- الأحد إبريل 19, 2009 10:10 pm
#16765
إن القلق الإيراني المتزايد يستمد مقوماته من طبيعة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الجديد، الذي يطغى عليه اليمين المتطرف، بقيادة بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود، كما أن كثرة الاتصالات والتنسيق بين تل أبيب وواشنطن، والمناورات العسكرية غير مسبوقة النظير التي أعلن عنها هذا الشهر، وستتم بين البلدين في وقت لاحق، بالإضافة إلى الهجوم العسكري الذي نفذ في شمال سوريا أيلول 2007، واستهدف ما قيل عنه منشآة نووية في طور البناء، بجميعها عوامل ترفع درجة التخوف في إيران، لا سيما أنه لا يوجد دولة عربية ومسلمة أيضاً نددت بالعملية ضد سوريا أو تحفظت منها.
تقديرات إسرائيلية عديدة تشير إلى أن الإيرانيين يجهدون في الآونة الأخيرة بطائفة من الخطوات، بقصد تشكيل ردع لأي محاولة تنفيذ هجوم عسكري ضد بلادهم. وحسب كافة التقديرات المتكئة على تصريحات مسؤولين إيرانيين، فإن أي هجوم ضد طهران سيواجه بجملة ردود، منها، استعمال الصواريخ بعيدة المدى لقصف إهداف إسرائيلية، وأستهداف القواعد الأميركية في الخليج. كما يذهب البعض للقول إن إيران ستهاجم إسرائيل بالطائرات الحربية، وقد تهاجم في الوقت نفسه، أهدافًا يهودية في انحاء العالم، ولا يستبعد ايضا دخول حزب الله وسوريا على خط الحرب، واستهدف إسرائيل من جهتها الشمالية.
يقدر الباحث الإسرائيلي، نائب رئيس معهد ابحاث الامن القومي، د.افرايم كام في دراسة له نشرت اواخر عام 2008، أن أيران في حال تعرضت لهجوم عسكري سواء من أميركا أم إسرائيل، فانها ستلجأ إلى استخدام العمليات الانتحارية، وإغلاق مضائق هرمز، والتشويش على تدفق النفط من الخليج، كما أنها ستعمل في مواجهة كل دولة تمكن الولايات المتحدة من استعمال ارضها للهجوم على ايران.
وبحسب الباحث الإسرائيلي ذاته، فإن إيران تملك عددا من طرق الرد الممكنة على إسرائيل، منها: إطلاق كثيف لصواريخ من ايران على اسرائيل. حيث تمتلك إيران مخزونا كبيرا من الصواريخ التي يصل مداها إلى تل أبيب، وربما تطلق هذه الصواريخ على المفاعل النووي الإسرائيلي، الواقع في ديمونا.
مع العلم أن إسرائيل تملك شبكة دفاعية ضد الصواريخ، تعرف باسم حيتس، وهي مرتبطة بالقمر الصناعي، ولا يستبعد أن تكون قادرة على اسقاط أي صاروخ يطلق من الأراضي الإيرانية تجاه الدولة العبرية، ولكن التخوف في إسرائيل ينبع من إمكانية حمل هذه الصواريخ لرؤوس غير تقليدية، وبالتالي التساؤل الملح يبقى قائمًا: هل تجرؤ إسرائيل على مهاجمة دولة يعتقد أنها تمتلك أسلحة غير تقليدية؟
كما أن إسرائيل بحاجة إلى الاجابة عن العديد من الأسئلة قبل خروجها في عملية عسكرية ضد إيران، وأهم هذه الأسئلة، ماذا لديها من المعلومات الاستخبارتية عن اماكن تواجد المنشات النووية الإيرانية؟ وماذا سيحدث في حال فشل هذا الهجوم، أو على الأقل تمكنت إيران من أمتصاص الضربة الأولى؟ ما هي الأثار المحتملة لهذا الهجوم على المنطقة باكملها، وبخاصة أذا دخلت سوريا وحزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية على خط المواجهة؟
توجد العديد من المثبطات الأخرى للهجوم الإسرائيلي على إيران، نذكر منها، أن الهجوم في حال تم، وفشل في احراز أهدافه، فسيحمل تبعات كبيرة، لا سيما زيادة شعبية النظام الإسلامي في إيران، وتعزز وجود وشعبية الحركات الإسلامية التي يدعمها هذا النظام في المنطقة والعالم برمته، كما تشير العديد من التوقعات إلى أن اي هجوم عسكري لن يكون قادرًا على وقف الجهود النووية الإيرانية بشكل تام، وانما قد يؤدي مثل هذا الهجوم إلى تأجيل احراز هذا الهدف لفترة ليست بالبعيدة. ولهذا الأسباب جميعها يبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة تفضل الحوار مع إيران قبل اللجوء إلى الحل العسكري.
2009 الأحد 19 أبريل
طهران تسعى لتشكيل رادع لتل أبيب في حال مهاجمة مفاعلها النووي
إسرائيل منهمكة في معرفة ردة فعل إيران إذا ما نشبت الحرب
إن القلق الإيراني المتزايد يستمد مقوماته من طبيعة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الجديد، الذي يطغى عليه اليمين المتطرف، بقيادة بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود، كما أن كثرة الاتصالات والتنسيق بين تل أبيب وواشنطن، والمناورات العسكرية غير مسبوقة النظير التي أعلن عنها هذا الشهر، وستتم بين البلدين في وقت لاحق، بالإضافة إلى الهجوم العسكري الذي نفذ في شمال سوريا أيلول 2007، واستهدف ما قيل عنه منشآة نووية في طور البناء، بجميعها عوامل ترفع درجة التخوف في إيران، لا سيما أنه لا يوجد دولة عربية ومسلمة أيضاً نددت بالعملية ضد سوريا أو تحفظت منها.
تقديرات إسرائيلية عديدة تشير إلى أن الإيرانيين يجهدون في الآونة الأخيرة بطائفة من الخطوات، بقصد تشكيل ردع لأي محاولة تنفيذ هجوم عسكري ضد بلادهم. وحسب كافة التقديرات المتكئة على تصريحات مسؤولين إيرانيين، فإن أي هجوم ضد طهران سيواجه بجملة ردود، منها، استعمال الصواريخ بعيدة المدى لقصف إهداف إسرائيلية، وأستهداف القواعد الأميركية في الخليج. كما يذهب البعض للقول إن إيران ستهاجم إسرائيل بالطائرات الحربية، وقد تهاجم في الوقت نفسه، أهدافًا يهودية في انحاء العالم، ولا يستبعد ايضا دخول حزب الله وسوريا على خط الحرب، واستهدف إسرائيل من جهتها الشمالية.
يقدر الباحث الإسرائيلي، نائب رئيس معهد ابحاث الامن القومي، د.افرايم كام في دراسة له نشرت اواخر عام 2008، أن أيران في حال تعرضت لهجوم عسكري سواء من أميركا أم إسرائيل، فانها ستلجأ إلى استخدام العمليات الانتحارية، وإغلاق مضائق هرمز، والتشويش على تدفق النفط من الخليج، كما أنها ستعمل في مواجهة كل دولة تمكن الولايات المتحدة من استعمال ارضها للهجوم على ايران.
وبحسب الباحث الإسرائيلي ذاته، فإن إيران تملك عددا من طرق الرد الممكنة على إسرائيل، منها: إطلاق كثيف لصواريخ من ايران على اسرائيل. حيث تمتلك إيران مخزونا كبيرا من الصواريخ التي يصل مداها إلى تل أبيب، وربما تطلق هذه الصواريخ على المفاعل النووي الإسرائيلي، الواقع في ديمونا.
مع العلم أن إسرائيل تملك شبكة دفاعية ضد الصواريخ، تعرف باسم حيتس، وهي مرتبطة بالقمر الصناعي، ولا يستبعد أن تكون قادرة على اسقاط أي صاروخ يطلق من الأراضي الإيرانية تجاه الدولة العبرية، ولكن التخوف في إسرائيل ينبع من إمكانية حمل هذه الصواريخ لرؤوس غير تقليدية، وبالتالي التساؤل الملح يبقى قائمًا: هل تجرؤ إسرائيل على مهاجمة دولة يعتقد أنها تمتلك أسلحة غير تقليدية؟
كما أن إسرائيل بحاجة إلى الاجابة عن العديد من الأسئلة قبل خروجها في عملية عسكرية ضد إيران، وأهم هذه الأسئلة، ماذا لديها من المعلومات الاستخبارتية عن اماكن تواجد المنشات النووية الإيرانية؟ وماذا سيحدث في حال فشل هذا الهجوم، أو على الأقل تمكنت إيران من أمتصاص الضربة الأولى؟ ما هي الأثار المحتملة لهذا الهجوم على المنطقة باكملها، وبخاصة أذا دخلت سوريا وحزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية على خط المواجهة؟
توجد العديد من المثبطات الأخرى للهجوم الإسرائيلي على إيران، نذكر منها، أن الهجوم في حال تم، وفشل في احراز أهدافه، فسيحمل تبعات كبيرة، لا سيما زيادة شعبية النظام الإسلامي في إيران، وتعزز وجود وشعبية الحركات الإسلامية التي يدعمها هذا النظام في المنطقة والعالم برمته، كما تشير العديد من التوقعات إلى أن اي هجوم عسكري لن يكون قادرًا على وقف الجهود النووية الإيرانية بشكل تام، وانما قد يؤدي مثل هذا الهجوم إلى تأجيل احراز هذا الهدف لفترة ليست بالبعيدة. ولهذا الأسباب جميعها يبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة تفضل الحوار مع إيران قبل اللجوء إلى الحل العسكري.