By فارس المحارب 4 - الجمعة ديسمبر 23, 2011 6:11 pm
- الجمعة ديسمبر 23, 2011 6:11 pm
#45334
الحرب كما هو معروف صدام بين جماعات سياسية ،أو بين دول ذات سيادة ،وقد تكون الحرب دبلوماسية ،أوبممارسة الضغوط الاقتصادية أو بالدعاية ،أو باستخدام الجيوش .وكل الحروب مقدماتها نفسية وحتى الخلافات الايديولوجية أساسها في التحليل النهائي نفسي .
ولكي تقوم الحرب عسكرياً لابد من تنامي العداوة والعداء بين حكوميتن أو أكثر ،ويحاول كل فريق أن يمهد لها داخلياً في بلده وفي البلد الآخر .والحرب تستخدم مجازاً لأنماط من الصراعات أو المنافسات فيقال مثلاً : حرب الكلمات ،الحرب النفسية ،وحرب الارادات ،والحرب العرقية ،والحرب الباردة ،وحروب البقاء ،والحرب ضد الفقر ،ضد المرض ،ضد الجريمة ،ضد الحرب نفسها.
وفي جميع هذه الحروب قد يسفر العداء ويأتيه الأفراد والجماعات شعورياً ،وقد يضمر ويكون تنافساً أو نقداً ،وقد يبرر البعض الحرب بأنها ضرورية نفسياً لأنها تثير الهمم ،وتوقظ الغفلة ،ويموت بها الضعفاء ويبقى الأقوياء القادرون على استمرار الحياة واستنهاض التقدم .البعض من المفكرين المعاصرين يؤيدون هذا الرأي ،فالحرب عندهم بمثابة التطهر النفسي وابتلاء من الله ،وبدون الحروب يكون التدهور المعنوي ،والبعض الآخر وهم الغالبية ضد الحرب لآثارها المدمرة .
تاريخ الحروب :
مرت الحروب بعدة مراحل كبرى وهي: حرب الحيوانات ،والحرب البدائية والحرب الحديثة ،والحرب الحالية .
على المستوى الحيواني كانت الحيوانات تملأ الأرض وتدور بينها الصراعات على البقاء ،ودراسة السلوك العدواني للحيوانات يفيد في دراسة السلوك العدواني للإنسان ويتشابه مثلاً سلوك القردة وسلوك الأطفال ،ومن السلوك العدواني الجماعي مثلاً سلوك جماعة العصابة أو الشلة .
أما الحرب البدائية كانت تقوم بالعصي والحجارة بسبب الاستيلاء على الغنائم ، وكانت لهذه الحروب ميزة .أنها وجدت بين الجماعات المتماثلة ومايزتها بتقاليدها وعاداتها ومؤسساتها وضامنت بين أفرادها كونهم جماعة داخلية كمقابل لغيرهم وهم الجماعة الخارجية .
ولماتحققت الكتابة تكونت المجتمعات فأعدت لها الجيوش المتخصصة وصارت لها أسباب اقتصادية أو سياسية أو دينية ،وتميزت هذه المرحلة بأنها عصر القلاقل الكبرى .
أما الحرب العالمية الأولى والثانية تميزت بها المرحلة الحديثة ،ومع أن لهذه الحروب أسبابها التوسعية أو الاقتصادية أو السياسية ..إلا أن الاسباب النفسية كانت وراءها جميعاً .
يقول (كوينسي رايت ) : الحروب في العالم حتى الحرب العالمية الثانية هي : (187 ) حرباً بين شعوب أوربا و(19) حرباً شنتها أوربا على شعوب من خارجها ،و(135) حرباً دخلتها الشعوب لنيل استقلالها ،و(87) حرباً أهلية لأسباب ايديولوجية ،أو للمطالبة بالحكم الذاتي ،أو لغرض الوحدة الوطنية ،و(65 ) حرباً بدعوى حماية مدنية الرجل الأبيض ،أوللتبشير أو لأسباب دينية .
أما بعد الحرب العالمية الثانية كانت هناك العشرات من الحروب المحدودة منها حرب الاستقلال للمستعمرات ،والحروب بين الكتلة الشرقية والكتلة الغربية .
الحرب الحديثة :
نحن الآن بصدد حروب دينية تشنها روسيا وبريطانياوصربيا واستراليا والهند وأمريكا واسرائيل والصين ضد الدول الاسلامية وحروب عرقية ضد العرب في كل مكان .
وفي كل الحروب يكاد يتم الاجماع على أن مسألة الحرب هي مسألة نفسية سواء في قيامها ،أوفي ادارتها ،أو في نتائجها ،ويقول البعض بأن الحروب من اختصاص علم النفس السياسي ،مما جعل علماء التحليل النفسي يدلون بدلوهم ،ومن هؤلاء (الكسندر ،فروم ،ويلدر ) وهم جميعاً يؤكدون على مقولات نفسية ،بازدواج المشاعر ،الازاحة ،كبش الفداء ،الاحباط ،الاسقاط ،الأفكار المغلوطة عن النفس ،ومع ان الحرب لها مبرراتها الظاهرة إلا أن من بيدهم قرار إعلان الحرب أو انهائها ،لهم دوافعهم غير الشعورية أيضاً ويؤكد هؤلاء العلماء على دور البحث والتعليم والتربية كوسيلة لدعم التفاهم بين الشعوب .
الحرب النفسية :
مصطلح حديث نسبياً إلا أن مضمون هذه الحروب عرفه الأقدمون،ففي التوراة قصص كثيرة فيها هذا النوع من الحرب فهناك (الايهام - التمويه ، الخداع ، الشتم ،التشهير ،التفرقة ،الايقاع ،النميمية ،إذكاء الخلافات ، نشر الدعايات والاشاعات - التجسس .)
ويذكر أن أول من نادى بمصطلح الحرب النفسية هو محلل عسكري بريطاني يدعى (فوللر) أورده في كتاب له( thenks in the war) أي (الدبابات في الحرب) وذلك إنهم في الحرب العالمية الأولى نزعوا المدافع من الدبابات وركبوا بدلاً عنها أبواقاً ،وكانوا يذيعون منها نداءات على جنود العدو للاستسلام .والحرب النفسية تشنها الجماعات بالدعاية والاشاعة وتستخدم فيها وسائل الاعلام بقصد زعزعة الايمان بالمبادئ واظهار عجز النظام عن تحقيق آماله عبر الافتراءات والشتائم ،وتشكيل الجماهير في قياداتها السياسية وبث اليأس في نفوس الجنود ،وإشاعة الذعر بينهم بالمبالغة في وصف القوة واستعراضها .
والحرب النفسية تقصد الانسان نفسه لتحطم شخصيته فيضطرب سلوكه ويصل الى مرحلة المرض ،تضعف إرادته ،يتملكه الخوف والقلق وهي حرب معنوية ،تستهدف شخصية المقاتل والأمة وغايتها تغيير سلوك الأفراد والجماعة ،وخطورتها أن اسلحتها فتاكة ،فالخوف والتوتر والترقب والتشكيك من شأنه أن يعدي الانسان للآخر كالوباء ،والدعاية والاشاعة التي تستعين بهما الحرب النفسية كوسائل نشر تنقل وباء الهزيمة وانخفاض الروح المعنوية وتغير الأفكار والاتجاهات والمعتقدات ،ومن مصطلحات الحرب النفسية (غسيل الدماغ) وهو من أخطر ماتلجأ اليه الحرب النفسية فهي تعمل على إعادة تشكيل الفكر وتغير التوجهات وتستخدم وسائل الاعلام لتخريب العقول والنفوس وكفرها بكل المبادئ والقيم ثم دفعها الى الايمان بنقيضها .
ولكي تقوم الحرب عسكرياً لابد من تنامي العداوة والعداء بين حكوميتن أو أكثر ،ويحاول كل فريق أن يمهد لها داخلياً في بلده وفي البلد الآخر .والحرب تستخدم مجازاً لأنماط من الصراعات أو المنافسات فيقال مثلاً : حرب الكلمات ،الحرب النفسية ،وحرب الارادات ،والحرب العرقية ،والحرب الباردة ،وحروب البقاء ،والحرب ضد الفقر ،ضد المرض ،ضد الجريمة ،ضد الحرب نفسها.
وفي جميع هذه الحروب قد يسفر العداء ويأتيه الأفراد والجماعات شعورياً ،وقد يضمر ويكون تنافساً أو نقداً ،وقد يبرر البعض الحرب بأنها ضرورية نفسياً لأنها تثير الهمم ،وتوقظ الغفلة ،ويموت بها الضعفاء ويبقى الأقوياء القادرون على استمرار الحياة واستنهاض التقدم .البعض من المفكرين المعاصرين يؤيدون هذا الرأي ،فالحرب عندهم بمثابة التطهر النفسي وابتلاء من الله ،وبدون الحروب يكون التدهور المعنوي ،والبعض الآخر وهم الغالبية ضد الحرب لآثارها المدمرة .
تاريخ الحروب :
مرت الحروب بعدة مراحل كبرى وهي: حرب الحيوانات ،والحرب البدائية والحرب الحديثة ،والحرب الحالية .
على المستوى الحيواني كانت الحيوانات تملأ الأرض وتدور بينها الصراعات على البقاء ،ودراسة السلوك العدواني للحيوانات يفيد في دراسة السلوك العدواني للإنسان ويتشابه مثلاً سلوك القردة وسلوك الأطفال ،ومن السلوك العدواني الجماعي مثلاً سلوك جماعة العصابة أو الشلة .
أما الحرب البدائية كانت تقوم بالعصي والحجارة بسبب الاستيلاء على الغنائم ، وكانت لهذه الحروب ميزة .أنها وجدت بين الجماعات المتماثلة ومايزتها بتقاليدها وعاداتها ومؤسساتها وضامنت بين أفرادها كونهم جماعة داخلية كمقابل لغيرهم وهم الجماعة الخارجية .
ولماتحققت الكتابة تكونت المجتمعات فأعدت لها الجيوش المتخصصة وصارت لها أسباب اقتصادية أو سياسية أو دينية ،وتميزت هذه المرحلة بأنها عصر القلاقل الكبرى .
أما الحرب العالمية الأولى والثانية تميزت بها المرحلة الحديثة ،ومع أن لهذه الحروب أسبابها التوسعية أو الاقتصادية أو السياسية ..إلا أن الاسباب النفسية كانت وراءها جميعاً .
يقول (كوينسي رايت ) : الحروب في العالم حتى الحرب العالمية الثانية هي : (187 ) حرباً بين شعوب أوربا و(19) حرباً شنتها أوربا على شعوب من خارجها ،و(135) حرباً دخلتها الشعوب لنيل استقلالها ،و(87) حرباً أهلية لأسباب ايديولوجية ،أو للمطالبة بالحكم الذاتي ،أو لغرض الوحدة الوطنية ،و(65 ) حرباً بدعوى حماية مدنية الرجل الأبيض ،أوللتبشير أو لأسباب دينية .
أما بعد الحرب العالمية الثانية كانت هناك العشرات من الحروب المحدودة منها حرب الاستقلال للمستعمرات ،والحروب بين الكتلة الشرقية والكتلة الغربية .
الحرب الحديثة :
نحن الآن بصدد حروب دينية تشنها روسيا وبريطانياوصربيا واستراليا والهند وأمريكا واسرائيل والصين ضد الدول الاسلامية وحروب عرقية ضد العرب في كل مكان .
وفي كل الحروب يكاد يتم الاجماع على أن مسألة الحرب هي مسألة نفسية سواء في قيامها ،أوفي ادارتها ،أو في نتائجها ،ويقول البعض بأن الحروب من اختصاص علم النفس السياسي ،مما جعل علماء التحليل النفسي يدلون بدلوهم ،ومن هؤلاء (الكسندر ،فروم ،ويلدر ) وهم جميعاً يؤكدون على مقولات نفسية ،بازدواج المشاعر ،الازاحة ،كبش الفداء ،الاحباط ،الاسقاط ،الأفكار المغلوطة عن النفس ،ومع ان الحرب لها مبرراتها الظاهرة إلا أن من بيدهم قرار إعلان الحرب أو انهائها ،لهم دوافعهم غير الشعورية أيضاً ويؤكد هؤلاء العلماء على دور البحث والتعليم والتربية كوسيلة لدعم التفاهم بين الشعوب .
الحرب النفسية :
مصطلح حديث نسبياً إلا أن مضمون هذه الحروب عرفه الأقدمون،ففي التوراة قصص كثيرة فيها هذا النوع من الحرب فهناك (الايهام - التمويه ، الخداع ، الشتم ،التشهير ،التفرقة ،الايقاع ،النميمية ،إذكاء الخلافات ، نشر الدعايات والاشاعات - التجسس .)
ويذكر أن أول من نادى بمصطلح الحرب النفسية هو محلل عسكري بريطاني يدعى (فوللر) أورده في كتاب له( thenks in the war) أي (الدبابات في الحرب) وذلك إنهم في الحرب العالمية الأولى نزعوا المدافع من الدبابات وركبوا بدلاً عنها أبواقاً ،وكانوا يذيعون منها نداءات على جنود العدو للاستسلام .والحرب النفسية تشنها الجماعات بالدعاية والاشاعة وتستخدم فيها وسائل الاعلام بقصد زعزعة الايمان بالمبادئ واظهار عجز النظام عن تحقيق آماله عبر الافتراءات والشتائم ،وتشكيل الجماهير في قياداتها السياسية وبث اليأس في نفوس الجنود ،وإشاعة الذعر بينهم بالمبالغة في وصف القوة واستعراضها .
والحرب النفسية تقصد الانسان نفسه لتحطم شخصيته فيضطرب سلوكه ويصل الى مرحلة المرض ،تضعف إرادته ،يتملكه الخوف والقلق وهي حرب معنوية ،تستهدف شخصية المقاتل والأمة وغايتها تغيير سلوك الأفراد والجماعة ،وخطورتها أن اسلحتها فتاكة ،فالخوف والتوتر والترقب والتشكيك من شأنه أن يعدي الانسان للآخر كالوباء ،والدعاية والاشاعة التي تستعين بهما الحرب النفسية كوسائل نشر تنقل وباء الهزيمة وانخفاض الروح المعنوية وتغير الأفكار والاتجاهات والمعتقدات ،ومن مصطلحات الحرب النفسية (غسيل الدماغ) وهو من أخطر ماتلجأ اليه الحرب النفسية فهي تعمل على إعادة تشكيل الفكر وتغير التوجهات وتستخدم وسائل الاعلام لتخريب العقول والنفوس وكفرها بكل المبادئ والقيم ثم دفعها الى الايمان بنقيضها .