- الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 8:07 pm
#58321
ولد باتريس لومومبا عام 1925 في ستانليفيل (كيسانگاني) بمقاطعة الكونغو الشرقية، وينتمي إلى قبيلة باتيليلا وهي جزء من قبيلة مونگو. وهو من أبناء النخبة الكونغولية التي حظيت بالتعليم في فترة الاستعمار البلجيكي المتحالف معه.
ولكن لومومبا قاوم الاستعمار البلجيكي وأسس الحركة الوطنية عام 1958 وكانت أقوى الحركات السياسية في الكونغو. وحظي لومومبا بشعبية واسعة وقاد مظاهرات ومواجهات مع الاستعمار البلجيكي أدت إلى اعتقاله لمدة ستة أشهر، وأفرج عنه لإنجاح المفاوضات التي كانت تجري فيبروكسل لبحث مستقبل الكونغو، ونقل من السجن إلى بروكسل بالطائرة، وتم الاتفاق على استقلال الكونغو وإنهاء ثمانين عاما من الاستعمار البلجيكي.
باتريس والسياسة ..
يخرج من السجن إلى بلجيكا؛ ليشترك في مؤتمر المائدة المستديرة في "بروكسل"؛ لبحث مستقبل الكونغو، وفي 21 يونيو عام1960 يتم تعيينه أول رئيس وزراء وطني للكونغو، ويتم انتخاب "كازافوبو" رئيسًا للجمهورية، وفي يونيو عام 1960 يأتي ملك بلجيكا إلى الكونغو، وذلك لإعلان استقلال الكونغو، ويطالب الملك الوطنيين بعدم اتخاذ إجراءات متسرعة أو غير مدروسة، فيدمروا المدينة التي خلفها البلجكيين لهم، فيقوم لومومبا من مقعده. وبالرغم من أنه ليس له كلمة رسمية في الحفل، إلا أنه يتجه إلى المنصة متوجهًا لأبناء وطنه بالكلمة قائلاً: "أيها المناضلون من أجل الاستقلال، وأنتم اليوم منتصرون.. أتذكرون السخرة والعبودية التي فرضها علينا المستعمر، أتذكرون إهانتنا، وصفعنا طويلاً؛ لمجرد أننا زنوج في نظره، لقد استغلوا أرضنا، ونهبوا ثرواتنا، وكان ذلك بحجج قانونية؛ قانون وضعه الرجل الأبيض منحازًا انحيازًا كاملاً له.. ضد الرجل الأسود. لقد تعرضنا للرصاص والسجون، وذلك لمجرد أننا نسعى للحفاظ على كرامتنا كبشر". وبعد هذا الاجتماع مباشرة أصدر لمومومبا عدة قرارات؛ لإبعاد البلجيكيين عن إدارة شئون البلاد، وكان لا بد من وقف هذا الرجل، وقد أراد لمومومبا أن يمنع استغلال الاستعمار لأي جبهة وطنية، فجمع جميع القوى الوطنية في حكومته التي استمرت ثمانية أشهر، ولكن النفوس الضعيفة تظهر في مثل هذه المواقف، فيظهر "مويس تشومبي" (1919-1969م) الذي تربى في أحضان الاستعمار وعلى فتات موائدهم، فيعلن استقلال أغنى إقليم بالبلاد عن الحكومة المركزية، وهو إقليم كاتانجا، إقليم الماس والنحاس.
ويقوم تشومبي في 11 يوليو عام 1960م، بإعلان الحرب على حكومة لومومبا، ولكن من أين له بجنود من وطنه؟ فتأتي له بلجيكا بالمرتزقة من أوروبا، ويطالب لمومومبا تدخل الأمم المتحدة لحماية استقلال البلاد ووحدة أراضيها، وليت لمومومبا ما فعل، إذ تبدأ الضغوط البلجيكية والأمريكية للحفاظ على مصالح الاستعمار في إفريقيا، ولكن لمومومبا لم يخضع للترغيب أو الترهيب. فجأةً يختفي لومومبا في 17 يناير عام 1961م، وفجأة تظهر جثته مع جثث بعض أخلص رفاقه قتلى في كاتنگا في 5 فبراير، وتنتهي حياة الرجل، ويذهب الجميع إلى أن الخائن تشومبي هو الذي قام باختطافه وقتله، ولكن الوثائق الجديدة السابق التنويه عنها في بداية هذه السطور تضع شكلاً آخر للحادث، إذ تكشف الوثائق البلجيكية أن قتل لمومومبا تم بناء على خطة بلجيكية عرفت باسم خطة "باراكودا" وبدعم من المخابرات الأمريكية التي تكشف وثائقها رسائل "دالاس" إلى مندوب وكالة المخابرات الأمريكية بالمنطقة بضرورة التخلص من لومومبا، وأنه " يأتي على قمة الأولويات القصوى في عملنا".
ويظهر دور الشريك الثالث في المؤامرة؛ الأمم المتحدة، إذ تكشف سجلاتُها كل تعليماتِها برفع جميع أشكال الحماية عن لومومبا، وتكشف الوثائق المختلفة أن عملية الخطف تمت في 17 يناير 1961 وتم نقله، هو ورفاقه إلى مدينة "إليزابيث ڤيل" (لومومباشي حاليًا) وهناك تم تنفيذ عملية القتل في رئيس الوزراء ورفاقه في حضور مسئولين بلجيكيين، ومسئول المخابرات الأمريكية، ومسئولين من الأمم المتحدة منهم مساعد السكرتير العام للشئون السياسية "هايزنش ويشهوف"، ولكن ربك بالمرصاد، فقد زادت شهوة الخائن تشومبي؛ حيث طمع في حكم الكونغو، وذهب إليه جمع من السادة الدوليين، منهم "همرشولد" سكرتير عام الأمم المتحدة، وكثير ممن شاركوا في قتل لومومبا، فإذا بصديق الأمس يصير عدوهم، ويدبر حادثًا في نفس الإقليم "كاتنگا" لطائرتهم، ويلحق هذا الجمع جميعًا بلومومبا، وذلك في 18 سبتمبر 1961، ويفوز الخائن على الجميع، ولكن متاع قليل؛ حيث يتم القبض عليه في الجزائر في عام 1968م، وتنتهي حياته في 30 يونيه 1969، وترفض بلاده دفنه في ترابها، فيدفن عند أسياده في بلجيكا
ولكن لومومبا قاوم الاستعمار البلجيكي وأسس الحركة الوطنية عام 1958 وكانت أقوى الحركات السياسية في الكونغو. وحظي لومومبا بشعبية واسعة وقاد مظاهرات ومواجهات مع الاستعمار البلجيكي أدت إلى اعتقاله لمدة ستة أشهر، وأفرج عنه لإنجاح المفاوضات التي كانت تجري فيبروكسل لبحث مستقبل الكونغو، ونقل من السجن إلى بروكسل بالطائرة، وتم الاتفاق على استقلال الكونغو وإنهاء ثمانين عاما من الاستعمار البلجيكي.
باتريس والسياسة ..
يخرج من السجن إلى بلجيكا؛ ليشترك في مؤتمر المائدة المستديرة في "بروكسل"؛ لبحث مستقبل الكونغو، وفي 21 يونيو عام1960 يتم تعيينه أول رئيس وزراء وطني للكونغو، ويتم انتخاب "كازافوبو" رئيسًا للجمهورية، وفي يونيو عام 1960 يأتي ملك بلجيكا إلى الكونغو، وذلك لإعلان استقلال الكونغو، ويطالب الملك الوطنيين بعدم اتخاذ إجراءات متسرعة أو غير مدروسة، فيدمروا المدينة التي خلفها البلجكيين لهم، فيقوم لومومبا من مقعده. وبالرغم من أنه ليس له كلمة رسمية في الحفل، إلا أنه يتجه إلى المنصة متوجهًا لأبناء وطنه بالكلمة قائلاً: "أيها المناضلون من أجل الاستقلال، وأنتم اليوم منتصرون.. أتذكرون السخرة والعبودية التي فرضها علينا المستعمر، أتذكرون إهانتنا، وصفعنا طويلاً؛ لمجرد أننا زنوج في نظره، لقد استغلوا أرضنا، ونهبوا ثرواتنا، وكان ذلك بحجج قانونية؛ قانون وضعه الرجل الأبيض منحازًا انحيازًا كاملاً له.. ضد الرجل الأسود. لقد تعرضنا للرصاص والسجون، وذلك لمجرد أننا نسعى للحفاظ على كرامتنا كبشر". وبعد هذا الاجتماع مباشرة أصدر لمومومبا عدة قرارات؛ لإبعاد البلجيكيين عن إدارة شئون البلاد، وكان لا بد من وقف هذا الرجل، وقد أراد لمومومبا أن يمنع استغلال الاستعمار لأي جبهة وطنية، فجمع جميع القوى الوطنية في حكومته التي استمرت ثمانية أشهر، ولكن النفوس الضعيفة تظهر في مثل هذه المواقف، فيظهر "مويس تشومبي" (1919-1969م) الذي تربى في أحضان الاستعمار وعلى فتات موائدهم، فيعلن استقلال أغنى إقليم بالبلاد عن الحكومة المركزية، وهو إقليم كاتانجا، إقليم الماس والنحاس.
ويقوم تشومبي في 11 يوليو عام 1960م، بإعلان الحرب على حكومة لومومبا، ولكن من أين له بجنود من وطنه؟ فتأتي له بلجيكا بالمرتزقة من أوروبا، ويطالب لمومومبا تدخل الأمم المتحدة لحماية استقلال البلاد ووحدة أراضيها، وليت لمومومبا ما فعل، إذ تبدأ الضغوط البلجيكية والأمريكية للحفاظ على مصالح الاستعمار في إفريقيا، ولكن لمومومبا لم يخضع للترغيب أو الترهيب. فجأةً يختفي لومومبا في 17 يناير عام 1961م، وفجأة تظهر جثته مع جثث بعض أخلص رفاقه قتلى في كاتنگا في 5 فبراير، وتنتهي حياة الرجل، ويذهب الجميع إلى أن الخائن تشومبي هو الذي قام باختطافه وقتله، ولكن الوثائق الجديدة السابق التنويه عنها في بداية هذه السطور تضع شكلاً آخر للحادث، إذ تكشف الوثائق البلجيكية أن قتل لمومومبا تم بناء على خطة بلجيكية عرفت باسم خطة "باراكودا" وبدعم من المخابرات الأمريكية التي تكشف وثائقها رسائل "دالاس" إلى مندوب وكالة المخابرات الأمريكية بالمنطقة بضرورة التخلص من لومومبا، وأنه " يأتي على قمة الأولويات القصوى في عملنا".
ويظهر دور الشريك الثالث في المؤامرة؛ الأمم المتحدة، إذ تكشف سجلاتُها كل تعليماتِها برفع جميع أشكال الحماية عن لومومبا، وتكشف الوثائق المختلفة أن عملية الخطف تمت في 17 يناير 1961 وتم نقله، هو ورفاقه إلى مدينة "إليزابيث ڤيل" (لومومباشي حاليًا) وهناك تم تنفيذ عملية القتل في رئيس الوزراء ورفاقه في حضور مسئولين بلجيكيين، ومسئول المخابرات الأمريكية، ومسئولين من الأمم المتحدة منهم مساعد السكرتير العام للشئون السياسية "هايزنش ويشهوف"، ولكن ربك بالمرصاد، فقد زادت شهوة الخائن تشومبي؛ حيث طمع في حكم الكونغو، وذهب إليه جمع من السادة الدوليين، منهم "همرشولد" سكرتير عام الأمم المتحدة، وكثير ممن شاركوا في قتل لومومبا، فإذا بصديق الأمس يصير عدوهم، ويدبر حادثًا في نفس الإقليم "كاتنگا" لطائرتهم، ويلحق هذا الجمع جميعًا بلومومبا، وذلك في 18 سبتمبر 1961، ويفوز الخائن على الجميع، ولكن متاع قليل؛ حيث يتم القبض عليه في الجزائر في عام 1968م، وتنتهي حياته في 30 يونيه 1969، وترفض بلاده دفنه في ترابها، فيدفن عند أسياده في بلجيكا