولي فعالية وأمضاها أثر لدى كل من LANGLEYوBERCOVITCH فإنهما يريان أن فرصة نجاح الوساطة محدودة في النزعات المعقدة والمركبة.
2- العقوبات الإقتصادية:
تعني العقوبات الإقتصادية –كما يقول naylorمجموعة من الإجراءات العقابية ذات الطابع الإقتصادي يتخذها طرف دولي ما(منظمة دولية أو دولة) في مواجهة طرف دولي آخر..وتتمثل أهو هذه الإجرات بالحصار, الحظر, وهي تستخدم عادة بغية تحقيق أهداف سياسية لطرف المستخدم لها- في معظم الأحيان_على تغيير التوجهات السياسية لطرف الخاضع للعقوبات, بما يتماشى مع رغبة ومصلحة الطرف المستخدم لها.
ويرى كلاًمن luttwakوnester أنه بإنتهاء الحرب الباردةتضائلة دور الأداة العسكرية وقوت نيران المدافع أمام قوة رأس المال وتعاظم القوة الإقتصادية.
كذالك يرىConroy وأخرون بأن عقد التسعينات هو بحق عقد العقوبات الإقتصادية.
في المقابل نجد دراسات عديدة تشكك فعلاً في فعالية العقوبات الإقتصادية بوصفها أداة لإدارة الصارع الدولي,,, فمثلاً يرى Pape أن العقوبات الإقتصادية في معظم الأحيان ليس في مقدورها في معظم الأحيان أن تحقق أهداف سياسية طموحا, كما أستخدام القوة العسكرية في مواجهتهم, ويضرب مثال على ذلك حرب الخليج الثانيه والعقوبات الإقتصادية التي فرضة على العراق وتسببت في مقتل 567ألف طفل عراقي وهذا مالم تسببه الحرب العسكرية والتي راح فيها 40 ألف من العسكريين وخمسة آلاف من المدنيين,ويرى pape ايظا أنه في ظل ضعف العقوبات الإقتصادية فهذا لايعني استخدم القوة العسكرية مباشره, ذلك لأن أستخدام القوة قد يفشل في بعض الأحيان كما حدث في كل من فيتنام والصومال.وعليه فعلى صانع القرار أن يقيم في كل موقف صراعي على حده, أفضلية أي من الوسائل الديبلوماسية أم أستخدام القوة المسلحة في إدارة الموقف..
وفي الاتجاه ذاته يقدم geroupa و gata دراسة بحثية عن فعالية العقوبات الدولية ومما قاله فيها أنه كلما طال أمد العقوبات الإقتصادية الدولية تقصت فعاليتها في إحداث التغيير المتوخى في مواقف أطراف الصراع الواقعين تحت وطأة هذه العقوبات ,, ويضيف الباحثان كنتائج دراستهما أن فعالية العقوبات الإقتصادية كآلية لإدراة الصراع الدولي لاتتناسب بالضرورة –طرديا معحجم هذه العقوبات.
ويرى Nicholson أن العقوبات الإقتصادية لاغنى عنها كأسلوب لإدارة الصراع الدولي غير أن فعاليتها قد لاتظهر في بعض الموقف الدولية وهذا لعدة أسباب:
• عدم ألتزام بعض دول الإقتصادية الكبرى(سواء في السر أو في العلن) بتطبيق العقوبات.
• أن أقتصاديات الدول التي تتعرض للعقوبات قد تكون من المرونة بحيث تستوعب بصورة أو بأخرى ال الأثار السلبية الناجمة عن تلك العقوبات.
• أن وطأة العقوبات غالبا تقع على الشعوب دون الحكومات وبالتالي لا تتأثر بها القيادات السياسية لا سيما بالنظم الإستبدادية التي لا تهتم بالصعوبات التي تواجهها شعوبهم.
أما الأتجاه الثاني فيرى أصحابه أن العقوبات الإقتصادية هي أداة غير فعالة في إدارة الصراع الدولي, كما أ، لها آثار سلبية خطيييرة على المواطنين العاديين(من دون الحكومات) في الدول المعرضة لها, ذلك الى جابن أنها تق تضر بمصالح دول أخرى لها علاقات أقتصادية معها.
أما الاتجاه الثالث فيؤكد أصحاب هذا الإتجاه ان العقوبات الإقتصادية هي أداة لا غنى عنها في إدارة الصراع الدولي ولكـــــــــــــن بشرط أن يراعى في تصميمها واستخدامها أن تحقق الأهداف السياسية المتوخاه من ورائها من دون الإضرار بالمدنيين, وكذالك من دون الاضرار بمصالح الدول الأخرى التي ترتبطها بالدولة الخاضعة للعقوبات بمصالح اقتصادية مهمة.
3- القوة ,إدارة الصراع الدولي في الأدبيات المعاصرة:
يقع أستخدام القوى في إدارة الصراعات الدولية على وجهين:
• التهدين باستخدام القوى وهذا يمثل عملا من أعمال الديبلوماسية وتكون القوة هنا داعمة لتفاوضللطرف المهدد بأستخدامها.
• الستخدام الفعلي للقوة المسلحة من خلال الانغماس العسكري لمباشر في الصراع.
إن التهديد بإستخدام القوى يمثل الخطوة الثانية للعمل الديبلوماسي,, وأما الاستخدام الفعلي للقوة فإنه يعد الملاذ الأخير في حال فشل كل الأساليب الأخرى.
وقد تغير هذا الفكرة الاستراتيجي في ظل المستجدات في التسعينات وزوال الإتحاد السوفيتيشعرة القواة المسلحة الامريكية بأنها الأقوى والأعظم تفوقا من الناحية التدريبية, والأكمل إعدادا.....الخ. كان من الطبيعي أن يتحول الفكر الأمريكي من مبدأ واينبرجر حيث راح العديد من المفكرين الأمريكيين وعلى رأسهك كولن باول ( وزير الخارجية السابق) وليس أسبن ( وزير الخارجية الاسبق) يؤكدون على فكرة أستخدام القوة في إدارة الصراعات الدولية حيث باول على أن أي استخدام القوة من جانب الولايات المتحدة من شأنه إنجاز أهدافها بسرعة, وكما أنها لن تتحمل الا الحد الادني من الخسائر في الجنود الامريكيين.
كذالك فإن ثمة دراسة على قدر من الأهمية بصدد ماتقدم وهي Condoleezza –rice أستاذ العلوم السياسية ومستشارة الرئيس الأمريكي جور بوش الأب لشؤون الأمن القومي سابقا ووزيرة الخارجية حالياً,, وهي التي تمثل أول تبشير بمبدأ الحرب الإستباقية الذي يتبناه الأمريكييون حالياً, ومن خلال دراستها هذه قالت بأن لابد للولاياة المتحد أن تبرهن على قوتها المسلحة قادرة على الردع بل وخوض الحروب من أجل الدفاع عن المصالح الأمريكية في حال فشل الردع. وهي ترى ان تتعامل الولايات المتحدة بكل حزم مع ماتطرحه- من تحديات- النظم الشريرة التي هي قوى معادية تسعى الى امتلاك أسلحة دمار شامل وتعتمد في سياستها الداخلية على الإرهاب (العراق وإيران التي تتبنى الأرهاب وتهديد امن إسرائيل).
وفي المقابل يرى nester أنه على الرغم من أ، الأمم المتحدة قد تخلصت من كثير من خلال التدخل العسكري لا تزال أقل بكثيير مما يجب.فعلى سبيل المثال النجاح التي حققت في مواجهة العراق1991 إلا انها وقفت مكتوفة الأيدي في إيزاء صراعات أخرى مثل المشكلة الشيشانية1994-1996>><<1999-2003>> وذلك نظراً بطبيعة الحال أن روسيا قوة كبرى ونووية ناهيك عن امتلاكها حق الاعتراض (الفيتو) في مجلس الأمن..
وجملة القول في شأن موقف الأتجاهات الفكرية المعاصرة من مسألة استخدام القوة ( والتلويح بأستخدامها) في إدارة الصراع الدولي ولأدبيات المعاصرة قد تناولت جوانب عديدة في هذا الصدد, فثمة اتجاهات يؤكدون استخدام القوة (وهو كذالك الفكر الذي يمكن أن نطلق عليه مبدأ باول ورايس) في حين ثمة دراسات أخرى أكدة أن استخدام القوى العسكرية يتعين أن يكون في خدمة الديبلوماسية.
ثم راح فريق من الباحثين أن راح يصب اهتمامه على مسألة إداره الصراع الدولي . فظهرة بذالك حقل معرفي جديد في هذا الصدد..
ففي رحاب أجواء دولية مفعمة بالتوتر بين القطبين الامريكي والسوفيتي وفي ظل امتلاك العدين ن القوى الكبرى اسلحة الدمار الشامل. تنامت المخاوف من انفجار الصراعات الدوليه وبالتالي تزايدت الحاجه كما يقووول Brown_ الى ايجاد الوسائل الكفيلة بالسيطرة على هذه الصراعات ومنع انفجارها , ولان كان من شأنه مثل هذا ان يأتي بعواقب عظيمه الخطر في ظل أجواء دولية كهذا . وإجمالاً يمكن القول إن مفهوم الحرب البارده, وتحديدا خلال سنوات النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي. إذ ظهرت في عام 1957 أول دورية علمية متخصصة في مجال إدارة الصراع الدولي, ألا وهي مجلة "حل الصراع"
وارتباطا بما تقدم انتقل اليجال العقائدي من منطقة الصراع الايدلوجي (الليبرالي – الماركسي) إلى منطقة صدام الحضارات , وابدل بالحديث في الغرب الليبرالي عن الخطر الأحمر( الشيوعي) الحديث عن الخطر الأخظر ( الإسلام), وبالنظر إلى أن الإسلام – في تصور العديد من المفكرين والساسه الغربيين- بات يشكل العدو الجديد لنمط الحياة الغربي بعد تراجع الماركسية بمختلف تطبيقلتها , وعليه فسرعان ماظهر في أفق الفكر الغربي- لاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر- مصطلح جديد هو >>>الإسلاموفوبيا<<< بمعني الخوف من الأسلام. وفي ظل اجواء كهذه باتت الفكر المسيطر على كثير من المفكرين العرب والمسلمين أن الهوية العربيه والإسلامية أضحت في خطر , على أعتبار أن الغرب إنما يستهدف هذه الهويه بالتشويه والإقصاء. بل بالسعي إلى طمسها, متدثرة في ذلك بدثار الحرب على الإرهاب حينا, والتدخل لفرض الديمقراطيه وقيم حقوق الإنسان>>لا سيما حقوق المرأة<< وحقوق الأقليات أحيانا أخرى..
ولا يفوتنا في إطار الحديث عن الصراع الهويات هذا أن نشير إلى ظاهرة ذات صلت به ألا وهي استشراء الحركات العرقيه وتنامي دورها في عالم مابعد الحرب البارده, إنها الحركات التي شجعها تفكك الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا على السعي إلى الحصول لجماعاتها العرقيه>على حق تقرير المصيـــر من خلال دول مستقلة تجسد هوياتها وتعبر عن ذاتياتها.
ولقد صاحبت كل ماتقدم خاصية جديدة عظيمة الخطر والأهمية, وتتمثل هذه الخاصية في تراجع مبدأي>>السياده>> و <<عدم التدخل الشؤون الداخليه للدولة. وتغيرة النظرة إلى ذالك المبدآن اللذين لطالما حكما العلاقات الدولية لقرووون عديدة تمتد من معاهدة وستفاليا لعام(1648).
ويضاف الى كل ماتقدم ظهور التنامي الملحوظ لأدوار لاعبين دوليين جدد, سواء في مايتصل بالانهماك المباشر كأطراف للعلاقات والصراعات والتفاعلات, او حتى في مايتصل في عملية إدارة تلك العلاقات وهذه الصراعات والتفاعلات.
وأخيراً وليس أخرا, شهدت البيئة الصراعات لعالم مابعد الحرب البارده ظهور قوى نوويه جديده, إذ تأكد منذ مايو 1998 امتلاك كل من الهند وباكستان للسلاح النووي , ثم كوريا الشماليه لعام 2006 , كما أن هناك شكوك عميقه تساور القوى الكبرى حول إمكانية امتلاك ايران لذالك السلاح في القريب العاجل.
تلكم كانت ابرز خصائص البيئة الصراعية في عالم مابعد الحرب البارده.
إن مفهوم إدارة الصراع الدولي غير متفق عليه اصطلاحاً بين الباحثين,
اولاً: مفهوم إدارة الصراع الدولي في الأدبيات المعاصرة (رؤى متنوعه) يقوول Mitchel- تتداخل من حيث مدلولها مع المنافسه, التوتر, والعداء ,الكفاح, التنافر, الخصومه,الانقسام والنزاع.ثم ان الصراع يحمل في بطنه مفهوم الأزمة الدولية.
ويضاف الى التعقيدات التي تجابه تحديد مفهوم الصراع الدولي هو ظهور لاعبين دوليين جدد وخاصة بعد نهاية الحرب البارده اصبح يلعبون دوراً كبيرافي البيئة الدوليه..
ويضاف إلى كل ماتقدم- كما يقول كل من lepgoldوlambold- أن أغلب صراعات فترة مابعد الحرب البارده هي صراعات داخليه تنتشر بصوره أساسيه داخل البلدان العالم الثالث ويغلب عليها الطابع العرقي, وفي السابق كانو ينظرون الى تلك الصراعات بأنها شؤون داخليه محضه.
وبالتالي فالاختلاف بائنا بين الباحثين بصدد تحديد مفهوم الصراع الدولي,وبالجملة فإنه يتعين أن نميز بين اتجاهين رئيسيين بصدد تعريف ذينك المفهومين:
الاتجاه الاول: ينظر الى الصراع الدولي بأنه ظاهرة طبيعية, بأنظر بأن الاصل في العلاقات الدوليه بأنها بطبيعتها علاقة صراع, فهي صراع من أجل القوة, صراع بين قوى متفاعلتان على المصالح المتنافرة أن كل دولة هي بالضرورة في صراع دائم من أجل مع العالم الخارجي من أجل تحقيق أهدافها بوسيلتين رئيسيتين هما>>الديبلوماسيه<< والعنف(الحرب).
الاتجاه الثاني: فهو لاأكثر شيوعاً في دراسة ظاهرة الصراع الدوليوهو أن الصراع الدولي حالة مرضية,, بمعنى أن الصراعات الدولية هي علاقات أو واقف أو أوضاع دولية تنطوي على مشكلات يتعين إيجاد الحلول لها..
وأرتباطاً بما تقدم تختلف الرؤى , فيرىDixon- أن الصراع الدولي ينشأمن الإدراك المتبادل لتناقض المثصالح المادية والقيم الأساسية بين طرفين دوليين أو أكثر, وهو مسألة قد تتعلق بالسيادة ,او الأمن القومي, أو الهوية, وهو يعرف إدارة الصراع بأنها<<جملة الجهود التي تستهدف تحقيق السلام بين أطراف الصراع.
ويعرف Watkinsو Rosegrent إدارة الصراع الدولي بأنها عملية يقوم بها طرف دولي ما يسمى الطرف الثالث يتدخل من خلالها بين أطراف صراع دولي قائم بغية تجنب التصعيد ونزع فتيل التوتر, ومنع تفاقم ذالك الصراع.
وجملة القول في شأن كل ماتقدم أن إدارة الصراع الدولي لا تنطوي على عملية واحده, وانما هي سلسلة من العمليات الغائية يتماشى كل منها مع مستوى معين لحده الصراع,فهي تتجنب صراع يتوقع حدوثه في المستقبل القريب, كما قد تستهدف من الصراع- في بداياته الأولى – من الوصول الى مرحلة العنف, كذالك قد تستهدف صراع قائم أو تثبيته بحيث لا يتصاعد مستوى التوتر أو العنف فيه,كما قد تستهدف حل صراع قائم ومتجذر بالفعل في الواقع الدولي.كما أنها أخيراً وليس أخراً قد تستهدف الحيلولة دون اندلاع صراع-كان تم حله-مجددا,وبالتالي صنع السلام ..
ثانياً: الاتجاهات المعاصرة في دراسة أساليب إدارة الصراع الدولي: تجري عملية إدارة الصراع الدولي في معظم الأحوال من خلال تدخل طرف ثالث يسعى اما الى منع الصراع,أو ضبطه, أو حله, أو تحقيق السلام بين أطراف النزاع ((الصراع))..إلخ
وأيا كانت اهداف القائمين على ادارة الصراع الدولي , فإنهم يلجأؤن-في سبيل تحقيق هذه لأهداف الى وسائل عديدة وتنوعة.ويلاحظ أن الوسائل التي حظيت بأهتمام الباحثين المعاصرين تتمثل في:
1. الوسائل الديبلوماسيه( التفاوض- المساومه- الوساطه)
2. العقوبات الاقتصادية.
3. التهديد بأستخدام القوة والاستخدام الفعلي لها.
وفي مايلي محاولة لتقديم تصنيف للأتجاهات المعاصرة في دراسة إدارة الصراع الدولي استنادا الى أساليب إدارة الصراع الدولي التي تركز عليها.
1- الاتجاهات التي تركز على الوسائل الديبلوماسية في إدارة الصراع:
يلاحظ أن الوسائل الدبلوماسيه في إدارة الصراع الدولي قد استأثرت بالجانب الأكبر من اهتمام الباحثين المعاصرين, بيدا أن التفاوض هو لأفضل الطرق لتطويق الصراع. والوصول إلى الترتيبات والأوضاع الدوليه المرغوبه.ويدلان على ذلك بنجاح المفاوضين الأمريكيين في حشد التحالف في مواجهة العراق غداة غزو الكويت في أغسطس 1990, ويعرف foster—وأخرون التفاوض بأنه العملية التي من خلالها تنحو التوجيهات والأفكار والآراء المتعارضة لأطراف الصراع إلى التغيير في اتجاة التقارب بمايهيئ لزيادة احتمال الوصول الى نتائج ترضيه للطرفين, ويضيوفون إلى ان المساومة لا تستند فقط الى التفاوض, وانما كذالك إلى التلويح بأستخدام القوة لتدعيم موقف المفاوض في الوصول الى أهدافه من عملية التفاوض.
ويقدم powell نظرية المساومة والتي تعني: اقتسام المكاسب الناشئه عن التحرك الجماعي لأطراف الصراع, ويؤكد بأن الحرب هو نتيجه لفشل المساومه, إن للمساومه كما يقول powell دورا محوريا في تحقيق السلام وإقامة التحالف وهيكلة المؤسسات الدولية.
ويرء إسماعيل صبري بأن المساومة قد تكون تصالحية وقد تكون إكراهيه, فأما المصالحة التصالحية فتقووم على قاعدة الأخذ والعطاء بين أطرافها ووعيهم بالمزايا المشتركة بينهم, وتكون عملية المساومة بينهم في إدارة الصراع منطلقة من منطلق المصالح المشتركه,وأما الإكراهيةفهي التي تجري في مناخ من التهديد, والإرهاب, ولتخويف, وعروض القوة والإبتزاز والتي تمارسه الدول القوية على الضعيفه وذلك بغيت إملاء شروووط مجحفه عليها, وهذه المساومة تنحو إلى تركيز على دائرة المصالح المتنازع عليها.
ويوجزschelling أهمية المساومة في عبارة تركيزه قوامها: إن الديبلوماسية هــــــــــــي المساومة.
الديبلوماسية الوقائية:
ان مفهوم اليبلوماسية الوقائية كما ورد في تقرير السكرتير العام للأمم المتحدة- حيث أكد التقرير_ كما يقول السيد أيمن شلبي أن الديبلوماسية الوقائية هي أكثر الأساليب الديبلوماسية فعالية,كما إن الحاجة اليها أصبح أكثر إلحاحا, حيث أنها تستهدف تخفيض التوتر قبل أن يترتب عليه صراع فعلي.
ويقول george عن الديبلوماسية الوقائية في ظل مابعد الحرب البارده وتزايد عدد الصراعات الداخيلة أصبح من الغير الممكن التعامل مع هذه الصراعات بقواعد الحرب الباردة, وبالتالي بات من المتعين على صانعي القرار والباحثين على حد سواء- العمل نحو تطوير معرفه جديدة, واستحداث طرق جديدة لتعامل مع هذه الصراعات قبل أن تنفجر وتتحول الى صراعات مسلحة واسعة النطاق.
ويرى George أنه يجب التعامل مع المشكة النوويه الكورية الشمالية كصراع كامن من خلال الديبلوماسية الوقائية.
وساطة الطرف الثالث وإدارة الصراع الدولي:
تعرف الوساطة الدولية: بأنها عملية يقوم من خلالها طرف ثالث محايد>>يعرف بالوسيط<< بالتعامل مع أطراف صراع ما, ومساعدتهم على إيجاد حل لصراعاتهم. والطرف الثالث قد يكون دولة ,اومجموعة دول, أو منظمة دولية أو إقليمية ,أو منظمة غير حكومية, أو حتى فرد من أو مجموعة ما من الأفراد..
ويعرفها كلاً من TERRIS-MAOZ اوساطة بأنها مجموعة من الإجراءات يتخذها طرف دولي إزاء صراع على المصالح بين طرفين آخرين بقصد حل الصراع بالوسائل السلمية,وقد ذكرو الباحثان خمسة امرو لإحتمالية نجاح الوساطه:
• هوية الطرف الثالث القائمة بالوساطة
• الاستراتيجيه التي يتبعها في هذا الصدد
• طبيعة الرابط أو العلاقات التي تربط الطرف الثالث وطرفي الصراع
• تاريخ عميلة الوساطه السابقة في هذا الصراع
• مدى رغبة أطراف الصراع في نجاح الواسطه
ويقول KLEIDOER إن الوساطة هي أسلوب من اساليب إدارة الصراع الدولي يقنع بمقتضاه طرف ثالث أو اثنين أو أكثر من الأطراف المتصارعين بإيجاد حل للمتنازعين يحول دون اللجوء الى استخدام القوة. وهو يرى ان نجاح الوساطه يتوقفان على خصائص تتعلق بطبيعة الصراع وهي:
• مدى تجذر الصراع
• مدى التوتر الذي ينطوي عليه الصراع
• طبيعة وأهمية الأهداف أ, القضايا التي يدور حولها الصراع
كما ذكر عدة امور لنجاح الواسطه وفعاليته وهي:
• هوية اطراف الصراع الحقيقيين
• مدى انغماسهم بالصراع
• طبيعة النظم السياسيه لهذا الصراع
• دوافع أطراف الصراع لقبول الوساطه
• طبيعة العلاقات السابقة بين هذه الأطراف
• توازن القوى فيما بين أطراف الصراع
ويقدم ROTHMAN استراتيجية لأدارة الصراع العرقي>>من خلال اسلوب تدخل طرف ثالث<<يحدد من خلالها ثلاث مراحل يجب أن يلتزمها الطرف الثالث حتى تأتي وساطته فعالة.
وتتمثل في:
1. تشجيع أطراف الثصراع على وضع حد زمني لإنهاء الأعمال العدائية
2. إيجاد أرضية مشتركة وتصور مبدئي بين أطراف الصراع لشتى الجوانب والقضايا المتعلقة به.
3. دخول الأطراف في عملية مساومة بغية التواصل إلى حل نهائي للصراع.
وعلى الرغم من أن الوساطة هي أكثر الأساليب إدارة الصراع الدولي فعالية وأمضاها أثر لدى كل من LANGLEYوBERCOVITCH فإنهما يريان أن فرصة نجاح الوساطة محدودة في النزعات المعقدة والمركبة.
2- العقوبات الإقتصادية:
تعني العقوبات الإقتصادية –كما يقول naylorمجموعة من الإجراءات العقابية ذات الطابع الإقتصادي يتخذها طرف دولي ما(منظمة دولية أو دولة) في مواجهة طرف دولي آخر..وتتمثل أهو هذه الإجرات بالحصار, الحظر, وهي تستخدم عادة بغية تحقيق أهداف سياسية لطرف المستخدم لها- في معظم الأحيان_على تغيير التوجهات السياسية لطرف الخاضع للعقوبات, بما يتماشى مع رغبة ومصلحة الطرف المستخدم لها.
ويرى كلاًمن luttwakوnester أنه بإنتهاء الحرب الباردةتضائلة دور الأداة العسكرية وقوت نيران المدافع أمام قوة رأس المال وتعاظم القوة الإقتصادية.
كذالك يرىConroy وأخرون بأن عقد التسعينات هو بحق عقد العقوبات الإقتصادية.
في المقابل نجد دراسات عديدة تشكك فعلاً في فعالية العقوبات الإقتصادية بوصفها أداة لإدارة الصارع الدولي,,, فمثلاً يرى Pape أن العقوبات الإقتصادية في معظم الأحيان ليس في مقدورها في معظم الأحيان أن تحقق أهداف سياسية طموحا, كما أستخدام القوة العسكرية في مواجهتهم, ويضرب مثال على ذلك حرب الخليج الثانيه والعقوبات الإقتصادية التي فرضة على العراق وتسببت في مقتل 567ألف طفل عراقي وهذا مالم تسببه الحرب العسكرية والتي راح فيها 40 ألف من العسكريين وخمسة آلاف من المدنيين,ويرى pape ايظا أنه في ظل ضعف العقوبات الإقتصادية فهذا لايعني استخدم القوة العسكرية مباشره, ذلك لأن أستخدام القوة قد يفشل في بعض الأحيان كما حدث في كل من فيتنام والصومال.وعليه فعلى صانع القرار أن يقيم في كل موقف صراعي على حده, أفضلية أي من الوسائل الديبلوماسية أم أستخدام القوة المسلحة في إدارة الموقف..
وفي الاتجاه ذاته يقدم geroupa و gata دراسة بحثية عن فعالية العقوبات الدولية ومما قاله فيها أنه كلما طال أمد العقوبات الإقتصادية الدولية تقصت فعاليتها في إحداث التغيير المتوخى في مواقف أطراف الصراع الواقعين تحت وطأة هذه العقوبات ,, ويضيف الباحثان كنتائج دراستهما أن فعالية العقوبات الإقتصادية كآلية لإدراة الصراع الدولي لاتتناسب بالضرورة –طرديا معحجم هذه العقوبات.
ويرى Nicholson أن العقوبات الإقتصادية لاغنى عنها كأسلوب لإدارة الصراع الدولي غير أن فعاليتها قد لاتظهر في بعض الموقف الدولية وهذا لعدة أسباب:
• عدم ألتزام بعض دول الإقتصادية الكبرى(سواء في السر أو في العلن) بتطبيق العقوبات.
• أن أقتصاديات الدول التي تتعرض للعقوبات قد تكون من المرونة بحيث تستوعب بصورة أو بأخرى ال الأثار السلبية الناجمة عن تلك العقوبات.
• أن وطأة العقوبات غالبا تقع على الشعوب دون الحكومات وبالتالي لا تتأثر بها القيادات السياسية لا سيما بالنظم الإستبدادية التي لا تهتم بالصعوبات التي تواجهها شعوبهم.
أما الأتجاه الثاني فيرى أصحابه أن العقوبات الإقتصادية هي أداة غير فعالة في إدارة الصراع الدولي, كما أ، لها آثار سلبية خطيييرة على المواطنين العاديين(من دون الحكومات) في الدول المعرضة لها, ذلك الى جابن أنها تق تضر بمصالح دول أخرى لها علاقات أقتصادية معها.
أما الاتجاه الثالث فيؤكد أصحاب هذا الإتجاه ان العقوبات الإقتصادية هي أداة لا غنى عنها في إدارة الصراع الدولي ولكـــــــــــــن بشرط أن يراعى في تصميمها واستخدامها أن تحقق الأهداف السياسية المتوخاه من ورائها من دون الإضرار بالمدنيين, وكذالك من دون الاضرار بمصالح الدول الأخرى التي ترتبطها بالدولة الخاضعة للعقوبات بمصالح اقتصادية مهمة.
3- القوة ,إدارة الصراع الدولي في الأدبيات المعاصرة:
يقع أستخدام القوى في إدارة الصراعات الدولية على وجهين:
• التهدين باستخدام القوى وهذا يمثل عملا من أعمال الديبلوماسية وتكون القوة هنا داعمة لتفاوضللطرف المهدد بأستخدامها.
• الستخدام الفعلي للقوة المسلحة من خلال الانغماس العسكري لمباشر في الصراع.
إن التهديد بإستخدام القوى يمثل الخطوة الثانية للعمل الديبلوماسي,, وأما الاستخدام الفعلي للقوة فإنه يعد الملاذ الأخير في حال فشل كل الأساليب الأخرى.
وقد تغير هذا الفكرة الاستراتيجي في ظل المستجدات في التسعينات وزوال الإتحاد السوفيتيشعرة القواة المسلحة الامريكية بأنها الأقوى والأعظم تفوقا من الناحية التدريبية, والأكمل إعدادا.....الخ. كان من الطبيعي أن يتحول الفكر الأمريكي من مبدأ واينبرجر حيث راح العديد من المفكرين الأمريكيين وعلى رأسهك كولن باول ( وزير الخارجية السابق) وليس أسبن ( وزير الخارجية الاسبق) يؤكدون على فكرة أستخدام القوة في إدارة الصراعات الدولية حيث باول على أن أي استخدام القوة من جانب الولايات المتحدة من شأنه إنجاز أهدافها بسرعة, وكما أنها لن تتحمل الا الحد الادني من الخسائر في الجنود الامريكيين.
كذالك فإن ثمة دراسة على قدر من الأهمية بصدد ماتقدم وهي Condoleezza –rice أستاذ العلوم السياسية ومستشارة الرئيس الأمريكي جور بوش الأب لشؤون الأمن القومي سابقا ووزيرة الخارجية حالياً,, وهي التي تمثل أول تبشير بمبدأ الحرب الإستباقية الذي يتبناه الأمريكييون حالياً, ومن خلال دراستها هذه قالت بأن لابد للولاياة المتحد أن تبرهن على قوتها المسلحة قادرة على الردع بل وخوض الحروب من أجل الدفاع عن المصالح الأمريكية في حال فشل الردع. وهي ترى ان تتعامل الولايات المتحدة بكل حزم مع ماتطرحه- من تحديات- النظم الشريرة التي هي قوى معادية تسعى الى امتلاك أسلحة دمار شامل وتعتمد في سياستها الداخلية على الإرهاب (العراق وإيران التي تتبنى الأرهاب وتهديد امن إسرائيل).
وفي المقابل يرى nester أنه على الرغم من أ، الأمم المتحدة قد تخلصت من كثير من خلال التدخل العسكري لا تزال أقل بكثيير مما يجب.فعلى سبيل المثال النجاح التي حققت في مواجهة العراق1991 إلا انها وقفت مكتوفة الأيدي في إيزاء صراعات أخرى مثل المشكلة الشيشانية1994-1996>><<1999-2003>> وذلك نظراً بطبيعة الحال أن روسيا قوة كبرى ونووية ناهيك عن امتلاكها حق الاعتراض (الفيتو) في مجلس الأمن..
وجملة القول في شأن موقف الأتجاهات الفكرية المعاصرة من مسألة استخدام القوة ( والتلويح بأستخدامها) في إدارة الصراع الدولي ولأدبيات المعاصرة قد تناولت جوانب عديدة في هذا الصدد, فثمة اتجاهات يؤكدون استخدام القوة (وهو كذالك الفكر الذي يمكن أن نطلق عليه مبدأ باول ورايس) في حين ثمة دراسات أخرى أكدة أن استخدام القوى العسكرية يتعين أن يكون في خدمة الديبلوماسية.