منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#60198
مثل عربي دارج منذ قديم الزمن ، ويُعد من أشهر الأمثال العربية (( الكثرة تغلب الشجاعة ))
ويبدوا لي حتى أمثالنا والتي نضرب بها الواقع لأخذ الدروس والعضة والعبر . أصبحت كمثيلاتها العربية ، والتي تعكس غير ما ألفينا عليه آباءنا وأجدادنا .
فإن وضعنا هذا المثل فقط على واقعنا العربي بصيغة تُلائم الحال لأصبح (( الكثرة لا تغلب الشجاعة )) .
ففي آخر احصائية عربية لتعداد السكاني ، ثلاثمائة وخمسون مليون مواطن عربي فلو استثنينا 23 مواطن شجاع ، أصبح لدينا ثلاثمائة وتسعة وأربعون مليون وتسعمائة وتسعة وتسعين ألف وتسعمائة وسبعة وسبعين مواطن عربي جبان .
حيث أن مصير هؤلاء الملايين من المواطنين في الوطن العربي ، يتحكم في مصيرهم 23 فرد فقط ..!!!
فيحرمنهم من أموالهم ويسخرون من أحلامهم ويستولون على خيرات أرضهم ، فإن أخذوا من حقهم شيئا يرونها نعمة لا تعد ولا تحصى . فبقدر ما ثار الملايين من الشارع العربي على قادتهم 23 فرد ، فعند أول رفعة حاجب وصيحة غاضب تهدءوا هذه الملايين ، فينطبق عكس المثل العربي الشهير (( الكثرة لا تغلب الشجاعة )) .



وهذا يأخذنا إلى القمة العربية قمة ((دعم صمود القدس )) المنعقدة في سرت الليبية ، والتي لم يجف حبر قراراتها بعد ، بل ولم تغادرها بعض الوفود ، والتي تمخضت (( الاستمرار في عملية السلام )) (( السلام غير المباشر )) . فما كان من الجانب الإسرائيلي إلا ويرد على هذه القمة ، بقمة التهجم والتهكم والاستخفاف بقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوا (( على القادة العرب أن يكونُ أكثر اعتدال حيال القضية الفلسطينية الإسرائيلية )) . فالحقيقة استطاعت دولة اسرائيل هذه الدولة الوحيدة في جسد الوطن العربي الغير عربي ، أن تجعل من 23 دولة أقزاما . بل وبكل ما تفعله من أفعال في فلسطين وأقوال في القادة العرب ، فلا نجد من القادة إلاَ الاستمرار في عملية السلام . فقط استطاعت (( دولة )) اسرائيل أن تجعل من 23 دولة كالشارع العربي ، لنطبق عكس المثل الشهير تمام (( الكثرة لا تغلب الشجاعة )) .