- الأحد يوليو 08, 2012 2:31 am
#52244
لقطات سياسية علينا الوقوف أمامها طويلاً
اللقطة الأولى: توراة الملك
توراة الملك، أو عقيدة الملك اسم الكتاب الجديد الذي أصدره الحاخام (إيتسيك شابيرا) مع الحاخام (يوسي أليتسور) والذي تحدث فيه المؤلفان العنصريان عن السماح بقتل الأطفال والنساء من غير اليهود، كما أنه مسموح قتل الغير، وحسب الكتاب فإنه مسموح المسّ بالأطفال لأنهم «سدادو طريق» وهكذا كتب الحاخامان «سدادو طريق» رضع يوجدون مرات عديدة في مثل هذا الوضع، وهم يسدون طريق النجاح بوجودهم، وهم يفعلون ذلك في غضب تام، رغم ذلك مسموح قتلهم لأن وجودهم يُساعد على القتل وهناك اعتقاد بالمسّ بالأطفال إذا كان واضحاً أنهم سيكبرون لإضرارنا.
كتاب توراة الملك فيه ربط واقعي ومتطابق تماماً بين عدوانية الأمس، وعدوانية اليوم، وعدوانية الغد، الذي يمارسه عدونا الصهيوني الإسرائيلي حيث يمارس هذا العدو العنصري الفاشي أبشع أنواع القتل والتدمير والهدم والحرق والاغتيال والسحق الفردي والجماعي لأبناء شعبنا العربي سواء كانوا أطفالاً أبرياء، أم نساء، أم شيوخاً وعجزة.
القتل عند هؤلاء اليهود هو العنوان، والعنصرية هي الأسلوب، وسلبُ حقوق وأرواح غير اليهود الصهاينة هو الهدف في النهاية لإقامة الدولة أو المملكة الصهيونية اليهودية العالمية، بدءاً من سرقة فلسطين، وامتداداً إلى أجزاء أخرى من وطنا العربي، وامتداداً إلى أجزاء أخرى من العالم.
إن التعصب الأعمى عند الصهيونية لتنفيذ جرائمها بحق الإنسانية برهان قاطع لا جدال حوله، لأنهم يؤمنون أنهم وحدهم البشر، وباقي الشعوب عبارة عن حيوانات، ولو استعرضنا ما قام به اليهود من أفعال إجرامية وحوادث قتل بحق الأطفال المسيحيين في العالم لاحتاج ذلك منا إلى كتاب كبير، إلا أنني اختصر هنا أحداث قتل الأطفال المسيحيين حسبما جاء في كتاب (طقوس القتل عند اليهود) مدينة سانت بطرسبرغ 1913.
في القرن الرابع الميلادي وفي عهد القيصر قسطنطين تم صلب طفل صغير يوم الجمعة الحزينة (جمعة الآلام التي صُلِب فيها السيد المسيح).
في عهد القيصر «فوكا» قتل اليهود بوحشية الأسقف أنستاسي وعدداً من الأطفال الصغار المسيحيين.
في القرن الثاني عشر الميلادي صلب اليهود في (بلدا) بفرنسا طفلين مسيحيين الأول عام 1172م، والثاني عام 1178م ووضعوا الجثتين في كيس وألقوهما في نهر (لوارا) وقد تم إحراق الجناة من اليهود بعد اكتشاف أمرهم.
في القرن السابع عشر الميلادي قام اليهود عام 1601م بخطف طفلة مسيحية صغيرة في بولونيا وعذبوها ثم قتلوها.
وفي زماننا هذا قام الصهاينة بقتل العديد من أطفال دير ياسين وأطفال مدرسة بحر البقر، وأطفال صبرا وشاتيلا وجنين وغزة وجنوب لبنان.
بعد أن قرأت القليل من الجرائم الكثيرة العدد من قتل اليهود لأطفال العرب مسيحيين ومسلمين سألت نفسي هذا السؤال:
هل ما تقوم به العصابات الحاكمة في الأراضي المحتلة يمت للإنسانية بصلة؟
وكيف سمحت لهم نفوسهم بقتل أطفال أبرياء لا ذنب لهم؟ وهل ما جاء في كتاب طقوس القتل عند اليهود هو نصف الحقيقة أم الحقيقة كلها؟ وما معنى هذا السلوك اللاأخلاقي واللاإنساني عند هؤلاء البشر؟
أسئلة كثيرة لم أجد لها تفسيرات لأن هؤلاء الصهاينة لا يؤمنون بحياة وكرامة غيرهم من البشر، بل إنهم يؤمنون بالعنف الدموي حسبما جاء في كتاب الحاخام إيتسيك شابيرا وزميله الآخر دعاة القتل والإرهاب لا يخجلون من دعوتهم.. إن هؤلاء الصهاينة القتلة يدمرون أنفسهم عندما يظنون أن سفك الدماء، وجرف الأرض، وهدم البيت هو السياسة الناجحة لاستمرار وجودهم على أرض فلسطين.. إنهم يجهلون المستقبل وإرادة الشعوب، ويغرقون في مستنقعات الفاشية. يُمزقهم الخوف من جيل أطفال فلسطين، هؤلاء الأطفال الذين شاهدوا بأُم أعينهم قتل الآباء والأبناء والأمهات والدماء التي سالت على أرضهم كالأنهار. إن فكرة القتل، القوة، الغزو، التوسع والعدوان راسخة الجذور في عقول اليهود، ولكن إلى أين ستقودهم جرائمهم في النهاية؟ إن نهاية القتلة الموت القادم.
اللقطة الثانية: الضيف الثقيل نتن ياهو
مشكلة نتن ياهو لا تكمن في الكلام وإنما في الفعل الذي جعل الوقت يمر دون حدوث أي تقدم على صعيد المفاوضات، إنه الرجل الكاذب المتلاعب كما وصفته وزيرة خارجية العدو السابقة تسيفي ليفني، لذلك لا أعتقد أن السلام من أولوياته، بل التعصب الممتد عبر التاريخ للشعب المختار الذي أثبت قدرة عالية على العنصرية والإبادة والقتل.
النتن ياهو الذي حلَّ ضيفاً ثقيلاً على البيت الأبيض كما قيل في وسائل الإعلام وبعد أن حاول أوباما عدم استقباله بعد أن (عرّاه) أمام العرب والعالم بسبب عدم استجابته «تجميد الاستيطان» والدخول في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية، حاول النتن ياهو استرضاء الرئيس الأميركي والكذب عليه من جديد عندما أعلن بوقاحته المعروفة أنه يساعد في تحقيق السلام.
لقد علم النتن ياهو غوغاء التاريخ اليهودي، افتأت على الحقائق، طوّع الجغرافيا وشكل من كل ذلك جسراً لخوض الزحام، تشرئب عنقه نحو بريق الحكم دون وازع من أخلاقيات الأمانة العلمية والتاريخية (فالغاية عنده تبرر الوسيلة) لقد حاول في لقاء أوباما أن يبكي على أطلال اليهود وذكر الرئيس الأميركي بمأساة الشعب اليهودي إيان الحكم النازي، ونسي أن يذكر أمامه ما فعل جيشه وحكومته النازية بأطفال ونساء وشيوخ غزة.
لقد حاول الإرهابي ابتزاز أوباما من خلال خلط أوراق التاريخ والجغرافيا والتوراة والتلمود مستنداً إلى شهادات صهيونية أو مشايعة للصهيونية، أصحابها كانوا ذات يوم من سدنة الاستعمار الذين وجدوا في اليهود وسيلة لتحقيق الأهداف الاستعمارية مقابل الثمن.
يبقى أن نضيف إلى معلومات الرئيس أوباما ما ذكره الفيلسوف الفرنسي السيد «روجيه غارودي» من أن الصهيونية هي خطر على العالم أجمع وليس فقط على منطقة الشرق الأوسط الحيوية كما أن الصهوينة لم تعد خطراً قاصراً على العرب، فإسرائيل هي دولة مراقبة لمصالح أميركا وقطعه وتحركه في يد القوى الأميركية، وأن الصهيونية ما هي إلا فكر قمعي إرهابي، كما أن من أهداف الصهيونية السيطرة على مصائر الشعوب وهي أيضاً تهدد بشكل مباشر الدول التقدمية والحضارية وفي مقدمتها دول أوروبا، وهذا ما أحاربه، وما سأحاربه حتى آخر قطرة من دمي.. إن المسألة بكل بساطة هي مسألة تصحيح «الخلل» في السياسة الأميركية الداعمة للإرهاب الإسرائيلي، وهي مسألة تحتاج من أوباما إلى قراءة التاريخ.
اللقطة الثالثة: ميركل والجدار
أوروبا بأسرها شاركت في احتفالية الذكرى العشرين لانهيار جدار برلين بعد انتهاء الحرب الباردة ما فتح الباب أمام اتحاد ألمانيا ثم أوروبا.
الزعماء هرولوا من كل حدب وصوب للاحتفال بالحدث الألماني متناسين في الوقت نفسه «الجدار الفلسطيني» الذي أقامته العصابات الإسرائيلية داخل الضفة الغربية حيث قسمت المدن والقرى والعائلات، ومزقت التلاحم العائلي والأخوي بين الفلسطينيين، ومنعت أصحاب الأرض من قطف زيتونهم وحصد مزروعاتهم بعد أن وقف الجدار المقيت أمام أعينهم سداً منيعاً، ومن خلفه جنود للاحتلال وهم يحملون أسلحتهم لإطلاق الرصاص على كل من يخترق الجدار أو يسعى إلى القفز من فوقه.
في كتاب أصدرته عام 2003 تحت عنوان «الحصار بداية الدولة أم نهايتها» قلت فيه: لا شيء يمحو الأمل المقاوم، لا شيء يمحو ذاكرة الليمون والزيتون حتى في موتي، ستولد من ذريتي وشعبي قوافل تنادي إنّا لمنتصرون.
نعم سوف يهدم شعب فلسطين «الجدار» وسوف يُحطم السدود والقيود كي تنمو من بين الصخور زهرة الأمل، زهرة تنمو في شفاه الثكالى قوس قزح، سوف يهدم جدار الموت، وجدار الخوف، وستكون هناك شهادة ميلاد لعصر الشهادة، وولادة حياة فلسطينية جديدة، كلها حرية وحيوية وانطلاق ليوم جديد.
اللقطة الرابعة: أوباما وحديث الحرية والاستبداد
قال أوباما في رسالة وجهها إلى المحتفلين بهدم جدار برلين:
«من الممكن إزالة الجدران- ليس هناك ضربة أقسى للاستبداد، ولا تأكيد أقوى على الحرية، سوى رؤية الناس يزيلون جداراً».
ونحن نقول لأوباما: إن أعظم الرجال هو من يفك الحصار، ويهدم الجدار ويصنع الأمن والسلام للجميع بعد طول انتظار.
مازن النقيب
الوطن السورية
اللقطة الأولى: توراة الملك
توراة الملك، أو عقيدة الملك اسم الكتاب الجديد الذي أصدره الحاخام (إيتسيك شابيرا) مع الحاخام (يوسي أليتسور) والذي تحدث فيه المؤلفان العنصريان عن السماح بقتل الأطفال والنساء من غير اليهود، كما أنه مسموح قتل الغير، وحسب الكتاب فإنه مسموح المسّ بالأطفال لأنهم «سدادو طريق» وهكذا كتب الحاخامان «سدادو طريق» رضع يوجدون مرات عديدة في مثل هذا الوضع، وهم يسدون طريق النجاح بوجودهم، وهم يفعلون ذلك في غضب تام، رغم ذلك مسموح قتلهم لأن وجودهم يُساعد على القتل وهناك اعتقاد بالمسّ بالأطفال إذا كان واضحاً أنهم سيكبرون لإضرارنا.
كتاب توراة الملك فيه ربط واقعي ومتطابق تماماً بين عدوانية الأمس، وعدوانية اليوم، وعدوانية الغد، الذي يمارسه عدونا الصهيوني الإسرائيلي حيث يمارس هذا العدو العنصري الفاشي أبشع أنواع القتل والتدمير والهدم والحرق والاغتيال والسحق الفردي والجماعي لأبناء شعبنا العربي سواء كانوا أطفالاً أبرياء، أم نساء، أم شيوخاً وعجزة.
القتل عند هؤلاء اليهود هو العنوان، والعنصرية هي الأسلوب، وسلبُ حقوق وأرواح غير اليهود الصهاينة هو الهدف في النهاية لإقامة الدولة أو المملكة الصهيونية اليهودية العالمية، بدءاً من سرقة فلسطين، وامتداداً إلى أجزاء أخرى من وطنا العربي، وامتداداً إلى أجزاء أخرى من العالم.
إن التعصب الأعمى عند الصهيونية لتنفيذ جرائمها بحق الإنسانية برهان قاطع لا جدال حوله، لأنهم يؤمنون أنهم وحدهم البشر، وباقي الشعوب عبارة عن حيوانات، ولو استعرضنا ما قام به اليهود من أفعال إجرامية وحوادث قتل بحق الأطفال المسيحيين في العالم لاحتاج ذلك منا إلى كتاب كبير، إلا أنني اختصر هنا أحداث قتل الأطفال المسيحيين حسبما جاء في كتاب (طقوس القتل عند اليهود) مدينة سانت بطرسبرغ 1913.
في القرن الرابع الميلادي وفي عهد القيصر قسطنطين تم صلب طفل صغير يوم الجمعة الحزينة (جمعة الآلام التي صُلِب فيها السيد المسيح).
في عهد القيصر «فوكا» قتل اليهود بوحشية الأسقف أنستاسي وعدداً من الأطفال الصغار المسيحيين.
في القرن الثاني عشر الميلادي صلب اليهود في (بلدا) بفرنسا طفلين مسيحيين الأول عام 1172م، والثاني عام 1178م ووضعوا الجثتين في كيس وألقوهما في نهر (لوارا) وقد تم إحراق الجناة من اليهود بعد اكتشاف أمرهم.
في القرن السابع عشر الميلادي قام اليهود عام 1601م بخطف طفلة مسيحية صغيرة في بولونيا وعذبوها ثم قتلوها.
وفي زماننا هذا قام الصهاينة بقتل العديد من أطفال دير ياسين وأطفال مدرسة بحر البقر، وأطفال صبرا وشاتيلا وجنين وغزة وجنوب لبنان.
بعد أن قرأت القليل من الجرائم الكثيرة العدد من قتل اليهود لأطفال العرب مسيحيين ومسلمين سألت نفسي هذا السؤال:
هل ما تقوم به العصابات الحاكمة في الأراضي المحتلة يمت للإنسانية بصلة؟
وكيف سمحت لهم نفوسهم بقتل أطفال أبرياء لا ذنب لهم؟ وهل ما جاء في كتاب طقوس القتل عند اليهود هو نصف الحقيقة أم الحقيقة كلها؟ وما معنى هذا السلوك اللاأخلاقي واللاإنساني عند هؤلاء البشر؟
أسئلة كثيرة لم أجد لها تفسيرات لأن هؤلاء الصهاينة لا يؤمنون بحياة وكرامة غيرهم من البشر، بل إنهم يؤمنون بالعنف الدموي حسبما جاء في كتاب الحاخام إيتسيك شابيرا وزميله الآخر دعاة القتل والإرهاب لا يخجلون من دعوتهم.. إن هؤلاء الصهاينة القتلة يدمرون أنفسهم عندما يظنون أن سفك الدماء، وجرف الأرض، وهدم البيت هو السياسة الناجحة لاستمرار وجودهم على أرض فلسطين.. إنهم يجهلون المستقبل وإرادة الشعوب، ويغرقون في مستنقعات الفاشية. يُمزقهم الخوف من جيل أطفال فلسطين، هؤلاء الأطفال الذين شاهدوا بأُم أعينهم قتل الآباء والأبناء والأمهات والدماء التي سالت على أرضهم كالأنهار. إن فكرة القتل، القوة، الغزو، التوسع والعدوان راسخة الجذور في عقول اليهود، ولكن إلى أين ستقودهم جرائمهم في النهاية؟ إن نهاية القتلة الموت القادم.
اللقطة الثانية: الضيف الثقيل نتن ياهو
مشكلة نتن ياهو لا تكمن في الكلام وإنما في الفعل الذي جعل الوقت يمر دون حدوث أي تقدم على صعيد المفاوضات، إنه الرجل الكاذب المتلاعب كما وصفته وزيرة خارجية العدو السابقة تسيفي ليفني، لذلك لا أعتقد أن السلام من أولوياته، بل التعصب الممتد عبر التاريخ للشعب المختار الذي أثبت قدرة عالية على العنصرية والإبادة والقتل.
النتن ياهو الذي حلَّ ضيفاً ثقيلاً على البيت الأبيض كما قيل في وسائل الإعلام وبعد أن حاول أوباما عدم استقباله بعد أن (عرّاه) أمام العرب والعالم بسبب عدم استجابته «تجميد الاستيطان» والدخول في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية، حاول النتن ياهو استرضاء الرئيس الأميركي والكذب عليه من جديد عندما أعلن بوقاحته المعروفة أنه يساعد في تحقيق السلام.
لقد علم النتن ياهو غوغاء التاريخ اليهودي، افتأت على الحقائق، طوّع الجغرافيا وشكل من كل ذلك جسراً لخوض الزحام، تشرئب عنقه نحو بريق الحكم دون وازع من أخلاقيات الأمانة العلمية والتاريخية (فالغاية عنده تبرر الوسيلة) لقد حاول في لقاء أوباما أن يبكي على أطلال اليهود وذكر الرئيس الأميركي بمأساة الشعب اليهودي إيان الحكم النازي، ونسي أن يذكر أمامه ما فعل جيشه وحكومته النازية بأطفال ونساء وشيوخ غزة.
لقد حاول الإرهابي ابتزاز أوباما من خلال خلط أوراق التاريخ والجغرافيا والتوراة والتلمود مستنداً إلى شهادات صهيونية أو مشايعة للصهيونية، أصحابها كانوا ذات يوم من سدنة الاستعمار الذين وجدوا في اليهود وسيلة لتحقيق الأهداف الاستعمارية مقابل الثمن.
يبقى أن نضيف إلى معلومات الرئيس أوباما ما ذكره الفيلسوف الفرنسي السيد «روجيه غارودي» من أن الصهيونية هي خطر على العالم أجمع وليس فقط على منطقة الشرق الأوسط الحيوية كما أن الصهوينة لم تعد خطراً قاصراً على العرب، فإسرائيل هي دولة مراقبة لمصالح أميركا وقطعه وتحركه في يد القوى الأميركية، وأن الصهيونية ما هي إلا فكر قمعي إرهابي، كما أن من أهداف الصهيونية السيطرة على مصائر الشعوب وهي أيضاً تهدد بشكل مباشر الدول التقدمية والحضارية وفي مقدمتها دول أوروبا، وهذا ما أحاربه، وما سأحاربه حتى آخر قطرة من دمي.. إن المسألة بكل بساطة هي مسألة تصحيح «الخلل» في السياسة الأميركية الداعمة للإرهاب الإسرائيلي، وهي مسألة تحتاج من أوباما إلى قراءة التاريخ.
اللقطة الثالثة: ميركل والجدار
أوروبا بأسرها شاركت في احتفالية الذكرى العشرين لانهيار جدار برلين بعد انتهاء الحرب الباردة ما فتح الباب أمام اتحاد ألمانيا ثم أوروبا.
الزعماء هرولوا من كل حدب وصوب للاحتفال بالحدث الألماني متناسين في الوقت نفسه «الجدار الفلسطيني» الذي أقامته العصابات الإسرائيلية داخل الضفة الغربية حيث قسمت المدن والقرى والعائلات، ومزقت التلاحم العائلي والأخوي بين الفلسطينيين، ومنعت أصحاب الأرض من قطف زيتونهم وحصد مزروعاتهم بعد أن وقف الجدار المقيت أمام أعينهم سداً منيعاً، ومن خلفه جنود للاحتلال وهم يحملون أسلحتهم لإطلاق الرصاص على كل من يخترق الجدار أو يسعى إلى القفز من فوقه.
في كتاب أصدرته عام 2003 تحت عنوان «الحصار بداية الدولة أم نهايتها» قلت فيه: لا شيء يمحو الأمل المقاوم، لا شيء يمحو ذاكرة الليمون والزيتون حتى في موتي، ستولد من ذريتي وشعبي قوافل تنادي إنّا لمنتصرون.
نعم سوف يهدم شعب فلسطين «الجدار» وسوف يُحطم السدود والقيود كي تنمو من بين الصخور زهرة الأمل، زهرة تنمو في شفاه الثكالى قوس قزح، سوف يهدم جدار الموت، وجدار الخوف، وستكون هناك شهادة ميلاد لعصر الشهادة، وولادة حياة فلسطينية جديدة، كلها حرية وحيوية وانطلاق ليوم جديد.
اللقطة الرابعة: أوباما وحديث الحرية والاستبداد
قال أوباما في رسالة وجهها إلى المحتفلين بهدم جدار برلين:
«من الممكن إزالة الجدران- ليس هناك ضربة أقسى للاستبداد، ولا تأكيد أقوى على الحرية، سوى رؤية الناس يزيلون جداراً».
ونحن نقول لأوباما: إن أعظم الرجال هو من يفك الحصار، ويهدم الجدار ويصنع الأمن والسلام للجميع بعد طول انتظار.
مازن النقيب
الوطن السورية