- الاثنين أكتوبر 18, 2010 8:55 pm
#28595
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ماذا لو دعوت الله اليوم واستيقظت غداً لتجد كل دعواتك قد أجيبت ؟
ماذا لو نمت الليلة على حلم واستيقظت في اليوم التالي لتجد حلمك يمشي على قدمين؟
ماذا لو أن أحمد الذي حفيت قدماه وهو يبحث عن عمل استيقظ ليجد خمس مكالمات من شركات مرموقة تسأله أن يأتي فورا ويستلم عمله الجديد؟
ماذا لو أن فاطمة التي سأمت وهي تنتظر فارسها الملثم استيقظت على طابور من العرسان؟
ماذا لو أن سعيد وسعيدة اللذان يحلمان منذ ليلة زواجهما بسعيد صغير يملأ دنياهما بالضجيج ولا يسكت
حتى يحصل على ما يريد صافحا صباحهما بالكلمة السحرية: "مبروك زوجتك حامل."؟
ماذا لو جربنا الليلة جميعاً أن ندعو بما نريد واستيقظنا وقد وجدنا أحلامنا وقد نفخت فيها الروح؟
لا أشك أن الفرح سيطيش بعقل الكثيرين منا. قد نرقص، قد نصرخ، وقد حتى نبكي. !
ولكن ما هي إلا برهة من الزمن حتى يبلى ثوب الإثارة ونعود إلى سيرتنا الأولى من ركض وبحث ولهفة. فثمة عيب في الأحلام أنها تبلى فور ما تتحقق.
ولكن ماذا لو أن أحمد استيقظ في اليوم التالي ليجد رسالتين من آخر شركتين قدم فيهما تخبرانه أنه لم ينجح في المقابلة؟
وماذا لو أن فاطمة التي لم تنم تلك الليلة إلا بعد أن نادت ربها نداء خفياً أن يهبها من لدنه زوجاً تقيا اكتشفت أن من كان ينوي التقدم إليها قد صرف النظر عنها؟
وماذا لو أن تحليل الحمل كالعادة خذل سعيد وسعيدة؟
لا شك أن الكآبة ستخيم عليهم لشيء من الوقت.
وقد ينتابهم الإحباط والامتعاض وربما اليأس.
إلا أن هذه الأعراض عادة لا تلبث أن تزول فحب الحياة داخلنا أكبر من أن نستسلم لهذه المشاعر.
وما سيحصل في الغالب هو أن كل واحد منهم سيعاود المحاولة تلو الأخرى حتى يحصل على ما يريد. فأحمد مثلاً سيطرق أبوابا لم يطرقها من قبل.
وسيدخل عدداً من الدورات. وسيعب من منهل القراءة ما يشاء. ولماذا لا يواصل دراساته العليا فيأخذ الماجستير بل وحتى الدكتوراه؟
أما فاطمة فستحاول أن تجد ذاتها في دروب أخرى. هي تتقن الطبخ وإعداد الحلويات. لماذ لا تدخل هذا المجال وتنافس العديد من الفتيات التي سبقنها في هذا المجال؟
وهي إلى ذلك كرست نفسها لخدمة والدها المريض. وهكذا أصبحت تبدأ يومها بدعوات عذبة وتختمها بتلك الدعوات.
أي أجر وأي فضل من الله ونعمة.
سعيد وسعيدة استثمرا وقتهما الطويل من حيث لا يشعران. فسعيدة مبرزة في عملها. نالت العديد من الجوائز العلمية.
وتتسابق الصحف للحديث عنها وعن إنجازاتها. مؤخرا دخلت إحدى مدارس تحفيظ القرأن وانضمت إلى جموع الحافظات لكتابه.
أما سعيد فهو الآخر من المبرزين في مجال العمل الخيري. يتحدثون كثيراً عن الأعداد الغفيرة من العمالة التي اهتدت على يديه.
إنجازات ما كان لها وما كان له أن يحصلان عليها لو كان منزلهما عامراً بالأطفال.
الأيام تترى وجميعهم مازالوا يعيشون مع أحلامهم، يدسونها تحت وسائدهم ويمنون نفوسهم باليوم الذي ترى فيه الشمس.
السنوات تمر وأحلامهم مازالت تتمنع.
ولكنها سنوات حافلة مليئة بالإنجازات. سنوات عامرة بالنجاحات. نجاحات لم يخططوا لها ولم تكن يوما في قائمة أولوياتهم.
نجاحات شغلتهم أحلامهم عن السعي وراءها فإذا هي تأتيهم من حيث لا يحتسبون.
والأهم من ذلك تلك الدعوات التي يسرونها ليلا ونهاراً إلى الرحمن الرحيم. ويشفعونها بالصدقات والصلوات والذكر وقراءة القرآن.
العمر حقاً يمضي ولكنهم أكثر قربا إلى الله. رصيدهم من صالح الأعمال كالجبل أو يزيد. حسنات ما كانوا ليحصلوا عليها لو لم يذوقوا مرارة الحرمان.
ومؤخراً اكتشفوا أنهم أغنياء. أغنياء بالأمل. ومن ملك الأمل فقد ملك كل شيء
.
البعض منهم صافح حلمه أخيراً فإذا به يحصل عليه وعلى الكثير الكثير من النعم "فوق البيعة"،
البعض مازال ينتظر ويحدوه الأمل، والبعض قضى نحبه ولما يرى حلمه في هذه الدنيا ليراه ينتظره في الآخرة كعروس في أجمل حلة.
وحينها حتماً سيقول ياليت قومي يعلمون أنه سبحانه ما حرمنا إلا ليعطينا وأن الجوائز الملقاة على جانب الطريق أحيانا أثمن وأجمل من تلك التي في نهايته.
والآن أمازلت غاضباً لأن دعاءك لم يستجب إلى الآن؟
بقلم: إيمان الكرود
ماذا لو دعوت الله اليوم واستيقظت غداً لتجد كل دعواتك قد أجيبت ؟
ماذا لو نمت الليلة على حلم واستيقظت في اليوم التالي لتجد حلمك يمشي على قدمين؟
ماذا لو أن أحمد الذي حفيت قدماه وهو يبحث عن عمل استيقظ ليجد خمس مكالمات من شركات مرموقة تسأله أن يأتي فورا ويستلم عمله الجديد؟
ماذا لو أن فاطمة التي سأمت وهي تنتظر فارسها الملثم استيقظت على طابور من العرسان؟
ماذا لو أن سعيد وسعيدة اللذان يحلمان منذ ليلة زواجهما بسعيد صغير يملأ دنياهما بالضجيج ولا يسكت
حتى يحصل على ما يريد صافحا صباحهما بالكلمة السحرية: "مبروك زوجتك حامل."؟
ماذا لو جربنا الليلة جميعاً أن ندعو بما نريد واستيقظنا وقد وجدنا أحلامنا وقد نفخت فيها الروح؟
لا أشك أن الفرح سيطيش بعقل الكثيرين منا. قد نرقص، قد نصرخ، وقد حتى نبكي. !
ولكن ما هي إلا برهة من الزمن حتى يبلى ثوب الإثارة ونعود إلى سيرتنا الأولى من ركض وبحث ولهفة. فثمة عيب في الأحلام أنها تبلى فور ما تتحقق.
ولكن ماذا لو أن أحمد استيقظ في اليوم التالي ليجد رسالتين من آخر شركتين قدم فيهما تخبرانه أنه لم ينجح في المقابلة؟
وماذا لو أن فاطمة التي لم تنم تلك الليلة إلا بعد أن نادت ربها نداء خفياً أن يهبها من لدنه زوجاً تقيا اكتشفت أن من كان ينوي التقدم إليها قد صرف النظر عنها؟
وماذا لو أن تحليل الحمل كالعادة خذل سعيد وسعيدة؟
لا شك أن الكآبة ستخيم عليهم لشيء من الوقت.
وقد ينتابهم الإحباط والامتعاض وربما اليأس.
إلا أن هذه الأعراض عادة لا تلبث أن تزول فحب الحياة داخلنا أكبر من أن نستسلم لهذه المشاعر.
وما سيحصل في الغالب هو أن كل واحد منهم سيعاود المحاولة تلو الأخرى حتى يحصل على ما يريد. فأحمد مثلاً سيطرق أبوابا لم يطرقها من قبل.
وسيدخل عدداً من الدورات. وسيعب من منهل القراءة ما يشاء. ولماذا لا يواصل دراساته العليا فيأخذ الماجستير بل وحتى الدكتوراه؟
أما فاطمة فستحاول أن تجد ذاتها في دروب أخرى. هي تتقن الطبخ وإعداد الحلويات. لماذ لا تدخل هذا المجال وتنافس العديد من الفتيات التي سبقنها في هذا المجال؟
وهي إلى ذلك كرست نفسها لخدمة والدها المريض. وهكذا أصبحت تبدأ يومها بدعوات عذبة وتختمها بتلك الدعوات.
أي أجر وأي فضل من الله ونعمة.
سعيد وسعيدة استثمرا وقتهما الطويل من حيث لا يشعران. فسعيدة مبرزة في عملها. نالت العديد من الجوائز العلمية.
وتتسابق الصحف للحديث عنها وعن إنجازاتها. مؤخرا دخلت إحدى مدارس تحفيظ القرأن وانضمت إلى جموع الحافظات لكتابه.
أما سعيد فهو الآخر من المبرزين في مجال العمل الخيري. يتحدثون كثيراً عن الأعداد الغفيرة من العمالة التي اهتدت على يديه.
إنجازات ما كان لها وما كان له أن يحصلان عليها لو كان منزلهما عامراً بالأطفال.
الأيام تترى وجميعهم مازالوا يعيشون مع أحلامهم، يدسونها تحت وسائدهم ويمنون نفوسهم باليوم الذي ترى فيه الشمس.
السنوات تمر وأحلامهم مازالت تتمنع.
ولكنها سنوات حافلة مليئة بالإنجازات. سنوات عامرة بالنجاحات. نجاحات لم يخططوا لها ولم تكن يوما في قائمة أولوياتهم.
نجاحات شغلتهم أحلامهم عن السعي وراءها فإذا هي تأتيهم من حيث لا يحتسبون.
والأهم من ذلك تلك الدعوات التي يسرونها ليلا ونهاراً إلى الرحمن الرحيم. ويشفعونها بالصدقات والصلوات والذكر وقراءة القرآن.
العمر حقاً يمضي ولكنهم أكثر قربا إلى الله. رصيدهم من صالح الأعمال كالجبل أو يزيد. حسنات ما كانوا ليحصلوا عليها لو لم يذوقوا مرارة الحرمان.
ومؤخراً اكتشفوا أنهم أغنياء. أغنياء بالأمل. ومن ملك الأمل فقد ملك كل شيء
.
البعض منهم صافح حلمه أخيراً فإذا به يحصل عليه وعلى الكثير الكثير من النعم "فوق البيعة"،
البعض مازال ينتظر ويحدوه الأمل، والبعض قضى نحبه ولما يرى حلمه في هذه الدنيا ليراه ينتظره في الآخرة كعروس في أجمل حلة.
وحينها حتماً سيقول ياليت قومي يعلمون أنه سبحانه ما حرمنا إلا ليعطينا وأن الجوائز الملقاة على جانب الطريق أحيانا أثمن وأجمل من تلك التي في نهايته.
والآن أمازلت غاضباً لأن دعاءك لم يستجب إلى الآن؟
بقلم: إيمان الكرود
لو علمتم كيف يدبّر الله أموركم ، لذابت قلوبكم من محبته