القرى
الريفية ...وفقرها للإضاءة ليلاً
ولكثير من وسائل الرفاهية ، وغيرها
الكثير من الملاحظات ... و في طريق
العودة من الرحلة سأل الأب ابنه:كيف كانت
الرحلة ؟
قال الابن : كانت الرحلة ممتازة و تعلمت
منها الكثير يا أبي .
قال الأب : هل رأيت وتأملت يا ولدي كيف
يعيش أولئك الفقراء المساكين ؟
قال الابن: نعم
قال الاب: إذا أخبرني ماذا تعلمت من هذه
الرحلة ؟
قال الابن :
لقد رأيت أننا نملك كلبا واحدا ، وهم
(الفقراء) يملكون أربعة.
لقد جلبنا الفوانيس لنضيء حديقتنا ، وهم
لديهم النجوم كلها تتلألأ في السماء.
ساحة بيتنا تنتهي عند الحديقة الأمامية
، ولهم امتداد الأفق بأكمله .
لدينا مساحة صغيرة نعيش عليها ، وعندهم
مساحات تتجاوز تلك الحقول.
لدينا بركة ماء في وسط حديقتنا ، وهم
لديهم جدول نهري ليس له نهاية !!
لدينا خدم يقومون على خدمتنا ،وهم
يقومون بخدمة بعضهم البعض .
نحن نشتري طعامنا ، وهم يأكلون ما
يزرعون.
نحن نملك جدراناً عالية لكي تحمينا ،
وهم يملكون أصدقاء يحمونهم ،
وجيراناً يسألون عنهم.
ووالد الطفل صامت لا يتكلم و هو مدهوش
لما يقوله ابنه !!
عندها أردف الطفل قائلا :
شكرا لك يا أبي لأنك أريتني كيف أننا
فقراء فعلاً ، محتاجون فعلا ، نعيش
الأوهام حقا ...
أليست هذه نظرة رائعة حقاً للأشياء من
حولنا ؟!
تجعلك ممتنا شاكرا لله تعالى حامدا له
على كل ما أعطاك ، بدلا من
التفكير والقلق فيما لا تملك...
نعم لا غنى كالعقل و لا فقر كالجهل ، ولا
ميراث كالأدب...
والإنسان إخواني وأخواتي غني أو فقير
بشخصيته لا بماله ، وحديث النبي
صلى الله عليه وسلم ( طوبى لمن هدي
للإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع )هذه
القناعة كما يقول المثل : حجر الفلاسفةتجعل كل ما يمسه ذهباً