- الخميس مايو 02, 2013 7:56 pm
#61685
الزمان/ 13رمضان - 198هـ
المكان/ قرطبة ـ الأندلس المفقود .
الموضوع/ أهل قرطبة يثورون على الحكم بن هشام لكثرة فساده .
الأحداث/
مفكرة الإسلام : أحداث تاريخ هذه الأمة به الكثير من المواقف اللامعة لجمهور المسلمين الذين يظن فيهم كل طاغية وعدو للإسلام أنهم فئة لا وزن لهم ولا قيمة لمشاعرهم وأنه طالما هم يأكلون ويشربون ويتناسلون فذلك ضمان أبدي لسكوتهم السرمدي، هذه المواقف تثبت حقيقة ثابتة لابد أن يعيها المسلمون الآن وهي أن الأغلبية الصامتة لها حد عنده لابد أن تتحرك وتثور وتغير الواقع الأليم وتحافظ على ثوابتها وعقيدتها ضد كل عدو وطامع، ومهما كان الثمن غاليًا والتضحية عظيمة، إلا أن ثورة العوام لا تتوقف أبدًا عبر أي زمن من الأزمان، وصفحتنا هذه خير دليل على ذلك.
عندما قامت دولة بني أمية في الأندلس بدأت قوية فتية متسعة بفضل مؤسسها صقر قريش عبد الرحمن الداخل الذي اتبع سياسة حكيمة وكان داهية حازماً سريعاً في حركاته واستمر قرابة الخمس والثلاثين سنة يشيد الدولة الأموية هناك حتى مات سنة 171هـ وخلفه ولده هشام الذي سار على نهج أبيه مع زيادة في الورع ومراعاة أحكام الشرع وكان محباً للعلماء شديداً على الأعداء بلغ الإسلام في عهده أوج قوته حتى أنه لم يعد هناك أي أسير مسلم بيد الأعداء واستمر على ذلك حتى مات سنة 180هـ وخلفه ابنه الحكم الذي لم يكن على سيرة أبيه وجده فقد كان الحكم صارماً حازماً قاسياً استكثر من شراء المماليك وخاصة الصقالبة وتشبه الحكم بالجبابرة واتخذ الأستار والحجب .
لأن الناس قد عاصروا عهدي عبد الرحمن وولده هشام وما كان لعيه من العدل والفضل فقد هالهم ما كان عليه الحكم من التشبه بالظالمين خاصة أن الحكم قد تظاهر بشرب الخمر والإنهماك في اللذات وكان قرطبة حاضرة الخلافة دار علم وبها فضلاء في العلم والورع فثار أهلها على الحكم ورجموه بالحجارة عند خروجه للصلاة ولكنه امتنع بجنوده ثم سكن الأمر ثم اجتمع أهل قرطبة وفقهاؤها وحضروا عند محمد بن القاسم المرواني وبايعوه وكان الحكم الذي عزلوه لفسقه وتظاهره بالفجور ولكن محمد بن القاسم يطلع الحكم على الأمر فأخذ الحكم وجهاء قرطبة وفقهاؤها وصلبهم جميعاً وكان تعدادهم اثنين وسبعين رجلاً وكان يوماً شنيعاً وتمكنت عداوة الناس للحكم .
تنامت الكراهية والعداوة في قلوب أهل قرطبة ضد أميرهم الحكم فهو طاغية سفك دماءهم وهو كثير التشاغل باللهو والصيد والشرب وركوب الشهوات هذا بجانب حاشيته الظالمة الجائرة كان ينادون عليه عند انقضاء الآذان 'الصلاة يا مخمور الصلاة' فأضمر الحكم لهم الشر ونوى على الإيقاع بهم فبنى الأسوار والخنادق حول المدينة واستكثر من المماليك الصقالبة وسلحهم وجعلهم على باب قصره ثم وقعت ثلاث حوادث متتالية أدت لإشتعال الثورة في قرطبة أولها زيادة الضرائب عليهم ثم قيام الحكم بقتل عشرة من رؤوس البلد وصلبهم منكوسين ثم قيام مملوك له بقتل أحد أهل المدينة لأنه طالبه بثمن صقل سيفه فهاج أهل قرطبة عند هذه الحادثة وكان أول من هاج منهم أهل منطقة الربض وكان معظم أهلها من الفقهاء والعباد الصالحين وخرج يقودهم المحدث الشهير يحيى بن أبي يحيي الليثي راوي الموطأ وناشر مذهب مالك في الأندلس وذلك في 13 رمضان سنة 198هـ واجتمع مع أهل المربض كل أهل قرطبة وخرجوا في ثورة عارمة على الظلم والطغيان وساروا إلى قلعة الحكم الذي لبس ملابس الحرب وخرج لقتالهم بنفسه ولما رأى أنه لا طاقة له بهم قام بعمل خسيس يدل على أخلاقه وسلوكه فقد قام بإرسال مجموعة من جنوده إلى بيوت الثائرين ولم يكن بها سوى النساء والأطفال فأحرقوا هذه الدور علي من فيها فلما رأى الثائرون ذلك عادوا مسرعين لنجدة أهليهم فأوقع الجند بهم مقتلة عظيمة وأخذ الحكم من الأسرى ثلاثمائة من وجوههم فقتلهم وصلبهم منكسين وأقام النهب والقتل والحريق والخراب في قرطبة ثلاثة أيام .
بعد القضاء على هذه الثورة أمر الحكم بإجلاء أهل الربض عن الأندلس كلها وأمهلهم ثلاثة أيام من بقي منهم بالمدينة بعدها قتله وصلبه , فخرج أهل الربض وأغلبهم من الفقهاء والصالحين والوجهاء من الأندلس هائمين على وجوههم فدخلت مجموعة منهم الإسكندرية ومكثت فيها فترة ثم خرجوا منها إلى قبرص وأقاموا فيها دولة للإسلام عرفت باسم الدولة الكلبية استمرت بقبرص مائة وخمسين سنة والمجموعة الأخرى دخلت بلاد المغرب , ولم يمهل الله الحكم طويلاً حيث أخذته الأمراض والعلل وندم على شدته مع أهل الربض وتمنى لو أنه لم يفعل معهم ذلك وندم حيث لا ينفع الندم .
من أسوأ آثار هذه الموقعة هو استغلال شارلمان الصليبي هذه الأحداث الدائرة واستولى على مدينة برشلونة وجعلها عاصمة بلاده ولقد صارت برشلونة بعد ذلك شوكة في حلق المسلمين في الأندلس وصارت نقطة تجميع وانطلاق للعدوان الصليبي على المسلمين
المكان/ قرطبة ـ الأندلس المفقود .
الموضوع/ أهل قرطبة يثورون على الحكم بن هشام لكثرة فساده .
الأحداث/
مفكرة الإسلام : أحداث تاريخ هذه الأمة به الكثير من المواقف اللامعة لجمهور المسلمين الذين يظن فيهم كل طاغية وعدو للإسلام أنهم فئة لا وزن لهم ولا قيمة لمشاعرهم وأنه طالما هم يأكلون ويشربون ويتناسلون فذلك ضمان أبدي لسكوتهم السرمدي، هذه المواقف تثبت حقيقة ثابتة لابد أن يعيها المسلمون الآن وهي أن الأغلبية الصامتة لها حد عنده لابد أن تتحرك وتثور وتغير الواقع الأليم وتحافظ على ثوابتها وعقيدتها ضد كل عدو وطامع، ومهما كان الثمن غاليًا والتضحية عظيمة، إلا أن ثورة العوام لا تتوقف أبدًا عبر أي زمن من الأزمان، وصفحتنا هذه خير دليل على ذلك.
عندما قامت دولة بني أمية في الأندلس بدأت قوية فتية متسعة بفضل مؤسسها صقر قريش عبد الرحمن الداخل الذي اتبع سياسة حكيمة وكان داهية حازماً سريعاً في حركاته واستمر قرابة الخمس والثلاثين سنة يشيد الدولة الأموية هناك حتى مات سنة 171هـ وخلفه ولده هشام الذي سار على نهج أبيه مع زيادة في الورع ومراعاة أحكام الشرع وكان محباً للعلماء شديداً على الأعداء بلغ الإسلام في عهده أوج قوته حتى أنه لم يعد هناك أي أسير مسلم بيد الأعداء واستمر على ذلك حتى مات سنة 180هـ وخلفه ابنه الحكم الذي لم يكن على سيرة أبيه وجده فقد كان الحكم صارماً حازماً قاسياً استكثر من شراء المماليك وخاصة الصقالبة وتشبه الحكم بالجبابرة واتخذ الأستار والحجب .
لأن الناس قد عاصروا عهدي عبد الرحمن وولده هشام وما كان لعيه من العدل والفضل فقد هالهم ما كان عليه الحكم من التشبه بالظالمين خاصة أن الحكم قد تظاهر بشرب الخمر والإنهماك في اللذات وكان قرطبة حاضرة الخلافة دار علم وبها فضلاء في العلم والورع فثار أهلها على الحكم ورجموه بالحجارة عند خروجه للصلاة ولكنه امتنع بجنوده ثم سكن الأمر ثم اجتمع أهل قرطبة وفقهاؤها وحضروا عند محمد بن القاسم المرواني وبايعوه وكان الحكم الذي عزلوه لفسقه وتظاهره بالفجور ولكن محمد بن القاسم يطلع الحكم على الأمر فأخذ الحكم وجهاء قرطبة وفقهاؤها وصلبهم جميعاً وكان تعدادهم اثنين وسبعين رجلاً وكان يوماً شنيعاً وتمكنت عداوة الناس للحكم .
تنامت الكراهية والعداوة في قلوب أهل قرطبة ضد أميرهم الحكم فهو طاغية سفك دماءهم وهو كثير التشاغل باللهو والصيد والشرب وركوب الشهوات هذا بجانب حاشيته الظالمة الجائرة كان ينادون عليه عند انقضاء الآذان 'الصلاة يا مخمور الصلاة' فأضمر الحكم لهم الشر ونوى على الإيقاع بهم فبنى الأسوار والخنادق حول المدينة واستكثر من المماليك الصقالبة وسلحهم وجعلهم على باب قصره ثم وقعت ثلاث حوادث متتالية أدت لإشتعال الثورة في قرطبة أولها زيادة الضرائب عليهم ثم قيام الحكم بقتل عشرة من رؤوس البلد وصلبهم منكوسين ثم قيام مملوك له بقتل أحد أهل المدينة لأنه طالبه بثمن صقل سيفه فهاج أهل قرطبة عند هذه الحادثة وكان أول من هاج منهم أهل منطقة الربض وكان معظم أهلها من الفقهاء والعباد الصالحين وخرج يقودهم المحدث الشهير يحيى بن أبي يحيي الليثي راوي الموطأ وناشر مذهب مالك في الأندلس وذلك في 13 رمضان سنة 198هـ واجتمع مع أهل المربض كل أهل قرطبة وخرجوا في ثورة عارمة على الظلم والطغيان وساروا إلى قلعة الحكم الذي لبس ملابس الحرب وخرج لقتالهم بنفسه ولما رأى أنه لا طاقة له بهم قام بعمل خسيس يدل على أخلاقه وسلوكه فقد قام بإرسال مجموعة من جنوده إلى بيوت الثائرين ولم يكن بها سوى النساء والأطفال فأحرقوا هذه الدور علي من فيها فلما رأى الثائرون ذلك عادوا مسرعين لنجدة أهليهم فأوقع الجند بهم مقتلة عظيمة وأخذ الحكم من الأسرى ثلاثمائة من وجوههم فقتلهم وصلبهم منكسين وأقام النهب والقتل والحريق والخراب في قرطبة ثلاثة أيام .
بعد القضاء على هذه الثورة أمر الحكم بإجلاء أهل الربض عن الأندلس كلها وأمهلهم ثلاثة أيام من بقي منهم بالمدينة بعدها قتله وصلبه , فخرج أهل الربض وأغلبهم من الفقهاء والصالحين والوجهاء من الأندلس هائمين على وجوههم فدخلت مجموعة منهم الإسكندرية ومكثت فيها فترة ثم خرجوا منها إلى قبرص وأقاموا فيها دولة للإسلام عرفت باسم الدولة الكلبية استمرت بقبرص مائة وخمسين سنة والمجموعة الأخرى دخلت بلاد المغرب , ولم يمهل الله الحكم طويلاً حيث أخذته الأمراض والعلل وندم على شدته مع أهل الربض وتمنى لو أنه لم يفعل معهم ذلك وندم حيث لا ينفع الندم .
من أسوأ آثار هذه الموقعة هو استغلال شارلمان الصليبي هذه الأحداث الدائرة واستولى على مدينة برشلونة وجعلها عاصمة بلاده ولقد صارت برشلونة بعد ذلك شوكة في حلق المسلمين في الأندلس وصارت نقطة تجميع وانطلاق للعدوان الصليبي على المسلمين