- الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:49 pm
#58791
• انهيار الاتحاد السوفيتي :
*منذ انتصار الحلفاء العسكري عام 1945م . قرر الإتحاد السوفيتي بقيادة " ستالين" أن يكون قوة عالمية عظمى , وفي أقل من خمس سنين ضم إليه كلاً من : لاتفيا ولتوانيا واستونيا وأجزاء من فنلندا واليابان وفرص الحكم الشيوعي على شعوب : بولندا وتشيكوسلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا وكوريا الشمالية .
وخلال السنوات الثلاثين التالية ( 1945- 1975) أقام الكرملين دولاً تدور في فلكه ضمت : ألمانيا الشرقية وكوبا وفيتنام وكمبوديا ولاوس وانجولا وموزمبيق وإثيوبيا وأفغانستان ونيكاراجوا واليمن الجنوبي ... وغيرها من الدول التي اشترى صداقتها لمجرد عدائها لأمريكا وأوروبا الغربية الاستعمارية , وكان في حرب مستمرة حتى العام 1985م عندما تولى " جورباتشوف" رئاسة الإتحاد السوفيتي , والذي اظهر براعة في السياسة الخارجية السوفيتية , ويقول الرئيس الأمريكي نيكسون في كتابه " نصر بلا حرب" / التقيت بثلاثة من القادة الرئيسيين للإتحاد السوفيتي في فترة ما بعد الحرب / خروشوف وبريجينيف وجورباتشوف والأخير أكفأ الثلاثة – لكن دون مبالغة تجعل البعض يشبهه بالمسيح لأنه يعطي طول الوقت أشياء طيبة ولا يقابل بشيء غير الرفض " ويضيف : أن البعض منا امتدح "ستالين" ولون عينيه الرماديتين والبعض تصور " خروشوف" كفلاح ساذج لم يحصل على قدر كافي من التعليم ويفرط في الشراب وذو سلوك جاف وخشن , والبعض وصف "بريجينيف" بالنهم والسلوك الغريب مع ميله لارتداء القمصان الحريرية الفرنسية , وقيل عن خلفه " اندروبوف" أنه يلعب التنس ويسمع موسيقى الجاز الأمريكية ويفضل الويسكي الاسكتلندي ويمارس الفن التجريدي , لكن هذه الأوصاف كلها لم تطابق الواقع , فقد كان " ستالين" الأكثر عنفاً وقسوة وسذاجة " خروشوف" هي التي بنت سور برلين أما برجينيف فهو الذي أقام أكبر حشد للأسلحة والقوات لدولة في تاريخ العالم , واندروبوف كان الرئيس لأجهزة الأمن والمخابرات السوفيتية الأكثر قسوة وعنفاً في العالم , ولم يكن جورباتشوف سوى نسخة مكررة عن أسلافه وليس ذلك الرجال الطيب , هذا كان رأي نيكسون قبل عامين فقط من انهيار الإتحاد السوفيتي على أيدي جورباتشوف الذي أعلن ضمنياً أن الأيديولوجية الشيوعية فقدت بريقها...!
وكان لفشل سياساته الاقتصادية الإصلاحية وراء تفكك الإتحاد السوفيتي رغم الموارد البشرية والمادية الهائلة , فلم يصل إلى درجة التقدم الاقتصادي لدول مثل : ايطاليا وألمانيا وفرنسا واليابان وكندا , وقد تفشت داخله عوامل الفساد , وتدنى مستوى المعيشة لدرجة كان العامل الروسي يضطر فيها للعمل ليل نهار للحصول على ما يكفيه لشراء سيارة , لكنه بالمقابل كان دليه أكبر قوة عسكرية برية في العالم , لكن هذه القوة دون نمو اقتصادي لن تستمر طويلاً , وقد أسرع الصينيون في الأخذ بالإصلاحات الاقتصادية وتصالحت مع نفسها ومع العالم , متخلية عن أيديولوجيتها بعد وفاة المؤسسين الأوائل للصين الشيوعية وغدت نمراً صناعياً يتفوق على الاتحاد السوفيتي الذي لم تفلح معه السياسات الإصلاحية لجورباتشوف والتي قامت على ثلاث أسس هي :
"الجلاسنوست" أي الشفافية في التعامل والانفتاح على الأخر والصراحة والوضوح في حل المشاكل ونشر الديمقراطية لتشجيع الناس على المبادرة والابتكار و " البريسترويكا" بمعنى إعادة البناء الإداري والاقتصادي وتشجيع التجارة والمشروعات المشتركة الخاصة والعامة ما بين الشرق والغرب .
ولم ينجح أمام الديمقراطية السوفيتية المتحجرة , والأيديولوجية الشيوعية المؤمنة بالنظم الاشتراكية الشمولية التي تجعل الفرد عبد للمؤسسة وليس سيداً حراً يقودها إلى النجاح , بل يسير مع فشلها قنوعاً راضياً .
* وكانت النتيجة أن " جورباتشوف" أعلن بنفسه سقوط اتحاد الجمهوريات السوفيتية , ليخرج نفسه منها خمسة عشر جمهورية بينها جمهورية روسيا , التي تحمل مفاتيح أسلحة الدمار الشامل في خزائنها , فلم يعد هناك شيء يجعل بقاء جمهوريات الاتحاد السوفيتي متحدة إذا ما لم يكن يملك تلك القيادة المؤمنة بهذا الاتحاد , وهو ما حدث مع الخلافة العثمانية من انهيار بدأ قبل مائة عام من سقوطها مستسلمة مهزومة في الحرب العالمية الأولى على أيدي الدول الأوروبية , وهو نفس المصير الذي وصل إليه الاتحاد السوفيتي من التفكك في العام 1990م في نصر أمريكي عليها تحقق دون حرب
*منذ انتصار الحلفاء العسكري عام 1945م . قرر الإتحاد السوفيتي بقيادة " ستالين" أن يكون قوة عالمية عظمى , وفي أقل من خمس سنين ضم إليه كلاً من : لاتفيا ولتوانيا واستونيا وأجزاء من فنلندا واليابان وفرص الحكم الشيوعي على شعوب : بولندا وتشيكوسلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا وكوريا الشمالية .
وخلال السنوات الثلاثين التالية ( 1945- 1975) أقام الكرملين دولاً تدور في فلكه ضمت : ألمانيا الشرقية وكوبا وفيتنام وكمبوديا ولاوس وانجولا وموزمبيق وإثيوبيا وأفغانستان ونيكاراجوا واليمن الجنوبي ... وغيرها من الدول التي اشترى صداقتها لمجرد عدائها لأمريكا وأوروبا الغربية الاستعمارية , وكان في حرب مستمرة حتى العام 1985م عندما تولى " جورباتشوف" رئاسة الإتحاد السوفيتي , والذي اظهر براعة في السياسة الخارجية السوفيتية , ويقول الرئيس الأمريكي نيكسون في كتابه " نصر بلا حرب" / التقيت بثلاثة من القادة الرئيسيين للإتحاد السوفيتي في فترة ما بعد الحرب / خروشوف وبريجينيف وجورباتشوف والأخير أكفأ الثلاثة – لكن دون مبالغة تجعل البعض يشبهه بالمسيح لأنه يعطي طول الوقت أشياء طيبة ولا يقابل بشيء غير الرفض " ويضيف : أن البعض منا امتدح "ستالين" ولون عينيه الرماديتين والبعض تصور " خروشوف" كفلاح ساذج لم يحصل على قدر كافي من التعليم ويفرط في الشراب وذو سلوك جاف وخشن , والبعض وصف "بريجينيف" بالنهم والسلوك الغريب مع ميله لارتداء القمصان الحريرية الفرنسية , وقيل عن خلفه " اندروبوف" أنه يلعب التنس ويسمع موسيقى الجاز الأمريكية ويفضل الويسكي الاسكتلندي ويمارس الفن التجريدي , لكن هذه الأوصاف كلها لم تطابق الواقع , فقد كان " ستالين" الأكثر عنفاً وقسوة وسذاجة " خروشوف" هي التي بنت سور برلين أما برجينيف فهو الذي أقام أكبر حشد للأسلحة والقوات لدولة في تاريخ العالم , واندروبوف كان الرئيس لأجهزة الأمن والمخابرات السوفيتية الأكثر قسوة وعنفاً في العالم , ولم يكن جورباتشوف سوى نسخة مكررة عن أسلافه وليس ذلك الرجال الطيب , هذا كان رأي نيكسون قبل عامين فقط من انهيار الإتحاد السوفيتي على أيدي جورباتشوف الذي أعلن ضمنياً أن الأيديولوجية الشيوعية فقدت بريقها...!
وكان لفشل سياساته الاقتصادية الإصلاحية وراء تفكك الإتحاد السوفيتي رغم الموارد البشرية والمادية الهائلة , فلم يصل إلى درجة التقدم الاقتصادي لدول مثل : ايطاليا وألمانيا وفرنسا واليابان وكندا , وقد تفشت داخله عوامل الفساد , وتدنى مستوى المعيشة لدرجة كان العامل الروسي يضطر فيها للعمل ليل نهار للحصول على ما يكفيه لشراء سيارة , لكنه بالمقابل كان دليه أكبر قوة عسكرية برية في العالم , لكن هذه القوة دون نمو اقتصادي لن تستمر طويلاً , وقد أسرع الصينيون في الأخذ بالإصلاحات الاقتصادية وتصالحت مع نفسها ومع العالم , متخلية عن أيديولوجيتها بعد وفاة المؤسسين الأوائل للصين الشيوعية وغدت نمراً صناعياً يتفوق على الاتحاد السوفيتي الذي لم تفلح معه السياسات الإصلاحية لجورباتشوف والتي قامت على ثلاث أسس هي :
"الجلاسنوست" أي الشفافية في التعامل والانفتاح على الأخر والصراحة والوضوح في حل المشاكل ونشر الديمقراطية لتشجيع الناس على المبادرة والابتكار و " البريسترويكا" بمعنى إعادة البناء الإداري والاقتصادي وتشجيع التجارة والمشروعات المشتركة الخاصة والعامة ما بين الشرق والغرب .
ولم ينجح أمام الديمقراطية السوفيتية المتحجرة , والأيديولوجية الشيوعية المؤمنة بالنظم الاشتراكية الشمولية التي تجعل الفرد عبد للمؤسسة وليس سيداً حراً يقودها إلى النجاح , بل يسير مع فشلها قنوعاً راضياً .
* وكانت النتيجة أن " جورباتشوف" أعلن بنفسه سقوط اتحاد الجمهوريات السوفيتية , ليخرج نفسه منها خمسة عشر جمهورية بينها جمهورية روسيا , التي تحمل مفاتيح أسلحة الدمار الشامل في خزائنها , فلم يعد هناك شيء يجعل بقاء جمهوريات الاتحاد السوفيتي متحدة إذا ما لم يكن يملك تلك القيادة المؤمنة بهذا الاتحاد , وهو ما حدث مع الخلافة العثمانية من انهيار بدأ قبل مائة عام من سقوطها مستسلمة مهزومة في الحرب العالمية الأولى على أيدي الدول الأوروبية , وهو نفس المصير الذي وصل إليه الاتحاد السوفيتي من التفكك في العام 1990م في نصر أمريكي عليها تحقق دون حرب