منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By عبدالله البريه 1
#51156
ذهب أستاذ علم الحيوان إلى إحدى مدارس البحرين في تسعينيات القرن الماضي وسألته إحدى المدرسات عن "المد الأحمر"، فجاءنا متهكما قائلا: "المعلمات يسألن عن المد الشيوعي في كتب الأحياء"! فسألته: كيف ذلك؟ فأجاب: "سألتني المعلمة عن المد الأحمر فقلت لها إن هذا في الاتحاد السوفيتي السابق" وضحك ضحكة عالية.. فقلت له: المد الأحمر ظاهرة بحرية حقيقية، وعند تعديلنا لكتاب الكائنات الحية والبيئة (2) في طبعته الثانية وضعنا في شعبة الطحالب السوطية صورة بحرية لظاهرة المد الأحمر وأحد الكائنات السوطية التابعة لمملكة الطلائعيات،
وسألنا الطالب في أحد الأنشطة: إذا علمت أن ازدهار الطحالب السوطية يسبب المد الأحمر وأن تغذية الأسماك عليها تؤدي إلى تسممها وتسمم من يأكل تلك الأسماك، فما السبب في ذلك؟

لقد شاهدت تلك السوطيات المحمرة للمياه في بعض برك المياه المنعزلة على شاطئ بحيرة المنزلة في شمال دلتا مصر، وفحصنا تلك المياه وتعرفنا الكائنات المسببة لذلك وبينا خطورتها على الكائنات البحرية.

تذكرت كل ذلك وأنا أقرأ يوم 21/5/2009م ما طالعتنا به "أخبار الخليج" في مقال الأستاذ الدكتور "إسماعيل المدني" عن المد الأحمر وإغلاق محطات التحلية، وخطورته على محطات تحلية المياه في دولة الإمارات العربية المتحدة.

هناك عدة أسباب لازدهار نمو تلك الطحالب السوطية وبعض القشريات، وأهم تلك الأسباب الأسمدة النيتروجينية التي تصل إلى البحر عن طريق بعض مصارف المخلفات، وكذلك مياه التوازن التي تفرغها السفن في بحارنا وقد حملت تلك الهائمات النباتية والسابحات الحيوانية مع مياه التوازن من المياه الباردة وأفرغتها في بحارنا الدافئة التي تساعد بحرارة مياهها المرتفعة على نمو تلك الكائنات وتكاثرها وازدهارها.

أين رجال البيئة من الوقاية من تلك الظواهر؟! وأين الدراسات العلمية المستشرفة للمستقبل للوقاية من تلك الكائنات ونموها السريع؟!

الأمر يحتاج إلى انتباه ودراسة علمية ورسائل للماجستير والدكتوراه تناقش تلك الظواهر وتدرسها وتضع الحلول العلمية الواجبة التنفيذ للوقاية منها.

إذا تلوثت مياه الخليج بالكائنات الحية المسممة للمياه فسيتعذر علينا الحصول على مياه محلاة من الخليج، لأن التحلية لا تنقي المياه من بقايا المواد السامة، وقد لا تكسرها الحرارة العالية، ووجودها في المياه يؤدي إلى التسمم والإصابة بالأمراض السرطانية وغيرها.

لقد قاومنا المد الأحمر الشيوعي ونجحنا في الحد من خطورته وتفاقمه وانتشاره في ديارنا، فهل ننجح في الحد من الكائنات الحية المسببة للمد الأحمر البحري عندنا ونعمل على الوقاية من أخطارها العديدة؟!