- الأربعاء نوفمبر 27, 2013 8:37 pm
#66409
بين الأسد السوري والنسر الامريكي .. كان هناك دب روسي ..؟؟.....بلاب فوراني
الصفحة الرئيسية // قضايا و مقالات // مقالات سياسية الاربعاء 11/09/2013
إقرأ أيضاً
جنيف 2 ... مواجهة مباشرة للحليف و العدو و القنبلة الموقوتة ما بينهما . بقلم : دنيز نجم
الشهيد القائد الشجاع المقاتل الثوري الانسان المعلم
مصطلح التسوية السلمية للقضية الفلسطينية
الملكى و المرادية صراع القصور .... بقلم : فادى عيد
ماذا خسرت مصر بسبب غباء الإخوان ؟ .. بقلم : ياسر سليمان " رئيس تحرير جريدة الإسماعيلية برس "
تكبير الصورة More Sharing ServicesShare
أصعب شيء على الإنسان أن لا يستوعب عقله ما حدث في الأمس في موضوع الاتفاق على وضع السلاح الكيميائي تحت المراقبة الدولية ., ويصرّ أن ما يراه هو الحقيقة البحتة , لأن عقله المحدود سيفسّر الأمور على حسب حجم أفكاره عن الأمر , فالانسان ضيقّ الأفق لن يستطيع أن يفهم ماذا يعني أن تستخدم سكيناً في الوقت الذي قادر فيه أن تستخدم سيفاً , إنه تناسبّ الفعل مع ردّ الفعل , وليس تناسب الصوت مع صدى الصوت. والذي جرى في الامس هو خروج آمن من عنق الزجاجة دون ان نضطرّ الى كسر الزجاجة نفسها , وهو لا شك صفقة بمعنى الكلمة رأينا منها للأسف مما تصورنا بضاعة كاسدة , ولم نرى ما تخفيه الجيوب السورية والروسية من ضمانات على بياض , ثمناً لما نظنه بضاعة فاسدة . وستظهر الايام خفايا هذه البضاعة فيما بعد حين تتجلى الرؤية , وينقشع ضباب التحليلات والتفسيرات الاخبارية , ونرى على أرض الواقع نتيجة هذه الزراعة الغريبة ونشاهد محصول ما يسمى الوصاية الدولية على الاسلحة الكيميائية ان وجدت .
إن الذكاء السياسي يختلف عن كثير من الذكاء في المجالات الاخرى , وأكثر ما يميز هذا الذكاء هو الدهاء و المكرّ , وهي صفة خصها الله بالنساء ولكن أيضا بأخوة يوسف عليه السلام , حين تآمروا عليه كي يخلو لهم وجه أبيهم , والمكرّ يتصف فيه الثعلب في روايات ابن المقفع في كليلة ودمنة , لذا وضعه ابن المقفع في مقام الوزير , الذي يشير على الاسد بما يفعله في الظروف الصعبة , وبالامس رأيت ثعلباً بارداً ينطق بكل ثقة ويتكلم بكل عنفوان , لكنه يشعل في صوته الهادئ براكين من الغضب عند الاخرين , ويفجر حنقهم وقهرهم الذي كانوا يتمنوا أن يصبوه على سوريا , وبالامس ما حدث يدعونه في علم التجارة استنزاف النقد , وفي مفاهيم تجار السوق التجار يختصرونه بكلمة صغيرة يقولون لك فيها إذا أردت الحصول على العشر ليرات عليك أن تقدم الليرة ...؟؟
نحن في الامس رأينا الليرة المقدمة على الطاولات الروسية امام النسر الامريكي والناقة السعودية والنعجة القطرية ,ولكننا لم نرى العشر الليرات التي ينتظرها الأسد السوري بعد اتفاقه المعلن. لأن ما لا نراه ليس معناه أنه ليس موجوداً , فالعرب مشهورين في تاريخهم بتتبعّ الاثر حين يخرجون للصيد , ووجود أثر خفّ الجمل في الرمل معناه ان هناك جمل كان في المنطقة رغم أننا لا نراه , وشمّ رائحة المطر من بعيد معناه ان هناك غيوم قادمة كي تهطل علينا مطراً , وما رأيناه في الامس مجرد أثر يدلك على الكثير مما حدث , وأهمها أن الاسد السوري فرض شروطه وأعلن انتصاره , ولم أرى في الامس سوى الدب الروسي يصفق للاسد السوري ويضحك على الناقة السعودية ويشمتّ في النسر الامريكي ..؟؟
كيري وزير خارجية امريكا يستطيع ان يخدع بعض الناس , ويوهم الاخرين بأنه أجبر الاسد السوري على الخضوع لاقتراحاته في تسليم السلاح الكيميائي , رغم أن كل المؤشرات تدل على أن الدب الروسي هو من خطط لهذا الامر على كي يخرج النسر الامريكي من ورطته التي كان الدب الروسي له ضلع أعوج فيها , وكل الخطابات والتصريحات التي انهالت في الامس من قيادات عليا في أمريكا تدل على مدى التخبط والتوتر الذي يعيشون فيه , وإن كثرة الصياح والقسمّ والحلفّ على أمر ما يدل على ان هذا الامر مشكوك في مدى صحته , وفي نهاية الامر حدث ما اراده الاسد السوري في الحصول على مكتسبات على الارض , ضمن وصاية حليفه الاستراتيجي والتاريخي , دون أن يكون للنسر الامريكي يد عليا في الامر , ومن باب حفظ ماء وجه هذا النسر , رمى له الاسد بجيفة معفنة سلفاً لا قيمة لها , فقط كي يحافظ على هيبته أمام حلفائه وخدامه .
إن الاتفاق السوري والروسي أشبه بالطبخ السوري المشهور , والذي يعرفه الكثير في مقولة عامية شامية تقول " من دهنه سأيله " بمعنى أن من دهن اللحم نفسه الذي تطبخه تستطيع أن تبللّ الخبز وتأكل منه وتطريه كي يصبح طعاما اضافيا الى وجبتك الاساسية , وهذا ما حدث في الامس بين الروس والسوريين , لقد طبخوا الطبخة دون أن تمتد اصابع الامريكي فيها وتلوثها , ودون أي نصائح غبية من جيراننا العربان , و فقط من باب اكرام الضيفّ والحصول على مكتسبات لا نعرفها حتى الان , أعطوهم شرف صغير في رشّ البهارات على هذه الطبخة كجائزة ترضية كي يقولوا في نهاية الامر أنهم كان لهم يد في هذه الطبخة . ولكن كل الدلائل تقول أن من سيأكل الوليمة في نهاية الامر هو من جلس على الطاولة بقوة دون أن يكون ليهوذا الاسخريوطي أي مكان له على هذه المائدة . لأنه تجنب الحضور كي لا يصير وليمة جديدة في تلك الاتفاقية خوفاً أن تمتد له رائحة هذه المراقبة فيقع في فخها .
سوريا اليوم تدخل التاريخ السياسي من أوسع أبوابه ,لأنها نتفتّ ريش النسر الامريكي , وداست على الناقة السعودية , وبصقت على النعجة القطرية , وجمعتهم في حظيرة واحدة تحت سقف العمالة والخيانة والمؤامرة , ووضعت على بوابة الحظيرة نجمة داوود , كي يفهم القادم من وراء التاريخ , أن هذه الحظيرة مختصة فقط بأحفاد القردة والخنازير .
وغداً ستتضح الامور أكثر , وسيجلو غبار الحقيقة عما يحدث , وسنصفق للعبقرية السورية حين ضربت حجرين في نفس الوقت والتفت على ما يدعى الحرب على سوريا وتجنبتها رغم استعدادها لها , فحين يصير سلاحها الكيمياوي تحت مراقبة دولية فهذا معناه ان اي استخدام للسلاح الكيميائي فيما بعد ستشير كل أصابع الاتهام الى جهة واحدة فقط في الصراع الدائر بين الجيش العربي السوري وبين ميليشات الارهاب والتكفير والاجرام , عدا أن هذه الاتفاقية ستمتد كي تضع اسرائيل تحت مجهر المراقبة ايضا شاءت أم أبتّ , وستجبرها على الهزيمة مرتين ,مرة سلفاً على أرض سوريا مدعوما بجيشها الحرّ , ومرة اخرى مجدداً على الطاولة السياسة السورية المحنكة.
\
الصفحة الرئيسية // قضايا و مقالات // مقالات سياسية الاربعاء 11/09/2013
إقرأ أيضاً
جنيف 2 ... مواجهة مباشرة للحليف و العدو و القنبلة الموقوتة ما بينهما . بقلم : دنيز نجم
الشهيد القائد الشجاع المقاتل الثوري الانسان المعلم
مصطلح التسوية السلمية للقضية الفلسطينية
الملكى و المرادية صراع القصور .... بقلم : فادى عيد
ماذا خسرت مصر بسبب غباء الإخوان ؟ .. بقلم : ياسر سليمان " رئيس تحرير جريدة الإسماعيلية برس "
تكبير الصورة More Sharing ServicesShare
أصعب شيء على الإنسان أن لا يستوعب عقله ما حدث في الأمس في موضوع الاتفاق على وضع السلاح الكيميائي تحت المراقبة الدولية ., ويصرّ أن ما يراه هو الحقيقة البحتة , لأن عقله المحدود سيفسّر الأمور على حسب حجم أفكاره عن الأمر , فالانسان ضيقّ الأفق لن يستطيع أن يفهم ماذا يعني أن تستخدم سكيناً في الوقت الذي قادر فيه أن تستخدم سيفاً , إنه تناسبّ الفعل مع ردّ الفعل , وليس تناسب الصوت مع صدى الصوت. والذي جرى في الامس هو خروج آمن من عنق الزجاجة دون ان نضطرّ الى كسر الزجاجة نفسها , وهو لا شك صفقة بمعنى الكلمة رأينا منها للأسف مما تصورنا بضاعة كاسدة , ولم نرى ما تخفيه الجيوب السورية والروسية من ضمانات على بياض , ثمناً لما نظنه بضاعة فاسدة . وستظهر الايام خفايا هذه البضاعة فيما بعد حين تتجلى الرؤية , وينقشع ضباب التحليلات والتفسيرات الاخبارية , ونرى على أرض الواقع نتيجة هذه الزراعة الغريبة ونشاهد محصول ما يسمى الوصاية الدولية على الاسلحة الكيميائية ان وجدت .
إن الذكاء السياسي يختلف عن كثير من الذكاء في المجالات الاخرى , وأكثر ما يميز هذا الذكاء هو الدهاء و المكرّ , وهي صفة خصها الله بالنساء ولكن أيضا بأخوة يوسف عليه السلام , حين تآمروا عليه كي يخلو لهم وجه أبيهم , والمكرّ يتصف فيه الثعلب في روايات ابن المقفع في كليلة ودمنة , لذا وضعه ابن المقفع في مقام الوزير , الذي يشير على الاسد بما يفعله في الظروف الصعبة , وبالامس رأيت ثعلباً بارداً ينطق بكل ثقة ويتكلم بكل عنفوان , لكنه يشعل في صوته الهادئ براكين من الغضب عند الاخرين , ويفجر حنقهم وقهرهم الذي كانوا يتمنوا أن يصبوه على سوريا , وبالامس ما حدث يدعونه في علم التجارة استنزاف النقد , وفي مفاهيم تجار السوق التجار يختصرونه بكلمة صغيرة يقولون لك فيها إذا أردت الحصول على العشر ليرات عليك أن تقدم الليرة ...؟؟
نحن في الامس رأينا الليرة المقدمة على الطاولات الروسية امام النسر الامريكي والناقة السعودية والنعجة القطرية ,ولكننا لم نرى العشر الليرات التي ينتظرها الأسد السوري بعد اتفاقه المعلن. لأن ما لا نراه ليس معناه أنه ليس موجوداً , فالعرب مشهورين في تاريخهم بتتبعّ الاثر حين يخرجون للصيد , ووجود أثر خفّ الجمل في الرمل معناه ان هناك جمل كان في المنطقة رغم أننا لا نراه , وشمّ رائحة المطر من بعيد معناه ان هناك غيوم قادمة كي تهطل علينا مطراً , وما رأيناه في الامس مجرد أثر يدلك على الكثير مما حدث , وأهمها أن الاسد السوري فرض شروطه وأعلن انتصاره , ولم أرى في الامس سوى الدب الروسي يصفق للاسد السوري ويضحك على الناقة السعودية ويشمتّ في النسر الامريكي ..؟؟
كيري وزير خارجية امريكا يستطيع ان يخدع بعض الناس , ويوهم الاخرين بأنه أجبر الاسد السوري على الخضوع لاقتراحاته في تسليم السلاح الكيميائي , رغم أن كل المؤشرات تدل على أن الدب الروسي هو من خطط لهذا الامر على كي يخرج النسر الامريكي من ورطته التي كان الدب الروسي له ضلع أعوج فيها , وكل الخطابات والتصريحات التي انهالت في الامس من قيادات عليا في أمريكا تدل على مدى التخبط والتوتر الذي يعيشون فيه , وإن كثرة الصياح والقسمّ والحلفّ على أمر ما يدل على ان هذا الامر مشكوك في مدى صحته , وفي نهاية الامر حدث ما اراده الاسد السوري في الحصول على مكتسبات على الارض , ضمن وصاية حليفه الاستراتيجي والتاريخي , دون أن يكون للنسر الامريكي يد عليا في الامر , ومن باب حفظ ماء وجه هذا النسر , رمى له الاسد بجيفة معفنة سلفاً لا قيمة لها , فقط كي يحافظ على هيبته أمام حلفائه وخدامه .
إن الاتفاق السوري والروسي أشبه بالطبخ السوري المشهور , والذي يعرفه الكثير في مقولة عامية شامية تقول " من دهنه سأيله " بمعنى أن من دهن اللحم نفسه الذي تطبخه تستطيع أن تبللّ الخبز وتأكل منه وتطريه كي يصبح طعاما اضافيا الى وجبتك الاساسية , وهذا ما حدث في الامس بين الروس والسوريين , لقد طبخوا الطبخة دون أن تمتد اصابع الامريكي فيها وتلوثها , ودون أي نصائح غبية من جيراننا العربان , و فقط من باب اكرام الضيفّ والحصول على مكتسبات لا نعرفها حتى الان , أعطوهم شرف صغير في رشّ البهارات على هذه الطبخة كجائزة ترضية كي يقولوا في نهاية الامر أنهم كان لهم يد في هذه الطبخة . ولكن كل الدلائل تقول أن من سيأكل الوليمة في نهاية الامر هو من جلس على الطاولة بقوة دون أن يكون ليهوذا الاسخريوطي أي مكان له على هذه المائدة . لأنه تجنب الحضور كي لا يصير وليمة جديدة في تلك الاتفاقية خوفاً أن تمتد له رائحة هذه المراقبة فيقع في فخها .
سوريا اليوم تدخل التاريخ السياسي من أوسع أبوابه ,لأنها نتفتّ ريش النسر الامريكي , وداست على الناقة السعودية , وبصقت على النعجة القطرية , وجمعتهم في حظيرة واحدة تحت سقف العمالة والخيانة والمؤامرة , ووضعت على بوابة الحظيرة نجمة داوود , كي يفهم القادم من وراء التاريخ , أن هذه الحظيرة مختصة فقط بأحفاد القردة والخنازير .
وغداً ستتضح الامور أكثر , وسيجلو غبار الحقيقة عما يحدث , وسنصفق للعبقرية السورية حين ضربت حجرين في نفس الوقت والتفت على ما يدعى الحرب على سوريا وتجنبتها رغم استعدادها لها , فحين يصير سلاحها الكيمياوي تحت مراقبة دولية فهذا معناه ان اي استخدام للسلاح الكيميائي فيما بعد ستشير كل أصابع الاتهام الى جهة واحدة فقط في الصراع الدائر بين الجيش العربي السوري وبين ميليشات الارهاب والتكفير والاجرام , عدا أن هذه الاتفاقية ستمتد كي تضع اسرائيل تحت مجهر المراقبة ايضا شاءت أم أبتّ , وستجبرها على الهزيمة مرتين ,مرة سلفاً على أرض سوريا مدعوما بجيشها الحرّ , ومرة اخرى مجدداً على الطاولة السياسة السورية المحنكة.
\