منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#57662
تلعب جماعات الضغط دور تتزايد أهميته في التأثير على اتخاذ القرارات السياسية والتأثير على بنية و هيكل السلطة لهذا يجب عدم الاكتفاء بدراسة المؤسسات فحسب لمعرفة تأثير هذه الجماعات إنما يجب دراسة كيفية سير و تحرك السياسة  فالواقع أن القرارات السياسية هي نتاج العلاقة بين الجماعات  التي يهمها القرار .

أهم ما يميز جماعات الضغط عن الأحزاب السياسية هو  أن جماعات الضغط  تؤثر  على السلطة من الخارج ولكن لا تحاول الوصول للسلطة أو ممارستها أما الأحزاب السياسية فهدفها الرئيسي هو الوصول للكرسي الحكم و ممارسة السلطة سواء نجحت في تحقيق هذا الهدف أم لا .

تشمل جماعات الضغط هيئة عديدة أهمها :

· النقابات المهنية

· النقابات العمالية

· الجمعيات النسائية

· الهيئات المدافعة عن حرية التعليم

· النوادي

· الجمعيات الفكرية

· منظمات الفلاحين

· التجمعات الدينية

· تنظيمات الشباب ...إلخ

الفصل الأول : تعريف جماعات الضغط

يمكن تعريف جماعات الضغط بأنها تنظيم قائم للدفاع عن مصالح معينة ، وهو يمارس عند الاقتضاء ضغطاً على السلطة العامة  بهدف الحصول على قرارات تخدم مصالح هذه الجماعة

لذلك يتعين توافر ثلاثة شروط لكي تعتبر الجماعة جماعة ضغط :

· أولاً وجود علاقات ثابتة بين أعضاء الجماعة أي وجود تنظيم

· ثانياً توفر شعور يوحد أفراد التنظيم من أجل الدفاع عن مصالح معينة

· ثالثاً قدرة الجماعة على ممارسة ضغط على السلطة العامة لتحقيق مصالحها

يرى أن جماعات الضغط ظاهرة قديمة فبعض القواعد التي تفرضها سلطات الدولة وتفرغها في قالب قانوني قد تضر بمصالح فئة أو طبقة اجتماعية  معينة وقد تكون مكلفة بشكل باهظ لممارسي مهنة معينة وقد تكون عائقاً أمام مفكرين أو كتاب أو أصحاب مذهب معين ، وهنا يلزم على أصحاب المصلحة التدخل لشرح وجهة نظرهم والدفاع عن مصلحتهم وتختلف طرق التدخل طبقاً لمركز هذه الجماعة في المجتمع و- طبقاً للوسائل التي يستخدمها للضغط .

ويرجع تزايد أهمية جماعات الضغط في الآونة الأخيرة هو تطور مفهوم الدولة ونمو وظائف الدولة وتدخلها في مجالات كثيرة كانت بعيدة عنها من قبل ، كمثال على أعداد جماعات الضغط ، تعد جماعات الضغط في فرنسا بالمئات وتصل في الولايات المتحدة لعشرات الآلاف .

اختلفت وجهات النظر في تقييم انتشار جماعات الضغط فالبعض يرى أنها ظاهرة صحية تدل على ازدهار الديمقراطية والبعض يرى أنها ظاهرة معيبة تدل على انتشار الفساد في السياسة .

أما من يعتبر أنها ظاهرة ديمقراطية فهو يرى أن الديمقراطية الحقيقية لا تضع عقبات أمام القوى السياسية أياً كان طبيعتها اجتماعية اقتصادية أو مذهبية .

أما من يعتبر انتشارها دليل على فساد السياسة فهو يرى أنها انتصار لقوة المال والتهديد في صنع القرار السياسي وهذا يعد تراجعاً للديمقراطية التي تقوم على المساواة باعتبارها ركيزة أساسية .

رأي الكاتبة هو أن توفير وسيلة للتعبير عن المصالح الخاصة لا يتعارض مع الديمقراطية ولكن يجب أن يكون هناك تنظيم حتى لا يحدث إفساد للحياة السياسية إذاً الحل الأمثل هو السماح لجماعات الضغط بممارسة نشاطها في التعبير عن مصالحها المختلفة ولكن يجب إخضاع هذا النشاط لنوع من التنظيم بحيث يكون هذا النشاط في العلانية و في إطارات مقننة .