منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#63300
المعارضة البحرينية ومنهجية الكذب: قراءة فى دراسة الحرب الديموجرافية
---
على مدار اكثر من اربعة عقود من الزمن وربما ابعد من ذلك بكثير، يسجل التاريخ فى صفحاته ويطوى بين جنباته حقيقة يجب ان تعلن للجميع حتى يتداركوا خطورة الواقع الراهن الذى تعيشه بعض الشعوب العربية بصفة عامة والشعب البحرينى على وجه الخصوص. فصحيح انه عند حصول البحرين على استقلالها فى سبعينيات القرن العشرين صوتت معظم الافراد المنتمينة الى المذهب الشيعى لصالح وحدة البحرين واستقلالها، إلا انه من الصحيح ايضا ان تفسير هذا السلوك سياسيا ليس بالامر الهين او الذى يمكن ان يتخذ على عواهنه بدون اسباب او تبريرات، فكما نعلم ان السلوك السياسى سلوك معقد ومتشابك ويتطلب مهارات وامكانات للتمكن من قراءته والوقوف على تفاصيله وكشف اغواره. والحقيقة ان المكان لا يطول لشرح وتفسير هذا السلوك، ولكن من المهم ألا يرتكن اليه فى التحليل او النظر الى سلوك بعض القوى او التجمعات التابعة لانصار هذا المذهب، كما يحاولون ان يخدعوا الشعب البحرينى والشعوب العربية بحسن نواياهم وصدق مقاصدهم. ولكن ما يجب ان يكون واضحا للجميع ان هذه القوى اتخذت الكذب منهجا والافتراء سلوكا والخداع وسيلة من اجل الوصول الى الغايات المأمولة لديهم. وكان من ابرز تلك الاكاذيب المظلومية والتهميش والاقصاء وصاروا يرفعون مثل هذه الشعارات فى جميع خطبهم وكلماتهم ومنابرهم سعيا لكسب تعاطف الخارج وعطف الداخل، وهو الشعار الذى رُفع فى احداث شهرى فبراير ومارس 2011، فقد كانت مسلسل من الاكاذيب والافتراءات حتى تكشفت الحقائق بمقتضى لجنة تقصى الحقائق حينما ترأسها شخصية مصرية محايدة قدمت الصورة بكل شفافية وموضوعية حيث كشفت كافة الاكاذيب والادعاءات التى نشرتها مثل هذه القوى فى هذا التوقيت.
وجاء نشر الدراسة التى أعدها الدكتور ميتشل بيلفر رئيس قسم العلاقات الدولية والدراسات الأوروبية بجامعة ميتروبوليتان براغ على مدى أكثر من 18 شهرا، لتفند كافة المزاعم التى تطلقها الطائفة الشيعية فى المملكة من انهم يعانون من التمييز الاقتصادي والتهميش الاجتماعى والاقصاء السياسى، متهمة هذه القوى بالافتراء والكذب ولي الحقائق لتناسب أجندتهم وتشويه صورة الحكومة والتحريض على الطائفية.
ومن الجدير بالاشارة إلى انه على الرغم من تفنيد الدراسة لكافة الافتراءات والاكاذيب التى تطلقها هذه القوى، إلا ان التفنيد الخاص بمزاعم الجمعيات السياسية مثل جمعية الوفاق بأن الحكومة البحرينية تحاول الحد من تأثير المواطنين الشيعة بتجنيس الوافدين، بأنه خاطى جملة وتفصيلا، مشيرة الى ذلك بالنص على أنه:"يجري تسييس موضوع الوافدين بصورة غير منصفة بسبب هذه الادعاءات. ... فلم يسع الكثيرون الى معرفة الحقيقة بشأن الأشخاص الذين أصبحوا موضوعا سياسيا لغير سبب سوى أنهم حصلوا على الجنسية البحرينية من خلال القنوات العديدة المفتوحة للمهاجرين وطلاب اللجوء والمهاجرين الاقتصاديين والمهاجرين العاديين، الخ، وهو ما اوضحته الدراسة بأن سياسة الهجرة في البحرين لا تهدف إلى تغيير الوضع الديمغرافي على الأرض بل أنها تهدف إلى توفير الأمان السياسي والفرص الاقتصادية لمن يحتاج إليها أكثر.
خلاصة القول أن هذه الدراسة التى اعدتها جامعة اجنبية مستقلة ومحايدة بعيدة عن الضغوطات الحكومية او الانحيازات السياسية تظل عنوان الحقيقة لما يجرى فى المملكة من صراع طائفى يستهدف امن المجتمع واستقراره ولولا حنكة القائمين على شئون المملكة لما امكن خمد الفتنة والقضاء عليها ووضع نهاية لازمة كادت ان تعصف بكيان الدولة واستقلالها وسيادتها، وهو ما يتطلب من الجميع الانتباه الى ما يحاك للمملكة فى جنح الليل المظلم من احاديث وترتيبات تستهدف تفتيتها واثارة القلاقل بها.