منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By سعد الخثران
#49039
«شرقة» المبتعثين!

خلف الحربي
طوال السنوات الماضية حاول بعض خصوم برنامج الابتعاث تصويره بأنه مشروع (تغريبي) و لكني على العكس منهم أرى بأنه مشروع (تشريقي)!، ووصف هذا المشروع الرائد بأنه تشريقي لا ينبثق من كون بعض وجهات الابتعاث تقع إلى الشرق منا مثل الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا، بل لأن هذا المشروع الضخم يشرب النهر من منبعه إلى مصبه و(يشرق) في قطرة ماء!.
سأعرض عليكم ثلاث رسائل لكل واحدة منها (شرقتها) الخاصة وأتمنى أن تعتبروا هذه الرسائل إشارات دخانية مثل تلك التي كان يستخدمها الهنود الحمر للتراسل فيما بينهم. وأول هذه الرسائل لطالب درس في الولايات المتحدة على نفقته الخاصة دعم رسالته بعدة وثائق تظهر إحداها أنه حاول الالتحاق بالبعثة ولكن تم رفض طلبه. بينما تظهر و ثيقة أخرى رفض وزارة التعليم العالي الاعتراف بشهادته لاعتراضها على التخصص، وتكشف الوثيقة الثالثة أنه تم قبوله في برنامج الابتعاث بعد انتهاء دراسته .. وأين؟! .. في الجامعة ذاتها والتخصص ذاته!! .
الرسالة الثانية لمبتعثة متزوجة من أحد الأخوة الوافدين وهو محرمها بالطبع وقعت عند حصولها على البعثة على تعهد بأن لا تكون وحيدة بلا محرم في بلد الابتعاث، وحين ذهب زوجها لاستخراج تأشيرة خروج وعودة قالوا له في الجوازات إن الحد الأقصى ستة أشهر رغم أن الملحقيات لا تمنح تذاكر عودة للوطن إلا كل تسعة أشهر كما أنها لا تستطيع أن تترك أطفالها الصغار وحدهم وتذهب إلى الجامعة حتى يعود الزوج من رحلة تجديد تأشيرة الخروج والعوده! .
الرسالة الثالثة لمحرم مبتعثة في مصر يبدو من لغته الغاضبة أنه شرب نهر النيل كي يتخلص من( شرقة ) الملحقية دون جدوى. فهو يقول إن الملحقية الثقافية في القاهرة تضع شروطا عجيبة حيث تشترط حضور المبتعثة في كل معاملة رغم التصريحات بأن دور المرافق هو تسهيل معاملاتها البيروقراطية كي تركز على الدراسة. حيث لم تجد الملحقية وسيلة للتأكد من مصداقية التقارير الطبية الصادرة عن المستشفيات في حال المرض سوى طلب الأشعة والتحاليل و هو يخشى أن يأتي اليوم الذي تطلب فيه أغطية علب الأدوية! ويؤكد أن هذه خصوصيات لا يحق لأحد الاطلاع عليها..كما أنهم ليسوا أطباء! .
ومن هنا حتى تشربوا كوب ماء و (تشرقوا) مع هذه الرسائل الثلاث أكون قد أنتهيت من الشرقة الرابعة والخامسة والسادسة! .