تصادم الحضارات برز خلال الحرب الباردة
مرسل: الثلاثاء يناير 11, 2011 6:44 am
تصادم الحضارات برز خلال الحرب الباردة
الآن التصادم المجنون القائم بين عالمين
عالم يتطلع للمستقبل وعالم ينظر الى الماضي التليد
التصادم المذهبي المجنون في الشرق الاوسط اشتعل بعد 14 قرنا
صراع الحضارات او تصارع الحضارات نظرية استنبطها الخبير السياسي هنتنگتن حيث ذكر ان ثقافة الناس وهوياتهم الدينبة ستكون سببا رئيسيا للتصارع قي حروب باردة في العالم. هذه النظرية نشات كرد فعل لكتاب فرانسيس فوكوياما (نهاية التاريخ والرجل الاخير)عام 1992. اثرها اصدر هنتنگتن (تصادم الحضارات وتشكيل العالم الجديد) بعد كتاب نشره برنارد لويس (جذور فوران المسلمين) اثرها اصدر محمد خاتمي فكرة (المحاورة بين الحضارات) بدلا من تصادم الحضارات، الفكرة تبنتها الامم المتحدة عام 2001. صراع الحضارات نظرية هنتنگتن قامت انفعالا او ردا على ما نشره فرانسيس فوكوياما في كتابه الذي اسماه بـ (الانهيار، أو التصدع العظيم) باحثا بعمق في الفطرة الإنسانية وإعادة تشكيل النظام الاجتماعي، ومعبرا عن قلقه الجدي في مصير الإنسان المعاصر الذي ستبتلعه الآلة الهائلة (الكومبيوتر) التي استنبطها وصارت متداخلة بكل إنسانيته، بل ويتوقع أن تحتله مستقبلا وتستعبده لغاياتها. من بعد أن تستنبط له جدول اقتصاده، بدقة من لا يخطيء أبدا. متمما بكتابه مستقبلنا ما بعد البشري انعكاسات الثورة البيولوجية ـ التكنولوجية علي الإنسان، فعبّر (فرانسيس فوكوياما) عن قلقه من آخر المسارات العلمية المتطورة التي توصلت إليها العلوم البيولوجية وخاصة علم الأعصاب والدماغ، وقال (إن الصورة البيولوجيةـ التكنولوجية الحالية قد تُطبَّق علي الإنسان وتؤدي إلي تغيير طبيعته. وسوف تكون لها انعكاسات خطيرة علي النظام السياسي نفسه، وهذا يعني أن العالم سائر بشكل واع أو لا واع، مباشر أو غير مباشر، نحو هدف محدد بدقة، ألا وهو تحقيق الحرية والديمقراطية والنظام الليبرالي التعددي بصفته أفضل نظام للبشر وآخر نظام، فما بعد الديمقراطية إلا الديمقراطية، وما بعد الحرية إلا الحرية. وبالتالي فالتاريخ سوف يصل إلي نهايته، إلي غايته ومبتغاه بعد تعميم النظام الديمقراطي علي كل المجتمعات البشرية الأخري التي لم تنعم به حتي الآن)، في 1993، هنتنگتن أشعل نقاشاً مستعراً حول العالم في العلاقات الدولية بنشره في مجلة فورن افير اي العلاقات الخارجية مقالته (العلاقات الخارجية) الذي اثارت الجدل المؤيد والمضاد التي كانت في (تصارع الحضارات) مقالة ديناميكية تناقض نظرية سياسية أخرى متعلقة بديناميكية السياسة الجغرافية بعد الحرب الباردة لمطلقها فرانسيس فوكوياما في كتابة نهاية التاريخ أو التصدع العظيم . اثرها وسع هنتنگتن عمله في كتاب، صدر عام 1996 للناشر سايمون وشوستر عنوانه (صراع الحضارات وإعادة صياغة النظام العالمي). الكتاب عرض رأيه وهو أن صراعات ما بعد الحرب الباردة ستحدث أكثر وأعنف مايكون على أسس ثقافية (غالباً حضارية, مثل الحضارات الغربية والاسلامية والصينية والهندوسية بدلاً من الأسس العقائدية كما كان الحال خلال الحرب الباردة ومعظم القرن العشرين, هذا التصنيف الثقافي سيصف العالم بطريقة أفضل من النظرة التقليدية للدول المختلفة ذات السيادة.
صامويل هنتنگتن (Samuel Huntington) ولد عام 1927 كان أستاذا في العلوم السياسية، عرف بتحليلاته للعلاقة بين العساكر والحكومة المدنية وبحوثه في انقلابات في الدول، ثم أطروحته بأن اللاعبين السياسيين المركزيين في القرن الحادي والعشرين سيشكلون الحضارات ليست دولا قومية المنحى. خلق هنتنگتن انتباها للمخاطر التي تتعرض لها الولايات المتحدة من الهجرة اللامسؤولة. هنتنگتن كأستاذ في جامعة هارفرد العريقة برز لأول مرة في الستينات بنشره بحثه (النظام السياسي في مجتمعات متغيرة) حيث تحدى النظرة التقليدية لمنظري التحديث الذين يرون أن التقدم الإقتصادي والإجتماعي سيؤديان إلى قيام ديمقراطيات مستقرة في البلدان حديثة الاستقلال. وانتهى إلى القول لكي نفهم النزاعات في عصرنا وفي المستقبل كالخلافات الثقافية التي نبغي أن تُفهم, والثقافة (بدلاً من الدولة) يجب أن يتم القبول بها كطرف وموقع للحروب. لذلك فقد حذر أن الأمم الغربية بانها قد تفقد زعامتها إذا فشلت في فهم الطبيعة غير القابلة للتوفيق للإحتقانات المتنامية حالياً. المنتقدون كما جاء في اللوموند دبلوماتيك الفرنسية وصفوا صراع الحضارات بأنه الأساس النظري لشرعنة عدوان الغرب بقيادة الولايات المتحدة على الصين والعالم الإسلامي. إلا أن هنتنگتون أكد كذلك أن هذا التغيير في البنية السياسة الجغرافية يتطلب من الغرب أن يقوي نفسه داخلياً ويتخلى عن عالمية الديمقراطية والتدخل المُلِح. يجدر مقارنة هنتنگتون ونظريته في صراع الحضارات، وتأثيره على صانعي السياسة في الإدارة الأمريكية والبنتاكون بنظرية توينبي التي اعتمدت بشدة على الدين والتي لاقت انتقادات مماثلة. آخر كتب هنتنجتون، (من نحن؟ التحديات للهوية القومية لاميركا) نُشر عام 2004 كشف الكتاب عن معنى الهوية القومية لأمريكا والتهديد المحتمل الذي تشكله الهجرة اللاتيتنية الضخمة، والتي يحذر هنتنكتون من أنها قد (تقسم الولايات المتحدة إلى شعبين، بثقافتين، بلغتين.). كتاب صراع الحضارات أثار الاخير جدلاً واسعاً، واتهم البعض هنتنگتن بمرض الخوف من الاجانب xenophobia لتأييد الهوية الأنكلو پروتستانتية لأمريكا وللانتقاص من نظم القيم الأخرى.
المدونات العربية ترى فكرة تصارع الحضارات فكرة صنعها الغرب في فكرة السيطرة بالقوة وهي فكرة عشوائية عمياء لايرون ان الحضارات الآن ليست حضارات الامس التي قامت على سفك الدواء ثم انهارت بسفك الدماء هذه سلسلة التاريخ كانت كلها حضارات مضمخة بالدماء. حضارات اليوم حضارات قامت على علو في التثقيف والمعرفة في العلوم وكافة مناحي الحياة لانها حضارات غير متقوقعة على التاريخ. حضارة اليوم اعتمدت في تكوينها علي ما توصلت إليه الأمم والشعوب الحديثة في مختلف مجالات الحياة التي اعتمدت محاور متعددة لاحصر لها اهمها الاندفاع نحو المستقبل في عالم ما بعد الحداثة. في التحاور بين الثقافات عوائق كثيرة تسد الطريق منها عدم فهم مفهوم الحضارة ومن ناحية لا حضارة قائمة على البربرية المضمخة باغتيالات اساتذة الجامعات والاطباء او قتلهم امام زوجاتهم واطفالهم او حز الرؤوس امام كامرات التلفزيونات تحت اناشيد النصر الالهي.
في الانظمة الأولى قامت الإمبراطوريات الزراعية الكبيرة التي كانت في وادي الرافدين والصين وحول البحر الأبيض ومصر واليونان والرومان، الإمبراطوريات تصارعت في إطار نظام واحد هو صراع الإمبراطوريات القديمة، النظام العالمي الأول انشئه البابليون والآشوريون وانظمة الأباطرة والأكاسرة والفراعنة والصين. في النظام العالمي الثاني كان عهد الاستبداد والطغيان الإنساني فحدث ما يمكن أن نسميه النظام العالمي القائم على الاديان. النظام العالمي الثالث هو الذي قام في واقع الأمر على التجارة العالمية حيث أنشأت فوائض أموال والثروات المكدسة، ففتحت اكتشافات جغرافية واكتشفت قارات اثر انتهاء عصر النهضة الاوربية وحققت أشياء كثيرة، في نظام عالمي ظهرت فيه المطبعة والخريطة والبوصلة والتناحر بين الاساطيل البحرية الانكليزية والبرتغالية لتحديد اماكن السيادة وكان الاقوى الاسطول الانكليزي الذي كان يلاحق الاسطول البرتغالي الاضعف في مساندة للامبراطورية العثمانية المريضة لمنع الروس من وصول البحر الابيض المتوسط ما قاله هنتنگتن (نظريتي هي أن المصدر الرئيسي للنزاع في العالم الحديث لن يكون في الأساس عقائدياً أو إقتصادياً. التقسيمات الكبرى للجنس البشري ومصدر الصراع الحاكم ستكون على أساس الثقافة. الدول القومية ستبقى كأقوى اللاعبين في العلاقات الدولية، ولكن النزاعات الرئيسية في السياسة العالمية ستحدث بين الأمم و المجموعات المختلفة من الحضارات. صراع الحضارات سيتحكم السياسة العالمية. الفوارق بين الحضارات ستكون خطوط القتال في المستقبل). النظام العالمي الخامس والأخير عصر الإمبراطوريات الصناعية الكبرى التي انتقلت من الفحم الى البترول ثم الى الطاقة الكهربائية فالطاقة النووية. وفيه قام عصر الرأسمالية واللبرالية الذي تغير تغيراً كبيراً. فأمريكا واوربا الغربية واليابان تقدمت بقفزات هائلة الا ان عصر البترول انهك هذه الاظمة. بقيت الولايات المتحدة الامريكية بقدراتها الهائلة المؤثرة في العالم بعد سقوط الانظمة الشيوعية في روسيا ثم الصين. ولا ننسى الآن ماحدث (الوول ستريت) من تصدع اثر على كل شبر حول الارض، كما ان الولايات المتحدة الامريكية لاتزال القوة العسكرية الاعظم في العالم.
النظام العالمي الرابع (عصر الثورات التكنولوجية) بدأ في الظهور في امريكا والاقطار الاوربية الا ان الشرق بقي مشرنقا اثر سقوط العباسيين وقيام الامبراطورية العثمانية المريضة، ثم بدأ عصر جديد من التحرر وفى هذا العصر قامت ثورات كبيرة في الاكتشافات العلمية خاصة الكومبيوتر الذي طور الحياة في قفزات متناهية الا ان الشرق في عصرنا عصر انهيار الشيوعية والقوميات العربية ظهر مد التطرف الاسلامي بظهور الخمينية في ايران والاخوان المسلمين في مصر ومن ثم ظهور اللادنية والطالبانيين وحزب الله في لبنان وجيش المهدي. فكرة الصراع في التاريخ قديمة في حد ذاتها لكن أشهر من تحدثوا عن صراع الحضارات أو ما يعرف أحيانا بصدام الحضارات. صراع الحضارات تناول عدة أمور هامة كمفهوم الحضارات، الحضارة الكونية والعلاقات بين القوة والثقافة، ميزان القوى المتغير بين الحضارات، العودة إلى المحلية والتأصيل في المجتمعات غير الغربية، البنية السياسية للحضارات، ومستقبل الغرب وحضارات العالم. تُشير الاوضاع إن عالم ما بعد الحرب الباردة غدى متعدد الأقطاب، كالصينية والهندية والإسلامية، والأفريقية وأمريكا اللاتينية وأن ما يحكم العلاقة بين تلك الحضارات هو التصدام، وأساسه الثقافة أو الهوية التي تتحكم في كل حضارة، و ذلك كم قال هنتنگتن (إن الثقافة أو الهويات الثقافية، التي على المستوى العام، هويات حضارية، هي التي تشكل أنماط التماسك والتفسخ والصراع في عالم ما بعد الحرب الباردة ..) والعوامل الثقافية المشتركة والاختلافات هي التي تشكل المصالح والخصومات بين الدول، ونلاحظ إن أهم دول العالم جاءت من حضارات مختلفة، والصراعات الأكثر ترجيحاً، هي الصراعات القائمة بين جماعات ودول من حضارات مختلفة، وأشكال التطور السياسي والاقتصادي السائدة تختلف من حضارة إلى أخرى كما أن القوة تنتقل من الغرب الذي كانت له السيطرة طويلاً إلى الحضارات الاخرى، والسياسة الكونية أصبحت متعددة الأقطاب ومتعددة الحضارات.
ما كتبه هنتنگتن انما كان في الفترة التي كانت الحرب الباردة قائمة بين شيوعية الاتحاد السوفييتي القائمة على حكم العمال وشيوعية الممتلكات المسلوبة من الشعب وجدار برلين من جهة، ومن جهة اخرى العالم الغربي الرأسمالي الديموقراطي وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية، القافز قفزات الى الامام. الاتحاد السوفييتي آنذاك اشعل الاضطراب في الشرق الاوسط ببيعه الاسلحة المتخلفة آنذاك بالبلايين. فظهر جمال عبد الناصر حاملا فكرة من المحيط الى الخليج المسعورة فسبب اضطرابا على المسرح العراقي لا زلنا نعانيه ثم خاض حربا مع اسرائيل فانهزم هزيمة شنعاء ثم ذهب الى اليمن في حرب طويلة انهكت جيشه وميزانيته اثرها انسحب مهزوما فحتم ذلك موته وموت احلامة المهسترة. اثرها ظهر الشيطانان الخميني الشيطان الكبير وصدام الشيطان الصغير على المسرح في حرب قذرة دامت ثمان سنوات عاني الشعب العراقي الويلات والثبور ثم مالبث المأفون بحلم وراثة صلاح الدين لانهما من ولادة تكريت ولانه كما كان يدعي بان العراق يمتلك السلاح الثالت في العالم اي بعد امريكا والاتحاد السوفياتي، سلاحة الثالث مليون جندي جائع بقيادة وزير دفاع كان يعمل فراشا في مدرسة في تكريت. بهذه الاحلام غزى الكويت فاثار ثائرة العالم الا الفلسطيين هللوا للغزو وصفقوا لان صدام كان سيحرر لهم فلسطين وبعد الهزيمة الشنيعة للجيش العراقي التعب من الحرب الايرانية طردت الكويت 300 الف فلسطين فحلوا عالة على الاردن. بقي صدام الضفدعة حتى بعد هزيمته الشنيعة يقارع الفيل امريكا. حتى حدث الحدث الارعن الكبير في نيويرك عاصمة العالم في 9 – 11 فاستيقظت امريكا من خطر عظيم آت من المنظمات الارهابية الاسلامية متأثرين بحسن البنا عميد الاخوان المسلمين الذي درس في امريكا وكان يرى كل ما في امريكا مجتمعا متهري، المرأة فيه تمارس الاباحية لهذا ينبغي مهاجمة امريكا من عقر دارها. فظهر بن لادن والظواهري واثر سقوط صدام اصاب السنة الصدمة لسقوط النظام السني اما الشيعة وبدعم ايراني بالدولارات المسلوبة من الشعب الايراني والاسلحة ظهر العضروط الصدر قائدا لجيش المهدي فظهرت الجيوش الالهية كحزب الله. ولان الحكومة العراقية بطة عرجاء فقد نشطت البيشمركة الكردية بالدعم الامريكي في قتل وتهجير العراقيين الاصيلين المسيحيين والتركمان واليزيديين والشبك من ديارهم التاريخية. في هذه المرحلة التاريخية غدي العراق ساحة قتل وسفك دماء وتشريد للعراقيين بايدي عراقية موسومة بالدينية والطائفية والعرقية.
صراع الحضارات صراعان صراع حضاري عالمي وصراع ديني مذهبي قومي مجنون. الآن في العالم يمارس (صراع الحضارة واللاحضارة) او (صراع حضارة تنظر الى المستقبل ولاحضارة تنظر الى تاريخ الماضي التليد) و (صراع حضارة تنشد التفاهم بين الشعوب وصراع لاحضارة تحز الرقاب على شاشات التلفزيون باناشيد النصر الالهي) و (صراع حضارة تكرم العلماء والبارزين من الرجال والنساء وصراع لاحضارة تقتل الاطباء واساتذة الجامعات امام الزوجات والاولاد) و (صراع حضارة لا تفرق بين دين ولا قومية ولا عرق ولا لون و صراع لاحضارة تقتل وتشرد وتسبي بيوت اديان وقوميات اخري) واخيرا (صراع حضارة شرفاء يحملون الحب في قلوبهم و صراع لاحضارة حقراء ادنياء سفلاء) كالذي تحملة في العراق جيوش الله المزيفة والبيشمركة الكردية.
توما شماني – تورونتو
عضو اتحاد المؤرخين العرب
الآن التصادم المجنون القائم بين عالمين
عالم يتطلع للمستقبل وعالم ينظر الى الماضي التليد
التصادم المذهبي المجنون في الشرق الاوسط اشتعل بعد 14 قرنا
صراع الحضارات او تصارع الحضارات نظرية استنبطها الخبير السياسي هنتنگتن حيث ذكر ان ثقافة الناس وهوياتهم الدينبة ستكون سببا رئيسيا للتصارع قي حروب باردة في العالم. هذه النظرية نشات كرد فعل لكتاب فرانسيس فوكوياما (نهاية التاريخ والرجل الاخير)عام 1992. اثرها اصدر هنتنگتن (تصادم الحضارات وتشكيل العالم الجديد) بعد كتاب نشره برنارد لويس (جذور فوران المسلمين) اثرها اصدر محمد خاتمي فكرة (المحاورة بين الحضارات) بدلا من تصادم الحضارات، الفكرة تبنتها الامم المتحدة عام 2001. صراع الحضارات نظرية هنتنگتن قامت انفعالا او ردا على ما نشره فرانسيس فوكوياما في كتابه الذي اسماه بـ (الانهيار، أو التصدع العظيم) باحثا بعمق في الفطرة الإنسانية وإعادة تشكيل النظام الاجتماعي، ومعبرا عن قلقه الجدي في مصير الإنسان المعاصر الذي ستبتلعه الآلة الهائلة (الكومبيوتر) التي استنبطها وصارت متداخلة بكل إنسانيته، بل ويتوقع أن تحتله مستقبلا وتستعبده لغاياتها. من بعد أن تستنبط له جدول اقتصاده، بدقة من لا يخطيء أبدا. متمما بكتابه مستقبلنا ما بعد البشري انعكاسات الثورة البيولوجية ـ التكنولوجية علي الإنسان، فعبّر (فرانسيس فوكوياما) عن قلقه من آخر المسارات العلمية المتطورة التي توصلت إليها العلوم البيولوجية وخاصة علم الأعصاب والدماغ، وقال (إن الصورة البيولوجيةـ التكنولوجية الحالية قد تُطبَّق علي الإنسان وتؤدي إلي تغيير طبيعته. وسوف تكون لها انعكاسات خطيرة علي النظام السياسي نفسه، وهذا يعني أن العالم سائر بشكل واع أو لا واع، مباشر أو غير مباشر، نحو هدف محدد بدقة، ألا وهو تحقيق الحرية والديمقراطية والنظام الليبرالي التعددي بصفته أفضل نظام للبشر وآخر نظام، فما بعد الديمقراطية إلا الديمقراطية، وما بعد الحرية إلا الحرية. وبالتالي فالتاريخ سوف يصل إلي نهايته، إلي غايته ومبتغاه بعد تعميم النظام الديمقراطي علي كل المجتمعات البشرية الأخري التي لم تنعم به حتي الآن)، في 1993، هنتنگتن أشعل نقاشاً مستعراً حول العالم في العلاقات الدولية بنشره في مجلة فورن افير اي العلاقات الخارجية مقالته (العلاقات الخارجية) الذي اثارت الجدل المؤيد والمضاد التي كانت في (تصارع الحضارات) مقالة ديناميكية تناقض نظرية سياسية أخرى متعلقة بديناميكية السياسة الجغرافية بعد الحرب الباردة لمطلقها فرانسيس فوكوياما في كتابة نهاية التاريخ أو التصدع العظيم . اثرها وسع هنتنگتن عمله في كتاب، صدر عام 1996 للناشر سايمون وشوستر عنوانه (صراع الحضارات وإعادة صياغة النظام العالمي). الكتاب عرض رأيه وهو أن صراعات ما بعد الحرب الباردة ستحدث أكثر وأعنف مايكون على أسس ثقافية (غالباً حضارية, مثل الحضارات الغربية والاسلامية والصينية والهندوسية بدلاً من الأسس العقائدية كما كان الحال خلال الحرب الباردة ومعظم القرن العشرين, هذا التصنيف الثقافي سيصف العالم بطريقة أفضل من النظرة التقليدية للدول المختلفة ذات السيادة.
صامويل هنتنگتن (Samuel Huntington) ولد عام 1927 كان أستاذا في العلوم السياسية، عرف بتحليلاته للعلاقة بين العساكر والحكومة المدنية وبحوثه في انقلابات في الدول، ثم أطروحته بأن اللاعبين السياسيين المركزيين في القرن الحادي والعشرين سيشكلون الحضارات ليست دولا قومية المنحى. خلق هنتنگتن انتباها للمخاطر التي تتعرض لها الولايات المتحدة من الهجرة اللامسؤولة. هنتنگتن كأستاذ في جامعة هارفرد العريقة برز لأول مرة في الستينات بنشره بحثه (النظام السياسي في مجتمعات متغيرة) حيث تحدى النظرة التقليدية لمنظري التحديث الذين يرون أن التقدم الإقتصادي والإجتماعي سيؤديان إلى قيام ديمقراطيات مستقرة في البلدان حديثة الاستقلال. وانتهى إلى القول لكي نفهم النزاعات في عصرنا وفي المستقبل كالخلافات الثقافية التي نبغي أن تُفهم, والثقافة (بدلاً من الدولة) يجب أن يتم القبول بها كطرف وموقع للحروب. لذلك فقد حذر أن الأمم الغربية بانها قد تفقد زعامتها إذا فشلت في فهم الطبيعة غير القابلة للتوفيق للإحتقانات المتنامية حالياً. المنتقدون كما جاء في اللوموند دبلوماتيك الفرنسية وصفوا صراع الحضارات بأنه الأساس النظري لشرعنة عدوان الغرب بقيادة الولايات المتحدة على الصين والعالم الإسلامي. إلا أن هنتنگتون أكد كذلك أن هذا التغيير في البنية السياسة الجغرافية يتطلب من الغرب أن يقوي نفسه داخلياً ويتخلى عن عالمية الديمقراطية والتدخل المُلِح. يجدر مقارنة هنتنگتون ونظريته في صراع الحضارات، وتأثيره على صانعي السياسة في الإدارة الأمريكية والبنتاكون بنظرية توينبي التي اعتمدت بشدة على الدين والتي لاقت انتقادات مماثلة. آخر كتب هنتنجتون، (من نحن؟ التحديات للهوية القومية لاميركا) نُشر عام 2004 كشف الكتاب عن معنى الهوية القومية لأمريكا والتهديد المحتمل الذي تشكله الهجرة اللاتيتنية الضخمة، والتي يحذر هنتنكتون من أنها قد (تقسم الولايات المتحدة إلى شعبين، بثقافتين، بلغتين.). كتاب صراع الحضارات أثار الاخير جدلاً واسعاً، واتهم البعض هنتنگتن بمرض الخوف من الاجانب xenophobia لتأييد الهوية الأنكلو پروتستانتية لأمريكا وللانتقاص من نظم القيم الأخرى.
المدونات العربية ترى فكرة تصارع الحضارات فكرة صنعها الغرب في فكرة السيطرة بالقوة وهي فكرة عشوائية عمياء لايرون ان الحضارات الآن ليست حضارات الامس التي قامت على سفك الدواء ثم انهارت بسفك الدماء هذه سلسلة التاريخ كانت كلها حضارات مضمخة بالدماء. حضارات اليوم حضارات قامت على علو في التثقيف والمعرفة في العلوم وكافة مناحي الحياة لانها حضارات غير متقوقعة على التاريخ. حضارة اليوم اعتمدت في تكوينها علي ما توصلت إليه الأمم والشعوب الحديثة في مختلف مجالات الحياة التي اعتمدت محاور متعددة لاحصر لها اهمها الاندفاع نحو المستقبل في عالم ما بعد الحداثة. في التحاور بين الثقافات عوائق كثيرة تسد الطريق منها عدم فهم مفهوم الحضارة ومن ناحية لا حضارة قائمة على البربرية المضمخة باغتيالات اساتذة الجامعات والاطباء او قتلهم امام زوجاتهم واطفالهم او حز الرؤوس امام كامرات التلفزيونات تحت اناشيد النصر الالهي.
في الانظمة الأولى قامت الإمبراطوريات الزراعية الكبيرة التي كانت في وادي الرافدين والصين وحول البحر الأبيض ومصر واليونان والرومان، الإمبراطوريات تصارعت في إطار نظام واحد هو صراع الإمبراطوريات القديمة، النظام العالمي الأول انشئه البابليون والآشوريون وانظمة الأباطرة والأكاسرة والفراعنة والصين. في النظام العالمي الثاني كان عهد الاستبداد والطغيان الإنساني فحدث ما يمكن أن نسميه النظام العالمي القائم على الاديان. النظام العالمي الثالث هو الذي قام في واقع الأمر على التجارة العالمية حيث أنشأت فوائض أموال والثروات المكدسة، ففتحت اكتشافات جغرافية واكتشفت قارات اثر انتهاء عصر النهضة الاوربية وحققت أشياء كثيرة، في نظام عالمي ظهرت فيه المطبعة والخريطة والبوصلة والتناحر بين الاساطيل البحرية الانكليزية والبرتغالية لتحديد اماكن السيادة وكان الاقوى الاسطول الانكليزي الذي كان يلاحق الاسطول البرتغالي الاضعف في مساندة للامبراطورية العثمانية المريضة لمنع الروس من وصول البحر الابيض المتوسط ما قاله هنتنگتن (نظريتي هي أن المصدر الرئيسي للنزاع في العالم الحديث لن يكون في الأساس عقائدياً أو إقتصادياً. التقسيمات الكبرى للجنس البشري ومصدر الصراع الحاكم ستكون على أساس الثقافة. الدول القومية ستبقى كأقوى اللاعبين في العلاقات الدولية، ولكن النزاعات الرئيسية في السياسة العالمية ستحدث بين الأمم و المجموعات المختلفة من الحضارات. صراع الحضارات سيتحكم السياسة العالمية. الفوارق بين الحضارات ستكون خطوط القتال في المستقبل). النظام العالمي الخامس والأخير عصر الإمبراطوريات الصناعية الكبرى التي انتقلت من الفحم الى البترول ثم الى الطاقة الكهربائية فالطاقة النووية. وفيه قام عصر الرأسمالية واللبرالية الذي تغير تغيراً كبيراً. فأمريكا واوربا الغربية واليابان تقدمت بقفزات هائلة الا ان عصر البترول انهك هذه الاظمة. بقيت الولايات المتحدة الامريكية بقدراتها الهائلة المؤثرة في العالم بعد سقوط الانظمة الشيوعية في روسيا ثم الصين. ولا ننسى الآن ماحدث (الوول ستريت) من تصدع اثر على كل شبر حول الارض، كما ان الولايات المتحدة الامريكية لاتزال القوة العسكرية الاعظم في العالم.
النظام العالمي الرابع (عصر الثورات التكنولوجية) بدأ في الظهور في امريكا والاقطار الاوربية الا ان الشرق بقي مشرنقا اثر سقوط العباسيين وقيام الامبراطورية العثمانية المريضة، ثم بدأ عصر جديد من التحرر وفى هذا العصر قامت ثورات كبيرة في الاكتشافات العلمية خاصة الكومبيوتر الذي طور الحياة في قفزات متناهية الا ان الشرق في عصرنا عصر انهيار الشيوعية والقوميات العربية ظهر مد التطرف الاسلامي بظهور الخمينية في ايران والاخوان المسلمين في مصر ومن ثم ظهور اللادنية والطالبانيين وحزب الله في لبنان وجيش المهدي. فكرة الصراع في التاريخ قديمة في حد ذاتها لكن أشهر من تحدثوا عن صراع الحضارات أو ما يعرف أحيانا بصدام الحضارات. صراع الحضارات تناول عدة أمور هامة كمفهوم الحضارات، الحضارة الكونية والعلاقات بين القوة والثقافة، ميزان القوى المتغير بين الحضارات، العودة إلى المحلية والتأصيل في المجتمعات غير الغربية، البنية السياسية للحضارات، ومستقبل الغرب وحضارات العالم. تُشير الاوضاع إن عالم ما بعد الحرب الباردة غدى متعدد الأقطاب، كالصينية والهندية والإسلامية، والأفريقية وأمريكا اللاتينية وأن ما يحكم العلاقة بين تلك الحضارات هو التصدام، وأساسه الثقافة أو الهوية التي تتحكم في كل حضارة، و ذلك كم قال هنتنگتن (إن الثقافة أو الهويات الثقافية، التي على المستوى العام، هويات حضارية، هي التي تشكل أنماط التماسك والتفسخ والصراع في عالم ما بعد الحرب الباردة ..) والعوامل الثقافية المشتركة والاختلافات هي التي تشكل المصالح والخصومات بين الدول، ونلاحظ إن أهم دول العالم جاءت من حضارات مختلفة، والصراعات الأكثر ترجيحاً، هي الصراعات القائمة بين جماعات ودول من حضارات مختلفة، وأشكال التطور السياسي والاقتصادي السائدة تختلف من حضارة إلى أخرى كما أن القوة تنتقل من الغرب الذي كانت له السيطرة طويلاً إلى الحضارات الاخرى، والسياسة الكونية أصبحت متعددة الأقطاب ومتعددة الحضارات.
ما كتبه هنتنگتن انما كان في الفترة التي كانت الحرب الباردة قائمة بين شيوعية الاتحاد السوفييتي القائمة على حكم العمال وشيوعية الممتلكات المسلوبة من الشعب وجدار برلين من جهة، ومن جهة اخرى العالم الغربي الرأسمالي الديموقراطي وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية، القافز قفزات الى الامام. الاتحاد السوفييتي آنذاك اشعل الاضطراب في الشرق الاوسط ببيعه الاسلحة المتخلفة آنذاك بالبلايين. فظهر جمال عبد الناصر حاملا فكرة من المحيط الى الخليج المسعورة فسبب اضطرابا على المسرح العراقي لا زلنا نعانيه ثم خاض حربا مع اسرائيل فانهزم هزيمة شنعاء ثم ذهب الى اليمن في حرب طويلة انهكت جيشه وميزانيته اثرها انسحب مهزوما فحتم ذلك موته وموت احلامة المهسترة. اثرها ظهر الشيطانان الخميني الشيطان الكبير وصدام الشيطان الصغير على المسرح في حرب قذرة دامت ثمان سنوات عاني الشعب العراقي الويلات والثبور ثم مالبث المأفون بحلم وراثة صلاح الدين لانهما من ولادة تكريت ولانه كما كان يدعي بان العراق يمتلك السلاح الثالت في العالم اي بعد امريكا والاتحاد السوفياتي، سلاحة الثالث مليون جندي جائع بقيادة وزير دفاع كان يعمل فراشا في مدرسة في تكريت. بهذه الاحلام غزى الكويت فاثار ثائرة العالم الا الفلسطيين هللوا للغزو وصفقوا لان صدام كان سيحرر لهم فلسطين وبعد الهزيمة الشنيعة للجيش العراقي التعب من الحرب الايرانية طردت الكويت 300 الف فلسطين فحلوا عالة على الاردن. بقي صدام الضفدعة حتى بعد هزيمته الشنيعة يقارع الفيل امريكا. حتى حدث الحدث الارعن الكبير في نيويرك عاصمة العالم في 9 – 11 فاستيقظت امريكا من خطر عظيم آت من المنظمات الارهابية الاسلامية متأثرين بحسن البنا عميد الاخوان المسلمين الذي درس في امريكا وكان يرى كل ما في امريكا مجتمعا متهري، المرأة فيه تمارس الاباحية لهذا ينبغي مهاجمة امريكا من عقر دارها. فظهر بن لادن والظواهري واثر سقوط صدام اصاب السنة الصدمة لسقوط النظام السني اما الشيعة وبدعم ايراني بالدولارات المسلوبة من الشعب الايراني والاسلحة ظهر العضروط الصدر قائدا لجيش المهدي فظهرت الجيوش الالهية كحزب الله. ولان الحكومة العراقية بطة عرجاء فقد نشطت البيشمركة الكردية بالدعم الامريكي في قتل وتهجير العراقيين الاصيلين المسيحيين والتركمان واليزيديين والشبك من ديارهم التاريخية. في هذه المرحلة التاريخية غدي العراق ساحة قتل وسفك دماء وتشريد للعراقيين بايدي عراقية موسومة بالدينية والطائفية والعرقية.
صراع الحضارات صراعان صراع حضاري عالمي وصراع ديني مذهبي قومي مجنون. الآن في العالم يمارس (صراع الحضارة واللاحضارة) او (صراع حضارة تنظر الى المستقبل ولاحضارة تنظر الى تاريخ الماضي التليد) و (صراع حضارة تنشد التفاهم بين الشعوب وصراع لاحضارة تحز الرقاب على شاشات التلفزيون باناشيد النصر الالهي) و (صراع حضارة تكرم العلماء والبارزين من الرجال والنساء وصراع لاحضارة تقتل الاطباء واساتذة الجامعات امام الزوجات والاولاد) و (صراع حضارة لا تفرق بين دين ولا قومية ولا عرق ولا لون و صراع لاحضارة تقتل وتشرد وتسبي بيوت اديان وقوميات اخري) واخيرا (صراع حضارة شرفاء يحملون الحب في قلوبهم و صراع لاحضارة حقراء ادنياء سفلاء) كالذي تحملة في العراق جيوش الله المزيفة والبيشمركة الكردية.
توما شماني – تورونتو
عضو اتحاد المؤرخين العرب