منتديات الحوار الجامعية السياسية

شخصيات صنعت التاريخ

المشرف: بدريه القحطاني

By سلطان بن ناصر 5
#46632
تقول جون جونس كنت اعمل محررة في قسم مراجعة القصص, بشركة بارامونت السينمائية , و ذات يوم دعاني أدولف زوكر -رئيس القسم- إلى مكتبة , و قدم لي ظرفا قال إنه مرسل من أحد أفراد عائلة ( روزفلت ) المعروفة,
و أنه يحوي قصة يريد أن يبيعها للشركة , وبعد أن أخذت الظرف , نظرت إليه , قرات في ركن منه : ( فرانكلي روزفلت ) بشركة الإستيراد فسألت رئيسي هل أعجبتك القصة ؟
فهز كتفه قائلا: لا , إن موضوعها لا يصلح لفيلم ناجح .
فقلت له : إذا ماذا أفعل ؟ فقال: إن عائلة روزفلت من العائلات التي يهمني أمرها و لذا ينبغي أن يكون رفضنا للقصة بلباقة و في ذلك المساء اتصلت بروزفلت تلفونيا و بعد أن عرفته بشخصيتي قلت: أحب أن أتحدث إليك عن
قصتك فأجاب بحماس حسنا و لكن ليس بالهاتف هل يمكنك أن تحضري لتناول الشاي معنا غدا و أعطاني عنوان البيت فذهبت إليهم في ظهر اليوم التالي و بعد أن شربنا الشاي سألني بحماس ما رأي زوكر في قصتي ؟
و اتجهت أنظار جميع العائلة نحوي و رأيت في عيونهم شعور الثقة و الإعتزاز بعائلهم فأحجمت عن التصريح بالحقيقة و اضطررت أن أختلق عذرا في هذا اليوم و طوال الأشهر الثلاثة التالية حتى اضطررت أخيرا
بعد أن فرغت جعبتي من الأحاديث و الأعذار و الأكاذيب أن أقول ان قصته قد رفضت و قد صدمه الخبر صدمة قوية و لم تفلح اعذاري و دبلوماسيتي في تخفيف وقع الصدمة
عليه و انقطعت بعدها علاقتي بالعائلة.

و قد مضـــت خمســـة عشــر سنـــــة دعيت بعدها إلى حفل أقيم في البيت الابيض أثناء تولي روزفلت رئاسة الولايات المتحدة حيث نظر إلي قائلا: أنت جونس , قلت : نعم سيدي الرئيس . فأبتسم
إبتسامه عريضة , و قال: هل تذكرين قصتي التي قدمتها لشركة بارامونت لقد كانت أظلم لحظة في حياتي تلك التي أخبرتني فيها أن الشركة قد رفضتها فقلت له : إنني واثقة من أن الشركة نادمة الآن على رفضها
, قال : ربما و لكن هذا الرفض علمني شئيا هاما علمني أن الإخفاق مهما جعل المستقبل في عيني المرء أسودا حالكا فإنه لا يعني قط نهاية الرجل , و أن خير و سيلة للتغلب على الفشل هي أن ننساه و ننسى ملابساته و كل
ما يذكرنا به ..و نستأنف الجهاد , مصرين على النجاح بثقة و عزم . فقلت: و نجاحك السياسي برهان على صحة هذه النظرية ..
فابتسم الرئيس مره أخرى, و قال:’’ أتظنين ذلك..و لكن الذي لا شك فيه أنه لو قبلت شركة بارامونت قصتي..لما كنت أنا و أنت نتحدث الآن في البيت الابيض’’.