- الجمعة إبريل 10, 2009 2:53 pm
#15341
#eb00efفهد عامر الأحمدي
(تشاكا كوكا) ليس نوعاً من الشوكولاتة الفاخرة ، بل هو اسم لزعيم أفريقي ترجمته الحرفية "لعنة الله" ..
كان قائدا لقبائل الزولو في القرن الثامن عشر وعُرف بطباعه القاسية وسيطرته الكاملة على جنوده ومقاتليه .. وذات يوم استقبل مبشرا انجليزيا أخبره بقصة عيسى المسيح وكيف سار مع أتباعه فوق سطح الماء . فما كان من الزعيم تشاكا إلا أن أعلن نفسه (مسيحا جديدا) وأمر فرقة عسكرية كامله بالسير فوق الماء لإثبات ذلك للمبشر الانجليزي .. وبطبيعة الحال غرق الجنود جميعهم كنتيجة طبيعية ومتوقعة في عالم البشر (خصوصا أننا نختلف عن البعوض والعناكب التي يمكنها السير فوق الماء بفضل ظاهر التوتر السطحي) ..
ففي عالم البشر لا يحدث أمر كهذا إلا في إطار المعجزات والكرامات الخاصة حيث تملك معظم الديانات قصصا عجيبة عن رجال صالحين ساروا فوق الماء أو جلسوا فوقه .. ففي تراثنا الإسلامي مثلا هناك قصة العلاء بن الحضرمي الذي سار بجيشه فوق الماء في غزوة البحرين .. فقد جاء على لسان أنس قوله : كنت في غزوته فأتينا عدونا وقد جاوزوا خليجاً في البحر إلى جزيرة بعيدة فوقف العلاء على الخليج ونادى ربه : يا علي يا عظيم يا حليم يا كريم، ثم قال: أجيزوا بسم الله .. قال: فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا فلم نلبث إلا يسيراً فأصبنا العدو (ثم عدنا) فقال مثل مقالته الأولى فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا (حسب كتاب البداية والنهاية 155/6)
أما في قصص المتصوفة فتوجد ادعاءات (لا حصر لها) عن أولياء وصالحين ساروا على الماء بدون أن يغرقوا أو تبتل أقدامهم .. وفي الديانة البوذية لايصل الراهب إلى أقصى درجات السمو إلا إن تمكن من السير فوق الماء أو نام فوقه .. أما المسيحيون فيؤمنون بأن السير فوق الماء من معجزات عيسى عليه السلام الذي علم اتباعه إمكانية ذلك إن آمنوا به ولم يخشوا الغرق (( فحين نزل بطرس من السفينة ناداه المسيح من اليابسة فسار فوق الماء ملبياً فرحاً ولكنه حين أحس بالخوف بدأ يغرق فصاح مناديا أيها الرب أنقذني Matthew 14-22))!!
على أي حال ...
بما أن الكرامات غدت نادرة هذه الأيام ظهرت اختراعات كثيرة تتيح ( لمثلي ومثلك) السير فوق الماء .. فقبل أيام مثلا قرأت خبرا عن ابتكار "جزمة" مطاطية تمكن الإنسان من المشي فوق الماء بفضل جيوب هوائية صغيرة .. كما توجد زلاجات بحرية تصنع من البلاستيك الإسفنجي تمنع لابسها من الغرق في حال وقوفه ثابتاً فوق البحر .. وفي علم الفيزياء هناك حقيقة مفادها أن الأجسام الثقيلة يخف وزنها كلما زادت سرعتها (وهو ما يفسر قدرة المتزلجين على الارتفاع فوق سطح البحر عند سحبهم بقارب سريع) .. وفي ولاية لويزيانا تحول هذا المبدأ إلى سباق سنوي حيث تنطلق السيارات المتنافسة بسرعة كبيرة لاجتياز أحد المستنقعات بدون أن تغرق ( وهو ما يذكرنا مجددا بسحلية الماء التي يمكنها الجري فوق البرك والمستنقعات طالما انطلقت بسرعة كبيرة) !
.. ما يبدو لي أن حلم السير فوق الماء لا يوازيه لدى البشر غير التحليق والطيران في الهواء ..
وكلاهما "فكرة مجنونة" لم يعد تحقيقها صعباً هذه الأيام !
(تشاكا كوكا) ليس نوعاً من الشوكولاتة الفاخرة ، بل هو اسم لزعيم أفريقي ترجمته الحرفية "لعنة الله" ..
كان قائدا لقبائل الزولو في القرن الثامن عشر وعُرف بطباعه القاسية وسيطرته الكاملة على جنوده ومقاتليه .. وذات يوم استقبل مبشرا انجليزيا أخبره بقصة عيسى المسيح وكيف سار مع أتباعه فوق سطح الماء . فما كان من الزعيم تشاكا إلا أن أعلن نفسه (مسيحا جديدا) وأمر فرقة عسكرية كامله بالسير فوق الماء لإثبات ذلك للمبشر الانجليزي .. وبطبيعة الحال غرق الجنود جميعهم كنتيجة طبيعية ومتوقعة في عالم البشر (خصوصا أننا نختلف عن البعوض والعناكب التي يمكنها السير فوق الماء بفضل ظاهر التوتر السطحي) ..
ففي عالم البشر لا يحدث أمر كهذا إلا في إطار المعجزات والكرامات الخاصة حيث تملك معظم الديانات قصصا عجيبة عن رجال صالحين ساروا فوق الماء أو جلسوا فوقه .. ففي تراثنا الإسلامي مثلا هناك قصة العلاء بن الحضرمي الذي سار بجيشه فوق الماء في غزوة البحرين .. فقد جاء على لسان أنس قوله : كنت في غزوته فأتينا عدونا وقد جاوزوا خليجاً في البحر إلى جزيرة بعيدة فوقف العلاء على الخليج ونادى ربه : يا علي يا عظيم يا حليم يا كريم، ثم قال: أجيزوا بسم الله .. قال: فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا فلم نلبث إلا يسيراً فأصبنا العدو (ثم عدنا) فقال مثل مقالته الأولى فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا (حسب كتاب البداية والنهاية 155/6)
أما في قصص المتصوفة فتوجد ادعاءات (لا حصر لها) عن أولياء وصالحين ساروا على الماء بدون أن يغرقوا أو تبتل أقدامهم .. وفي الديانة البوذية لايصل الراهب إلى أقصى درجات السمو إلا إن تمكن من السير فوق الماء أو نام فوقه .. أما المسيحيون فيؤمنون بأن السير فوق الماء من معجزات عيسى عليه السلام الذي علم اتباعه إمكانية ذلك إن آمنوا به ولم يخشوا الغرق (( فحين نزل بطرس من السفينة ناداه المسيح من اليابسة فسار فوق الماء ملبياً فرحاً ولكنه حين أحس بالخوف بدأ يغرق فصاح مناديا أيها الرب أنقذني Matthew 14-22))!!
على أي حال ...
بما أن الكرامات غدت نادرة هذه الأيام ظهرت اختراعات كثيرة تتيح ( لمثلي ومثلك) السير فوق الماء .. فقبل أيام مثلا قرأت خبرا عن ابتكار "جزمة" مطاطية تمكن الإنسان من المشي فوق الماء بفضل جيوب هوائية صغيرة .. كما توجد زلاجات بحرية تصنع من البلاستيك الإسفنجي تمنع لابسها من الغرق في حال وقوفه ثابتاً فوق البحر .. وفي علم الفيزياء هناك حقيقة مفادها أن الأجسام الثقيلة يخف وزنها كلما زادت سرعتها (وهو ما يفسر قدرة المتزلجين على الارتفاع فوق سطح البحر عند سحبهم بقارب سريع) .. وفي ولاية لويزيانا تحول هذا المبدأ إلى سباق سنوي حيث تنطلق السيارات المتنافسة بسرعة كبيرة لاجتياز أحد المستنقعات بدون أن تغرق ( وهو ما يذكرنا مجددا بسحلية الماء التي يمكنها الجري فوق البرك والمستنقعات طالما انطلقت بسرعة كبيرة) !
.. ما يبدو لي أن حلم السير فوق الماء لا يوازيه لدى البشر غير التحليق والطيران في الهواء ..
وكلاهما "فكرة مجنونة" لم يعد تحقيقها صعباً هذه الأيام !