منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
By سلطان القحطاني
#58178
أسئلة ربيع العرب باتت مستحقة بعد ستة أشهر من انطلاق بشاراته، بدءا من تعريف المصطلح إلى تحري شواهده على الأرض، وصولا إلى التفرقة بينه وبين الحمل الكاذب.

1

قبل أيام وجهت إلىّ قارئة هي الأستاذة سمية أمين السؤال التالي عبر البريد الإلكتروني، متى تنتهي الثورة؟

"
ما يجرى في مصر يسوغ لنا نقول إن "التجاذب" بات السمة العامة للربيع المذكور حتى الآن على الأقل. تجاذب بين الثوار من ناحية وبين المجلس العسكري والحكومة من ناحية ثانية
"

وذكرتني بما سبق أن أشرت إليه عن الجزائرية التي عاشت أيام الاستعمار الفرنسي، وعانت من الأوضاع التي استجدت بعد الاستقلال، فقالت لمن حولها إن الاحتلال استمر 130 عاما ورحل، متى إذن ينتهي هذا الاستقلال؟

سؤال القارئة ليس استثنائيا، ذلك أن التعبير عن مشاعر القلق والضيق مما يجري في مصر بات يتردد على ألسنة كثيرين.

ولم يعد الاستياء مقصورا على ما يصدر عمن نسميهم بالفلول أو البلطجية فحسب، ولكنه أصاب أيضا بعض الممارسات المنسوبة إلى "الثوار" أنفسهم الذين تعددت أصواتهم وائتلافاتهم، وتحولوا إلى قوة ضغط اختلط عند بعضها الصالح العام بالخاص، حتى ذكرت صحيفة "الشروق" (يوم 16/7) في تقرير لها عن أجواء التعديل الوزاري أن "مشكلة رئيس الوزراء عصام شرف لم تعد إرضاء الشعب، ولكن في كيفية إرضاء الائتلافات".

ما يجرى في مصر يسوغ لنا أن نقول إن "التجاذب" بات السمة العامة للربيع المذكور حتى الآن على الأقل. تجاذب بين الثوار من ناحية والمجلس العسكري والحكومة من ناحية ثانية.

وتجاذب بين الائتلافات بعضها مع بعض، وتجاذب بين الأحزاب القديمة والجديدة، وبين الإسلاميين والعلمانيين، وبين أدوات وأجهزة النظام القديم، ونظائرها في النظام الجديد وبين الراغبين في تصفية حسابات الماضي والمتطلعين إلى بناء المستقبل.

ورغم أننا تجاوزنا مرحلة التجاذب بين أنصار الدستور أولا ودعاة الانتخابات أولا، فإن ذلك لم يهدئ تماما من أجواء المعسكرين المشتبكين.