الصصراع الصيني الامريكي

[ممدوح تيسير العتيبي]

إذا نظرنا إلي الساحة العالمية الآن سوف نلاحظ ان موازين القوي قد اختلفت
واصبح الواقع يقول ان هناك صعود لقوي جديدة
تتمثل في بلاد مثل البرازيل والهند وخصوصا العملاق الصيني

جميعنا نلاحظ هذا الصعود الرهيب في منحني القوة الصينية سواء اقتصاديا وسياسيا
وغزو السوق الصيني بمنتجاته جميع البلاد بأسعار رخيصة
وبجودة تناسب امكانيات كل دولة علي حدا ...

بل واستغلت الصين بذكاء سوء العلاقات الامريكية مع العديد من الدول بسبب العداوات التي اكتسبتها امريكا في العقد الماضي
لتجعلها سوقا ضخم لها بأسلوب ناعم وسلس لتكسب اسواق جديدة لتصبح القوي المصدرة الأولي في العالم

وفي نفس الوقت يقابل الصعود الصيني تدني امريكي وهبوط عام لجميع مؤشراته
بل وتراجع امريكا من كونها كانت تتحكم في ثلثي الاقتصاد العالمي في بداية الألفية الجديدة
إلي ترهل اقتصادي يقل تدريجيا حتي وصلت إلي اقل من الربع في ظرف عشر سنوات بسبب سياساتها الخطائة
وحروبها المستمرة التي كلفتها الكثير وباتت نقمة عليها
ومازال الهبوط مستمر

وليوضح لنا تلك الطفرة العظيمة لشعب كان يعاني من المجاعات ومات منه اكثر من 10 ملايين شخص بسببها منذ 40 عاما
لشعب اصبح يؤرق نوم امريكا ليزاحمها بقوة علي الزعامة العالمية بل لن نبالغ ان قلنا انه اصبح يشاطرها حاليا نفس المكانة

هنا زادت سيطرة الصين اقتصاديا والجميع اصبح يتوقع لها
انها قد تصبح القوي الأولي في العالم في العام 2020 بانفراد
وفضحت الصين عورة امريكا التي كانت تساهم في سد جزء من عجز موازنتها المستمر في الاعوام الماضية..

وكشفت الفرق الواضح بين الشعب الأمريكي المستهلك والشعب الصيني المدخر للموارد والطامع في التقدم..

وايضا الفرق في التعليم حيث اصبح العاملون علي نظام التعليم في امريكا همهم الأساسي هو تطوير المستوي التعليمي لكي يقابل مثيلاتها في الصين واليابان بعد ان لاحظوا ان مستوي التعليم في امريكا اصبح يقل كثيرا عن تلك الدول الصاعدة ... واصبح الطلاب اقل نبوغا منهم ..

في الفترة السابقة دخلت الصين في عملية دعم السيادة علي اراضيها
وابعاد امريكا عن اي تدخل في اراضيها او سياساتها وسيادتها
ونجحت في ذلك واصبحت مستقلة في القرار ولا ترضح لاي قرار خارجي لامريكا

بل انها قامت بإذلالها
عندما اجبرتها لأن تعتذر في بداية الألفية
لاقتحام احد الطائرات المجال الجوي الصيني
بل قامت بشحن الطائرة والطيار علي احدي السفن لامريكا

وفي الوقت التي تحاول الصين فرض السيطرة علي منطقة الملاحة البحرية والبحر الصيني
وتقوم بابعاد السفن الامريكية من منطقتها بل تتهمها بالتجسس علي قواعدها
باتت امريكا في وضع محرج واصبحت غاضبة جدا من التنين الصيني مع تصاعد قوته

وباتت رسائل بكين المتتالية لواشنطن بأنها لن تسمح بأن يتم انتهاك اراضيها
مما جعل امريكا في حالة تأهب وتنفر واصبح البلدين علي صفيح ساخن
مع توقع حرب باردة بين تلك القوتين غير معروفة الملامح

بل وصل الأمر انه اصبح هناك تكهنات ان كلا منهم متأهب لحرب عالمية قد تكون ثالثة ان لزم الأمر

تتعاون فيها كوريا الجنوبية مع امريكا
والصين مع حليفتها الأولي كوريا الشمالية

حتي اننا نجد امريكا تجعل من تلك الارهاصات حجة للعمل علي رفع ميزانية الدفاع بدعوي الحذر من الصين مع رفض شعبي لذلك بسبب المشكلات الاقتصادية ودعم التأمين الصحي في امريكا واولوياته تلك الأمور هناك

اعتقد ان ملامح العالم قد تغيرت ويجب ان نكون واعين لذلك في تحالفتنا القادمة ..
وان نأخذ من تجارب مثل الصين في دعم اقتصادياتنا لننال السيادة علي اراضينا من اي تدخل خبيث من الخارج .. فلن تتحقق السيادة ابدا الا بالقوة الاقتصادية

فحتي الصين القوية كانت تعاني حتي وقت قريب من مشكلات سيادية
فما بالنا ونحن مازلنا في اول طريق مهدد بالأشوك ..!!

الاعوام القادمة ستشهد من وجهة نظري متباينه صعود وهبوط رهيبة قد تنعكس علينا كعرب ونستفيد منها ...
فمن يدري .. قد نجد امريكا في اعوام قريبة تتسول المعونات من شرق اسيا !!


مشاركات: 6219
اشترك في: الخميس أكتوبر 07, 2010 4:12 pm
الحالة : غير متصل أعلى
--------------------------------------------------------------------------------