منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
By عمرالزهراني336
#66324
نعد أزمة الصواريخ الكوبية اخطر الازمات الدولية التي شهدتها العلاقات الامريكية السوفيتية. وترتد جذور هذه الازمه الى تحول كوبا الى الشيوعية بوصول فيدل كاسترو الى السلطة في كوبا عام 1959. وقد عمل نظام كاسترو على توطيد علاقاته مع الاتحاد السوفيتي على كافة الاصعدة. ولعل اخطر ما قام به النظام الشيوعي في كوبا يتمثل في اقدامه على نشر قواعد للصواريخ متوسطة المدى والقادرة على حمل الرؤوس النووية ونظرا لقرب موقع كوبا من السواحل الجنوبية للولايات المتحدة ( حيث تبعد حوالي 200 كم تقريباً عن سواحل فلوريدا ) فقد استشعرت الولايات المتحدة خطراً شديداً على امنها القومي من احتمال تعرضها لهجمات بالصواريخ ذات الرؤوس النووية سوفيتية الصنع والتي تم شحنها واقامة منصات لإطلاقها في الاراضي الكوبية.
وبحلول شهر أكتوبر عام 1962 رصدت طائرات الاستطلاع الامريكية دلائل على وجود هذه القواعد , ومن ثم أعلن الرئيس الامريكي كينيدي فرض حصار بحري حول جزيرة كوبا لمنع وصول المزيد من الصواريخ السوفيتية إليها , محذراً من ان الولايات المتحدة سترد على أي هجوم على اراضيها بضربة انتقامية موجهة الى اراضي الاتحاد السوفيتي ذاته.
وقد حبس العالم انفاسه لعدة ايام في ظل ذلك التصعيد الخطير لحدة الازمة بين القطبين واقترابهما من المواجهة العسكرية المباشرة بينهما حتى صدرت الاوامر من القيادة السوفيتية الى السفن المتوجهة الى كوبا والتي على متنها المزيد من الصواريخ بالعودة الى الموانئ السوفيتية مرة اخرى تجنباً للمزيد من التصعيد , كما تم تبادل الرسائل بين كل من كينيدي وخروتشوف حيث اتفقا على ان تتم ازالة قواعد الصواريخ السوفيتية من الاراضي الكوبية مقابل تعد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا , وهو ما اعتبره الاتحاد السوفيتي نصراً كبيراً باعتباره قد نجح في اقامة حكم شيوعي موال له على مقربة من الاراضي الامريكية.
وبالمقابل فقد اعتبر الامريكيون سحب الصواريخ السوفيتية من الاراضي الكوبية بمثابة انتصار كبير للدبلوماسية الامريكية , ودليلاً على فعالية أسلوب التشدد الدبلوماسي وسياسة حافة الهاوية في التعامل مع الاتحاد السوفيتي.
وقد أظهرت هذه الازمه الاهمية الحيوية لوجود آليات لاحتواء الازمات ومعاجلتها تجنباً لمخاطر التصعيد التي تنطوي على خطر الدمار الشامل والافناء المتبادل للقطبين.
وقد اعقب ذلك إقامة الخط الساخن الذي يربط بين القيادتين الامريكية والسوفيتية علم 1963 تمكيناً لهم من استيضاح المواقف وتيسيراً لإمكانية الاتصال المباشر بينهما لاحتواء الازمات الدولية التي قد تطرأ على علاقتهما في المستقبل.