- الاثنين يناير 10, 2011 12:32 pm
#32559
بعيدا عن الصخب الديني حول ما حدث في الدنمارك، ولا يزال يتفاعل في عالم المسلمين، أتساءل: هل بدأ صدام الحضارات مبكرا؟
ولمن لا يعلم؛ 'صدام الحضارات' مصطلح ابتدعه المفكر الأميركي صامويل هاتنغتون منذ سنوات، ويسميه البعض خطأ، بصراع الحضارات، وهو ما لم يقل به صاحب المصطلح نفسه
· صدام الحضارات، يعني ببساطة، وجود تضادات حضارية على مستوى المفاهيم والقيم لدى شعوب محددة· وهذه المفاهيم لا تزال قائمة وفاعلة، وهي تتناقض مع المفاهيم والقيم الغربية الحضارية السائدة والمهيمنة في عصر العولمة· وبرغم أن هاتنغتون قد عدد الحضارات الآسيوية، إلا أنه رأى أن القيم الدينية الإسلامية هي الأشد رسوخا وثباتا ومعارضة لقيم الحضارة الغربية، الأمر الذي قد يترتب عليه صدام مستقبلي على مستوى الأفكار والقيم بين الشعوب الحاضنة لهذه القيم· وهناك اليوم قضية بين مجتمعين؛ مجتمع غربي ينتمي إلى منظومة الحضارية الغربية العلمانية القائمة على الإعلان الكوني لحقوق الإنسان، ومبدأ فصل الدين عن الدولة، والحريات المدنية، هو الدنمارك· وفي مقابل هذا المجتمع، يظهر المجتمع المسلم الذي يدمج الدين بالدولة، بل لا قوام للدولة إلا بالدين، وحيث يعد الدين مكونا أساسيا في الدولة والمجتمع طوعا أو كرها، لأن الرافض لهذا الأمر مصيره القتل بعد التكفير والاتهام بالردة· مجتمع يرفض إلى الآن الإعلان الكوني لحقوق الإنسان، وهو لا يتبنى المفهوم الغربي في الحريات الفكرية، خاصة حرية التعبير·
المجتمع الغربي لا يرى في التعرض للدين ما يناقض حرية التعبير، مع إصراره على احترام الآخر أيا كان دينه أو معتقده الفكري، إلى جانب حرصه على عدم التحريض على كراهية الآخرين، ومعاقبة من ينتهك القوانين المنظمة لهذا الموضوع· وفي المقابل نجد الدول الإسلامية لا تتردد أسبوعيا في وصف الغربيين من المسيحيين واليهود بالقردة والخنازير في كل خطبة جمعة، دع عنك الدعاء عليهم بالهلاك والبلاء، وأن ينصر المسلمين عليهم! إلى جانب هذا كله عدم السماح للمسيحيين ببناء الكنائس إلا بشق الأنفس، أما اليهود والهندوس والبوذيون فالأمر مستحيل تماما! والمسلمون يعودون في هذا الأمر الى أن الدين يأمرهم بذلك· وهذه المفاهيم والقيم الدينية مما لا فكاك منه، حتى لو تم ' تزويقه' بشيء من التلطيف، إلا أن هذا الموروث الديني ظهر بقوة في ظل ما حدث في الدنمارك مؤخرا·
الدنماركيون لا يرون فيما فعلوا بأسا، ويتجلى ذلك في رفض غالبيتهم الاعتذار باعتبار أن الأمر ليس مقصوده الإهانة للمسلمين· والمسلمون في الجانب الآخر يرون الأمر خلاف ذلك· كيف يمكن التوفيق بين الطرفين المتناقضين؟ مع ملاحظة أن الحكومات العربية والإسلامية لم تتخذ إلى اليوم موقفا رسميا من الموضوع، بسبب تداعياته الدولية السيئة، التي لا تقدرها الشعوب الهائجة غيرة على رموزها الدينية· لا شك أن الأمر سينتهي بصورة أو بأخرى قريبا، وذلك حين تقبل الحكومات العربية الاعتذار الرسمي· كما لا شك في أن السياح العرب سيترددون كثيرا في السفر إلى الدنمارك، كما أن الدنمارك لن تستقبل أي لاجئين مسلمين خلال السنوات القادمة إلا بحذر شديد، بعد أن تبينت الفوارق الحضارية· ولا أستبعد تشدد الدنمارك في منح الجنسية للمسلمين، وأن تحذو حذو بريطانيا وألمانيا في الامتحانات العنصرية لمن يريد الحصول على جنسية 'الكفرة'· فالقادم من الأيام يحمل الكثير من المفاجآت للمسلمين الهاربين من بلادهم المسلمة! من جانب آخر لن يتوقف ما حدث، بل سيتكرر في دول أخرى، فالأوروبيون لن يتوقفوا عن ممارسة حرية التعبير 'عشان خاطر عيون العرب'، أو لأن التهديد العربي سيؤثر فيهم! لكن عصر العولمة ربط الجميع برابط العالم الغربي التقني والصناعي والحضاري· ما حدث إنما يقدم لنا مؤشرا أوليا على صدامات حضارية قادمة بين المسلمين والغربيين، حيث يتسلح المسلمون بدينهم، في مقابل تسلح الغرب بحضارته وتقنياته التي يحتاجها المسلمون، وقد تصدق نظرية هاتنغتون وبالتالي، فإن 'عصر العولمة '، لن يكون عصر سلام، بل عصر حروب، يستحيل أن تظل محصورة في الجانب الحضاري، فهل سيتحول الصدام إلى صراع؟ لا يعلم الغيب سوى الله ، لكن واقع الحياة يتنافى مع السلام، فخصال الإنسان السيئ منها والجيد لا يبرز إلا في زمن الحرب·
ولمن لا يعلم؛ 'صدام الحضارات' مصطلح ابتدعه المفكر الأميركي صامويل هاتنغتون منذ سنوات، ويسميه البعض خطأ، بصراع الحضارات، وهو ما لم يقل به صاحب المصطلح نفسه
· صدام الحضارات، يعني ببساطة، وجود تضادات حضارية على مستوى المفاهيم والقيم لدى شعوب محددة· وهذه المفاهيم لا تزال قائمة وفاعلة، وهي تتناقض مع المفاهيم والقيم الغربية الحضارية السائدة والمهيمنة في عصر العولمة· وبرغم أن هاتنغتون قد عدد الحضارات الآسيوية، إلا أنه رأى أن القيم الدينية الإسلامية هي الأشد رسوخا وثباتا ومعارضة لقيم الحضارة الغربية، الأمر الذي قد يترتب عليه صدام مستقبلي على مستوى الأفكار والقيم بين الشعوب الحاضنة لهذه القيم· وهناك اليوم قضية بين مجتمعين؛ مجتمع غربي ينتمي إلى منظومة الحضارية الغربية العلمانية القائمة على الإعلان الكوني لحقوق الإنسان، ومبدأ فصل الدين عن الدولة، والحريات المدنية، هو الدنمارك· وفي مقابل هذا المجتمع، يظهر المجتمع المسلم الذي يدمج الدين بالدولة، بل لا قوام للدولة إلا بالدين، وحيث يعد الدين مكونا أساسيا في الدولة والمجتمع طوعا أو كرها، لأن الرافض لهذا الأمر مصيره القتل بعد التكفير والاتهام بالردة· مجتمع يرفض إلى الآن الإعلان الكوني لحقوق الإنسان، وهو لا يتبنى المفهوم الغربي في الحريات الفكرية، خاصة حرية التعبير·
المجتمع الغربي لا يرى في التعرض للدين ما يناقض حرية التعبير، مع إصراره على احترام الآخر أيا كان دينه أو معتقده الفكري، إلى جانب حرصه على عدم التحريض على كراهية الآخرين، ومعاقبة من ينتهك القوانين المنظمة لهذا الموضوع· وفي المقابل نجد الدول الإسلامية لا تتردد أسبوعيا في وصف الغربيين من المسيحيين واليهود بالقردة والخنازير في كل خطبة جمعة، دع عنك الدعاء عليهم بالهلاك والبلاء، وأن ينصر المسلمين عليهم! إلى جانب هذا كله عدم السماح للمسيحيين ببناء الكنائس إلا بشق الأنفس، أما اليهود والهندوس والبوذيون فالأمر مستحيل تماما! والمسلمون يعودون في هذا الأمر الى أن الدين يأمرهم بذلك· وهذه المفاهيم والقيم الدينية مما لا فكاك منه، حتى لو تم ' تزويقه' بشيء من التلطيف، إلا أن هذا الموروث الديني ظهر بقوة في ظل ما حدث في الدنمارك مؤخرا·
الدنماركيون لا يرون فيما فعلوا بأسا، ويتجلى ذلك في رفض غالبيتهم الاعتذار باعتبار أن الأمر ليس مقصوده الإهانة للمسلمين· والمسلمون في الجانب الآخر يرون الأمر خلاف ذلك· كيف يمكن التوفيق بين الطرفين المتناقضين؟ مع ملاحظة أن الحكومات العربية والإسلامية لم تتخذ إلى اليوم موقفا رسميا من الموضوع، بسبب تداعياته الدولية السيئة، التي لا تقدرها الشعوب الهائجة غيرة على رموزها الدينية· لا شك أن الأمر سينتهي بصورة أو بأخرى قريبا، وذلك حين تقبل الحكومات العربية الاعتذار الرسمي· كما لا شك في أن السياح العرب سيترددون كثيرا في السفر إلى الدنمارك، كما أن الدنمارك لن تستقبل أي لاجئين مسلمين خلال السنوات القادمة إلا بحذر شديد، بعد أن تبينت الفوارق الحضارية· ولا أستبعد تشدد الدنمارك في منح الجنسية للمسلمين، وأن تحذو حذو بريطانيا وألمانيا في الامتحانات العنصرية لمن يريد الحصول على جنسية 'الكفرة'· فالقادم من الأيام يحمل الكثير من المفاجآت للمسلمين الهاربين من بلادهم المسلمة! من جانب آخر لن يتوقف ما حدث، بل سيتكرر في دول أخرى، فالأوروبيون لن يتوقفوا عن ممارسة حرية التعبير 'عشان خاطر عيون العرب'، أو لأن التهديد العربي سيؤثر فيهم! لكن عصر العولمة ربط الجميع برابط العالم الغربي التقني والصناعي والحضاري· ما حدث إنما يقدم لنا مؤشرا أوليا على صدامات حضارية قادمة بين المسلمين والغربيين، حيث يتسلح المسلمون بدينهم، في مقابل تسلح الغرب بحضارته وتقنياته التي يحتاجها المسلمون، وقد تصدق نظرية هاتنغتون وبالتالي، فإن 'عصر العولمة '، لن يكون عصر سلام، بل عصر حروب، يستحيل أن تظل محصورة في الجانب الحضاري، فهل سيتحول الصدام إلى صراع؟ لا يعلم الغيب سوى الله ، لكن واقع الحياة يتنافى مع السلام، فخصال الإنسان السيئ منها والجيد لا يبرز إلا في زمن الحرب·