- الخميس نوفمبر 04, 2010 2:27 am
#29332
الإسكندر الأكبر وذو القرنين.... وأخناتون
الإسكندر الأكبر
أخناتون (أمنحوتب الرابع)
توضيح خلط تاريخي يحدث ما بين العامة يتمثل بمقولة أن الإسكندر هو نفسه ذي القرنين المذكور بالقرآن الكريم. وهذا مما لا يصح له صحيح من مجمل التاريخ أو قراءة الشواهد والدلائل التي حض عليها القرآن الكريم. فالإسكندر المقدوني ملك وثني يؤمن بالآلهة الإغريقية الوثنية وعلى رأسها زيوس إله الآلهة وهي أصنام وألواح اخترعها الإغريق الغابرون عبر حضارتهم التي اندثرت. وقد يحدث هذا الخلط بسبب أن الإسكندر لقّب بذي القرنين كذلك حين دخل أحد المعابد الفرعونية في مصر (قبيل هجومه على الفرس) وخرج منها وهو يرتدي برأسه ما يشبه الإكليل على شكل قرنين، وقيل أنه ادعى حينها أنه أصبح إلها. في حين أن الحق جل وعلا تلا بالذكر الحكيم عن ذي القرنين التالي في مطلع الإجابة عن اسئلة اليهود التي حاولوا بها إعجاز الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم:
((وَيَسْأَلُونَكَ عنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) )) الكهف.
وبالتالي لا يستقيم الأمر بعد استيعابنا لهذه الآيات الكريمة أن يكون الإسكندر المقدوني -رغم ما عرف عنه من عدل- هو نفسه ذي القرنين. فالأخير ملك عادل موحد بالله وبربوبيته بلا شريك له. وفي حين أن هناك مقولات عديدة حول هوية ذو القرنين، فإن اسم الإسكندر من بينها كما أشار بالظن سيد قطب رحمه الله في كتابه "في ظلال القرآن". وقد قيل كذلك أنه الملك قورش ملك الفرس العادل. بينما تشير العديد من المصادر العربية ومن بينها لابن كثير وغيره أنه ملك من العرب يدعى حمّير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود، وكان بنو حمير وهي القبيلة اليمنية العريقة يتفاخرون بنسبهم له مؤكدين أنه هو ذي القرنين وذلك عبر كثير من قصائدهم العربية الغابرة.
لكن ما هو مثير ويدعو للاهتمام هي تلك النظريات الحديثة والتي تشير إلى أن شخصية ذو القرنين مختلفة تماما. فقد ظهرت بحوث ودراسات تاريخية تؤكد نظريا احتمالية كون هذه الشخصية بـ(امنحوتب الرابع) وهو المعروف تاريخيا بـ(أخناتون (أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر وهو ابن (امنحوتب الثالث فرعون موسى كما تؤكد الدراسات الحديثة. ويجزم الاستاذ حمدي بن حمز بعد دراسة بحثية واستكشافية قام بها (اطلع على جانب منها من هنا أن امنحوتب الرابع هو الرجل الصالح من آل فرعون الذي ورد ذكره بالقرآن الكريم حيث ذكر الحق تعالى كلمات ذلك الرجل ناصحا قومه كالتالي بسورة غافر:
((وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَإذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ))
وبعد أن قضى الله على فرعون وجيشه بالبحر، تولى امنحوتب الرابع الحكم وأطلق على نفسه لقب "أخناتون" أي خادم أو عابد رب الشمس. ولكن الكهنة في المعابد كادوا لهذا الملك الصالح ولم يأمن من شرهم (شاهد مسلسل "لا إله إلا الله" بالأجزاء الخاصة عن أخناتون ونفرتيتي للمقارنة: من هنا (فآثر اجتنابهم والبعد عن مكائدهم. ورغم اختلاف الفقهاء في مسألة نبوة ذو القرنين، إلا أنه من الواضح أن الحق تعالى ذكر بأنه أوحى إليه، مما يرجح مسألة نبوته والله أعلم. ويشير الاستاذ ابو زيد في كتابه "فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج" عن هذه المسألة أن أخناتون ونفرتيتي لم يتم العثور لهما على رفات أو مومياء في أي ضريح أو قبر كما هو سائد لدى بقية ملوك الفراعنة، وهذا من الاستدلالات التي يبني عليها نظرية بحثه. وهو يضيف أن أخناتون هنا (أي ذو القرنين) أطاع أمر ربه وتوجه إلى بلاد مغرب الشمس (والباحث يقول أنها جزر المالديف) ودعا الناس فلما أتم رسالته أطاع أمر ربه وتوجه مبحرا نحو "مطلع الشمس" ويدلل ابو زيد بأنه لم يكن يمكن لأي سفن بحرية في ذلك الوقت أن تقطع هذه المسافات الشاسعة سوى السفن الشراعية المتينة التي كان يصنعها المصريون القدماء. ومطلع الشمس هو مكان قام الاستاذ ابو زيد بحساب مكانه الجغرافي وتوقيته الزماني فتبين له بعد البحث الدقيق أن لن يكون إلا بموقع واحد من العالم وهي جزر كيريباتي أو جزر جيلبرت كما تسمى سابقا) الواقعة بالمحيط الهادي ما بين أستراليا والفلبين. فلما أتم ذو القرنين رسالته، أطاع أمر ربه وتوجه شمالا نحو بلاد شعبها "لا يكادون يفقهون قولا"، ويجزم البحث بأنها بلاد الصين. والمدهش بالأمر أن الاستاذ ابو زيد حينما سأل بعض المتنورين الصينين عن كلمتي "يأجوج ومأجوج" تبين أنها كلمات صينية مستخدمة بلغة الماندارين أي لغة شمال الصين. وتعنيان قارة آسيا (يأجوج = Ya Jou) وشعب الخيل (مأجوج = Ma Jou). وهذا اكتشاف إن تحققت مصداقيته، فيدل على الإعجاز القرآني المستمر إلى عصرنا هذا. وبلا شك سيحسب هذا الإنجاز للاستاذ حمدي ابو زيد سواء ثبتت صدقيته أم لا، فالرجل قام برحلة استكشافية طويلة عبر جزر المالديف ومرورا بجزر كيريباتي النائية وانتهاء بالصين حيث وقف على ردم يأجوج ومأجوج كما يؤكد عبر دراسته المثيرة للاهتمام. ورغم أنني لا أجزم أو أنفي أن أخناتون نفسه هو ذي القرنين فهذا علمه عند الله تعالى، إلا أن مسار هذا البحث والرحلة الاستكشافية ودلائلها أمر يدعو للتفكير العميق والتأمل الجزيل.
سبحان الله
منقول للفائده
الإسكندر الأكبر
أخناتون (أمنحوتب الرابع)
توضيح خلط تاريخي يحدث ما بين العامة يتمثل بمقولة أن الإسكندر هو نفسه ذي القرنين المذكور بالقرآن الكريم. وهذا مما لا يصح له صحيح من مجمل التاريخ أو قراءة الشواهد والدلائل التي حض عليها القرآن الكريم. فالإسكندر المقدوني ملك وثني يؤمن بالآلهة الإغريقية الوثنية وعلى رأسها زيوس إله الآلهة وهي أصنام وألواح اخترعها الإغريق الغابرون عبر حضارتهم التي اندثرت. وقد يحدث هذا الخلط بسبب أن الإسكندر لقّب بذي القرنين كذلك حين دخل أحد المعابد الفرعونية في مصر (قبيل هجومه على الفرس) وخرج منها وهو يرتدي برأسه ما يشبه الإكليل على شكل قرنين، وقيل أنه ادعى حينها أنه أصبح إلها. في حين أن الحق جل وعلا تلا بالذكر الحكيم عن ذي القرنين التالي في مطلع الإجابة عن اسئلة اليهود التي حاولوا بها إعجاز الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم:
((وَيَسْأَلُونَكَ عنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) )) الكهف.
وبالتالي لا يستقيم الأمر بعد استيعابنا لهذه الآيات الكريمة أن يكون الإسكندر المقدوني -رغم ما عرف عنه من عدل- هو نفسه ذي القرنين. فالأخير ملك عادل موحد بالله وبربوبيته بلا شريك له. وفي حين أن هناك مقولات عديدة حول هوية ذو القرنين، فإن اسم الإسكندر من بينها كما أشار بالظن سيد قطب رحمه الله في كتابه "في ظلال القرآن". وقد قيل كذلك أنه الملك قورش ملك الفرس العادل. بينما تشير العديد من المصادر العربية ومن بينها لابن كثير وغيره أنه ملك من العرب يدعى حمّير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود، وكان بنو حمير وهي القبيلة اليمنية العريقة يتفاخرون بنسبهم له مؤكدين أنه هو ذي القرنين وذلك عبر كثير من قصائدهم العربية الغابرة.
لكن ما هو مثير ويدعو للاهتمام هي تلك النظريات الحديثة والتي تشير إلى أن شخصية ذو القرنين مختلفة تماما. فقد ظهرت بحوث ودراسات تاريخية تؤكد نظريا احتمالية كون هذه الشخصية بـ(امنحوتب الرابع) وهو المعروف تاريخيا بـ(أخناتون (أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر وهو ابن (امنحوتب الثالث فرعون موسى كما تؤكد الدراسات الحديثة. ويجزم الاستاذ حمدي بن حمز بعد دراسة بحثية واستكشافية قام بها (اطلع على جانب منها من هنا أن امنحوتب الرابع هو الرجل الصالح من آل فرعون الذي ورد ذكره بالقرآن الكريم حيث ذكر الحق تعالى كلمات ذلك الرجل ناصحا قومه كالتالي بسورة غافر:
((وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَإذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ))
وبعد أن قضى الله على فرعون وجيشه بالبحر، تولى امنحوتب الرابع الحكم وأطلق على نفسه لقب "أخناتون" أي خادم أو عابد رب الشمس. ولكن الكهنة في المعابد كادوا لهذا الملك الصالح ولم يأمن من شرهم (شاهد مسلسل "لا إله إلا الله" بالأجزاء الخاصة عن أخناتون ونفرتيتي للمقارنة: من هنا (فآثر اجتنابهم والبعد عن مكائدهم. ورغم اختلاف الفقهاء في مسألة نبوة ذو القرنين، إلا أنه من الواضح أن الحق تعالى ذكر بأنه أوحى إليه، مما يرجح مسألة نبوته والله أعلم. ويشير الاستاذ ابو زيد في كتابه "فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج" عن هذه المسألة أن أخناتون ونفرتيتي لم يتم العثور لهما على رفات أو مومياء في أي ضريح أو قبر كما هو سائد لدى بقية ملوك الفراعنة، وهذا من الاستدلالات التي يبني عليها نظرية بحثه. وهو يضيف أن أخناتون هنا (أي ذو القرنين) أطاع أمر ربه وتوجه إلى بلاد مغرب الشمس (والباحث يقول أنها جزر المالديف) ودعا الناس فلما أتم رسالته أطاع أمر ربه وتوجه مبحرا نحو "مطلع الشمس" ويدلل ابو زيد بأنه لم يكن يمكن لأي سفن بحرية في ذلك الوقت أن تقطع هذه المسافات الشاسعة سوى السفن الشراعية المتينة التي كان يصنعها المصريون القدماء. ومطلع الشمس هو مكان قام الاستاذ ابو زيد بحساب مكانه الجغرافي وتوقيته الزماني فتبين له بعد البحث الدقيق أن لن يكون إلا بموقع واحد من العالم وهي جزر كيريباتي أو جزر جيلبرت كما تسمى سابقا) الواقعة بالمحيط الهادي ما بين أستراليا والفلبين. فلما أتم ذو القرنين رسالته، أطاع أمر ربه وتوجه شمالا نحو بلاد شعبها "لا يكادون يفقهون قولا"، ويجزم البحث بأنها بلاد الصين. والمدهش بالأمر أن الاستاذ ابو زيد حينما سأل بعض المتنورين الصينين عن كلمتي "يأجوج ومأجوج" تبين أنها كلمات صينية مستخدمة بلغة الماندارين أي لغة شمال الصين. وتعنيان قارة آسيا (يأجوج = Ya Jou) وشعب الخيل (مأجوج = Ma Jou). وهذا اكتشاف إن تحققت مصداقيته، فيدل على الإعجاز القرآني المستمر إلى عصرنا هذا. وبلا شك سيحسب هذا الإنجاز للاستاذ حمدي ابو زيد سواء ثبتت صدقيته أم لا، فالرجل قام برحلة استكشافية طويلة عبر جزر المالديف ومرورا بجزر كيريباتي النائية وانتهاء بالصين حيث وقف على ردم يأجوج ومأجوج كما يؤكد عبر دراسته المثيرة للاهتمام. ورغم أنني لا أجزم أو أنفي أن أخناتون نفسه هو ذي القرنين فهذا علمه عند الله تعالى، إلا أن مسار هذا البحث والرحلة الاستكشافية ودلائلها أمر يدعو للتفكير العميق والتأمل الجزيل.
سبحان الله
منقول للفائده
