By طلال الحمالي 0 - الاثنين مايو 06, 2013 1:36 am
- الاثنين مايو 06, 2013 1:36 am
#62932
لست من أنصار نظرية المؤامرة. لكن إصرار العديد من الكتاب الروس- الذين يمثلون مراكز للدراسات الاستراتيجية - على البحث عن منطق التقسيم الطائفى فى صراعات حراك الربيع العربي السياسية، والذي أصبح محور موقف الدبلوماسية الروسية، وأدى لتشويه خلفيات وعوامل أزمات بلدان الربيع العربي، دفع للأعتقاد بأنهم يسعون لخدمة السياسة الأمريكية الساعية لتقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات طائفية.
كتب مازن عباس
العديد من المقالات تروج للمنطق الطائفى وتتجاهل التعاطي مع الصراع الدائر في المنطقة من زاوية المصالح الوطنية. ما يتشابه لحد التطابق مع توجهات قوى دينية متشددة من مختلف الطوائف فى مصر وبلدان الربيع العربي الأخرى. تلك القوى التي تستخدم نفس المنطق والأسلوب فى التعامل مع الوحدة الوطنية، لتمكينها من السلطة.
ما تسبب في أن تجتاح الساحات العربية أمواج التحزبات الطائفية. تبدأ من مسلم ومسيحى، وتستمر بين سنى وشيعى وعلوى، ونلمس بوضوح أن ترويج التيارات الدينية الطائفية – على اختلاف مذاهبها- يتركز على أن الحكم الإسلامي سيحرر أبناء الطوائف الأخرى. فيما تنطلق أبواق ممن وقعوا في فخ تكريس المنطق الطائفي لحراك الربيع العربي بالحديث عن أن المسلمين يمارسون أضطهادا على المسيحيين، أو أن العلويين يقتلون السنة، وتتعالي أصوات البعض من المسيحيين أو أبناء الطوائف الأخرى التي تطالب بتحرر خاص..ما يجعل مطالبهم تحمل بذلك أعترافا صريحا بشرعية الدولة الإسلامية. في نفس الوقت الذي يتبنى فيه الحراك الشعبي قناعة واضحة لمفهوم وحقوق المواطنة، ترفض التقسيم الطائفي للمجتمع. بل وتتساءل لماذا ينبغي للمواطن العادي أن يهتم بتحرر أبناء الطوائف الأخرى إذا كان هؤلاء لا يهتمون بتحرير المواطن العادي؟ لماذا لا يعمل أبناء هذه الطوائف من أجل تحرر بلادهم السياسي، وكبشر من أجل التحرر الإنسانى..لماذا يستهجنون معاناتهم الخاصة إذا كانت المعاناة العامة تعجبهم!. وألا يشعروا بأن النوع الخاص لاضطهادهم ليس استثناء عن القاعدة وإنما هو تأكيد لها.
لاشك أن حراك الربيع العربي في جوهره لم يكن دينيا، ولم يتضمن دعوة لبناء دولة دينية، وإنما رفع شعارات مدنية وعلمانية تركزت علي هموم المواطن اليومية. لكن انحراف مسار الثورات العربية، الذي تجلى باحتلال الإسلام السياسي صدارة المشهد ووصوله إلى السلطة كان نتيجة ضعف وتشتت بقية القوى السياسية. ذلك لأن قوى الإسلام السياسي انتشرت في المساجد والمناطق الفقيرة، وقدمت خدمات لمحدودي الدخل، وكانت أكثر القوى المشاركة تنظيما وتمويلا وخبرة. وحتى بعد انطلاق الحراك الشعبي في بلدان الربيع العربي فشلت القوى الليبرالية والديمقراطية في تقديم رؤية برنامجية لإنجاز المهام الوطنية، لذا لم تجد بعض قطاعات الثائرين بديلا عن البرامج الضبابية للقوى الإسلامية، ومكنها الفراغ السياسي من توسيع نفوذها وفرض نفسها بصفتها قوة المعارضة الأساسية.
وفي ظل المواجهات والصدام اليومي، بدأت تتنامي من خلال الصراع الدائر قناعة راسخة لدى قطاعات واسعة في مجتمعات الربيع العربي، بأن نموذج الدولة الذي تروج له قوى الإسلام السياسي لا يؤدي فقط إلى اضطهاد الأقليات، إنما يؤدي لما هو أخطر، وهو إعادة إنتاج الأنظمة الاستبدادية التي تحركت قطاعات المجتمع لإسقاطها، ولكن في ثوب ديني. لأن هذه القوى ليست لها أي مصلحة في الاستقلال الوطني السياسي بحكم ارتباط مصالحها الاقتصادية والسياسية بالقوى الخارجية. ولامجال للحديث عن قدرة هذه القوى ومساعيها لبناء نظام ديمقراطي يستند للتعددية وتداول السلطة، لأنها قوى معادية للديمقراطية وحقوق الإنسان، وتؤسس حكمها على مبدأ السمع والطاعة. ولأن منظمات الإسلام السياسي ليست لها أي مصلحة في الاستقلال الوطني السياسي بحكم انعدام أي تناقض بينها وبين العولمة الغربية والليبرالية الجديدة بل أن هناك تكاملاً بينهم. ما كشفته سياسات مكتب الإرشاد في مصر التي تأسست على حماية المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وتجاهل مصالح الوطن..إضافة لنهج الإقصاء الإخواني الملتزم بالأجندة الأمريكية ضمن أوساط المعارضة السورية.
وتسعي القوى الدولية لتعميق الرؤية الطائفية التي تمنحها حق التدخل، والانحراف بالثورات العربية عن مسارها الطبيعي. إن هذه الأطراف الدولية ترفض الاعتراف بأن الربيع العربي يفرض منطقا جديدا في العلاقات الدولية، وفي التعاطي مع مقدرات شعوب الشرق الأوسط. وتصر على التعامل مع ملف الأزمة السورية وكافة إرهاصات الربيع العربي وفق المنطق الطائفي، ما يكشف عجز السياسة الدولية..أو مساعيها لانحراف بهذا الحراك لحماية مصالحها في المنطقة، وذلك عبر التجاوب مع مساعي أو مؤامرات الأنظمة الاستبدادية، التي كانت تحصل على الدعم الدولي استنادا لكونها خط دفاع ضد القوى الدينية المتشددة. لكن الصراع الدائر ليس له جوهر طائفي، لأن محركه الأساسي هو طموح الحراك الشعبي لاستعادة المواطن البسيط إنسانيته وأبسط حقوقه المهدورة. ما يعني بالضرورة ان سيطرة قوى الإسلام السياسي على موقع الصدارة في المشهد مؤقتة ومحدودة بفترة زمنية انتقالية.
وإذا كان رد الفعل إزاء قرار الكونغرس الأمريكي بتعيين مبعوث لحماية حقوق الأقليات بالشرق الأوسط، وبشكل خاص الأقباط، قد قوبل باستهجان، واعتبر الأزهر أنه يعبر عن غطرسة ووصاية على شعوب عريقة لها تقاليدها الحضارية التي شهد لها العالم. فإن مشروع عقد مؤتمر "حماية مسيحيي الشرق"، الذي تعد له الدبلوماسية الروسية منذ العام الماضي، وتأجل بسبب ملاحظات من مؤسسات عربية إسلامية، لابد وأن يواجه انتقادات حادة. لأنه يعكس إصرار موسكو على التعامل مع أزمات الشرق الأوسط من منظور الأقليات الدينية، وتكريس مفاهيم التقسيم الطائفي للمجتمعات العربية. إذ لم يعد الأمر يقتصر على تصريحات المسؤولين الروس التي تحذر من مخاطر سيطرة السنة على أنظمة الحكم في سوريا أو بلدان الربيع العربي، وما يمثله ذلك من تهديد للأقليات الدينية..وإنما يتكرس هذا المنهج عبر خطوات عملية..اعتبرها البعض توظيفا لقضايا دينية من أجل تسجيل حضور سياسي في المنطقة، يستهدف الدخول كشريك في التنقيب عن الغاز في المثلث المكتشف حديثا، والذي يجمع غاز لبنان وإسرائيل وقبرص.
ولعل الحراك الدبلوماسي الدولي بشكل عام، والروسي بشكل خاص، روج لقراءة وهمية للمشهد باعتبار أنه صراع جيوسياسي بين قوى عظمى يعبر عن محاولة بائسة لإعادة تقسيم مناطق المصالح والنفوذ. حيث يدعم الغرب في مسار ثورات الربيع العربي إما قوى عسكرية كما هو الحال في مصر، أو قوى دينية - وكلاهما يتناقض في منظومته السياسية والفكرية والأجتماعية مع مضمون ثورات الربيع العربي- فيما تساند موسكو الأنظمة الشمولية الدكتاتورية، وتبحث عن حليف في الأقليات. لكن هذه المعركة وهمية بالنسبة للشعوب، لأن أطرافها ترفض تقديم أي تنازلات واستبدال النهج التقليدي في تسوية الأزمات بمنطق الربيع العربي في إدارة العلاقات في المجتمع الدولي، الذي يفرض شراكة قطاعات واسعة من الحراك الشعبي في صناعة قرارات الحكم .
إن التعامل مع مسار حراك الربيع العربي كاختيارات نقبلها أو نرفضها ترف غير مسموح به، وأمر غير قابل للتطبيق في الواقع العملي. حيث تشهد بلدان الربيع العربي- بصرف النظر عن الانحرافات التي تتمثل في عسكرة الصراع، ودور الجماعات المتطرفة- انتقالا إجباريا إلى مرحلة علاقات انتاج جديدة ونوعية في المجتمعات العربية، أردنا ذلك أم لم نرد. وسيمر هذا المسار عبر منحنيات ومنعطفات، وسيتعرض لارتباك عارم. بل وسيشهد عنفا دمويا، لأن عمليات الانتقال الجذري في تاريخ البشرية لم ولا يمكن ان تتم عبر صناديق الاقتراع أو بالطرق السلمية.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)
كتب مازن عباس
العديد من المقالات تروج للمنطق الطائفى وتتجاهل التعاطي مع الصراع الدائر في المنطقة من زاوية المصالح الوطنية. ما يتشابه لحد التطابق مع توجهات قوى دينية متشددة من مختلف الطوائف فى مصر وبلدان الربيع العربي الأخرى. تلك القوى التي تستخدم نفس المنطق والأسلوب فى التعامل مع الوحدة الوطنية، لتمكينها من السلطة.
ما تسبب في أن تجتاح الساحات العربية أمواج التحزبات الطائفية. تبدأ من مسلم ومسيحى، وتستمر بين سنى وشيعى وعلوى، ونلمس بوضوح أن ترويج التيارات الدينية الطائفية – على اختلاف مذاهبها- يتركز على أن الحكم الإسلامي سيحرر أبناء الطوائف الأخرى. فيما تنطلق أبواق ممن وقعوا في فخ تكريس المنطق الطائفي لحراك الربيع العربي بالحديث عن أن المسلمين يمارسون أضطهادا على المسيحيين، أو أن العلويين يقتلون السنة، وتتعالي أصوات البعض من المسيحيين أو أبناء الطوائف الأخرى التي تطالب بتحرر خاص..ما يجعل مطالبهم تحمل بذلك أعترافا صريحا بشرعية الدولة الإسلامية. في نفس الوقت الذي يتبنى فيه الحراك الشعبي قناعة واضحة لمفهوم وحقوق المواطنة، ترفض التقسيم الطائفي للمجتمع. بل وتتساءل لماذا ينبغي للمواطن العادي أن يهتم بتحرر أبناء الطوائف الأخرى إذا كان هؤلاء لا يهتمون بتحرير المواطن العادي؟ لماذا لا يعمل أبناء هذه الطوائف من أجل تحرر بلادهم السياسي، وكبشر من أجل التحرر الإنسانى..لماذا يستهجنون معاناتهم الخاصة إذا كانت المعاناة العامة تعجبهم!. وألا يشعروا بأن النوع الخاص لاضطهادهم ليس استثناء عن القاعدة وإنما هو تأكيد لها.
لاشك أن حراك الربيع العربي في جوهره لم يكن دينيا، ولم يتضمن دعوة لبناء دولة دينية، وإنما رفع شعارات مدنية وعلمانية تركزت علي هموم المواطن اليومية. لكن انحراف مسار الثورات العربية، الذي تجلى باحتلال الإسلام السياسي صدارة المشهد ووصوله إلى السلطة كان نتيجة ضعف وتشتت بقية القوى السياسية. ذلك لأن قوى الإسلام السياسي انتشرت في المساجد والمناطق الفقيرة، وقدمت خدمات لمحدودي الدخل، وكانت أكثر القوى المشاركة تنظيما وتمويلا وخبرة. وحتى بعد انطلاق الحراك الشعبي في بلدان الربيع العربي فشلت القوى الليبرالية والديمقراطية في تقديم رؤية برنامجية لإنجاز المهام الوطنية، لذا لم تجد بعض قطاعات الثائرين بديلا عن البرامج الضبابية للقوى الإسلامية، ومكنها الفراغ السياسي من توسيع نفوذها وفرض نفسها بصفتها قوة المعارضة الأساسية.
وفي ظل المواجهات والصدام اليومي، بدأت تتنامي من خلال الصراع الدائر قناعة راسخة لدى قطاعات واسعة في مجتمعات الربيع العربي، بأن نموذج الدولة الذي تروج له قوى الإسلام السياسي لا يؤدي فقط إلى اضطهاد الأقليات، إنما يؤدي لما هو أخطر، وهو إعادة إنتاج الأنظمة الاستبدادية التي تحركت قطاعات المجتمع لإسقاطها، ولكن في ثوب ديني. لأن هذه القوى ليست لها أي مصلحة في الاستقلال الوطني السياسي بحكم ارتباط مصالحها الاقتصادية والسياسية بالقوى الخارجية. ولامجال للحديث عن قدرة هذه القوى ومساعيها لبناء نظام ديمقراطي يستند للتعددية وتداول السلطة، لأنها قوى معادية للديمقراطية وحقوق الإنسان، وتؤسس حكمها على مبدأ السمع والطاعة. ولأن منظمات الإسلام السياسي ليست لها أي مصلحة في الاستقلال الوطني السياسي بحكم انعدام أي تناقض بينها وبين العولمة الغربية والليبرالية الجديدة بل أن هناك تكاملاً بينهم. ما كشفته سياسات مكتب الإرشاد في مصر التي تأسست على حماية المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وتجاهل مصالح الوطن..إضافة لنهج الإقصاء الإخواني الملتزم بالأجندة الأمريكية ضمن أوساط المعارضة السورية.
وتسعي القوى الدولية لتعميق الرؤية الطائفية التي تمنحها حق التدخل، والانحراف بالثورات العربية عن مسارها الطبيعي. إن هذه الأطراف الدولية ترفض الاعتراف بأن الربيع العربي يفرض منطقا جديدا في العلاقات الدولية، وفي التعاطي مع مقدرات شعوب الشرق الأوسط. وتصر على التعامل مع ملف الأزمة السورية وكافة إرهاصات الربيع العربي وفق المنطق الطائفي، ما يكشف عجز السياسة الدولية..أو مساعيها لانحراف بهذا الحراك لحماية مصالحها في المنطقة، وذلك عبر التجاوب مع مساعي أو مؤامرات الأنظمة الاستبدادية، التي كانت تحصل على الدعم الدولي استنادا لكونها خط دفاع ضد القوى الدينية المتشددة. لكن الصراع الدائر ليس له جوهر طائفي، لأن محركه الأساسي هو طموح الحراك الشعبي لاستعادة المواطن البسيط إنسانيته وأبسط حقوقه المهدورة. ما يعني بالضرورة ان سيطرة قوى الإسلام السياسي على موقع الصدارة في المشهد مؤقتة ومحدودة بفترة زمنية انتقالية.
وإذا كان رد الفعل إزاء قرار الكونغرس الأمريكي بتعيين مبعوث لحماية حقوق الأقليات بالشرق الأوسط، وبشكل خاص الأقباط، قد قوبل باستهجان، واعتبر الأزهر أنه يعبر عن غطرسة ووصاية على شعوب عريقة لها تقاليدها الحضارية التي شهد لها العالم. فإن مشروع عقد مؤتمر "حماية مسيحيي الشرق"، الذي تعد له الدبلوماسية الروسية منذ العام الماضي، وتأجل بسبب ملاحظات من مؤسسات عربية إسلامية، لابد وأن يواجه انتقادات حادة. لأنه يعكس إصرار موسكو على التعامل مع أزمات الشرق الأوسط من منظور الأقليات الدينية، وتكريس مفاهيم التقسيم الطائفي للمجتمعات العربية. إذ لم يعد الأمر يقتصر على تصريحات المسؤولين الروس التي تحذر من مخاطر سيطرة السنة على أنظمة الحكم في سوريا أو بلدان الربيع العربي، وما يمثله ذلك من تهديد للأقليات الدينية..وإنما يتكرس هذا المنهج عبر خطوات عملية..اعتبرها البعض توظيفا لقضايا دينية من أجل تسجيل حضور سياسي في المنطقة، يستهدف الدخول كشريك في التنقيب عن الغاز في المثلث المكتشف حديثا، والذي يجمع غاز لبنان وإسرائيل وقبرص.
ولعل الحراك الدبلوماسي الدولي بشكل عام، والروسي بشكل خاص، روج لقراءة وهمية للمشهد باعتبار أنه صراع جيوسياسي بين قوى عظمى يعبر عن محاولة بائسة لإعادة تقسيم مناطق المصالح والنفوذ. حيث يدعم الغرب في مسار ثورات الربيع العربي إما قوى عسكرية كما هو الحال في مصر، أو قوى دينية - وكلاهما يتناقض في منظومته السياسية والفكرية والأجتماعية مع مضمون ثورات الربيع العربي- فيما تساند موسكو الأنظمة الشمولية الدكتاتورية، وتبحث عن حليف في الأقليات. لكن هذه المعركة وهمية بالنسبة للشعوب، لأن أطرافها ترفض تقديم أي تنازلات واستبدال النهج التقليدي في تسوية الأزمات بمنطق الربيع العربي في إدارة العلاقات في المجتمع الدولي، الذي يفرض شراكة قطاعات واسعة من الحراك الشعبي في صناعة قرارات الحكم .
إن التعامل مع مسار حراك الربيع العربي كاختيارات نقبلها أو نرفضها ترف غير مسموح به، وأمر غير قابل للتطبيق في الواقع العملي. حيث تشهد بلدان الربيع العربي- بصرف النظر عن الانحرافات التي تتمثل في عسكرة الصراع، ودور الجماعات المتطرفة- انتقالا إجباريا إلى مرحلة علاقات انتاج جديدة ونوعية في المجتمعات العربية، أردنا ذلك أم لم نرد. وسيمر هذا المسار عبر منحنيات ومنعطفات، وسيتعرض لارتباك عارم. بل وسيشهد عنفا دمويا، لأن عمليات الانتقال الجذري في تاريخ البشرية لم ولا يمكن ان تتم عبر صناديق الاقتراع أو بالطرق السلمية.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)