- السبت مارس 14, 2009 10:28 pm
#12475
الفساد.. والخجل!
عاش نحو عقد ونصف العقد مغترباً، كان ابنه الوحيد طفلاً يحبو، واليوم أصبح شاباً في بداية حياته الجامعية.
حاول الأب دائماً أن يغرس في نفس ابنه القيم السلوكية الإيجابية التي يجب أن تميز شخصيته، وتعينه على النجاح في عمله المستقبلي، وتكون حاضرة دائماً في تعامله مع الآخرين، وأبرز هذه القيم الصدق، والنزاهة، وحب الوطن، وإدانة أي تصرف خاطئ، إلى غير ذلك من قيم يتمناها كل واحد منا لأبنائه!
بالأمس التقيت هذا الأب الصديق ليقول لي إنه شعر بالخجل من ابنه الذي واجهه بحالة فساد ظاهرة ووقحة، عندما طلب أحد الموظفين مبلغ 1000 ليرة لتسيير معاملة له دون إرباكات!
لم يعرف الأب بماذا يواجه ابنه! ماذا يقول له!؟
والأب عدا كونه سعى لتنشئة ابنه تنشئة صالحة وطنياً وسلوكياً وإنسانياً، هو دائم الحديث عن ضرورة مكافحة الفساد، ومحاربة الفاسدين المفسدين، وعدم السكوت عن الخطأ! ودائم القول بضرورة حماية الوطن من مثل هؤلاء بالإشارة إليهم، ومحاسبتهم!
اليوم هو في موقف لا يحسد عليه!
هل يشتكي؟!
وإن اشتكى فماذا ستكون النتيجة؟! سينكر الموظف، وقد يكون الموظف شريكاً لرئيسه في العمل، بالتالي سيقف هذا إلى جانبه، وسيتم توبيخ الأب، والابن لأنهما اتهما موظفاً (شريفاً) ويخدم المراجعين! حتى وإن تجاوز هذا الموقف! فكيف سيبرر لابنه هذا التصرف الفاسد؟! وكيف سيتخلص من حالة الخجل لا أمام ابنه فقط، بل أمام نفسه أيضاً، لأن ما يجري يجري في وطنه الذي يحبه!
هي حالة من حالات، بل ربما من مئات حالات تحصل يومياً، بعضنا صار ينظر إليها كأمر عادي، بل ومتوقع. إذ يجب على المواطن أن يدفع من أجل أن تسير معاملته دون تأخير، والألف ليرة قد تكون لا شيء أمام مبالغ في حالات فساد أكبر. وكما نقل لي أحد أصحاب المعامل يوماً أن موظفاً في دائرة حكومية قال له:
ـ وماذا إذا دفعت لنا مئة ألف، أو مئتي ألف؟! أنت استوردت بملايين، بالتالي ما نطلبه منك مبلغ تافه بالنسبه إليك! أو بالنسبه لقيمة ما استوردت!
أيها السادة!
ماذا نقول لأبنائنا الذين صرنا نخجل منهم لأننا نغرس فيهم قيم النزاهة والإخلاص والعمل؟!
أم أن بعض أبنائكم صاروا يقولون لكم:
ـ ألا ترون الفساد من حولكم؟! لماذا تصرون على ممارسة قيم عفا عليها الزمن ولم تعد موجودة في غير أذهانكم؟!
نحن الآباء صرنا في موقف صعب!
وبوصفنا موظفين صرنا في موصف أصعب!
فأين الحل؟!
المشكلة ليست يسيرة، والوطن أهم وأغلى ما نملك!
فرفقاً بالوطن!
عاش نحو عقد ونصف العقد مغترباً، كان ابنه الوحيد طفلاً يحبو، واليوم أصبح شاباً في بداية حياته الجامعية.
حاول الأب دائماً أن يغرس في نفس ابنه القيم السلوكية الإيجابية التي يجب أن تميز شخصيته، وتعينه على النجاح في عمله المستقبلي، وتكون حاضرة دائماً في تعامله مع الآخرين، وأبرز هذه القيم الصدق، والنزاهة، وحب الوطن، وإدانة أي تصرف خاطئ، إلى غير ذلك من قيم يتمناها كل واحد منا لأبنائه!
بالأمس التقيت هذا الأب الصديق ليقول لي إنه شعر بالخجل من ابنه الذي واجهه بحالة فساد ظاهرة ووقحة، عندما طلب أحد الموظفين مبلغ 1000 ليرة لتسيير معاملة له دون إرباكات!
لم يعرف الأب بماذا يواجه ابنه! ماذا يقول له!؟
والأب عدا كونه سعى لتنشئة ابنه تنشئة صالحة وطنياً وسلوكياً وإنسانياً، هو دائم الحديث عن ضرورة مكافحة الفساد، ومحاربة الفاسدين المفسدين، وعدم السكوت عن الخطأ! ودائم القول بضرورة حماية الوطن من مثل هؤلاء بالإشارة إليهم، ومحاسبتهم!
اليوم هو في موقف لا يحسد عليه!
هل يشتكي؟!
وإن اشتكى فماذا ستكون النتيجة؟! سينكر الموظف، وقد يكون الموظف شريكاً لرئيسه في العمل، بالتالي سيقف هذا إلى جانبه، وسيتم توبيخ الأب، والابن لأنهما اتهما موظفاً (شريفاً) ويخدم المراجعين! حتى وإن تجاوز هذا الموقف! فكيف سيبرر لابنه هذا التصرف الفاسد؟! وكيف سيتخلص من حالة الخجل لا أمام ابنه فقط، بل أمام نفسه أيضاً، لأن ما يجري يجري في وطنه الذي يحبه!
هي حالة من حالات، بل ربما من مئات حالات تحصل يومياً، بعضنا صار ينظر إليها كأمر عادي، بل ومتوقع. إذ يجب على المواطن أن يدفع من أجل أن تسير معاملته دون تأخير، والألف ليرة قد تكون لا شيء أمام مبالغ في حالات فساد أكبر. وكما نقل لي أحد أصحاب المعامل يوماً أن موظفاً في دائرة حكومية قال له:
ـ وماذا إذا دفعت لنا مئة ألف، أو مئتي ألف؟! أنت استوردت بملايين، بالتالي ما نطلبه منك مبلغ تافه بالنسبه إليك! أو بالنسبه لقيمة ما استوردت!
أيها السادة!
ماذا نقول لأبنائنا الذين صرنا نخجل منهم لأننا نغرس فيهم قيم النزاهة والإخلاص والعمل؟!
أم أن بعض أبنائكم صاروا يقولون لكم:
ـ ألا ترون الفساد من حولكم؟! لماذا تصرون على ممارسة قيم عفا عليها الزمن ولم تعد موجودة في غير أذهانكم؟!
نحن الآباء صرنا في موقف صعب!
وبوصفنا موظفين صرنا في موصف أصعب!
فأين الحل؟!
المشكلة ليست يسيرة، والوطن أهم وأغلى ما نملك!
فرفقاً بالوطن!