منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#46583
هل تتحقق نبوءة نوسترداموس في كتابه الذي ألفه منذ أكثر من أربعة قرون و تندلع الحرب العالمية الثالثة مع حلول عام 2012؟! هذا السؤال عاد ليطرح نفسه بقوة خاصة مع تصاعد الأحداث في العالم كله بما يجعل المسرح العالمي مؤهلاً و بقوة لاستقبال نبوءة الحرب, ففي الفصل الرابع من كتابه يتحدث داموس عن تصاعد حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط, و عن أنه وسط حالة التوتر تلك سيتمكن أحد قادة الشرق الأوسط من قيادة بلاده نحو امتلاك السلاح النووي, و يشير داموس في نبوءته إلى أن هذا الزعيم الشرق أوسطي لن يتردد في استخدام السلاح النووي في حالة تعرض بلاده للخطر إضافة إلى تعامله مع شن الحرب على أنها واجب. و تشير النبوءة أيضا إلى أن البلد التي سيخوض هذا الزعيم حربه ضدها لها ساحل على البحر الأبيض المتوسط. و يضيف بأنه عندما تندلع الحرب فإن إحدى القنابل النووية ستسقط عن طريق الخطأ في البحر المتوسط بدلاً من سقوطها على الأرض. و هو ما سيتسبب في تسميم الأسماك الموجودة بالبحر.

فيضانا و مجاعة تهدد بفناء الكائنات

و على الرغم من تسمم الأسماك إلا أن الناس الموجودين على شواطئ البحر المتوسط سيضطرون على تناولها بسبب معاناتهم من الجوع في ظل الحرب إضافة إلى حدوث تغيرات مناخية و جغرافية مثل حدوث زلازل و براكين و تغيرات مناخية تؤدي إلى انتشار الجفاف و تآكل الشواطئ و فيضانات مياه البحر بما يهدد الكائنات بالفناء. و يضيف داموس في نبوءته بأن هذه الحرب سيتبعها حرب أخرى حيث أن الدول الأوروبية ستتدخل للقضاء على هذا القائد الشرق أوسطي بما يضمن حفاظها على عدم تهديده للنفط العالمي. و عندما تتدخل الدول الأوروبية فإن هذا القائد سيلجأ إلى استخدام ما تبقى من ترسانته النووية في محاربة أوروبا من خلال ضربه لشبه الجزيرة الإيطالية.


ظهور نجم الشاب الأسود و رئيس أمريكي ينتهك الديمقراطية

و في هذه الأثناء سيخرج شاب أسود يعلو نجمه كزعيم لدول العالم الثالث و يدخل في صراع سلطة مع القوى العظمى. و هذه المرة سيكون مسرح الصراع هو شرق أوروبا و الشرق الأوسط و خاصة في المناطق المحيطة ببحر قزوين و أدرياتيك و إسرائيل. و من بين ما يتنبأ به داموس أيضا وقوع أخطاء عسكرية من جانب قوات أوروبية و قوات تنتمي لبريطانيا العظمى مما يؤدي إلى حدوث كوارث على المستوى الدولي. كما يتنبأ داموس أيضاً بأن الولايات المتحدة الأمريكية و التي من المفترض فيها أن تكون دولة حرة سيتولى رئاستها رئيس ينتهك قوتها بصورة كبيرة. و هذا الرئيس ستصحب رحلة انتخابه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية حالة من اللغط و الانقسامات بشأن مدى صحة انتخابه كرئيس لأمريكا. و سيتشكك الناس هناك فيما إذا كانوا قد منحوه أصواتهم أم لا. و هو ما يقود البلد إلى ما يشبه الحرب الأهلية أو الثورة و هي ثورة ستنتهي بإعادة الانتخابات و برئيس آخر لأمريكا.

قراءة على أرض الواقع

ما سبق كان هو ما تنبأ به داموس في كتابه منذ أكثر من 400 سنة, و الغريب أن كل ما يجري في العالم اليوم ينذر باحتمال أن تتحول نبوءات داموس إلى حقيقة. فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن العالم اليوم يعاني من مخاوف التغيرات المناخية و التي من شأنها أن تتسبب في إثارة القلاقل و الاضطرابات في العالم كله دون تفريق بين الدول العظمى أو دول العالم الثالث. حيث انتهى تقرير صادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ إلى أن التغير المناخي سيؤدي إلى تأثيرات حادة على البيئة. و أشار التقرير الذي شارك في إعداده 2500 عالم إلى أن الحيوانات و النباتات و أنظمة المياه كلها الآن تتعرض للتهديد. و يكفي أن ثلث فصائل المخلوقات التي تعيش على الأرض اليوم تواجه خطر الزوال لو ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين فقط عما كانت عليه خلال فترة التسعينات. لأنه في هذه الحالة فإن المخلوقات التي تعيش في القطبين الجنوبي و الشمالي و الغابات الاستوائية و البحر المتجمد ستواجه تهديدات حادة. كما أن الجفاف و ارتفاع معدلات مياه البحر ستؤثر على ملايين البشر. حيث تشير الأرقام إلى أن ما بين 75 مليون و 200 مليون نسمة سيواجهون خطر نقص المياه و الفشل في زراعة المحاصيل المختلفة. في حين أن بعض الدول الأفريقية ستكون مطالبة بأن تنفق ما بين 5 إلى 10% من إجمالي دخلها القومي من اجل التكيف مع التغيرات المناخية. كما أن سكان الجزر الصغيرة سيواجهون أخطار المجاعة بصورة كبيرة. كما أن ارتفاع معدلات مياه البحر ستؤدي إلى حدوث فيضانات و ستعاني شواطئها من التآكل. و يمكن القول بأن كل الكائنات الحية الموجودة على الكرة الأرضية ستتأثر. حيث أن تدفق المياه من جبال الهملايا الثلجية و التي تغذي الأنهار في آسيا من المحتمل أن تؤدي إلى فيضانات ضخمة. كما أن ارتفاع درجات حرارة الأرض يمكن أن يؤدي إلى موجات حارة و عواصف شديدة و جفاف في أمريكا الشمالية. كما ستحدث فيضانات ضخمة من جرّاء اختفاء جبال الألب الثلجية. و في أمريكا اللاتينية فإن الأجزاء الشرقية من غابات الأمازون سوف تتحول إلى مشهد طبيعي شبيه بسافانا جديدة. و الغريب أن السياسة تلعب دوراً حتى في ارتفاع درجات حرارة الأرض. و هو ما جعل الدول الثمانية الكبرى تخصص جزءاً من مناقشاتها في قمتها المقرر عقدها في يونيو القادم ببرلين لمناقشة سبل مواجهة تداعيات ارتفاع درجة حرارة الأرض. و هو أمر ضروري خاصة و أنه يجب على الدول الكبرى مضاعفة اهتماماتها بهذه القضية و إلا فلن تكون هناك حلول.

حرب إقليمية على الأبواب

و على الصعيد السياسي نجد تصاعد حدة الخلافات و الصراعات بسبب البرنامج النووي الإيراني. حيث سبق لصحيفة صنداي تايمز أن نشرت في مارس من عام 2006 تقريراً أشارت فيه إلى أن إسرائيل ´لا تستبعد عملا عسكريا ضد البرنامج النووي لإيران ولكنها تفضل حاليا أن تترك الفرصة كاملة أمام الضغوط الدبلوماسية الأجنبية على طهران". و كشفت الصحيفة أيضا إنها استقت معلوماتها من مصادر عسكرية إسرائيلية موثوقة ادعت أن إيران أقامت مفاعلات لتخصيب اليورانيوم في مناطق مدنية. وقالت المصادر انه إذا ما تم بالفعل المصادقة على الخطة، فان إسرائيل ستقوم في عملية التنفيذ بدمج قوات خاصة وسلاح الجو بهدف ضرب عدة مفاعلات نووية إيرانية في آن واحد بهدف عرقلة الخطة النووية الإيرانية لعدة سنوات. وتدعي إسرائيل أن إيران ستصل إلى نقطة اللاعودة من حيث قوتها النووية، وستمتلك في حينه قوة تكنولوجية تمكنها من تخصيب اليورانيوم خلال عامين أو أربعة أعوام. لا يختلف اثنان على أن إيران سترد على أية ضربة عسكرية إسرائيلية لبرامجها النووية، فقد أكد ذلك المسئولون الإيرانيون في أكثر من مناسبة. الاختلاف يكمن في طبيعة وحجم الرد وعن القوى والدول التي ستتدخل عندئذ، الأمر الذي قد يحول أي ضربة عسكرية إلى حرب إقليمية شرسة. تداعيات أية ضربة استباقية إسرائيلية على منطقة الشرق الأوسط لا يمكن لأي محلل سياسي وعسكري الآن أن يتنبأ بها، ولنا في العراق خير مثال. من ناحية أخرى تعتبر إيران رابع اكبر منتح للنفط في العالم وتمكنت في العقدين الأخيرين من بناء ترسانة عسكرية ضخمة تضم فيما تضم صواريخ بعيدة المدى قادرة ربما على حمل رؤوس كيماوية والوصول إلى الدولة العبرية، وهذا سيناريو مرعب بالنسبة لإسرائيل. هذه الأخطار الإستراتيجية دعت إسرائيل دائما إلى تطبيق إستراتيجية الضربات الاستباقية كما حصل أيام حرب 67 عندما دمر الطيران الإسرائيلي سلاح الجو المصري قبل البدء بالحرب البرية ومن ثم قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981. وفي هذا السياق حذر رئيس الوكالة الدولة للطاقة الذرية محمد البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2005، حذر في حديث لصحيفة نرويجية "من أن العمل العسكري لن يثني أي بلد من السعي لامتلاك أسلحة نووية.

الحريات في أمريكا.. للخلف در

و فيما يتعلق بتراجع الحريات في الولايات المتحدة الأمريكية فتكفي الإشارة إلى تراجع هذه الحريات منذ اعتلاء الرئيس الأمريكي جورج بوش لقمة البيت الأبيض. و تنامي اليمين المسيحي هناك. و قد بدأ بوش رحلة انتهاكه للحريات في بلاد العم سام منذ وضعه لقانون الإرهاب. وخطورة هذا القانون الذي وافق عليه كل أعضاء الكونجرس (الشيوخ والنواب) باستثناء نائب واحد، أنه يسهل التنصت على المكالمات الهاتفية، ومراقبة نشاطات شبكات الإنترنت للأشخاص المشبوهين بالإرهاب، ويضع بتصرف السلطات وسائل جديدة تمكنها من ملاحقة من تشك في أنه إرهابي. واللافت هنا أن شركات البريد الإلكتروني الأمريكية تم استخدامها في التجسس على العرب والمسلمين الذين يستخدمون هذا البريد، وقد كشفت إحدى عضوات جماعة عربية على الإنترنت تسمى (هداية) عن أنها اكتشفت وجود (برنامج تجسس) على بريد هوت ميل بالصدفة يسمى msload وهي تختبر قدرة احتمال جهازها على منع التسلل إليه. ودعت لمحوه دون أن يؤثر على بريد، وقد لاحظ بعض من حاولوا ذلك أن رسالة جاءتهم عند فتح البريد فيما بعد بضرورة قبول مراجعة النظام الأمني (عبر الضغط على كلمة "موافق") قبل فتح الميل مرة أخرى! معسكرات اعتقال.. ووسائل تعذيب! وقد وصف بعض الكُتاب المحايدين عملية اعتقال العرب والمسلمين المتواصلة في أمريكا وتعذيبهم بأنه أشبه بمعسكرات اعتقال اليابانيين عقب معركة (بيرل هاربور) التي ضرب فيها الطيران الياباني الأسطول الأمريكي البحري.
وقالوا إن معسكرات الاعتقال هذه يتم تكرارها اليوم من جديد، فيما يمكن التعبير عنه بمعسكرات الاعتقال الجديدة للعرب والمسلمين الأمريكيين، وكل ما سمعته منظمات حقوق الإنسان لتبرير هذه الانتهاكات هو "أن الظروف الآن استثنائية)! وذلك حينما طالبت بمعلومات عن سجناء عرب وأمريكيين في السجون الأمريكية على خلفية أحداث سبتمبر. فقد امتنعت السلطات الأمريكية عن ذكر أماكن اعتقال العرب والمسلمين أو نشر أسمائهم، كما رفضت السلطات القضائية الإجابة عن أسئلة تتعلق بماهية التحقيقات التي تعرضوا لها، ثم أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي "أنه قد يلجأ إلى تغيير أساليب التحقيق العادية من أجل نزع اعترافات من المعتقلين، بما فيها ترحيلهم لأماكن تستخدم أساليب اعتقال قاسية"، وقالت مصادر صحافية أمريكية إن الشرطة الأمريكية ربما تبنت بعض الأساليب التي تتبعها سلطات الكيان الصهيوني في التحقيق مع الفلسطينيين والتي تتعرض للشجب من منظمات حقوق الإنسان باعتبارها وسائل غير إنسانية.
ومعظم الأشخاص الذين تم اعتقالهم بعد الهجمات اعتقلوا بناء على مخالفتهم للإقامة القانونية أو لأعمال مخالفة للقانون ولها علاقة بالجريمة المحلية فيما تم اعتقال آخرين لكي يكونوا شهوداً ويظهروا أمام هيئة محلفين، مما يعني حسب المحامين أن اعتقالهم سيمتد إلى فترات غير محدودة. و هو ما يعني ببساطة أن الأوضاع السياسية الحالية