- الأربعاء يوليو 11, 2012 2:38 pm
#52421
الحرب مع "إسرائيل" من أجل فلسطين
د. مصطفى يوسف اللداوي
مخطئ من يظن أن الفلسطينيين لن يكونوا جنودًا في أي جيشٍ عربي أو مسلم يقاتل بحقٍ "إسرائيل"، أو يدخل في حربٍ ومواجهةٍ حقيقيةٍ معها، وأنه سيقف مكتوف اليدين وهو يرى جيوشًا عربية وإسلامية تحارب "إسرائيل"، وتدخل في حربٍ معها نيابةً عن الفلسطينيين، أو يقف ساكتًا متفرجًا وهو يرى الطائرات الإسرائيلية تغير على دولٍ عربية وإسلامية، وتطلق صواريخها المدمرة على مقدرات ومنجزات الأمة، تقتل وتخرب وتدمر، فالفلسطينيون أكثر من يعلم أن الشعوب العربية والإسلامية تدفع ثمن نصرتها لفلسطين، وتواجه تحدياتٍ وصعابٍ بسبب موقفها الداعم والمساند للقضية الفلسطينية، وأنها لو تخلت عن نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته، ونأت بنفسها عن مواجهة "إسرائيل" فإنها ستستقر وستجد حلولاً لكثيرٍ من مشاكلها.
ومخطئٌ أكثر من يصدق من يقول أن الفلسطينيين سيتخلون عن أي دولةٍ عربية أو إسلامية تعلن الحرب على "إسرائيل"، وأنهم لن يدخلوا الحرب معها ضد "إسرائيل"، وهي الدولة التي احتلت أرضهم، وشردت شعبهم، وقتلت رجالهم، ويتمت أطفالهم، ومزقتهم في الأرض شر ممزق، فهذه كلماتٌ باطلة، وتصريحاتٌ خاطئة، ومواقف مخزية، وتعبيراتٌ مجافية للحقيقة، وهي انعكاسٌ لرأيٍ فاسد، وضميرٍ ميت، واحساسٍ نكد، وحساباتٍ بغيضة، وهي لا تعبر بحالٍ عن واقع الشعب الفلسطيني وحقيقة مشاعره ومواقفه تجاه أي شعبٍ أو دولة تعلن الحرب على "إسرائيل"، لأن أي حربٍ ضد "إسرائيل" هي بالتأكيد من أجل فلسطين، وأي عدوانٍ على أي شعبٍ من شعوب أمتنا العربية والإسلامية إنما هو بسبب فلسطين، إذ لا أرض محتلة من قبل "إسرائيل" إلا فلسطين، ولا شعب مشرد بسبب الاحتلال الإسرائيلي إلا الفلسطينيين.
إن من يشيع هذه الأقاويل الباطلة ويروج لهذه الاستنتاجات الخاطئة لا يعرف الشعب الفلسطيني، ولا يعبر عنه ولا ينطق باسمه، بل يسيئ إليه ويرتكب جريمةً كبيرةً في حقه، وينعته بما ليس فيه، عندما يصفه بعدم الوفاء، وأنه يتخلى عمن ناصروه، ويحبن عن نصرة ومساعدة من انبرى للدفاع عن حقه، وضحى من أجله، وقدم بسخاءٍ لمساعدة أهله، وتخفيف الحصار عنهم، ومساندتهم وقت الحرب وفي ظل الاعتداءات "الإسرائيلية" المتكررة عليهم.
تكاد دول العالم الكبرى كلها تقف مع الكيان الصهيوني، وتسانده في حربه ضد الشعب الفلسطيني، وتنبري لمساعدته عند كل نازلة، وتقف إلى جانبه عند كل مصيبة وحادثة، وتمده بالمال والسلاح والعتاد، وتسخر وسائل الإعلام والمؤسسات الدولية كلها لخدمته، وتصفه بأنه مظلومٌ ومعتدى عليه، وأنه يتعرض لاعتداءات جيرانه، الذين ينغصون عليه عيشه بعملياتهم العسكرية، ومناؤتهم وقتالهم له بحجة استعادة حقهم وتحرير أرضهم، ويبدون استعدادهم للقتال إلى جانبه، بل خوض الحروب نيابةً عنه، ليحموه من أي خطر، وليأمنوا مستقبله من أي قوةٍ عربيةٍ أو إسلامية قد تهدده، في الوقت الذي نعلن نحن تخلينا عمن يؤمن بأهدافنا، ويسعى لتحقيق مصالحنا وتحرير أرضنا واستعادة حقوقنا.
أمن الوفاء أن نعلن ولو تصريحاً باللسان، أو تلميحًا بالبيان، أننا لسنا على استعداد للمشاركة في حربٍ تعلنها "إسرائيل" ضد دولةٍ إسلامية، أيًا كانت هذه الدولة، وأيًا كانت نظرتنا إليها، ألم تقتل "إسرائيل" الآلاف من أبناء أمتنا العربية والإسلامية من أجل فلسطين، ألم تقتل بالأمس القريب المتضامنين الأتراك الذي جاؤوا لنصرة غزة ورفع الحصار الإسرائيلي البغيض عنها، أليس جديرًا بنا بدل أن نطلق التصريحات التي ليس لها مبرر ولا داعي، ولا مستفيد منها غير الكيان الإسرائيلي ومناصريه، الذي سيكون فرحًا وسعيدًا إذا تأكد لديه أن الجبهة الفلسطينية ستكون جبهةً هادئة، ولن تأتيه النيران من قبلها إذا اندلعت حربٌ بينها وبين أي دولةٍ أخرى، وهي التي تعلم أن مشاركة الفلسطينيين في أي حربٍ قادمة ستكون موجعة لهم، فهم يعيشون في قلب الكيان، ويتحركون في أحشائه، الأمر الذي يرفع من قيمة سلاح الفلسطينيين، ويضاعف ضرره على الكيان كله، سكانًا ومصالح، ويجعل من مشاركتهم في أي حربٍ ضد "إسرائيل" فرصةً كبيرة لتحقيق أهدافهم، إذ أنهم وحدهم لن يستطيعوا مواجهة الكيان الإسرائيلي.
أم أننا أصبحنا من القوة والبأس ما يجعلنا نحرر أرضنا وحدنا، ونواجه عدونا بقوة سلاحنا وبأس رجالنا، وأصبح عدونا يدرك أن بإمكاننا أن نقاتل وحدنا، وأن نصد عدوانه عنا دون مساعدة أحد، وأن نرفع الحصار عن مناطق كبيرة من وطننا دون جهدٍ من المحبين لنا، والمناصرين لقضيتنا، لهذا فلم نعد بحاجة إلى أحدٍ يناصرنا، ولا إلى حليفٍ يساعدنا، ولا إلى إخوةٍ لنا يمدون لنا يد العون والنصرة متى احتجنا إليها، رغم أننا في حاجةٍ دائمة إلى عون كل صديق، ونصرة كل قريب، ونجدة كل كريم، إذ لا نستطيع أن نواجه "إسرائيل" وحدنا، ولا حيلة لنا على صد عدوانها بجهودنا، فنحن بحاجةٍ إلى كل الجهود العربية والإسلامية لنتمكن من لجم الكيان الإسرائيلي عن اعتداءته المستمرة، ومنعه من التفرد بشعبنا قتلاً لرجاله، ومصادرةً لأرضه، وتدنيساً لمقدساته، وتدميرًا لبنيانه، وتخريبًا لاقتصاده ومؤسساته وبناه التحتية.
إنها تصريحاتٌ غريبة لم نسمع بمثلها ولا نقبل بها، وهي بحاجةٍ إلى تراجعٍ سريعٍ عنها، بل واعتذارٍ إلى الشعوب التي ناصرتنا، وإلى الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن دفاعًا عن فلسطين، وإعلانٍ صريح أننا رغم إمكانياتنا المحدودة، وقدراتنا المتواضعة، إلا أننا نسخر كل قوتنا نصرةً لكل من يقاتل "إسرائيل" ويحاربها، ويضع لها حدًا بقوة السلاح، ونؤكد بأن الشعب الفلسطيني في حاجةٍ إلى كل صديق، وعون كل محبٍ وقادر، وجهد كل مخلصٍ وغيور، فهذه معركة كبيرة ومستمرة، وهي تتوق إلى اليوم الذي تخوض فيه دولٌ عربية وإسلامية حربًا ضد "إسرائيل"، ولهذا فهي بحاجةٍ إلى كل يدٍ قادرة، وعزيمةٍ صادقة، وعلى الأمة كلها أن توظف طاقاتها وسلاحها ومقدراتها لخدمة هذا الهدف، إذ أن "إسرائيل" هي مصدر كل داء، وسبب كل مصيبة، ومنها تنطلق الأزمات، ومن أجلها تخلق الحروب والمناوشات، ولأجلها يقتل شعبٌ ويمزق وطن.
د. مصطفى يوسف اللداوي
مخطئ من يظن أن الفلسطينيين لن يكونوا جنودًا في أي جيشٍ عربي أو مسلم يقاتل بحقٍ "إسرائيل"، أو يدخل في حربٍ ومواجهةٍ حقيقيةٍ معها، وأنه سيقف مكتوف اليدين وهو يرى جيوشًا عربية وإسلامية تحارب "إسرائيل"، وتدخل في حربٍ معها نيابةً عن الفلسطينيين، أو يقف ساكتًا متفرجًا وهو يرى الطائرات الإسرائيلية تغير على دولٍ عربية وإسلامية، وتطلق صواريخها المدمرة على مقدرات ومنجزات الأمة، تقتل وتخرب وتدمر، فالفلسطينيون أكثر من يعلم أن الشعوب العربية والإسلامية تدفع ثمن نصرتها لفلسطين، وتواجه تحدياتٍ وصعابٍ بسبب موقفها الداعم والمساند للقضية الفلسطينية، وأنها لو تخلت عن نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته، ونأت بنفسها عن مواجهة "إسرائيل" فإنها ستستقر وستجد حلولاً لكثيرٍ من مشاكلها.
ومخطئٌ أكثر من يصدق من يقول أن الفلسطينيين سيتخلون عن أي دولةٍ عربية أو إسلامية تعلن الحرب على "إسرائيل"، وأنهم لن يدخلوا الحرب معها ضد "إسرائيل"، وهي الدولة التي احتلت أرضهم، وشردت شعبهم، وقتلت رجالهم، ويتمت أطفالهم، ومزقتهم في الأرض شر ممزق، فهذه كلماتٌ باطلة، وتصريحاتٌ خاطئة، ومواقف مخزية، وتعبيراتٌ مجافية للحقيقة، وهي انعكاسٌ لرأيٍ فاسد، وضميرٍ ميت، واحساسٍ نكد، وحساباتٍ بغيضة، وهي لا تعبر بحالٍ عن واقع الشعب الفلسطيني وحقيقة مشاعره ومواقفه تجاه أي شعبٍ أو دولة تعلن الحرب على "إسرائيل"، لأن أي حربٍ ضد "إسرائيل" هي بالتأكيد من أجل فلسطين، وأي عدوانٍ على أي شعبٍ من شعوب أمتنا العربية والإسلامية إنما هو بسبب فلسطين، إذ لا أرض محتلة من قبل "إسرائيل" إلا فلسطين، ولا شعب مشرد بسبب الاحتلال الإسرائيلي إلا الفلسطينيين.
إن من يشيع هذه الأقاويل الباطلة ويروج لهذه الاستنتاجات الخاطئة لا يعرف الشعب الفلسطيني، ولا يعبر عنه ولا ينطق باسمه، بل يسيئ إليه ويرتكب جريمةً كبيرةً في حقه، وينعته بما ليس فيه، عندما يصفه بعدم الوفاء، وأنه يتخلى عمن ناصروه، ويحبن عن نصرة ومساعدة من انبرى للدفاع عن حقه، وضحى من أجله، وقدم بسخاءٍ لمساعدة أهله، وتخفيف الحصار عنهم، ومساندتهم وقت الحرب وفي ظل الاعتداءات "الإسرائيلية" المتكررة عليهم.
تكاد دول العالم الكبرى كلها تقف مع الكيان الصهيوني، وتسانده في حربه ضد الشعب الفلسطيني، وتنبري لمساعدته عند كل نازلة، وتقف إلى جانبه عند كل مصيبة وحادثة، وتمده بالمال والسلاح والعتاد، وتسخر وسائل الإعلام والمؤسسات الدولية كلها لخدمته، وتصفه بأنه مظلومٌ ومعتدى عليه، وأنه يتعرض لاعتداءات جيرانه، الذين ينغصون عليه عيشه بعملياتهم العسكرية، ومناؤتهم وقتالهم له بحجة استعادة حقهم وتحرير أرضهم، ويبدون استعدادهم للقتال إلى جانبه، بل خوض الحروب نيابةً عنه، ليحموه من أي خطر، وليأمنوا مستقبله من أي قوةٍ عربيةٍ أو إسلامية قد تهدده، في الوقت الذي نعلن نحن تخلينا عمن يؤمن بأهدافنا، ويسعى لتحقيق مصالحنا وتحرير أرضنا واستعادة حقوقنا.
أمن الوفاء أن نعلن ولو تصريحاً باللسان، أو تلميحًا بالبيان، أننا لسنا على استعداد للمشاركة في حربٍ تعلنها "إسرائيل" ضد دولةٍ إسلامية، أيًا كانت هذه الدولة، وأيًا كانت نظرتنا إليها، ألم تقتل "إسرائيل" الآلاف من أبناء أمتنا العربية والإسلامية من أجل فلسطين، ألم تقتل بالأمس القريب المتضامنين الأتراك الذي جاؤوا لنصرة غزة ورفع الحصار الإسرائيلي البغيض عنها، أليس جديرًا بنا بدل أن نطلق التصريحات التي ليس لها مبرر ولا داعي، ولا مستفيد منها غير الكيان الإسرائيلي ومناصريه، الذي سيكون فرحًا وسعيدًا إذا تأكد لديه أن الجبهة الفلسطينية ستكون جبهةً هادئة، ولن تأتيه النيران من قبلها إذا اندلعت حربٌ بينها وبين أي دولةٍ أخرى، وهي التي تعلم أن مشاركة الفلسطينيين في أي حربٍ قادمة ستكون موجعة لهم، فهم يعيشون في قلب الكيان، ويتحركون في أحشائه، الأمر الذي يرفع من قيمة سلاح الفلسطينيين، ويضاعف ضرره على الكيان كله، سكانًا ومصالح، ويجعل من مشاركتهم في أي حربٍ ضد "إسرائيل" فرصةً كبيرة لتحقيق أهدافهم، إذ أنهم وحدهم لن يستطيعوا مواجهة الكيان الإسرائيلي.
أم أننا أصبحنا من القوة والبأس ما يجعلنا نحرر أرضنا وحدنا، ونواجه عدونا بقوة سلاحنا وبأس رجالنا، وأصبح عدونا يدرك أن بإمكاننا أن نقاتل وحدنا، وأن نصد عدوانه عنا دون مساعدة أحد، وأن نرفع الحصار عن مناطق كبيرة من وطننا دون جهدٍ من المحبين لنا، والمناصرين لقضيتنا، لهذا فلم نعد بحاجة إلى أحدٍ يناصرنا، ولا إلى حليفٍ يساعدنا، ولا إلى إخوةٍ لنا يمدون لنا يد العون والنصرة متى احتجنا إليها، رغم أننا في حاجةٍ دائمة إلى عون كل صديق، ونصرة كل قريب، ونجدة كل كريم، إذ لا نستطيع أن نواجه "إسرائيل" وحدنا، ولا حيلة لنا على صد عدوانها بجهودنا، فنحن بحاجةٍ إلى كل الجهود العربية والإسلامية لنتمكن من لجم الكيان الإسرائيلي عن اعتداءته المستمرة، ومنعه من التفرد بشعبنا قتلاً لرجاله، ومصادرةً لأرضه، وتدنيساً لمقدساته، وتدميرًا لبنيانه، وتخريبًا لاقتصاده ومؤسساته وبناه التحتية.
إنها تصريحاتٌ غريبة لم نسمع بمثلها ولا نقبل بها، وهي بحاجةٍ إلى تراجعٍ سريعٍ عنها، بل واعتذارٍ إلى الشعوب التي ناصرتنا، وإلى الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن دفاعًا عن فلسطين، وإعلانٍ صريح أننا رغم إمكانياتنا المحدودة، وقدراتنا المتواضعة، إلا أننا نسخر كل قوتنا نصرةً لكل من يقاتل "إسرائيل" ويحاربها، ويضع لها حدًا بقوة السلاح، ونؤكد بأن الشعب الفلسطيني في حاجةٍ إلى كل صديق، وعون كل محبٍ وقادر، وجهد كل مخلصٍ وغيور، فهذه معركة كبيرة ومستمرة، وهي تتوق إلى اليوم الذي تخوض فيه دولٌ عربية وإسلامية حربًا ضد "إسرائيل"، ولهذا فهي بحاجةٍ إلى كل يدٍ قادرة، وعزيمةٍ صادقة، وعلى الأمة كلها أن توظف طاقاتها وسلاحها ومقدراتها لخدمة هذا الهدف، إذ أن "إسرائيل" هي مصدر كل داء، وسبب كل مصيبة، ومنها تنطلق الأزمات، ومن أجلها تخلق الحروب والمناوشات، ولأجلها يقتل شعبٌ ويمزق وطن.