- الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 6:11 pm
#58211
بسم الله الرحمن الرحيم
كفى بالمرء تعجلاً أن يصدّق كل الذي يستمع إليه، الكثير من التهم التي تطلق ضد الآخرين ليست حقيقية. مع ازدياد وسائل التعبير وسهولة "الترزز" في مواقع التواصل الاجتماعي أو أدوات المحادثة أصبح كل إنسان بإمكانه أن يقول ما يشاء عن أي إنسان، دون خطام ولا زمام، وهذا بسبب غياب ثقافة القانون ومبادئ الاحترام للآخرين وفقدان السلوك السوي في تناول الشخصيات بالنقد أو التشريح. وحين يكون الإنسان مشهوراً تتوالى عليه التهم، ولأن وقته ليس مهدراً فهو لا يستطيع أن يزيل عن أرضه الواسعة كل حجر يلقى. لهذا يبقى الرهان على العقل الذي يمتلكه الفرد بأن يعرض كل ما يستمع إليه على عقله، وألا يكون "أذناً" تصغي إلى كل تهمة أو تفاهة.
أعجبتني رسالة وصلتني قبل فترة من قارئ فاضل جاء فيها: "في البداية أحب ان أعرفك بأنني طالب في جامعة الملك سعود بكلية الآداب (تخصص إعلام) بدأت قصتي مع شخصك الكريم عندما كنت بالمرحلة المتوسطة، عندما قررت المدرسة إقامة رحلة إلى معرض الكتاب وكنت أحد الطلاب الذين وقع عليهم الاختيار للذهاب في تلك الرحلة وعندما وصلنا إلى ذاك المعرض أخذت جولة عامة برفقة زملائي. واستوقفتني صورتك على أحد أجنحة دور النشر، نعم إنها صورة ذاك الإعلامي الذي يخرج في التلفاز لم أتوقع أنه كان سميناً إلى هذه الدرجة، أخذت الكتاب للبائع ودفعت له قيمته وذهبت بعدها للحافلة المدرسية التي كانت بانتظارنا وخلال الطريق كان معلم الدين - وهو الشخص المشرف علينا في هذه الرحلة - يتفقد كل ما اشتريناه من المعرض من كتب ولعب وغيرها فتوقف عندي قائلاً: ذكريات سمين سابق؟ لتركي الدخيل؟! ألا تعرف أن هذا الشخص كان إماماً يؤم المصلين ومجاهداً يدافع عن الدين ولكنه انتكس. فقلت له لا أعلم فقال: سوف أصادر منك هذا الكتاب"!!
هذه القصة وغيرها كثير توضح أن بعض المأزومين يشوهون الأشخاص، علماً أن كتابي "ذكريات سمين سابق" كان يصب في خانة السير الذاتية الساخرة، بمعنى أنني أجمع بين الفكرة والسخرية فهو لم يتضمن نقداً للخطاب الديني أو إنكاراً لثوابت الدين ومع ذلك يصر البعض على أن يصفك بالعلماني مثلاً.
بآخر السطر، أحيي القارئ الكريم، ليس لأنني الجزء من القصة، بل لأنه أعمل عقله ولم يلتفت إلى المحرضين على الآخرين والمشوّهين لهم.
كفى بالمرء تعجلاً أن يصدّق كل الذي يستمع إليه، الكثير من التهم التي تطلق ضد الآخرين ليست حقيقية. مع ازدياد وسائل التعبير وسهولة "الترزز" في مواقع التواصل الاجتماعي أو أدوات المحادثة أصبح كل إنسان بإمكانه أن يقول ما يشاء عن أي إنسان، دون خطام ولا زمام، وهذا بسبب غياب ثقافة القانون ومبادئ الاحترام للآخرين وفقدان السلوك السوي في تناول الشخصيات بالنقد أو التشريح. وحين يكون الإنسان مشهوراً تتوالى عليه التهم، ولأن وقته ليس مهدراً فهو لا يستطيع أن يزيل عن أرضه الواسعة كل حجر يلقى. لهذا يبقى الرهان على العقل الذي يمتلكه الفرد بأن يعرض كل ما يستمع إليه على عقله، وألا يكون "أذناً" تصغي إلى كل تهمة أو تفاهة.
أعجبتني رسالة وصلتني قبل فترة من قارئ فاضل جاء فيها: "في البداية أحب ان أعرفك بأنني طالب في جامعة الملك سعود بكلية الآداب (تخصص إعلام) بدأت قصتي مع شخصك الكريم عندما كنت بالمرحلة المتوسطة، عندما قررت المدرسة إقامة رحلة إلى معرض الكتاب وكنت أحد الطلاب الذين وقع عليهم الاختيار للذهاب في تلك الرحلة وعندما وصلنا إلى ذاك المعرض أخذت جولة عامة برفقة زملائي. واستوقفتني صورتك على أحد أجنحة دور النشر، نعم إنها صورة ذاك الإعلامي الذي يخرج في التلفاز لم أتوقع أنه كان سميناً إلى هذه الدرجة، أخذت الكتاب للبائع ودفعت له قيمته وذهبت بعدها للحافلة المدرسية التي كانت بانتظارنا وخلال الطريق كان معلم الدين - وهو الشخص المشرف علينا في هذه الرحلة - يتفقد كل ما اشتريناه من المعرض من كتب ولعب وغيرها فتوقف عندي قائلاً: ذكريات سمين سابق؟ لتركي الدخيل؟! ألا تعرف أن هذا الشخص كان إماماً يؤم المصلين ومجاهداً يدافع عن الدين ولكنه انتكس. فقلت له لا أعلم فقال: سوف أصادر منك هذا الكتاب"!!
هذه القصة وغيرها كثير توضح أن بعض المأزومين يشوهون الأشخاص، علماً أن كتابي "ذكريات سمين سابق" كان يصب في خانة السير الذاتية الساخرة، بمعنى أنني أجمع بين الفكرة والسخرية فهو لم يتضمن نقداً للخطاب الديني أو إنكاراً لثوابت الدين ومع ذلك يصر البعض على أن يصفك بالعلماني مثلاً.
بآخر السطر، أحيي القارئ الكريم، ليس لأنني الجزء من القصة، بل لأنه أعمل عقله ولم يلتفت إلى المحرضين على الآخرين والمشوّهين لهم.