منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#62362
الأقليات المسلمة في منطقة ما، يسري بينها روح خاصة تجذب الغريب إلى الغريب، هذا الشعور، يحس به من عاناه، أكثر من الذي يقرأ عنه، وقد عبر عن هذه الحقيقة امرؤ القيس لما زار قيصر وأحس بغربته لما كان قرب أنقرة فقال:

أجارتنا إن المزار قريب وإني مقيم ما أقام عسيب أجارتنا إنا غريبان ههنا وكل غريب للغريب نسيب



وقد أصبح الشطر الثاني من البيت الثاني، مثلًا يضرب في التقارب بين كل غريبين في ديار الغربة.

(وكل غريب للغريب نسيب)




هذا الشعور يقرب الغريب إلى الغريب؛ في المصنع وفي الحي السكني، وفي المتنزهات، ويُشعر كلًا منهما أنهما في خندق الحياة، في جبهة واحدة، تجاه عوامل الغربة وقسوة الفاقة والتسلط، والضياع والتشرذم والتبعثر والفوقية وإلغاء الهوية، والقوانين الجائرة والتمييز العنصري والعرقي والديني، ونظرة المواطن إلى هذا الغريب غير المرغوب فيه بشكل عام.



فإذا كانت الغربة وحدها تجمع الغريبين، فكيف إذا رفدها سبب آخر وهو اللغة مثلًا، أو اللون أو العرق؟ لا شك أن الرابطة ستكون أقوى، فكيف إذا كان الإسلام هو الرابط؟ فالإسلام وحد بين الاثنين، ورفعهما بالعقيدة إلى درجة الأخوة. قال الله تعال: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10] سورة الحجرات الآية 10، وهذه الرابطة أقوى من أي رابطة ذكرها علماء الاجتماع.



ومن إيجابيات الأقلية المسلمة في الغربة، وحدة المصير، وهذا ما يجعل أفراد هذه الأقلية يتوقعون الطوارئ لسبب من الأسباب، لذلك يلجؤون إلى تجمعات خاصة بهم، لحماية أنفسهم من عوادي الحاجة الملحة، للوقوف في وجه العوز المستمر، ولحماية أنفسهم من الذوبان والانصهار، في بوتقة مجتمع غير متقيد بالقيم التي نشأ عليها أفراد الأقلية المسلمة؛ من الأخلاق والحشمة والغيرة على الشرف، والعرض متحلل غالبًا من القيم في السلوك والطعام والشراب، كأكل لحم الخنزير وشرب المسكرات وحتى نظام البيت؛ فإنه يختلف؛ في نظام البيت المسلم تكون غرفة الضيوف الرجال، إلى جانب باب البيت الخارجي أو المدخل، بحيث يدخل الضيف ولا يرى ما في داخل البيت، حيث النساء محجوبات عن أنظار الرجال داخل البيت، ومحجبات خارج البيت، بينما لا يوجد شيء من هذا في نظام البيت لدى غير المسلمين.



والبيت المسلم نظيف، وهو طاهر للصلاة فيه، ويستعمل الماء للطهارة والوضوء استعدادًا للصلاة.



كان معنا في أوكسفورد في الدراسات العليا، أخ يحضر للدكتوراه، ورسالته (البيت المسلم).



السلبيات:

أما السلبيات؛ فأولها الزعامة والتزعم.

(كل ديك على مزبلته صياح) فلا بد للفرد إلا أن يسيطر على غيره. ومثل هذا السخف أو السذاجة التقوقع حول الوطنية والقومية بدل الإسلامية، كما ترى في المحافل.



فالعربي يلتف حول العربي.



والهندي مع الهندي.



والباكستاني مع الباكستاني.



وحتى العربي تجد:

السوري مع السوري.



واللبناني مع اللبناني.



والأردني مع الأردني.



والفلسطيني مع الفلسطيني.



والعراقي مع العراقي.



والمصري مع المصري.



والسوداني مع السوداني.



والسعودي مع السعودي..



ترى هذا في كل مكان تقريبًا؛ في مؤتمر أدبي أو شعبي أو ديني أو سياسي..



يجب أن نبحث عن وحدة العقيدة، لا وحدة العرق أو القطر أو اللون أو أي اعتبار آخر سوى اعتبار العقيدة.



المصدر/موقع الألوكه..