منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By راكان الرـكف 8
#47509
حديث الأسبوع الماضي كان بداية الحديث عن التيارات الدينية في السعودية على أن أكمله في عدة مقالات.
فالكلام السابق جاء عن السلفية التقليدية وتقوقعها على ذاتها، ونقدها أو حتى تطورها وهو كلام لا يروق للكثير رغم إقراره والعمل به من قبل بعض السلفيين وهو ما أحدث ازدواجية في بعض أطروحات المتحمسين لهذا التيار الذي ينفي التطور الحاصل له والطارئ عليه.
فالتطور في مفهوم الولاية والعلاقة بالحاكم وولي الأمر ومن ينطبق عليه والذي تجاوز الكثير من الحركات الإسلامية، هذا التطور صاحبة عجز في فهم العلاقات الدولية والقوانين الحديثة!
ومما لا شك فيه أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر تركت علامة فارقة في أطروحات هذا التيار، وهو أمر لو استطاع أنصاره والمنتمون إليه العمل على توسيعه وتتويجه بنقد علمي داخلي وتسويقه بلغه أكثر تسامحا لو استطاعوا ذلك فإن هذا التيار مهيأ لدور أكبر وبارز بل وحاسم في مقاومة التطرف أكثر من غيرة، نتيجة العلمية الشرعية التي يرتكز عليها والبعد التاريخي له بالإضافة إلى تقاطعات في مقتضيات الاستدلال الشرعي، فكثير من أطروحات التشدد تنسب نفسها إلى السلفية بصورة أو بأخرى ومنها برز مصطلح ( السلفية الجهادية ) وهي سلفية تأخذ باختزال من نصوص السلفية العلمية المنثورة في كتب التراث دون إخضاعها لأية قراءة نقدية أو تفكيكية تراعي الظرف الزماني والمكاني لهذه النصوص، بالإضافة إلى تأثرها بحركات إسلامية سياسية كونت مزيجاً من الحركية والنص , وأدت إلى بروز ما عرف لاحقا ( بالسلفية الجهادية ) وهي سلفية لم تكن معروفة قبل هذه الفترة، أعني العقد الأخير، فالسلفية كانت واحدة وتيارا واحدا ومنطلقات واحدة.
ولكن نتيجة اهتمام هذه الشريحة (السلفية الجهادية ) بأحاديث الجهاد والخروج والخلافة والتصاقها بميادين جهادية كأفغانستان والشيشان أو حتى صراعات أهلية داخلية كما في الجزائر، بالإضافة إلى الأصول العلمية للسلفية الجهادية التي كثيرا ما يعتذرون بها، كل هذا يمكن أن يجعل للسلفية دورا كبيرا في محاربة هذا الفكر ونشر الاعتدال والوسطية من خلال تنقية كتب السلفية من الاجتهادات الفقهية التي لا تتناسب والواقع اليوم، كما لا يمكن تجاهل إشكالية كبرى تمر بها السلفية المعاصرة من خلال الحساسية المفرطة في التعامل مع بعض المصطلحات الحديثة ك( فقه الواقع) بالإضافة إلى دخولها في سجالات فقهية جعلت منها حلبه لصراعات جانبية هي في غنى عنها، فلو أن السلفية انشغلت في أصول الدين والعقائد وتبصير الناس بلغة مناسبة وهادئة بعيدا عن المصطلحات العلمية المبثوثة في بطون الكتب والتي يمكن أن تشكل اليوم عقبة في نشر مثل هذه الأصول الشرعية الهامة، إذ إن الهدف هو تنقية أعمال المسلم من شوائب الشرك،وليس الجدالات الفقهية والخلافات الفرعية.
فهل يمكن أن تبرز دراسات سلفية علمية تعيد قراءة الإنتاج السلفي برؤية سلفية معاصرة تراعي كافة الاعتبارات وتحافظ على قدسية النص.