جمهورية مصر الإسلامية على وشك القيام).. بهذه اللهجة التفزيعية علَّقت صحيفة "كراسنايا زفيزدا" على النتائج الأولية للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصريّة، محذرة من أن هذا الأمر محفوف بتبعات جـدّ سلبية وخطيرة.وبمنطقٍ متواضع للغاية، عزفت الصحيفة الروسية على وترَي السياحة والأقباط، قائلة: بعد هذا الصعود "سوف يتعين على السُّـياح الأجانب، نسيان المنتجعات المصريةِ الساحرة، وهو أمر يحـرم المصريين من مصدر هام من مصادر العملات الصعبة، ويدفع بالاقتصاد المصري إلى الركود. وهو التخوف الذي فندناه في تقرير بعنوان (السياحة الحلال .. صناعةٌ واعدة)"وبلهجة أكثر تفزيعًا، حذَّرت المجلة من أن حصول الإسلاميين على أغلبية برلمانية سيؤدي إلى فقدان الأقباط لجزء كبير من حقوقهم؛ الأمر الذي يمكن أن يدفع عددًا من المناطقِ للمطالبة بحكم ذاتي، وقد يصل الأمر إلى تـَفكـُّك البلاد، متجاهلة أن غالبية الأقباط في مصر ليس لديهم اعتراض على جعل الشريعة الإسلامية مصدرًا رئيسيًا للتشريع، وأنّ "أمين اسكندر"، أول قبطي يدخل برلمان الثورة، كان مرشحًا على قائمة الحرية والعدالة، وليس على قوائم الكتلة المصرية أو حتى الوفد، وأن نائب رئيس الحزب الذي أسَّسه الإخوان المسلمون لكل المصريين قبطي الديانة!المجلس العسكريوأردفت المجلة: كان من الممكن للجيش أن يمنع حدوثَ هذا السيناريو، لكنه فقد الكثير من نفوذه في أوساط المصريينَ في الآونة الأخيرة؛ لهذا فإن أية محاولة يمكن أن يقوم بها للسيطرة على الأوضاعِ وإعادة الاستقرار سوف تُثير موجات عارمة من الاحتجاج.وبينما تعلق واشنطن وتل أبيب آمالا كبيرة على العسكريين، الذين يحاولون إبقاء الكثير من جوانب السياسة الخارجية تحت سيطرتهم، رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الأحزاب الإسلامية التى تتجه للحصول على أغلب المقاعد فى الجولة الأولى من انتخابات البرلمان منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك، "ستحظى بالتفويض الشعبى لنزع الحكم من المجلس العسكرى الحاكم الآن كما سيعيد تشكيل مصر الحليفة الرئيسية الولايات المتحدة".بيدَ أن مصادر مصرية مطلعة نفت ما نشرته صحيفة الحياة اللندية من أن المجلس العسكري منزعج من نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية، بعد الفوز الكبير الذي حققه الإسلاميون في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب.وأكدت المصادر أن المجلس العسكري لن يقف حجر عثرة في خيارات الشعب المصري، لأنه يعرف حجم التيارات السياسية ومقدار تواجدها في الشارع السياسي، مشددا على أن الجيش المصري يقف على مسافة واحدة من جميع التيارات السياسية في مصر منذ اندلاع الثورة.من جهتها، وصفت مصادر بجماعة الإخوان المسلمين ما نشر بأنه محاولة من قبل قوي علمانية للوقيعة بين الجيش والشعب و"دق إسفين"، بين قوات الجيش الذي وقف داعمًا للثورة في مواجهة أنصار الثورة المضادة.وكانت صحيفة الحياة نقلت مصادر مصرية، وصفتها بـ"المطلعة" أن نتائج الانتخابات البرلمانية في المرحلة الأولى سببت انزعاجاً داخل الجيش المصري خاصة في ظل التوقعات بزيادة قوة الاسلاميين خلال المرحلتين القادمتين.السياسة الخارجيةوفي متابعة للتطورات على الساحة المصرية أبرزت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" صعود الأحزاب الإسلامية، قائلة إنه يعزز التكهنات بقرب إجراء مراجعة شاملة للسياسة الخارجية المصرية، حيث بات واضحا أن الأحزاب الإسلامية، غـيـر راضية عن السياسة الأمريكية في المنطقة، غير مستبعدة أن تعيد تلك الأحزاب النظر في اتفاقية السلام مع إسرائيل. وأوضحت الصحيفة أن سيطرة الإسلاميين على البرلمان يسجعل لهم دور أكبر فى حياة المصريين الاجتماعية وستحدث تحولات فى السياسة الخارجية، خصوصا تجاه إسرائيل والفلسطينيين.لكن في المقابل تقدمت السفيرة الامريكية بالقاهرة آن باترسون بـ "تهنئة للشعب المصري على ما يبدو أنه اقبال كبير جدا من الناخبين على المشاركة في هذه المناسبة التاريخية"، وطمأنت بأن بلادها ستعمل مع من يختاره الشعب المصري فى الانتخابات البرلمانية، قائلة: "أيا كان الفائز فإن ذلك سيكون اختيار الشعب المصري. وستعمل حكومة الولايات المتحدة مع من يختاره أبناء الشعب ليمثلوهم. العملية الانتخابية المصرية مشجعة لنا".إسرائيلوعلى صعيد العلاقات المصرية الإسرائيلية قلل وكالة (شينخوا) الصينية للأنباء- على لسان محللين- من تأثير نتائج الانتخابات المصرية على علاقات مصر مع إسرائيل. ونقلت على لسان الدكتور مايكل ايبل من جامعة حيفا قوله: "يتعين أن نتذكر أن الإخوان المسلمين ليس لديهم مرشح للانتخابات الرئاسية، وهذا يعطي الأمل فى أن يكون الرئيس القادم معتدلا وسيحافظ على المصلحة الوطنية لمصر بأن يحافظ على السلام مع اسرائيل والوضع المصري كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين".وفي حين رجح أن الاتجاه الغالب فى الجيش المصري ووزارة الخارجية سيحاول الإبقاء على وضع أكثر عملية تجاه اسرائيل، حذر من أن الغضب الشعبى قد يدفع العلاقات المصرية-الإسرائيلية إلى وضع أسوأ، حال قررت الحكومة المصرية القادمة، تحت وطأة الضغط الشعبي، إظهار قوتها من خلال استخدام الخطابات المناهضة لإسرائيل.وأشار الدكتور جوناثان سباير من المركز متعدد الاختصاصات فى هرزليا إلى أنه "مهما كانت نتائج الانتخابات البرلمانية، فإن السياسة الخارجية والأمنية ستظل فى يد الرئيس المصري". وقال: "ستعقد الانتخابات الرئاسية فى يونيو 2012، وبحلول هذا الوقت سنبدأ فقط فى معرفة شكل العلاقات المصرية المستقبلية مع إسرائيل"، ووافق ايبل في تأكيده على ان "هذه الانتخابات البرلمانية لن يكون لها أي تأثير على السياسة الخارجية والأمنية من أي نوع".لكن على سبيل الاحتياط نصحت صحيفة هاآرتس الحكومة الإسرائيلية بأن تبدأ عملية سلام جادة مع الفلسطينيين إذا أرادت الحفاظ على علاقاتها بمصر. وأكدت أن سلامًا جادًا يعنى تخفيف عداء الإسلاميين لإسرائيل.