- الأحد مايو 06, 2012 10:47 am
#50438
من نعم الله عز و جل على المسلمين في هذه العصور ظهور منهج أهل السنة و ضمور منهج أهل البدع بشكل عام ، وهذا أمر مسلم به عند الدارسين للواقع الإسلامي ومن مظاهر ذلك :
· رواج كتب وإصدارات أهل السنة .
· انتشار دعاتهم ومراكزهم في أغلب أنحاء العالم .
· انتشار الهدي الظاهر والتمسك بالسنن من الرجال والنساءً .
· ادعاء الجماعات الأخرى بقربها وعدم خلافها مع منهج أهل السنة .
ومن أهم أسباب ذلك أمران :
1. أن منهج أهل السنة هو حقيقة الإسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم .
2. دور الدولة السعودية علماء وأمراء في حمل هذا المنهج للعالم من الربع الأخير من القرن الماضي وإلى اليوم حفظهم الله .
وهذا الظهور لأهل السنة لا يرضي أعدى أعدائنا وهم اليهود والمشركون ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) المائدة 82 .
ولذلك سيمكرون لنا بالليل و النهار مكرًا وصفه الله عز وجل ( و إن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) إبراهيم 46 .
وهذا المكر لن يثبت على صورة واحدة بل يتبدل بحسب الظروف و الأحوال ، ولذلك أمرنا الله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ) النساء 71 .
ونبه على صورة خطيرة من صور المكر الذي يبذله اليهود والمشركون فقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم ) آل عمران 118 .
ولهذا جرب أعداؤنا معنا أساليب كثيرة نجحوا فيها ولكن عهد الله بحفظ هذا الدين وتسخير من يقوم بذلك أبطل كثيراً من مكائدهم ، ولهذا هم يبحثون عن مكر جديد في كل مدة .
فجربوا الغزو الفكري والثقافي الذي آتى آكله حيناً من الزمن ، ثم خف بريقه بظهور ما سمي بالصحوة ، و أما اليوم فنحن مع غزو جديد وهو الغزو السياسي !!
وهذا الغزو تقوم به جهات عدة منها المنافقون الذين يظهرون الدين ومنها الصالحون الذين خدعهم المنافقون ومنهم الصالحون الجاهلون ومنهم العائدون للدين الطامعون في الرياسة و الصدارة وغيرهم .
والغزو السياسي يأتينا من جهتين هما :
1 - وسائل الإعلام التي كثرت ودخلت كل بيت حتى بيوت الملتزمين من أهل السنة بحجة متابعة الأخبار وهي التي فيها السم القاتل والغزو الغاشم .
والتي يقر كل العقلاء أن أغلبها عالميا ً تابع لليهود و محليا ً تابع لأعوانهم من الشيوعيين الذين يسيطرون على الإعلام العربي .!!
2 – المنظرون السياسيون من الخلفيات اليسارية و الذين ( تابوا ) فجأة ! و أصبحوا في طليعة العمل السياسي الإسلامي !!!!!
وخطر هذا الغزو السياسي أنه لا يصادم أساسيات الدين كالغزو الفكري و العقدي الذي ينتبه له أهل السنة بكل دقة ووضوح ، لكن هؤلاء الغزاة من اليساريين والشيوعيين حين تركوا الخوض في العقائد وأساسيات الدين و ركزوا على احتكار الفهم السياسي لأهل السنة فإنهم أوردوهم المهالك و سيمضون في ذلك حتى يفنوهم إن استطاعوا .
ولمزيد من الإيضاح نرجع إلى قصة الجاسوس الفاشل " عبد الله بن سبأ " الذي كشف دوره لكن كم هم الجواسيس الذين لم يعرف دورهم في تاريخنا وساعدوا ابن سباء في مهمته التي لا يقوم بها رجل وحده ؟؟
نجد أن ابن السوداء لم يصادم في زمن عثمان رضي الله عنه أساسيات الدين بين الصحابة وأبنائهم والتابعين بل ركز على العمل والفهم السياسي وهو أحقية آل البيت بالخلافة فخدع جماعة من المسلمين فيهم فضلاء حتى وصل خداعه لمحمد بن أبي بكر الذي انساق مع هذا الفهم السياسي السقيم ليصل به للمشاركة في قتل الخليفة الثالث عثمان !!!
ونقول : هل المسلمون محصنون اليوم من أمثال هذا الغزو السياسي أكثر من مجتمع الصحابة ؟ قطعا ً الجواب سيكون بالنفي ! لكن هل استفدنا من هذه التجربة ؟ ستكون الإجابة بالتأكيد لا!
وعودة للغزو السياسي المعاصر الذي يجتاح تجمعات و أفراد أهل السنة تحت غطاء التحليل السياسي فأوردهم المهالك ، فنقول إن هذا الغزو كان يعيبه علماء أهل السنة على جماعة الإخوان المسلمين قديما ً من قيامهم بالتعاون والتحالف مع جهات يسارية كعبد الناصر و القذافي و تأييدهم لثورة الخميني ، لكن اليوم وصل الغزو السياسي حتى لأهل السنة فلا حول ولا قوة إلا بالله .
وهذا الغزو السياسي لأهل السنة له مستويات عدة :
1. تبني منهج العنف الثوري الماركسي : و أول من وجدته قد تبني هذا هو عمر عبد الحكيم ( أبو مصعب السوري ) في كتابه " التجربة السورية " والذي كتبه عام 1984 م وتبني فيه أسلوب " حرب الأنصار " حرب العصابات وهو الأسلوب الشيوعي اللينيني و الذي استخدمه غيفارا وقد ملأ عمر عبد الحكيم كتابه بالنقولات عن ماوتسي تنج الطاغية المجرم الشيوعي الصيني !! وليس آخر من ينظر لهذه الثورية كارلوس المجرم الشيوعي الفنزويلي الذي يبارك هذا الفكر من خلال كتابه الأخير" الإسلام الثوري" !!
2. تسرب فكر حزب التحرير السياسي المستمد من أفكار باطلة ومنحرفة كتعظيم مكانة الحكم والخلافة فوق منزلتها مشابهة للرافضة ، وصرف المسلمين عن كل ساحات الجهاد الحقيقية كأفغانستان والبوسنة وغيرها !! و شغل المسلمين بنقد الحكام فقط وتحريم أي عمل حقيقي لخدمة الإسلام كالجمعيات الخيرية و الدعوية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
3. تصدر الشيوعيين واليساريين (التائبين !) والمخلصين لشيوعيتهم ! لتوجيه أهل السنة سياسيا ً بحجة الأرضية المشتركة معهم ضد الإمبريالية و الاستفراد و الهيمنة الأمريكية ! ولاحظ أن أهل السنة عابوا على جماعة الإخوان المسلمين التعاون مع الشيعة بهذه الحجة ومن ثم خدعوا بالشيوعيين !
من مظاهر هذا الغزو السياسي قديما ً و حديثا ً :
1. جماعة جهيمان كان انحرافها سياسياً في البداية بتبني كفر الدولة بتأثير من المندسين في صفوف جماعته من الحزب الشيوعي السعودي بقيادة ناصر السعيد ، وقد قامت مجلة الطليعة الكويتية اليسارية بطباعة كتب جهيمان بسعر مدعوم ! و نعته منظمة الثورة بالجزيرة العربية و هي منظمة شيعية !
2. عمر بكري زعيم حزب التحرير في بريطانيا والذي تحول إلى منظر لفكر أهل السنة ! مروراً بعدة مراحل هي : جماعة المهاجرون ، و جماعة الغرباء ( لاحظ الخ خلفية السنية للاسم ) . فهل فعلاً تخلى الرجل عن فكر حزب التحرير الشرعي والسياسي ؟ ومن ثم ما هو المؤهل الذي يملكه ليقود جماعة بالسم أهل السنة ؟
3. تنازل حزب التحرير عن الكثير من الأفكار الشرعية التي كانت تعيق عمله في الأوساط الإسلامية و خاصة السنية مع تمسكه بالفكر السياسي المنحرف حتى تنكسر الحواجز التي كانت تمنع من تأثيره بين أهل السنة . كما جاء في بيان الحركة التصحيحية لحزب التحرير في 12 رمضان 1424 هـ .
4. عبد الوهاب المسيري صاحب ( موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية) الذي يحظي بدعاية بالغة التأثير تجعل كلامه لا يقبل النقاش مع أنه لم يقدم شيئاً يستحق النقاش في موضوع اليهود سوى تضليل أهل السنة في الموقف من اليهود و العلمانيين و خاصة الشيوعيين منهم ويكفيك لتعرف خطورة انحراف ما يقرره المسيري لطلبة الجامعات في موضوع " الحركة الصهيونية " تقريره ما يلي :
- لم يعد اليهود جماعة دينية يؤمن أعضائها بعقيدة دينية . ص 106 .
– انطلاقا من الفكر العنصري الغربي يذهب الصهاينة إلى أن العداء بين اليهود وغير اليهود عداء أزلي .ص 33 ( لاحظ نفي دور العقيدة اليهودية في العداء ونسبتها للفكر الغربي في تزوير واضح وتوجيه للعداء ) من كتاب المدخل إلي القضية الفلسطينية إصدار مركز دراسات الشرق الأوسط ، وهذا الكتاب هو مقرر جامعي في بعض الجامعات ذات التوجه الإسلامي !!!
5. أما مختصر الموسوعة فقد حشاه بمقدمة طويلة بالمصطلحات و المفاهيم الأساسية وفي حقيقتها كذب وتزوير وإعادة تسمية لكن هذا يخدع البسطاء و الغثاء من عامة الناس فمثلا ً : مصطلح " الواحدية الكونية "تظن أنه أتى فيه بالعجائب فإذا به مصطلح "وحدة الوجود " !!وكذلك مصطلحات " الواحدية المادية و الحلولية الكمونية الواحدية ووحدة الوجود الروحية والمادية " في لعبة سمجة من التلاعب بالمصطلحات لخداع الناس . و يمكن العودة لمجلة البيان عدد 215 مقال ( نقد المسيري ) مع أن الكاتب مخدوع بالمسيري وهو مثال على مدى نجاح هذا الغزو السياسي.
6. المحلل السياسي طلعت رميح الذي تكثر مشاركاته في المنابر الإسلامية الإعلامية و الرجل قد يكون صادقاً في توبته من اليسارية التي ذكرها وأرخ لها في مجلة المنار الجديد في العددين 4 و 19 ، ولكن هل يحق له أن يصدر مجلة " استراتيجيات " ويكون طاقم التحرير كله من الشباب الماركسي الوطني و الشريف ( ؟؟؟) على حد تعبيره عندما سألته عنهم ! و قد لا يدرك القارئ خطورة المسألة و لذلك أروي لك الحكاية التالية خلال زيارة لي للكويت قابلت أحد الأصدقاء المهتمين بالإعلام الإسلامي ولذلك أعد دليلا ً للمجلات الإسلامية ضم هذه المجلة لدليله وهي المجلة التي يحررها طاقم من الماركسيين و يقودهم رميح التائب من اليسارية . فهل فهمت خطر أن يقرأ أهل السنة هذه المجلة ؟؟ فمن منهم يعرف خلفية الرجل ؟ ومن منهم سيسأل عن هوية المحررين ؟ وهم يرون رميح في أغلب المنابر الإسلامية !! ألم أقل لك إحذر الغزو السياسي .
7. التقرير الإستراتيجي الثاني لمجلة البيان جاء في مقدمة التقرير ص 9 " من خلال إشراك مجموعة من الباحثين المحايدين في مراكز البحوث العربية " وهنا نسأل محايدين في ماذا ؟؟ في الدين أم الفكر السياسي ؟ و هل يوجد محايد على وجه الأرض في القضايا الفكرية ؟؟ ثم لننظر هؤلاء المحايدين من هم :
طلعت رميح من أصول يسارية
أحمد سعيد نوفل محسوب على فتح و ليبرالي
عدنان الهياجنة ليبرالي متدين !
ولو طالعنا مثلا ً بحث رميح ( أهل السنة في العراق ) نجد أنه قدم بمقدمات غير سليمة مع سلامة النتائج وذلك راجع لضعف العلم الشرعي من جهة و التأثر بالبنية الفكرية اليسارية لعدم توفر بنية فكرية إسلامية سياسية .
7 . تنظيم القاعدة وهو في بدايته تجمع لشباب من أهل السنة لكن حين طرأ عليه فكر الظواهري الذي وافق أهل السنة في الهدي الظاهر ليوافقوه في فكره السياسي ، و قد كان بن لادن قبل الظواهري يقر للعلماء و الدعاة بالعلم وأنه ملتزم لرأيهم وبعد تحالفه مع الظواهري نبذ ذلك .
8 . الخطة السرية للشيعة التي نشرت وفيها التخطيط لضرب شباب السنة بالحكام مع تقرب الشيعة من الحكام وهذا ما نجد تطبيقه من قبل جماعة الزرقاوي .
وبهذا يتضح لنا مدى خطورة الغزو السياسي لأهل السنة الذي يتجنب الصدام معهم في العقائد والأفكار ويعمل على تضليلهم في الفكر السياسي وهو مستعد للقيام بالسنن و تبني العقيدة الطحاوية لكن بشرط أن يكون هو الموجه في العمل السياسي .
· رواج كتب وإصدارات أهل السنة .
· انتشار دعاتهم ومراكزهم في أغلب أنحاء العالم .
· انتشار الهدي الظاهر والتمسك بالسنن من الرجال والنساءً .
· ادعاء الجماعات الأخرى بقربها وعدم خلافها مع منهج أهل السنة .
ومن أهم أسباب ذلك أمران :
1. أن منهج أهل السنة هو حقيقة الإسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم .
2. دور الدولة السعودية علماء وأمراء في حمل هذا المنهج للعالم من الربع الأخير من القرن الماضي وإلى اليوم حفظهم الله .
وهذا الظهور لأهل السنة لا يرضي أعدى أعدائنا وهم اليهود والمشركون ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) المائدة 82 .
ولذلك سيمكرون لنا بالليل و النهار مكرًا وصفه الله عز وجل ( و إن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) إبراهيم 46 .
وهذا المكر لن يثبت على صورة واحدة بل يتبدل بحسب الظروف و الأحوال ، ولذلك أمرنا الله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ) النساء 71 .
ونبه على صورة خطيرة من صور المكر الذي يبذله اليهود والمشركون فقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم ) آل عمران 118 .
ولهذا جرب أعداؤنا معنا أساليب كثيرة نجحوا فيها ولكن عهد الله بحفظ هذا الدين وتسخير من يقوم بذلك أبطل كثيراً من مكائدهم ، ولهذا هم يبحثون عن مكر جديد في كل مدة .
فجربوا الغزو الفكري والثقافي الذي آتى آكله حيناً من الزمن ، ثم خف بريقه بظهور ما سمي بالصحوة ، و أما اليوم فنحن مع غزو جديد وهو الغزو السياسي !!
وهذا الغزو تقوم به جهات عدة منها المنافقون الذين يظهرون الدين ومنها الصالحون الذين خدعهم المنافقون ومنهم الصالحون الجاهلون ومنهم العائدون للدين الطامعون في الرياسة و الصدارة وغيرهم .
والغزو السياسي يأتينا من جهتين هما :
1 - وسائل الإعلام التي كثرت ودخلت كل بيت حتى بيوت الملتزمين من أهل السنة بحجة متابعة الأخبار وهي التي فيها السم القاتل والغزو الغاشم .
والتي يقر كل العقلاء أن أغلبها عالميا ً تابع لليهود و محليا ً تابع لأعوانهم من الشيوعيين الذين يسيطرون على الإعلام العربي .!!
2 – المنظرون السياسيون من الخلفيات اليسارية و الذين ( تابوا ) فجأة ! و أصبحوا في طليعة العمل السياسي الإسلامي !!!!!
وخطر هذا الغزو السياسي أنه لا يصادم أساسيات الدين كالغزو الفكري و العقدي الذي ينتبه له أهل السنة بكل دقة ووضوح ، لكن هؤلاء الغزاة من اليساريين والشيوعيين حين تركوا الخوض في العقائد وأساسيات الدين و ركزوا على احتكار الفهم السياسي لأهل السنة فإنهم أوردوهم المهالك و سيمضون في ذلك حتى يفنوهم إن استطاعوا .
ولمزيد من الإيضاح نرجع إلى قصة الجاسوس الفاشل " عبد الله بن سبأ " الذي كشف دوره لكن كم هم الجواسيس الذين لم يعرف دورهم في تاريخنا وساعدوا ابن سباء في مهمته التي لا يقوم بها رجل وحده ؟؟
نجد أن ابن السوداء لم يصادم في زمن عثمان رضي الله عنه أساسيات الدين بين الصحابة وأبنائهم والتابعين بل ركز على العمل والفهم السياسي وهو أحقية آل البيت بالخلافة فخدع جماعة من المسلمين فيهم فضلاء حتى وصل خداعه لمحمد بن أبي بكر الذي انساق مع هذا الفهم السياسي السقيم ليصل به للمشاركة في قتل الخليفة الثالث عثمان !!!
ونقول : هل المسلمون محصنون اليوم من أمثال هذا الغزو السياسي أكثر من مجتمع الصحابة ؟ قطعا ً الجواب سيكون بالنفي ! لكن هل استفدنا من هذه التجربة ؟ ستكون الإجابة بالتأكيد لا!
وعودة للغزو السياسي المعاصر الذي يجتاح تجمعات و أفراد أهل السنة تحت غطاء التحليل السياسي فأوردهم المهالك ، فنقول إن هذا الغزو كان يعيبه علماء أهل السنة على جماعة الإخوان المسلمين قديما ً من قيامهم بالتعاون والتحالف مع جهات يسارية كعبد الناصر و القذافي و تأييدهم لثورة الخميني ، لكن اليوم وصل الغزو السياسي حتى لأهل السنة فلا حول ولا قوة إلا بالله .
وهذا الغزو السياسي لأهل السنة له مستويات عدة :
1. تبني منهج العنف الثوري الماركسي : و أول من وجدته قد تبني هذا هو عمر عبد الحكيم ( أبو مصعب السوري ) في كتابه " التجربة السورية " والذي كتبه عام 1984 م وتبني فيه أسلوب " حرب الأنصار " حرب العصابات وهو الأسلوب الشيوعي اللينيني و الذي استخدمه غيفارا وقد ملأ عمر عبد الحكيم كتابه بالنقولات عن ماوتسي تنج الطاغية المجرم الشيوعي الصيني !! وليس آخر من ينظر لهذه الثورية كارلوس المجرم الشيوعي الفنزويلي الذي يبارك هذا الفكر من خلال كتابه الأخير" الإسلام الثوري" !!
2. تسرب فكر حزب التحرير السياسي المستمد من أفكار باطلة ومنحرفة كتعظيم مكانة الحكم والخلافة فوق منزلتها مشابهة للرافضة ، وصرف المسلمين عن كل ساحات الجهاد الحقيقية كأفغانستان والبوسنة وغيرها !! و شغل المسلمين بنقد الحكام فقط وتحريم أي عمل حقيقي لخدمة الإسلام كالجمعيات الخيرية و الدعوية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
3. تصدر الشيوعيين واليساريين (التائبين !) والمخلصين لشيوعيتهم ! لتوجيه أهل السنة سياسيا ً بحجة الأرضية المشتركة معهم ضد الإمبريالية و الاستفراد و الهيمنة الأمريكية ! ولاحظ أن أهل السنة عابوا على جماعة الإخوان المسلمين التعاون مع الشيعة بهذه الحجة ومن ثم خدعوا بالشيوعيين !
من مظاهر هذا الغزو السياسي قديما ً و حديثا ً :
1. جماعة جهيمان كان انحرافها سياسياً في البداية بتبني كفر الدولة بتأثير من المندسين في صفوف جماعته من الحزب الشيوعي السعودي بقيادة ناصر السعيد ، وقد قامت مجلة الطليعة الكويتية اليسارية بطباعة كتب جهيمان بسعر مدعوم ! و نعته منظمة الثورة بالجزيرة العربية و هي منظمة شيعية !
2. عمر بكري زعيم حزب التحرير في بريطانيا والذي تحول إلى منظر لفكر أهل السنة ! مروراً بعدة مراحل هي : جماعة المهاجرون ، و جماعة الغرباء ( لاحظ الخ خلفية السنية للاسم ) . فهل فعلاً تخلى الرجل عن فكر حزب التحرير الشرعي والسياسي ؟ ومن ثم ما هو المؤهل الذي يملكه ليقود جماعة بالسم أهل السنة ؟
3. تنازل حزب التحرير عن الكثير من الأفكار الشرعية التي كانت تعيق عمله في الأوساط الإسلامية و خاصة السنية مع تمسكه بالفكر السياسي المنحرف حتى تنكسر الحواجز التي كانت تمنع من تأثيره بين أهل السنة . كما جاء في بيان الحركة التصحيحية لحزب التحرير في 12 رمضان 1424 هـ .
4. عبد الوهاب المسيري صاحب ( موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية) الذي يحظي بدعاية بالغة التأثير تجعل كلامه لا يقبل النقاش مع أنه لم يقدم شيئاً يستحق النقاش في موضوع اليهود سوى تضليل أهل السنة في الموقف من اليهود و العلمانيين و خاصة الشيوعيين منهم ويكفيك لتعرف خطورة انحراف ما يقرره المسيري لطلبة الجامعات في موضوع " الحركة الصهيونية " تقريره ما يلي :
- لم يعد اليهود جماعة دينية يؤمن أعضائها بعقيدة دينية . ص 106 .
– انطلاقا من الفكر العنصري الغربي يذهب الصهاينة إلى أن العداء بين اليهود وغير اليهود عداء أزلي .ص 33 ( لاحظ نفي دور العقيدة اليهودية في العداء ونسبتها للفكر الغربي في تزوير واضح وتوجيه للعداء ) من كتاب المدخل إلي القضية الفلسطينية إصدار مركز دراسات الشرق الأوسط ، وهذا الكتاب هو مقرر جامعي في بعض الجامعات ذات التوجه الإسلامي !!!
5. أما مختصر الموسوعة فقد حشاه بمقدمة طويلة بالمصطلحات و المفاهيم الأساسية وفي حقيقتها كذب وتزوير وإعادة تسمية لكن هذا يخدع البسطاء و الغثاء من عامة الناس فمثلا ً : مصطلح " الواحدية الكونية "تظن أنه أتى فيه بالعجائب فإذا به مصطلح "وحدة الوجود " !!وكذلك مصطلحات " الواحدية المادية و الحلولية الكمونية الواحدية ووحدة الوجود الروحية والمادية " في لعبة سمجة من التلاعب بالمصطلحات لخداع الناس . و يمكن العودة لمجلة البيان عدد 215 مقال ( نقد المسيري ) مع أن الكاتب مخدوع بالمسيري وهو مثال على مدى نجاح هذا الغزو السياسي.
6. المحلل السياسي طلعت رميح الذي تكثر مشاركاته في المنابر الإسلامية الإعلامية و الرجل قد يكون صادقاً في توبته من اليسارية التي ذكرها وأرخ لها في مجلة المنار الجديد في العددين 4 و 19 ، ولكن هل يحق له أن يصدر مجلة " استراتيجيات " ويكون طاقم التحرير كله من الشباب الماركسي الوطني و الشريف ( ؟؟؟) على حد تعبيره عندما سألته عنهم ! و قد لا يدرك القارئ خطورة المسألة و لذلك أروي لك الحكاية التالية خلال زيارة لي للكويت قابلت أحد الأصدقاء المهتمين بالإعلام الإسلامي ولذلك أعد دليلا ً للمجلات الإسلامية ضم هذه المجلة لدليله وهي المجلة التي يحررها طاقم من الماركسيين و يقودهم رميح التائب من اليسارية . فهل فهمت خطر أن يقرأ أهل السنة هذه المجلة ؟؟ فمن منهم يعرف خلفية الرجل ؟ ومن منهم سيسأل عن هوية المحررين ؟ وهم يرون رميح في أغلب المنابر الإسلامية !! ألم أقل لك إحذر الغزو السياسي .
7. التقرير الإستراتيجي الثاني لمجلة البيان جاء في مقدمة التقرير ص 9 " من خلال إشراك مجموعة من الباحثين المحايدين في مراكز البحوث العربية " وهنا نسأل محايدين في ماذا ؟؟ في الدين أم الفكر السياسي ؟ و هل يوجد محايد على وجه الأرض في القضايا الفكرية ؟؟ ثم لننظر هؤلاء المحايدين من هم :
طلعت رميح من أصول يسارية
أحمد سعيد نوفل محسوب على فتح و ليبرالي
عدنان الهياجنة ليبرالي متدين !
ولو طالعنا مثلا ً بحث رميح ( أهل السنة في العراق ) نجد أنه قدم بمقدمات غير سليمة مع سلامة النتائج وذلك راجع لضعف العلم الشرعي من جهة و التأثر بالبنية الفكرية اليسارية لعدم توفر بنية فكرية إسلامية سياسية .
7 . تنظيم القاعدة وهو في بدايته تجمع لشباب من أهل السنة لكن حين طرأ عليه فكر الظواهري الذي وافق أهل السنة في الهدي الظاهر ليوافقوه في فكره السياسي ، و قد كان بن لادن قبل الظواهري يقر للعلماء و الدعاة بالعلم وأنه ملتزم لرأيهم وبعد تحالفه مع الظواهري نبذ ذلك .
8 . الخطة السرية للشيعة التي نشرت وفيها التخطيط لضرب شباب السنة بالحكام مع تقرب الشيعة من الحكام وهذا ما نجد تطبيقه من قبل جماعة الزرقاوي .
وبهذا يتضح لنا مدى خطورة الغزو السياسي لأهل السنة الذي يتجنب الصدام معهم في العقائد والأفكار ويعمل على تضليلهم في الفكر السياسي وهو مستعد للقيام بالسنن و تبني العقيدة الطحاوية لكن بشرط أن يكون هو الموجه في العمل السياسي .