- الجمعة مارس 25, 2011 4:47 pm
#33737
روديسيا الجنوبية Southern Rhodesia كان اسم المستعمرة البريطانية الواقعة شمال نهر ليمپوپو واتحاد جنوب أفريقيا. ومنذ استقلالها وتشكيل حكومة أغلبية أفريقية، فقد تغير اسم المنطقة إلى زمبابوه.
التاريخ
في 1888م منحت الدبييل امتيازات تعدينية في المنطقة لسيسل رودس وهو مموِّل بريطاني. وفي عام 1893م قامت شركة جنوب إفريقيا البريطانية المملوكة لسيسل رودس باحتلال معظم المنطقة. في عام 1895م سميت هذه الشركة باسم روديسيا الإقليمية. وخلال عامي 1896 م و 1897 م قمع البريطانيون الانتفاضات التي قام بها السكان الوطنيون بكل شدة، وفي نفس الوقت تسببت الأخبار عن وجود الذهب في جذب المزيد من الأوروبيين إلى البلاد.
اعترفت إنجلترا بروديسيا الشمالية وروديسيا الجنوبية كيانين منفصلين عام 1898م. وفي 1922م صوت المستوطنون البيض في روديسيا الجنوبية (الآن زمبابوي) لصالح الحكم الذاتي، وبذلك أصبحت روديسيا الجنوبية مستعمرة بريطانية ذات حكم ذاتي عام 1923م. وفي عام 1953م أنشأ البريطانيون اتحاد روديسيا ونياسالاند، والذي شمل روديسيا الجنوبية وروديسيا الشمالية (الآن زامبيا) ونياسالاند (الآن ملاوي).
أقرت بريطانيا وروديسيا الجنوبية دستورًا جديدًا عام 1961م، ولكن أكبر الأحزاب الإفريقية قاطع أول انتخابات أجريت بموجب هذا الدستور؛ لأنه رأى أنه لايعطي حق التصويت سوى لعدد قليل من الأفارقة. وفيما بعد قامت الحكومة بحظر نشاط حزبين إفريقيين، هما حزب اتحاد شعب زمبابوي الإفريقي، وحزب اتحاد زمبابوي الوطني الإفريقي، اللذين طالبا بنصيب أكبر للأفارقة الوطنيين في الحكومة. تم حل الاتحاد الفيدرالي لروديسيا ونياسالاند عام 1963م. وفي عام 1964م نالت روديسيا الشمالية استقلالها، وأصبحت دولة زامبيا المستقلة، وأصبحت نياسالاند دولة ملاوي المستقلة، أما روديسيا الجنوبية فأصبحت تدعى روديسيا، وقد طالبت حكومتها بالاستقلال في عام 1964 م. لكن بريطانيا اشترطت أن يُعطى الأفارقة الوطنيون أولاً صوتًا أكبر في الحكومة. إلا أن المحادثات بهذا الشأن بين روديسيا وبريطانيا انهارت في النهاية. في 11 نوفمبر من عام 1965م أعلن إيان سميث رئيس الوزراء روديسيا دولة مستقلة؛ وبهذا أصبحت روديسيا أول مستعمرة تنفصل عن بريطانيا دون رضاها منذ أن قامت المستعمرات الأمريكية بالشيء نفسه عام 1776م. كان رد فعل بريطانيا أنها أعلنت أن الخطوة التي اتخذتها روديسيا غير شرعية، وحظرت كل تجارة معها. رفضت روديسيا المقترحات التي تقدمت بها بريطانيا لتسوية المشكلة. وفي عام1966م فرضت الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية ضد روديسيا. وأوقفت معظم الدول أو خفضت تجارتها مع روديسيا.
أجاز الناخبون الروديسيون ومعظمهم من البيض دستورًا عام 1969م يحرم الأغلبية السوداء من السيطرة على الحكم في أي وقت، وأصبح هذا الدستور ساري المفعول عام 1970م. وفي مارس 1970م أعلنت روديسيا نفسها جمهورية، ولكن أحدا لم يعترف بها دولة مستقلة، واستمرت أقطار كثيرة بقيادة الأمم المتحدة في ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية، في محاولة لإنهاء حكم البيض في روديسيا.
في عام 1971م توصلت بريطانيا وروديسيا إلى اتفاقيــة، تحتوي عــلى بنود تسمح بزيادة تمثيل الأفارقة الوطنيين تدريجـيًا في الحـكومة. ولكن معظم الروديسيين السود عارضوا هذا الاتفاق الذي لم ينفذ. وفي أوائل السبعينيات نشب القتال بين القوات الحكومية ورجال العصابات الأفارقة، ولكن الجانبين توصلا إلى اتفاق لوقف النار عام 1974م. وفي عام 1976م استؤنف القتال مرة أخرى بين الجانبين. وانضمت موزمبيق وعدد من الدول الإفريقية السوداء إلى الدعوة لإنهاء حكم البيض في روديسيا، وحدثت اشتباكات بين القوات الحكومية الروديسية وقوات موزمبيق قرب الحدود بين البلدين.
وفي أواسط السبعينيات من القرن العشرين، بدأ حكام روديسيا البيض بقيادة إيان سميث رئيس الوزراء، في وضع خطط لإقامة حكومة جديدة بأغلبية سوداء. توصل البيض عام 1978م إلى اتفاقية مع القادة السود المعتدلين لتكوين حكومة جديدة للبلاد. وعُدّلت إجراءات التصويت لتسمح بحق التصويت لمن بلغوا سن الثامنة عشرة فما فوق. وقبل ذلك كانت تطبق شروط اقتصادية وتربوية صارمة تحول دون مشاركة معظم السود في التصويت.
في أبريل 1979م أُجْرِيت انتخابات عامة في البلاد أسفرت عن تكوين حكومة ذات أغلبية سوداء ترأّسها أبل موزوريوا وهو أسقف ميثودي، بوصفه أول رئيس وزراء أسود للبلاد، ولكن كثيرا من السود رفضوا تلك الحكومة بحجة أنها لا تمثلهم، ولم يعترف بها رسميًا أي قطر آخر.
استمر القتال على نطاق واسع بين رجال حرب العصابات الأفارقة والحكومة، إلى سبتمبر 1979م، عندما نظمت الحكومة البريطانية تسوية بين الحكومة والثوار، حيث اتفق الطرفان في النهاية على تشكيل حكومة جديدة. في فبراير عام 1980م أجريت انتخابات عامة فاز فيها حزب اتحاد زمبابوي الوطني الإفريقي الجبهة الوطنية (زانو – بف) بغالبية المقاعد في المجلس، وأصبح روبرت موگابه زعيم الحزب رئيسًا للوزراء.
اعترفت بريطانيا باستقلال القطر في 18 أبريل 1980م، وغُيّر اسم القطر رسميًا من روديسيا إلى زمبابوي. وبعد فترة وجيزة، اعترفت الأمم المتحدة ومعظم أقطار العالم بالحكومة الجديدة، ورفعت العقوبات التجارية المتبقية ضد القطر. ومنذ أن سيطر الأفارقة الوطنيون على الحكم غادر كثير من البيض البلاد
التاريخ
في 1888م منحت الدبييل امتيازات تعدينية في المنطقة لسيسل رودس وهو مموِّل بريطاني. وفي عام 1893م قامت شركة جنوب إفريقيا البريطانية المملوكة لسيسل رودس باحتلال معظم المنطقة. في عام 1895م سميت هذه الشركة باسم روديسيا الإقليمية. وخلال عامي 1896 م و 1897 م قمع البريطانيون الانتفاضات التي قام بها السكان الوطنيون بكل شدة، وفي نفس الوقت تسببت الأخبار عن وجود الذهب في جذب المزيد من الأوروبيين إلى البلاد.
اعترفت إنجلترا بروديسيا الشمالية وروديسيا الجنوبية كيانين منفصلين عام 1898م. وفي 1922م صوت المستوطنون البيض في روديسيا الجنوبية (الآن زمبابوي) لصالح الحكم الذاتي، وبذلك أصبحت روديسيا الجنوبية مستعمرة بريطانية ذات حكم ذاتي عام 1923م. وفي عام 1953م أنشأ البريطانيون اتحاد روديسيا ونياسالاند، والذي شمل روديسيا الجنوبية وروديسيا الشمالية (الآن زامبيا) ونياسالاند (الآن ملاوي).
أقرت بريطانيا وروديسيا الجنوبية دستورًا جديدًا عام 1961م، ولكن أكبر الأحزاب الإفريقية قاطع أول انتخابات أجريت بموجب هذا الدستور؛ لأنه رأى أنه لايعطي حق التصويت سوى لعدد قليل من الأفارقة. وفيما بعد قامت الحكومة بحظر نشاط حزبين إفريقيين، هما حزب اتحاد شعب زمبابوي الإفريقي، وحزب اتحاد زمبابوي الوطني الإفريقي، اللذين طالبا بنصيب أكبر للأفارقة الوطنيين في الحكومة. تم حل الاتحاد الفيدرالي لروديسيا ونياسالاند عام 1963م. وفي عام 1964م نالت روديسيا الشمالية استقلالها، وأصبحت دولة زامبيا المستقلة، وأصبحت نياسالاند دولة ملاوي المستقلة، أما روديسيا الجنوبية فأصبحت تدعى روديسيا، وقد طالبت حكومتها بالاستقلال في عام 1964 م. لكن بريطانيا اشترطت أن يُعطى الأفارقة الوطنيون أولاً صوتًا أكبر في الحكومة. إلا أن المحادثات بهذا الشأن بين روديسيا وبريطانيا انهارت في النهاية. في 11 نوفمبر من عام 1965م أعلن إيان سميث رئيس الوزراء روديسيا دولة مستقلة؛ وبهذا أصبحت روديسيا أول مستعمرة تنفصل عن بريطانيا دون رضاها منذ أن قامت المستعمرات الأمريكية بالشيء نفسه عام 1776م. كان رد فعل بريطانيا أنها أعلنت أن الخطوة التي اتخذتها روديسيا غير شرعية، وحظرت كل تجارة معها. رفضت روديسيا المقترحات التي تقدمت بها بريطانيا لتسوية المشكلة. وفي عام1966م فرضت الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية ضد روديسيا. وأوقفت معظم الدول أو خفضت تجارتها مع روديسيا.
أجاز الناخبون الروديسيون ومعظمهم من البيض دستورًا عام 1969م يحرم الأغلبية السوداء من السيطرة على الحكم في أي وقت، وأصبح هذا الدستور ساري المفعول عام 1970م. وفي مارس 1970م أعلنت روديسيا نفسها جمهورية، ولكن أحدا لم يعترف بها دولة مستقلة، واستمرت أقطار كثيرة بقيادة الأمم المتحدة في ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية، في محاولة لإنهاء حكم البيض في روديسيا.
في عام 1971م توصلت بريطانيا وروديسيا إلى اتفاقيــة، تحتوي عــلى بنود تسمح بزيادة تمثيل الأفارقة الوطنيين تدريجـيًا في الحـكومة. ولكن معظم الروديسيين السود عارضوا هذا الاتفاق الذي لم ينفذ. وفي أوائل السبعينيات نشب القتال بين القوات الحكومية ورجال العصابات الأفارقة، ولكن الجانبين توصلا إلى اتفاق لوقف النار عام 1974م. وفي عام 1976م استؤنف القتال مرة أخرى بين الجانبين. وانضمت موزمبيق وعدد من الدول الإفريقية السوداء إلى الدعوة لإنهاء حكم البيض في روديسيا، وحدثت اشتباكات بين القوات الحكومية الروديسية وقوات موزمبيق قرب الحدود بين البلدين.
وفي أواسط السبعينيات من القرن العشرين، بدأ حكام روديسيا البيض بقيادة إيان سميث رئيس الوزراء، في وضع خطط لإقامة حكومة جديدة بأغلبية سوداء. توصل البيض عام 1978م إلى اتفاقية مع القادة السود المعتدلين لتكوين حكومة جديدة للبلاد. وعُدّلت إجراءات التصويت لتسمح بحق التصويت لمن بلغوا سن الثامنة عشرة فما فوق. وقبل ذلك كانت تطبق شروط اقتصادية وتربوية صارمة تحول دون مشاركة معظم السود في التصويت.
في أبريل 1979م أُجْرِيت انتخابات عامة في البلاد أسفرت عن تكوين حكومة ذات أغلبية سوداء ترأّسها أبل موزوريوا وهو أسقف ميثودي، بوصفه أول رئيس وزراء أسود للبلاد، ولكن كثيرا من السود رفضوا تلك الحكومة بحجة أنها لا تمثلهم، ولم يعترف بها رسميًا أي قطر آخر.
استمر القتال على نطاق واسع بين رجال حرب العصابات الأفارقة والحكومة، إلى سبتمبر 1979م، عندما نظمت الحكومة البريطانية تسوية بين الحكومة والثوار، حيث اتفق الطرفان في النهاية على تشكيل حكومة جديدة. في فبراير عام 1980م أجريت انتخابات عامة فاز فيها حزب اتحاد زمبابوي الوطني الإفريقي الجبهة الوطنية (زانو – بف) بغالبية المقاعد في المجلس، وأصبح روبرت موگابه زعيم الحزب رئيسًا للوزراء.
اعترفت بريطانيا باستقلال القطر في 18 أبريل 1980م، وغُيّر اسم القطر رسميًا من روديسيا إلى زمبابوي. وبعد فترة وجيزة، اعترفت الأمم المتحدة ومعظم أقطار العالم بالحكومة الجديدة، ورفعت العقوبات التجارية المتبقية ضد القطر. ومنذ أن سيطر الأفارقة الوطنيون على الحكم غادر كثير من البيض البلاد