منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#25872

ما بين الحديث عن تشديد العقوبات على إيران والتسريبات الإسرائيلية التي تكشف أن الضربة العسكرية للمواقع الإيرانية صارت بحكم الأمر الواقع وما بين التقارير التي تتحدث عن مخاطر امتلاك إيران لسلاح نووي وتقارير تتحدث أن إيران النووية تخدم المصالح الأميركية ومن خلال المعطيات الميدانية التي جرت في المنطقة خلال الأسبوع الماضي رسم دبلوماسي غربي كبير صورة مصغرة للأحداث يمكن اختصارها بعبارة واحدة : إنها سباق بين الخيار العسكري والصفقة الشاملة ولكن من خلال ما كشف عنه هذا الدبلوماسي ينجلي ما هو أخطر وهو تداعيات التسلح النووي الإيراني على الخليج والشرق الأوسط لا على الولايات المتحدة التي تستطيع ان تستوعبه وتحتويه وتتعامل معه.
ويلاحظ هذا الدبلوماسي أن هناك إشارات متناقضة تصدر عن الولايات المتحدة فبينما تقول إحدى الدراسات العسكرية إن إيران النووية تصب في النهاية في مصلحة الولايات المتحدة باعتبارها ستؤدي إلى مضاعفات في المنطقة من شأنها أن تعزز النفوذ الأميركي والاعتماد المحلي على المظلة الأمنية الأميركية كما أنها ستؤدي إلى تغييرات ديمقراطية تعزز النهج الأميركي إلا أن دراسات أخرى تركز في الوقت نفسه على مخاطر امتلاك طهران لسلاح نووي على المصالح الأميركية وعلى المنطقة بأثرها
وبحسب هذا الدبلوماسي فإنه رغم اللهجة الحادة المهيمنة على الحوار العلني بين طهران و واشنطن فإن ما يجري خلف الأبواب المغلقة هو الأهم ، ويوضح أن هناك مفاوضات سرية متعددة المستويات تجري بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين في مناطق مختلفة وبعضها يجري في مدن أوربية مثل ميونيخ في ألمانيا و زيوريخ في سويسرا أو في ستراسبورغ بفرنسا وهي على الأغلب ذات طابع سياسي وهدفها التوصل إلى نقاط اتفاق على سلوك سياسي في المنطقة بحيث تبقى المصالح الأميركية مؤمنة مع اعتراف بدور إقليمي لإيران في قضايا الخليج والشرق الأوسط كذلك آسيا الوسطى وبحيث لا تبرز متناقضات تؤدي إلى مواجهة في المستقبل وفي سياق هذه الاجتماعات التي يحضرها مسؤولون من الجانبين يدور الكلام الأميركي عن أهمية أن يتخلى نظام الملالي عن لهجته العدائية والتريحضية ضد الولايات المتحدة باعتبارها الشيطان الأكبر والكف عن إثارة القلاقل في مناطق نفوذها التقليدية كما تتناول المحادثات ضرورة أن تتوقف إيران عن تطوير سلاح نووي ، ويطلب الإيرانيون أن تلتزم الولايات المتحدة ومعها الغرب بتلبية احتياجات إيران من الوقود النووي الذي يستخدم في أغراض مدنية مثل إنتاج الطاقة أو العلاج الطبي ويبدون استعدادهم لوقف التخصيب على ألا يتم الإعلان عن ذلك مؤقتا حفاظا على ماء الوجه وحتى لا تبدو إيران وكأنها تراجعت .
ويكشف الدبلوماسي أيضا عن اجتماعات أخرى لا تقل أهمية عن هذه الاجتماعات التي تُعقد في مدن أوربية وهي اجتماعات أمنية بالدرجة الأولى وتعقد بين مسؤولين أمنيين غربيين وقياديين أمنيين في الحرس الثوري و"جهاز جنود الإمام المهدي السريين" وهو جهاز مخابراتي عسكري مكلف بالعمليات الخارجية ونادراً ما يسمع عنه في مناطق قريبة داخل الأراضي الباكستانية أو الأفغانية ، حيث يتم التوصل في هذه الاجتماعات إلى صفقات حسن نوايا تقضي بتبادل المعلومات المخابراتية وتنسيق عمليات مقايضة لتبادل تسليم مطلوبين ويؤكد الخبير أن عمليات اعتقال عبد الملك ريغي "زعيم جند الله" وهي حركة بلوشية إيرانية مسلحة وتسليمه إلى إيران هي ثمرة إحدى هذه الصفقات التي أدت أيضا إلى اعتقال أربعة من زعماء طالبان-أفغانستان هم الملا عبد الغني برادار والملا عبد الكبير خان والملا عبد السلام والملا محمد.
ويقول الدبلوماسي : إن إيران في هذه الاجتماعات شعرت بحاجة أميركا إليها خاصة في ملفي العراق وأفغانستان ففي العراق تستطيع إيران نسف الجدول الزمني للانسحاب الأميركي ، وحمل أوباما على النكث بوعوده للأميركيين بالانسحاب من العراق عام 2011 وتملك إيران تسهيل الانسحاب وجعله سلساً وكذلك الأمر في أفغانستان.
وحسب الدبلوماسي فإن الأمنيين الإيرانيين عرضوا على أوباما تسليم أسامة بن لادن إلى أميركا مقابل سكوت واشنطن عن امتلاك إيران لقنبلة نووية.
ويوضح الدبلوماسي أن مغزى الاجتماعات الأمنية هو إيصال رسالة بأن التعاون الإيراني –الأميركي- الباكستاني مفيد لجميع الأطراف، وأنه قد يشكل نموذجا لتعاون أوسع إذا ما تمت هذه الصفقة كما أن استمرار هذه الاجتماعات تأكيدا لنوايا الأطراف بالرغبة في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة
أسباب التصعيد في الواجهة الإعلامية.
ويضع الدبلوماسي الغربي التصعيد الغربي حول عقوبات جديدة والكلام حول إبقاء الخيار العسكري على الطاولة في سياق الضغط على النظام الإيراني لإتمام الصفقة وبنفس الإطار يفسر الدبلوماسي الإجراءات الدفاعية الغربية الجديدة في منطقة الخليج ، ولكن النقطة التي تبدو شاذة عن هذا السياق وهي الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية الجارية على قدم وساق لتوجيه ضربة عسكرية إلى المواقع النووية الإيرانية، بما في ذلك تصنيع طائرات بدون طيار بعيدة المدى قادة على الوصول إلى الأراضي الإيرانية، لكن الدبلوماسي يقول إن الولايات المتحدة لا تمانع في أن تمضي إسرائيل في استعداداتها إلى النهاية، لأن ذلك يأتي ضمن الضغوط التي تمارس على الملالي للموافقة على الصفقة المطروحة الآن على بساط البحث، غير أن واشنطن حذرت تل أبيب من شن ضربة عسكرية أحادية بدون علمها، إذ لا يمكن أن تسمح واشنطن بتوريطها في عملية غير محسوبة أميركياً تعرض القوات الأميركية في المنطقة إلى خطر ضربات انتقامية.
تداعيات إيران النووية.
ولكن السؤال الذي يظل مطروحا ومتداولا في الأوساط الأميركية، هو ما سيحصل إذا ما فوجئ الغرب بأن إيران قد امتلكت فعلا سلاحا نوويا، ويتوقع الدبلوماسي في هذه الحالة أن تقع انقلابات في دولتين خليجيتين على الأقل تؤدي إلى وصول الشيعة إلى الحكم فيها ، كما ستثور قلاقل في دول أخرى، وسيقع الانفصال النهائي لجنوب العراق، ويتغير شكل الحكم في لبنان، ويتغير الترتيب المذهبي للمناصب العليا فيه، كما ستسقط السلطة الفلسطينية وتتعزز سلطة حماس في غزة والضفة، ولا يستبعد الدبلوماسي أن تقوم إسرائيل في هذه الحالة باجتياح جديد للمنطقتين لأسباب أمنية بحتة، وإذا ما امتلكت إيران سلاحاً نووياً، فستكون بداية لنشوب حروب أهلية، أحد أطرافها الأقليات الشيعية وستؤدي إلى رسم خرائط جديدة لدول المنطقة، وستبرز كيانات جديدة قائمة على أسس طائفية ومذهبية.
وفي رأي الدبلوماسي الغربي أن تقارير مراكز الأبحاث عن أن إيران قد أصبحت دولة نووية بالفعل، تظهر وكأنها لتشجيع شن الحرب على إيران، وبالفعل بدأت احتمالات تحول إيران إلى قوة نووية تظهر في كواليس السياسة الأميركية، وبرزت تساؤلات حول ما ستفعله أميركا والغرب إذا ما امتلكت إيران قنبلة نووية، والتداعيات الإقليمية التي ستلي ذلك.
ويقول الدبلوماسي: إن هناك فريقا من الإدارة الأميركية يعتقد أنه يمكن التعايش مع القنبلة النووية الإيرانية مهما كانت التداعيات، لأن واشنطن تستطيع احتواءها فالطاقة مؤمنة، ولابد إيران أن تبيع في النهاية إنتاجها، كما أن البعض يعتقد أن إيران بعد الانفجار المعنوي الناجم عن امتلاكها القنبلة، وشعورها بالغرور في البداية، فإنها ستهدأ وتصبح أكثر براجماتية واقتناعاً بأهمية التعاون مع أميركا والغرب وهذا ما سيصب في مصلحة الغرب في النهاية مهما كانت آثاره المباشرة في المنطقة، والغرب سيضطر إلى إعادة ترتيباته الدفاعية في تلك الحالة وكذلك دول المنطقة، ولكن هذه قضية أخرى.
والدافع الأساسي، في رأي الدبلوماسي الغربي، هو رغبة واشنطن في إغلاق الملف الإيراني في أسرع وقت ممكن، حتى تتفرغ للتحديات الرئيسية، وهي روسيا والصين التي تتمدد بسرعة، يقودها نهم إلى مصادر الطاقة إذ أن احتياجاتها إلى النفط ستتضاعف عشرات المرات في السنوات المقبلة.

ما هو موقف سورية ؟
ويتساءل الدبلوماسي عن موقف سورية في السيناريوهات المختلفة ويقول هذا الدبلوماسي بناء على معلومات متوفرة لديه: إنه رغم أن سورية أجرت مناورات مشتركة مع حزب الله بحضور خبراء عسكريين إيرانيين، وبرغم أن سورية استدعت جزءاً من احتياطيها، فإنها لن تغامر إطلاقا بدخول حرب ضد إسرائيل، إذا ما تعرضت إيران لضربة عسكرية أميركية أو إسرائيلية، بل إنها ستحاول أن تجني من أميركا والغرب، ثمن عدم وقوفها إلى جانب إيران في تلك الحالة، أما إذا عقدت إيران صفقة مع أميركا والغرب فإن سورية ستحصل من إيران ثمن وقوفها معها، وستستفيد من الاعتراف الغربي بدور إيران في المنطقة هو كما متوقع في الصفقة الجديدة، لتستفيد من الدور الإيراني في استعادة نفوذها في لبنان وفي القضية الفلسطينية أيضا.
هذا هو ملخص ما يدور خلف ستار الأحداث الظاهرة في المنطقة، فأي سيناريو سينتصر ؟
الجواب متوقف على إرادة الأطراف المعنية، وهي إيران وأميركا بالدرجة الأولى أما دول المنطقة الأخرى فستعاني من ذيول الصفقة أو ذيول الحرب !
#25905
اذا كانت امريكا وحولفائها داعمين او معارضين لايران واذا انتصرت او خسرت ايران فسيكون المتضرر الاكبر دول الخليج فاذا افترضنا ان هناك علاقه حول اتفاقيات مشتركه بين واشنطن وطهران ووقوف امريكا خلف الابواب مع ايران فهذا سيعزز النصر لايران وبالتالي ستتضر دول الخليج من بسط نفوذ ايران وسيطرتهاعلى المنطقه.وذا افترضنا انا الولايات المتحده ضد ايران وضد التسلح النووي الايراني فهذا قد ينشأ الحرب اذا استمرت ايران في الطريق الى التسلح النووي فاذا قام الحرب وخسرت ايران فسيكون المتضرر الاول من الحرب دول الخليج لانها ستكون هدف استراتيجي للضرب العسكري الايراني.فالسؤال هنا ليس هل امريكا مع او ضد؟ السؤال هنا ماموقف دول الخليج الان وما المعمول عليه في تصدى تلك الضرر الذي سينجم عن انتصار او خساره ايران؟
شكرا جزيلا لك على الموضوع فلابد من الوقوف عليه والتساؤل حوله
#25962
الجواب متوقف على إرادة الأطراف المعنية، وهي إيران وأميركا بالدرجة الأولى أما دول المنطقة الأخرى فستعاني من ذيول الصفقة أو ذيول الحرب !
الموقف صعب جدًا : (

كان الله في عوننا ..

شكرًا لطرحك المفيد ..