منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By منصور محمد العتيبي 3
#57714
تاريخ إيران



"إيران وفارس" اسمان استعملا للدلالة على قطر واحد، ولكنهما ليسا مترا دفين تماماً، فلما هاجرت الأقوام الآرية من موطنها الأصلي جنوبي بحر الأورال إلى الهضبة المرتفعة الواقعة أسفل بحر قزوين، سموا الموطن الجديد "إيران" ومعناها "موطن الآريين". ويمكن تقسيم تاريخ إيران القديم إلى ثلاث مراحل:
1- حقبة ما قبل التاريخ: وتبدأ من حوالي100.000 سنة قبل الميلاد و انتهت تقريباً مع بداية الألف الأول قبل الميلاد.
2- حقبة التاريخ البدائي: وتغطي تقريباً النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد.
3- حقبة الأسر الحاكمة (من القرن السادس إلى القرن الرابع قبل الميلاد): عندما أصبحت إيران في بؤرة ضوء التاريخ المدون

حقبة ما قبل التاريخ

العصر الحجري القديم: وأول شواهد هذا العصر موجودة على حفريات في جبال زك روس غرب إيران، والتي تعود إلى حوالي 100.000 سنة قبل الميلاد.

العصر الحجري الحديث: تشير الدلائل أن منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة كانت إحدى أقدم المناطق في العالم القديم التي مرت بما يسمى ثورة العصر الحجري الحديث. حيث شهدت هذه الثورة نمواً في نمط الحياة الزراعية الريفية المستقرة التي تعتمد أساساً على الزراعة والرعي. وهذه الشواهد يعود تاريخها إلى الألفية الثامنة والسابعة قبل الميلاد. وفي سنة 6000 قبل الميلاد تقريباً انتشرت هذه الأنماط من الحياة الزراعية والرعوية في أنحاء كثيرة من الأراضي الإيرانية.

الألف الخامس إلى منتصف الألف السادس قبل الميلاد:
هناك القليل من المعلومات عن حضارة تلك الحقبة. ويميل الباحثون إلى التركيز على حقبتي العصر الحجري الحديث والعصر البدائي، والأدلة المتناثرة على وجود تطورات ثقافية وفنية هامة في العصرين النحاسي والبرونزي الأول.

أواخر الألف الثالث والألف الثاني قبل الميلاد:
تتميز بداية هذه الحقبة عموماً بعزلة ملحوظة للهضبة أكثر من التي قبلها، بينما تميز النصف الأخير منها بحالات جديدة واضحة من التمزق، فريدة في التاريخ الإيراني، مهدت الطريق لتطورات في عصر التاريخ البدائي. ففي شمال ووسط غرب إيران تطورت الحضارات المحلية إلى حالة من العزلة النسبية نتيجة للأحداث الجارية في أماكن أخرى.

حقبة ما قبل الأخمينيين
8000 ق م: حيث مكنت الثورة الزراعية من إقامة مستعمرات دائمة وتكوين حضارات مزدهرة. فقد أصبحت شبه الهضبة الإيرانية مهداً لواحدة من أقدم الحضارات في التاريخ.

5000 ق م: تشير بعض آثار هذه الحقبة إلى تقدم صناعة النبيذ.

3900 ق م: مدينة سيلك Sialk (بالقرب من كاشان)، وهي أول مدينة بُنيت على الهضبة الإيرانية.

1500-800 ق م: طوائف الميديين والفرس، وهم من البدو الآريين الرحل الذين سكنوا شبه الهضبة الإيرانية قادمين من آسيا الوسطى. وقد استقر الميديون في غرب إيران، وأصبحوا هم والفرس في الجنوب خاضعين، في البداية، للدولة الآشورية، ولكنهم سرعان ما استقلوا بأنفسهم ثم قهروا الدولة الآشورية.

1000 ق م: النبي الفارسي زرادشت كان أول الأنبياء الذين قالوا بوجود إلهين، واحد يمثل الخير والآخر يمثل الشر.

الدولة الأخمينية

559-530 ق م: أسس كورش (كور وش) إمبراطورية فارس عام 550 قبل الميلاد، وكانت أول إمبراطورية عالمية.

539 ق م: استسلمت بابل سلمياً لقورش ورحبت به محرراً لها بسبب سياساته اللينة. فحرر اليهود من السبي البابلي. وقد توفي قورش عام 529 ق.م.


تميز عصر الملك دارا بازدهار اقتصادي، حيث عرف أقدم شكل من أشكال العملة في التاريخ "الداريك"، بالإضافة إلى توحيد الموازين والمقاييس وتنظيم القوانين التجارية وتشجيع التجارة العالمية ورفع مستوى اقتصاد الإمبراطورية الفارسية إلى مستوى لم يسبق له مثيل من الرخاء.


522-486 ق م: توج حكم الملك "دارا" عام 521 ق.م ذروة إمبراطورية فارس. أسس دارا إمبراطوريته على النظام المرزباني (مشابه للحكومات القومية والمحلية). حيث أنشأ الطرق والموانئ والبنوك، كما بنى نظام ري تحت أرضي.
كذلك تميز عصر دارا بازدهار اقتصادي، حيث عرف أقدم شكل من أشكال العملة في التاريخ "الداريك"، بالإضافة إلى توحيد الموازين والمقاييس وتنظيم القوانين التجارية وتشجيع التجارة العالمية ورفع مستوى اقتصاد الإمبراطورية الفارسية إلى مستوى لم يسبق له مثيل من الرخاء.

490-479 ق م: خلال الحروب التي خاضتها مع فارس، لم تشكل الدول المدينية اليونانية أي تهديد لقلب الإمبراطورية الفارسية. فالذي لم تحققه فارس من خلال الحرب، حصلت عليه من خلال الدبلوماسية. فبعد انتهاء الحروب اليونانية الفارسية استطاع ملوك فارس تقليب شعبي أثينا وسبارطة على بعضهمها في حروب استمرت 150 عاما. وكان للدعم المالي والبحري الذي قدمته فارس إلى إسبارطة عظيم الأثر في انتصارها على أثينا في الحرب الكبرى. ثم بدأت فارس في تقديم العون لأثينا. وكان النفوذ الفارسي واضحاً، لدرجة أنه طُلب من الملك الفارسي أرتاكسركسس الثاني التوسط بينهما، والتوصل في النهاية إلى اتفاقية سلام عام 387 قبل الميلاد.

550-334 ق م: أصبحت إمبراطورية فارس القوة العالمية المهيمنة لما يزيد على قرنين من الزمان. فقد كان لها السبق في التقريب المتواصل بين الشرق والغرب. وكانت أول إمبراطورية عالمية متسامحة دينياً. فقد تعدد بها الكثير من اللغات والأعراق والديانات والثقافات. وقبل سطوع نجم الإمبراطورية الرومانية، كان لفارس قصب السبق في التأكيد على سطوة القانون، وإنشاء جيش مركزي قوي، وحكومة دولة فعالة ونظامية.

حكم الاسكندر إلى دولة البارثيين

334 ق م: غزا الاسكندر الأكبر المقدوني فارس المتمثلة في الدولة الأكمينية وأسقطها. وبعد انتصاره على الجيش الفارسي أمر بإعدام كثير من الفرس وأحرق مدينة برسيبوليس انتقاماً لحرق مدينة أثينا. وكان يعتبر نفسه خليفة للملوك الأخمنيين . قلد عادات البلاط الفارسي وحاول تكوين ثقافة جديدة مزجت بين الفارسية والإغريقية (الهلينية).

323 ق م: وفاة الإسكندر. ورغم أنه كان عسكرياً فذاً، إلا إنه كان يفتقر إلى المهارات الإدارية. وبعد وفاته بفترة وجيزة، قسمت إمبراطوريته بين الجنرالات المتنافسين. وكان من أبرز ما ورثه بعد انتصاره على فارس هو تقديمه النموذج الإمبراطوري الفارسي للغرب وتبني الإمبراطورية الرومانية له بعد ذلك، خاصة ما يتعلق بحكم الدولة والقانون.

323-141 ق م: قيام الدولة السلوقية، نسبة إلى سلوق أحد جنرالات الإسكندر، والتي كانت تضم آسيا الصغرى وبلاد الشام والعراق وإيران، وشيد له عاصمة جديدة باسم "سلوقية" على نهر دجلة في العراق، والقسم الغربي وأسس له العاصمة "أنطاكية" على نهر العاصي. تناوب على مملكة السلوقيين ثمانية عشر ملكاً.

247 ق م-224م: دولة البارثيين، ويعرفون في التاريخ أيضاً باسم "الأرشكيين" نسبة إلى ملكهم الأول، وهي مملكة قبلية من قبائل الساكا في شمال شرق إيران، هزمت السلوقيين وبسطت سيطرتها على جميع بلاد فارس. مؤسس هذه الدولة هو "أرشك" الأول الذي أصبح بعد ذلك لقباً لجميع الملوك البارثيين كاسم قيصر الروم. وخاضوا حروباً عدة ضد الرومان. وأدى نصرهم عليهم في عام 53 قبل الميلاد إلى بروزهم كقوة عظمى آنذاك. ورغم طول حكم البارثينيين الذي ناهز الخمسة قرون، إلا إن حضارتهم لم يتبق منها شيء يُذكر، باستثناء بعض الآثار الفنية البسيطة.

الدولة الساسانية

224م: أسس أردشير الأول حكم الساسانيين. وأحيا الساسانيون الحضارة الفارسية والزرادشتية وبذلوا جهداً ملحوظاً لإعادة تقاليد الأخمينيين. وأقاموا علاقات تجارية مع عدويهم اللدودين الرومان/البيزنطيين والصينيين. وتشير الحفريات المكتشفة في الصين إلى العملات الساسانية الفضية والذهبية التي كانت مستخدمة لعدة قرون. ويحتل أردشير مكانة كبيرة لدى الإيرانيين باعتباره موحد الأمة الإيرانية وباعث الدين الزرادشتي ومؤسس الإمبراطورية البهلوية. توفي أردشير عام 240م وخلفه ابنه شابور.

260م: غزا شابور الأول للإمبراطورية الرومانية وأسر الإمبراطور الروماني فاليريان. كما أنشأ مركز "جندي شابور للتعليم العالي. وأعاد تنظيم الإمبراطورية، وأقام سد شستر، وأنشأ العديد من المدن، منها "نه شابور" (نيسابور الحالية).

274م: ظهر ماني، مؤسس مذهب (المانوية) وهي فلسفة تجمع بين المذاهب والفلسفات والأديان

301-310م: جلوس هرمز الثاني على عرش إيران، وقتل في إحدى المعارك مع العرب عام 310 م.

28 م: ظهور الداعية مزدك، في عهد حكم قباد بن فيروز، وعرض عليه نوعاً من الشيوعية في المال والنساء وقبل قباد مذهبه بهدف الحد من نفوذ النبلاء ورجال الدين. وأدت أفكار مزدك إلى حدوث صراع طبقي كبير بين الفلاحين والنبلاء. ويمكن اعتباره أول "شيوعي/اشتراكي" في العالم.

531-579م: تولى كسرى أنو شيروان حكم إيران بعد وفاة أبيه وقد استطاع في بداية حكمه القضاء على فتنة أتباع مزدك وأعاد الاستقرار إلى الأوضاع في إيران.

570م: ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.

622م: هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وبداية الحضارة الإسلامية.

629-632م: تناوب على عرش الإمبراطورية الساسانية أختان هما بورانداخت ابنة خسرو برويز وأختها أزارماداخت. ووقعت بورانداخت معاهدة سلام مع البيزنطيين.

من الفتح الإسلامي إلى الدولة البهلوية

642م: انتصر المسلمون على الفرس في موقعة نهاوند وانتهى حكم الأسرة الساسانية بعد مدة بلغت 416 عاماً ودخل الشعب الإيراني في الإسلام وقبل ولاية العرب المسلمين.

661م: قتل علي بن أبي طالب، آخر الخلفاء الراشدين وبداية الخلاف بين السنة والشيعة حول القيادة الإسلامية، ورغم أن فارس لم تصبح دولة شيعية إلا بعد تسعة قرون منذ ذلك الوقت، إلا إن هذا الصدام كان بالغ الأهمية في التاريخ.

661-750 م: قيام الخلافة الأموية وخضوع جميع الأراضي المفتوحة خضوعاً تاماً. واستخدام الحروف العربية في الكتابة الفارسية إلى يومنا هذا.

680م: قتل الحسين بن علي بن أبي طالب على يد الأمويين في كربلاء.

696م: اللغة العربية أصبحت اللغة الرسمية للأمة الإسلامية.

750م: ساهم الإيرانيون في إسقاط الخلافة الأموية وساعدوا في قيام الدولة العباسية. وانتقلت عاصمة الخلافة من دمشق إلى بغداد.

750-1258م: اعتماد الخلافة العباسية على الوزراء والبيروقراطية الفارسية في كثير من وظائف الدولة. وتغلغل التقاليد الفارسية في نظام الحكم العباسي. وأصبح لأسرة البرامكة الفارسية شأن كبير في النظام السياسي العباسي وتقلد كثير من أفرادها مناصب وزارية هامة في الدولة العباسية. بلغت الدولة الإسلامية ذروتها إبان الحكم العباسي.

العصر الذهبي للحضارة الفارسية


840-1206 م: برز في هذه الحقبة نخبة من علماء المسلمين الأفذاذ مثل سيبويه، مؤسس علم النحو، والخوارزمي، في الفلك والجبر، والرازي، والفردوسي، وابن سينا، والغزالي، وعمر الخيام، وغيرهم.


820-1220م: بدأت قبضة الحكم العربي على فارس تضعف، حيث وصلت ممالك فارسية محلية متعددة إلى سدة الحكم وأقامت دويلات مستقلة في بلادهم، مثل الطاهريين (821-873)، والصفاريين (867-903)، والسامانيين (873-999)، والزياريين (928-1007)، والبويهيين (945-1055). ثم تبعتهم الأسر التركية ذات الثقافة الفارسية مثل الغزنويين (962-1186)، والسلاجقة (1038-1153)، والدولة الخوارزمية (1153-1220). ومرة أخرى أصبحت فارس مركزاً للفن والأدب والعلوم. وكان للفرس أثر كبير في ازدهار الحضارة الإسلامية.

840-1206م: برز في هذه الحقبة نخبة من علماء المسلمين الأفذاذ مثل سيبويه، مؤسس علم النحو، والخوارزمي، في الفلك والجبر، والرازي، والفردوسي، وابن سينا، والغزالي، وعمر الخيام، وغيرهم.

عهد المغول

1220م: قيادة تموجين أو جنكيز خان، كما لقب نفسه، لقبائل المغول عبر آسيا، واكتساحه البلاد الإيرانية من الشرق إلى الغرب والجنوب بعد أن سيطر على الصين، وقتل ملايين الإيرانيين وحرق الكثير من القرى والمدن حتى قال الإيرانيون عن المغول أنهم جاؤوا وقتلوا وحرقوا ونهبوا وذهبوا.

1227م: وفاة جنكيز خان، وتقسيم إمبراطوريته بين أبنائه.

1258-1353م: استيلاء هولاكو خان المغولي على بغداد وقتله الآلاف من الناس وحرق قصور الخلفاء ومساجدهم ومقابرهم ومكتبة بغداد الشهيرة وأعدم آخر خلفاء العباسيين. ثم تقدم المغول إلى الشام إلا إنهم هزموا على يد المصريين في موقعة عين جالوت الشهيرة فانسحبوا إلى مراغة في الشمال الغربي من إيران وأسسوا دويلتهم تحت اسم دولة الإيلخانيين.

1267م: وفاة هولاكو.

1207-1292م: ظهور بعض الشخصيات التاريخية مثل جلال الدين الرومي، الشاعر الصوفي الكبير، ونصير الدين الطوسي، عالم الفلك والفيلسوف، والسعدي، صاحب ديواني البستان والجولستان.

1295م: تولى غازان خان، حفيد هولاكو، العرش وكانت فترة حكمه العهد الذهبي للمغول في إيران حيث كان أول قائد يعتنق الإسلام وصار طابع البلاط في مدينة تبريز العاصمة إسلامياً فارسياً تماماً، وكانت الإدارة الرشيدة والرخاء أهم مميزات عهده. وساعدت إمبراطورية المغول المترامية في تسهيل تبادل الأفكار والبضائع بين الصين والهند وفارس.

1304م: توفي غازان وخلفه أخوه أولجيتو حتى توفي عام 1316م، وكان قد عُمد أثناء طفولته على أنه نصراني ولكنه اختار الإسلام بعد ذلك واتخذ لنفسه اسم محمد خدابنده وبنى مدينة السلطانية بالقرب من قزوين والتي صارت عاصمة الإيلخانيين بعد تبريز.

وفي هذه الفترة ظهرعالم البصريات الشهير كمال الدين فارسي صاحب نظرية الانكسار والانعكاس. وكذلك الشاعر الغنائي الكبير شمس الدين حافظ الشيرازي ألمع شخصية أدبية ظهرت في ذلك العصر وأشهر أعماله "الديوان".

عهد التيموريين
1405م: غزا تيمور لنك المغولي التركي إقليم فارس كله واستولى على حلب ودمشق وجعل سمرقند عاصمة له. واتسمت فتوحاته بالقسوة والتخريب والوحشية، ولكنه رغم ذلك اهتم بالفنون وجعل من سمرقند تحفة معمارية.

الدولة الصفوية


تنسب الدولة الصفوية إلى صفي الدين الأردبيلي الذي كان من شيوخ الصوفية التقليديين. أما مؤسسها فهو إسماعيل ميرزا أو الشاه إسماعيل الأول

1501-1524م: تنسب إلى صفي الدين الأردبيلي الذي كان من شيوخ الصوفية التقليديين وكان شافعي المذهب. أما مؤسسها فهو إسماعيل ميرزا أو الشاه إسماعيل الأول، حيث سار إلى تبريز وهزم القبائل الموجودة فيها وجعلها عاصمته. وأعلن المذهب الشيعي الاثنى عشري مذهباً رسمياً للدولة. واستخدم كل ما أوتي من قوة لفرض مذهبه في جميع أنحاء إيران. ثم خلفه ابنه طهاسب الأول فأكمل ما بدأه أبوه ولكنه اختار أسلوب الإقناع والتأثير في نشر المذهب بدلاً من العنف والقهر. واستمرت الحروب بين الصفويين الشيعة والعثمانيين السنة مدة طويلة، ويبدو أن الضغط الخارجي سواء من جانب العثمانيين في الغرب وقبائل الأوزبك القوية في الشرق ضد الصفويين كان عاملاً مؤثراً في توحيد إيران والتفاف شعبها حول ملوك الصفويين والمذهب الشيعي.

1587-1629م: نقل الشاه عباس ملك الدولة الصفوية إلى أصفهان، حيث صارت مركزاً حضارياً متميزاً في مختلف ميادين العلم والفن والعمارة والأدب، وازدهرت في عهده علاقات إيران بأوروبا وكثر السفراء في بلاطه.

1722م: غزو محمود خان، شيخ قبيلة أفغاني لفارس والاستيلاء على أصفهان دون مقاومة فعلية وبذلك ينتهي حكم الصفويين.

1729-1747م: اعتلى نادر قلي، الملقب بنادر شاه، عرش إيران وصار مؤسساً للدولة الأفشارية. وهزم الأفغان والعثمانيين والروس والهنود ووحد دولته. ثم ما لبث أن تمزق ملكه وانهارت آلته الحربية بعد قتله بيد أحد حراسه.

1747-1779م: سيطر كريم خان زند على الأجزاء الوسطى والجنوبية لإيران ونجح في صد القاجاريين، واهتم بعاصمته شيراز.

الدولة القاجارية

1795م: كان القاجاريون إحدى القبائل السبع التي ساعدت أول ملوك الصفويين. نجح قائدهم آغا محمد خان في توحيد فروع القبيلة بالعنف والقتل، فقوي أمره واستطاع الاستيلاء على طهران وجعلها عاصمة لملكه.

1813 و 1828م: نتج عن الاستعمار الأوروبي تغلغل الإنجليز والروس في الشؤون الإيراينة. فقد سلم القاجاريون القوقاز (جورجيا وأرمينيا وأذربيجان حالياً) إلى الروس في معاهدتين منفصلتين: معاهدة جلستان عام 1813، ومعاهدة تركمان جاي عام 1828. وأرغم القاجاريون على سن قانون الامتيازات الأجنبية، والتي بموجبه أعفى جميع الرعايا الأجانب من المثول أمام القضاء الإيراني، الأمر الذي جعل الشعب الإيراني يشعر بالمذلة والإهانة. منذ ذلك الوقت وحتى مطلع القرن العشرين أصبحت إيران موزعة بين المصالح المتعارضة لروسيا وبريطانيا، فكانت روسيا تبني سياستها على أساس التوسع في آسيا وتطمع أن يكون لها ميناء في المياه الدافئة في الخليج، بينما سعت بريطانيا إلى السيطرة على الخليج وجميع الأراضي المجاورة للهند.

1834-1848م: حكم محمد شاه حفيد فتح علي شاه، ومحاولة روسيا في عهده خطب ود إيران حتى تتمكن من دعم نفوذها في ولايات القوقاز وتركستان. ظهور حركة البابية الدينية في عهده.

1847-1896م: حكم ناصر الدين شاه، ابن محمد شاه. وامتاز عهده الطويل بالعلاقات الودية مع روسيا، مما أثار بريطانيا وأعلنت الحرب على إيران وعجزت روسيا عن مساعدة إيران فاضطر ناصر الدين شاه إلى التسليم، وأبرمت معاهدة باريس عام 1858، والتي بمقتضاها اعترفت إيران باستقلال أفغانستان، ومنحت المعاهدة امتيازات وحقوقاً تجارية لبريطانيا في إيران.

1872م: حصل البارون رويتر البريطاني على امتياز من ناصر شاه يعطي بريطانيا الحق في إنشاء السكك الحديدية وطرق المواصلات، واستغلال الثروة المعدنية والبترول سبعين سنة، كما أعطتها الحق في الإشراف على الأعمال الجمركية لمدة أربع وعشرين سنة.

1882م: فتحت السفارة الأميركية في طهران، وظفرت خمس عشرة دولة أجنبية بحقوق وامتيازات لرعاياها المقيمين في طهران خلال الفترة من 1855-1900.

1896م: قتل ناصر الدين شاه وتولى مكانه ابنه مظفر الدين شاه الذي انصرف إلى ملذاته، واضطرت الحكومة إلى أن تطلب قرضاً من روسيا عام 1900.

1906م: قيام الثورة الدستورية بقيادة بعض علماء الدين والشباب الذين تأثروا بالأفكار التحررية القادمة من الغرب مؤيدين بالتجار والأشراف، وتكون أول برلمان تعهد بمعالجة كثير من المشاكل. وبرغم أن إيران لم تستعمر أبداً، إلا إنها قسمت عام 1907 إلى منطقتي نفوذ. حيث خضع القسم الشمالي للنفوذ الروسي والقسم الجنوبي الشرقي للنفوذ البريطاني، ومدت بريطانيا نفوذها إلى المنطقة الواقعة بين المنطقتين لتأمين الطريق إلى الهند. ومع نهاية الحرب العالمية الأولى انغمست إيران في حالة من الفوضى السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

الدولة البهلوية

1921م: ترقى رضا خان من ضابط بالجيش إلى وزير للحربية ثم رئيس للوزراء بعد قيامه بانقلاب. وفي عام 1925م أصبح رضا خان ملكاً على إيران كأول ملك للدولة البهلوية. وبرغم أنه كان يهدف إلى أن يصبح رئيس جمهورية، إلا إن رجال الدين أقنعوه ليصبح شاهاً (ملك)، خوفاً من تضاؤل نفوذهم في الجمهورية.


محمد رضا شاه مع زوجته فرح
1925-1941م: كانت أولى الخطوات التي اتخذها رضا شاه بهلوي تعزيز سلطة الحكومة المركزية بإعادة بناء الجيش وتقييد حصانة زعماء القبائل، وإلغاء نظام الامتيازات الأجنبية، وكثير من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الهامة. وطالب رسمياً جميع الدول الأجنبية مخاطبة الدولة باسم إيران بدلاً من فارس. وعندما قامت الحرب العالمية الثانية رفض رضا شاه الانحياز إلى الحلفاء، فاضطر للتنازل عن العرش، وخرج من إيران تحت حراسة بريطانية إلى جزيرة موريشوس ثم إلى جنوب أفريقيا حيث توفي هناك عام 1944م وخلفه ابنه محمد رضا شاه بهلوي.

1946م: بضغط من أميركا، اضطر الروس إلى الانسحاب من الجزء الشمالي الغربي. وكانت هذه هي أول وآخر مرة يعيد فيها ستالين أرضاً محتلة في الحرب العالمية الثانية.

1951-1953م: قام محمد مصدق، بعد تعيينه رئيساً للوزراء، بتأميم البترول الإيراني من السيطرة البريطانية، مما دفع بريطانيا، خوفاً على امتيازاتها البترولية، إلى تجميد جميع الأصول الإيرانية في البنوك البريطانية ورفعت القضية إلى محكمة العدل الدولية. وحكمت المحكمة لصالح إيران. ولم ترتدع بريطانيا، فقامت بفرض حظر تجاري على إيران ونفذته بقوتها البحرية، مما أدى إلى انهيار الاقتصاد الإيراني. وخوفاً من الهيمنة الشيوعية، تكتلت الاستخبارت البريطانية والأميركية للقيام بانقلاب ضد حكومة مصدق. وسقطت الحكومة وعاد الشاه ليمسك بزمام الأمور بقوة، بعد أن غادر أثناء الانقلاب.

1962-1963م: قام الشاه بثورته البيضاء بقصد إجراء إصلاح زراعي شامل، وتعديل قانون الانتخاب، وكثير من الإصلاحات الأخرى. لكنها لم تحقق ما أراد، وهاجمها آية الله الخميني في خطبه، الأمر الذي أدى إلى نفيه.

1963-1973م: شهدت إيران نمواً اقتصادياً سريعاً وازدهاراً كبيراً تزامن مع مناخ سياسي مستقر نسبياً. وزادت قوتها العسكرية وأصبح لها مكانتها الدولية.

1973-1979م: ضاعف حظر النفط عائدات إيران بمقدار أربعة أضعاف، إذ بلغت 20 مليار دولار سنوياً. وهذه الثروة الجديدة سارعت الجدول الزمني للشاه لجعل إيران تلحق بركب الغرب. وأدى هذا التصميم من الشاه لتحديث إيران بين عشية وضحاها إلى حدوث انتكاسة ثقافية، وتضخم واختناقات اقتصادية، وتزايد الاستبداد في تناول هذه المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. فتجمع معارضو الشاه وجميع المؤسسات السياسية خلف الخميني في نهاية السبعينات وأطاحت الثورة الإسلامية بالشاه عام 1979، ومات في مصر بعد عام من نفيه. وبعد 2500 عام من الحكم الملكي تحولت إيران إلى جمهورية إيران الإسلامية.

من الشاه إلى الوقت الحاضر

16/1/1979: الإطاحة بالشاه، وسفره إلى المنفى، وتعيين شهبور بختيار رئيساً للوزراء.

1/2/1979: عودة آية الله الخميني إلى إيران بعد 15 عاما من النفي بفرنسا.

1/4/1979: الخميني يعلن إيران جمهورية إسلامية.

4/11/1979: بعد وصول الشاه المخلوع إلى أميركا للعلاج، الطلبة الإيرانيون يقتحمون السفارة الأميركية في طهران ويحتجزون 52 من الرهائن الأميركيين.

الاهتمام بدائرة الحضارة الايرانية - ايران بين اتجاهين: اتجاه قومي واتجاه اسلامي - يوسف عزيزي
لا شك ان الثورة الاسلامية التي قامت علي انقاض النظام الشاهنشاهي في شباط (فبراير) 1979 جاءت بشعارات واطروحات جديدة قديمة تتناقض وما كان سائدا في ايران عهد الشاه. وقد بنت الثورة خطابها علي اساس اسلامي ــ اممي بعيدا عن الخطاب القومي الشوفيني السائد قبلها وهذا ما جذب اليها الجماهير من القوميات غير الفارسية التي عانت ما عانت من النظام المتبجح بالعنصرية الارية.
فقد تحدثت في مقالات سابقة عن وجود 4 خطابات سياسية رئيسة لعبت دورا مهما في تاريخ ايران المعاصر: الاسلامية والقومية واليسارية والملكية.
كما قلت ان هناك خطاباً فرعياً له اهميته علي الساحة السياسية والثقافية في ايران وهو خطاب القوميات غير الفارسية.
فالملكية وعقب سقوط الشاه في عام 1979 فقدت سلطتها وتاثيرها لصالح الخطاب الاسلامي الذي حل مكانها في السلطة. وقد هرب الملكيون بعد الثورة الي الخارج وخاصة الي الولايات المتحدة الامريكية، راعيتهم الاساسية خلال حكمهم علي ايران. وقد قضي هؤلاء سنواتهم في المنفي في سبات طويل حتي جاءت احداث الحادي عشر من سبتمبر وبدأت الحياة تدب في جسدهم المريض والمشلول، حيث توهموا ــ وبعد ما جري في افغانستان من عودة الملك السابق ملك ظاهرشاه ــ ان الوقت قد حان للتحرك. لكن وبالرغم من امكاناتهم المادية الهائلة والدعم الذي يتلقونه من الولايات المتحدة الامريكية ووجود كبار راسماليين وجنرالات سابقين في الخارج موالين لهم يحنون لتلك الايام الملكية، فهم يفتقدون لاي قاعدة شعبية واسعة في الداخل.
واما اليسار واعني هنا اليسار العلماني الذي يختلف مع اليسار الاسلامي ــ المشارك حاليا في السلطة ــ خلافا لمطلع الثورة الايرانية حيث كان يحتل المرتبة الثانية بعد الحركة الاسلامية في تاثيره الجماهيري لا يملك حاليا اي منبر سياسي علني في الداخل لكنه نشط في الخارج ويملك عدة وسائل اعلام للتاثير في الداخل منها مواقع علي الانترنت.
وتشمل الحركة اليسارية العلمانية جميع الفصائل والاتجاهات والشخصيات الشيوعية والاشتراكية الديمقراطية واليسارية التقليدية والجديدة. وهو الخطاب الوحيد الذي لم يصل الي السلطة في تاريخ ايران المعاصر.
فيبقي هناك خطابين اخرين هما الخطاب الاسلامي والخطاب القومي. والخطاب القومي هو في الاساس خطاب قومي فارسي لكنه يتلبس بلباس الايرانية كي يدعي بالشمولية لجميع الايرانيين ومن كافة القوميات وهو بالضبط ليس كذلك.

الصراع الاساسي يقع بين الخطابين الاسلامي والقومي
يبدو للمراقب الخارجي او غير المتعمق في الشؤون الايرانية ان الصراع الراهن في ايران هو صراع بين فئتين من الاسلاميين: الاصلاحيين والمحافظين، لكن في الواقع ان الامر ليس كذلك.
لماذا نقول ان الصراع الاساسي هو بين الخطابين الاسلامي والقومي؟ لانهما خطابين منسجمين يرتكزان علي تاريخ قديم وجديد كحجة لمشروعيتهما.
فالخطاب الاصلاحي المنشق اساسا من الخطاب الاسلامي هو خطاب تلفيقي تولد من رحم اسلامي ثم تبناه القوميون ورعاه اليساريون حيث نري بوضوح تاثير الخطاب القومي (الفارسي) وقليلا من التاثير اليساري فيه.
لكن وفي النهاية لا يمكن ان نعتبر الخطاب الاصلاحي نسخة طبق الاصل للخطاب القومي وهذا ما نراه علي الاقل في مواقفه السياسية الراهنة.
فالخطاب الاصلاحي يتأثر بالخطابين الرئيسين الاسلامي والقومي ويتارجح بينهما. فهناك 3 اجزاء مهمة تشكل الخطاب الاصلاحي الراهن في ايران: الاسلامية، القومية والديمقراطية.
فقبل ان نتطرق الي قضية القوميين في ايران يجب ان نذكر ان هناك فئة سياسية ليبرالية تعتبر همزة وصل بين القوميين والاسلاميين وهي الفصائل المسماة في ايران بالقوي القومية ــ الدينية (ملي ــ مذهبي) واهمها حركة حرية ايران التي صدر مؤخرا حكما قضائيا بحلها واعتقال العديد من كوادرها وهي تحاول ان تستانف الحكم.
فحركة جرية ايران وهي نموذج للقوي القومية الدينية تولدت ــ خلافا للحركة الاصلاحية ــ من رحم الحركة القومية التي قادها مصدق في الخمسينيات من القرن المنصرم وتم تبنيها من قبل الاسلاميين غير انها لم تتاثر بالخطاب اليساري. صحيح ان القوميين لم يشاركوا حاليا في السلطة الايرانية لكنهم نافذين في بعض الوزارات ويمتلكون بعض المنابر الاعلامية في الداخل والخارج.
فقد تم تشكيل اول حكومة مؤقتة عقب قيام الثورة الاسلامية في ايران برئاسة السياسي الراحل مهدي بازرغان ــ مؤسس حركة حرية ايران ــ شارك فيها وزراء ومسؤولون قوميون اقحاح، وهذا ما اثار حفيظة الراديكاليين الاسلاميين انذاك حيث اضطرت الحكومة المؤقتة وبضغط منهم ان تستقيل في تشرين الثاني (نوفمبر) 1979 اي بعد احتلال السفارة الامريكية في طهران، مما ادي الي انضمام القوميين العلمانين والقوميين الدينيين الي صفوف المعارضة حتي الساعة.
وكما رأينا ان هناك فروقاً بين الفئات المؤثرة حاليا علي الساحة السياسية والثقافية اي بين الاصلاحيين وهم اسلاميون يشاركون المحافظين في السلطة وبين القوميين ــ الدينيين وهم اسلاميون خارج السلطة يتبنون سياسة معارضة للنظام، وقد شاهدنا كذلك اختلاف المولد بين الفئتين. كما وتوجد فروق بين الاسلاميين عامة وبين القوميين سنتطرق اليها.

نقاط الخلاف بين الاسلاميين والقوميين
تعود نقاط الخلاف بين القوميين والاسلاميين في ايران اساسا الي الخلاف الذي وقع في آخر ايام الحركة الوطنية في مطلع الخمسينيات بين زعيم الحركة الوطنية محمد مصدق وزعيم الحركة الاسلامية آنذاك آية الله كاشاني.
ويبدو ان الزعيم الراحل اية الله الخميني اضطر لاستخدام العناصر القومية كوزراء بضغط من بازرغان في اول حكومة شكلها بعد قيام الثورة الاسلامية. وفي الحقيقة ان آية الله الخميني كان يكن كرها شديدا للقوميين وخاصة لمصدق الذي وصفه في احدي خطبه بانه غير مسلم. كما واتهم في مطلع الثورة الاسلامية، اهم فصيل قومي اي الجبهة الوطنية (جبهة ملي) بالكفر ووصفها بانها جبهة مارقة لمعارضتها قوانين القصاص الاسلامي.
هناك قاسم مشترك فقط بين الاتجاهين هو تأكيدهما ودعمهما للمذهب الشيعي في ايران حيث يعتبره الخطاب القومي بانه مجسد للروح الايرانية يميزها عن محيطها السني العربي ــ التركي فيما يأتي تبني ودعم الخطاب الاسلامي ــ الشيعي في ايران للمذهب الشيعي امر طبيعي، تحركه حوافز مذهبية وصيانة للوجود.
لاشك ان التيار الاسلامي وبسبب جذوره الشعبية هو الاقوي في ايران ان كان في السلطة او خارجها وهذا ما شاهدناه في ثورة الدستور و الثورة الاسلامية وحتي في الحركة الوطنية حيث لعبت الحركة الاسلامية دورا بارزا بل وقياديا في اغلب الاحيان.
داخليا، يركز القوميون في خطابهم السياسي والتاريخي علي فترة قبل الاسلام الذي كان يحكم خلالها الاكاسرة، الامبراطورية الفارسية. وهذا خلاف الاسلاميون الذين يعظمون الفترة الاسلامية من التاريخ الايراني ولا يعيرون اهمية لفترة قبل الاسلام في ايران.
وبالتاكيد يوجد تطرف من الجانبين في النفي والتاييد حيث هناك باحثون محايدون يدعون لنظرة محايدة غير متعصبة للفترتين من التاريخ الايراني.
كما ويناشد القوميون، الحكومة الاصلاحية بقمع القوميات الايرانية غير الفارسية والقضاء علي صحافتها ومنابرها الثقافية حيث تطالب بحقوقها القومية في اطار الدستور الايراني لكن حكومة خاتمي لم تتجاوب حتي هذه اللحظة مع تلك الطلبات القمعية، مع ما انها لم تنفذ ايضا جميع ما يمنحه الدستور الايراني للقوميات غير الفارسية (الترك والكرد والعرب والتركمان والبلوش) ومنها دراسة ابناء هذه القوميات بلغاتهم القومية في المدارس.
وخارجيا يؤكد الخطاب القومي علي الاهتمام بما يصفونه بدائرة الحضارة الايرانية (الفارسية) والابتعاد عن دائرة الحضارة غير الفارسية. ويرسم منظري هذا الاتجاه القومي المتشدد، افغانستان وطاجيكستان والقوقاز ــ ما عدي جمهورية اذربيجان، التركية الثقافة واللغة ــ وآسيا الوسطي ضمن دائرة حضارتهم الفارسية حيث يعتبرون طاجيكستان وافغانستان ضمن دائرة اللغة الفارسية وثقافتها والمناطق الاخري تحت نفوذ هذه الثقافة.
ويطالب هؤلاء، القوي الاسلامية الكف عن التركيز علي الحضارة الاسلامية والابتعاد عن دعم الشيعة في العراق ولبنان والفصائل الفلسطينية المناضلة باعتبار هؤلاء عربا خارجين عن اطار ما يسمونه بالحضارة الايرانية (الفارسية).
كما يؤكد القوميون الفرس في خطابهم السياسي علي الاقتراب من الغرب والولايات المتحدة الامريكية لصيانة ما يصفونه بمصالح ايران في بحر قزوين وافغانستان والخليج.
فهم من المطالبين بضرب العراق من قبل امريكا حيث يعارضون اي تقارب ايراني ــ عراقي في الظروف الراهنة وينتقدون بذلك الخطوات التي تقوم بها الحكومة الاسلامية والاسلاميون في هذا المجال.

يناير/ كانون ثان 1980: انتخاب د. أبو الحسن بني صدر رئيساً للجمهورية، لكن السلطة تظل في يد الخميني، الزعيم الروحي. ثم وقع الصدام مع علماء الدين بسبب ليبراليته فعزلوه وهرب إلى فرنسا.

أبريل/ نيسان 1980: أميركا تقطع علاقاتها مع إيران لزيادة الضغط الاقتصادي على طهران.

مايو/ آيار 1980: بداية الثورة الثقافية في إيران، التي نتج عنها إغلاق كافة الجامعات والمعاهد العليا لمدة عامين.

22 سبتمبر/أيلول 1980: العراق يهاجم غرب إيران بسبب النزاعات الحدودية، ويشن أطول حرب تقليدية في القرن العشرين، والتي راح ضحيتها مليون نفس من الجانبين، ودامت ثمانية أعوام. وقامت الولايات المتحدة الأميركية بتزويد الجانبين المتحاربين بالأسلحة. كذلك كانت كوريا الشمالية والصين تزودان إيران بالسلاح، وفرنسا والاتحاد السوفياتي تزودان العراق.

20 يناير/كانون الثاني 1981: إطلاق سراح الرهائن الأميركييين -يوم تنصيب الرئيس ريغان- بعد 444 يوما في الأسر.

4 يونيو/حزيران 1989: وفاة الخميني، وانتخاب آية الله سيد على خامينئي الزعيم الروحي الجديد للجمهورية الإسلامية.

أغسطس/آب 1990: غزو العراق للكويت. وإيران تدين كل من الغزو وعملية عاصفة الصحراء.

6 مايو/آيار 1995: أميركا تحظر جميع أنواع التجارة مع إيران. وصدور قانون عام 1996 تطبق فيه أميركا عقوبات ضد أي شركة غير أميركية تقوم بالاستثمار في إيران أو ليبيا. والاتحاد الأوروبي يتحدى شرعية هذا القرار، وعدم تنفيذه.

23 مايو/آيار 1997: انتخاب محمد خاتمي رئيساً للجمهورية بنسبة 69% من مجموع الأصوات. ويعد بالعمل لحقوق الإنسان، وسيادة القانون، وإفساح مجال أكبر للديمقراطية، وإعادة العلاقات مع الغرب. رد فعل المحافظين على إصلاحاته يهيئ المسرح لصراع السلطة الحالي حول مستقبل إيران.