منتديات الحوار الجامعية السياسية

شخصيات صنعت التاريخ

المشرف: بدريه القحطاني

#37304
القوميات في هذا العالم كثيرة ، لأن القوم هم الجماعة ، ومن الدعاة إلى القومية من قال : إنها الوطن والنسب واللغة العربية ، ومنهم من قال : إنها اللغة فقط ، ومنهم من قال : هي اللغة مع المشاركة في المقاصد والأهداف والآمال والآلام .
ولا شك ولا ريب بأن الدعوة إلى القومية العربية عادة جاهلية ، لأنها دعوة المقصود منها التفرقة بين القبائل والأمم المسلمة .
وعند أكثر دعاة القومية أن الإسلام ليس من قواعد القومية ولا من عناصرها وأهدافها ومقاصدها
ومن هذا وغيره يعرف القاري وفقه الله أن الدعوة إلى القومية دعوة إلحاد وفساد ، المقصود منها التفرقة بين المسلمين وإلقاء بذور العداوة والأحقاد بين الأفراد والشعوب المسلمة حتى تختلف كلمة المسلمين وتتصدع صفوفهم المرصوصة ، وتتناثر جموعهم الملتفّة , وحينئذ تكون العاقبة للكافرين والمستعمرين واليهود والملحدين .
وأهداف الدعاة إلى القومية خبيثة ، وهو فصل الدين عن الدولة وإبعاده عن حياة المجتمع ، أهدافهم سيئة خبيثة ماكرة .
الدعوة إلى القومية دعوة مكر وغش وخداع وإلحاد ، المقصود منها محاربة الإسلام وإزالته من الوجود ، ولهذا أعداء الإسلام والمسلمين من يهود ونصارى فرحوا واستبشروا بقيام هذه الدعوة وساندوها وعززوها .
يوضح ذلك أن أو من دعا إلى القومية العربية ، وكان ذلك في أول القرن الثالث عشر الهجري ، هم الغربيون على أيدي بعثات التبشير في سوريا ليفصلوا الترك عن العرب ويفرقوا بين المسلمين ، ولم تزل الدعوة إليها في الشام والعراق ولبنان تزداد وتنمو حتى عقد لها أول مؤتمر في باريس عام 1910م ، ونتج عن ذلك عداء بين المسلمين من العرب وغير العرب .
والدين الإسلامي أحكامه حكيمة ومقاصده جليلة وأهدافه سامية فلا عداء ولا تفرقة بين المسلم العربي والمسلم الصيني والهندي والروسي والفلبيني والأسترالي ، وكل مسلم في آسيا أو إفريقية أو أوروبا أوأي مكان من المعمورة . الجميع اخوة للمسلم العربي في كل مكان وزمان ، فالمسلم أينما حل وارتحل في بلاد الإسلام فهو في بلده وبين إخوانه . قال تعالى (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) ، وقال عليه الصلاة والسلام (( إن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها بالآباء ، إنما مؤمن تقي أو فاجر شقي ، الناس بنو آدم وآدم من تراب ، لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى )) ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ، سلما ن منا آل البيت ، فلا فضل لعربي على عجمي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى .
فلا عربية ولا عنصرية ولا شعوبية ولا وطنية . هذا هو الإسلام يا أهل الإسلام .
أما القوميون فإنهم يدعون إلى تكتل العرب ووحدة العرب ، مع ترك العرب لدينهم وإسلامهم وأخلاقهم ومثلهم العليا . هذه هي حقيقة الدعوة إلى القومية ، فليعرفها من لم يعرف حقيقتها وأهدافها السيئة الماكرة الخائنة الخبيثة .
الدعوة إلى القومية هي دعوة إلى إبعاد الدين عن حياة المجتمع ، فيقولون ما معناه ( لا دخل للدين في تنظيم حياة المجتمع ) .
ولهذا يتشدق القوميون بكلمة خبيثة إلحادية قالها نصراني وهي قوله ( دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) فاتخذها أعداء الإسلام شعارا يرمزون به إلى مبدأ خبيث هدام وهو فصل الدين عن الدولة
نعم كما تقدم القوميون أعداء للمسلمين عامة وللعرب خاصة ، لأنهم يدعون إلى التفرقة بين المسلمين ، يدعون إلى نعرات الجاهلية ، يدعون إلى التنابز بالألقاب والأنساب ، وبذلك تتناثر جمعيات المسلمين وتتصدع صفوفهم وتختلف كلمتهم ، وآخر الأمر الفوضى والإنهيار ، عياذا بالله من ذلك ، ثم تكون العاقبة لكافرين والمستعمرين من صهاينة وغيره من أعداء الإسلام والمسلمين .
هذا يا دعاة القومية نتائج الدعوة إلى القومية العربية ، فيجب أن تكون الدعوة إلى وحدة إسلامية تحت راية القرآن والسنة