- السبت ديسمبر 07, 2013 8:22 pm
#68327
يعجبني نظام البوليس في بريطانيا، غير أنني على يقين أنه لن ينفع في أي دولة من دول العالم الثالث، وذلك النظام وضع قبل 179 سنة واشترط فيه واضعه السير (روبرت بل) وهو وزير الداخلية في ذلك الحين، أن يكون رجل البوليس غير مسلح، وأحدث شرطه التعجيزي ذاك لغطاً ومعارضة، غير أنه صمم وراهن وكسب الرهان أخيراً، وأثبت ذلك النظام فيما بعد أنه من أنجح الأنظمة، حيث أن نسبة جرائم القتل في بريطانيا مثلا لا تتجاوز واحدا إلى كل مائة ألف نسمة، ونادراً ما يشترك رجل البوليس في معركة مسلحة، ولو أنك سألت أحداً منهم لأجابك بكل بساطة: إنني أشعر بالأمان أكثر عندما أعمل بدون سلاح، وإذا اضطر أحد منهم أن يخرج مسدسه فعليه أن يتقدم بتقرير خاص عن الأسباب، وثبت في الإحصائيات أنه لم يتقدم كل عشر سنوات في المتوسط غير تقرير واحد.
وقد سئل مجموعة من رجال البوليس عن شعورهم عندما يسيرون وسط الأخطار ولا يحمل الواحد منهم غير هراوة طولها نصف متر ودون أي سلاح، وأجاب جميعهم قائلين: إنهم يعتبرون المسألة أمراً عادياً لدرجة أنهم دهشوا من السؤال نفسه، وذكر أحدهم قائلا: إن المرة الأولى التي خرجت فيها وأنا أحمل سلاحاً كانت أكبر ليلة مرعبة في حياتي، فقد بلغني أن أحد لصوص المنازل يحمل سلاحاً في حي (سوهو)، وأدركته ووثبت عليه، وتبين لي بعد ذلك أنه كان يحمل خنجراً، وناضل المجرم بشراسة مثل قط متوحش، ولكنني سيطرت عليه بعد جهد جهيد، غير أن الشيء الوحيد الذي كان يفزعني أثناء العراك هو الخوف من أن تنطلق من مسدسي رصاصة وتصيبه.
بل إن أحد رجال البوليس أجاب عندما سئل: لماذا لم تستخدم (هراوتك) عندما وجدت أنك في خطر، وبعد أن أطرق برهة قال: في الحق يا سيدي إنني لم أستخدمها منذ 25 عاماً، لذا فقد نسيت تماماً أنها معي.
وقبل أن تنتشر الهواتف (النقالة) ظهر رجل على الساحة في (لفربول) وقد قام بعدة جرائم، وكان البوليس يبحث عنه ويطارده، واتصل هو بهم من كبينة تلفونات في الشارع وقال لهم: أتحداكم أن تقبضوا عليّ ـ وكانت مكالمته تلك هي غلطته التي لا تغتفر ـ، وهو بالمناسبة شاب مجنون اسمه (وينستانلي) وكان قد قتل لتوه شخصين وأصاب امرأة بجراح خطيرة، واستطاع أحد رجال البوليس أن يستدرجه ويلهيه بالمكالمة التلفونية، فيما اقتحم عليه آخر الكابينة وسيطر عليه، لأنهم من خلال المكالمة حددوا المكان بدقة، وهذا يدل دلالة أكيدة على جنون الرجل.
والغريب أنه خلال (قرن كامل) لم يمت سوى 15 ضابطاً بسبب الرصاص، وكل ميل مربع يحرسه رجل بوليس واحد، وهناك رجل دورية واحد لكل 600 مواطن.
وأروع ما قرأته هو ما ذكره أحد المسؤولين في (سكتلاند يارد) عندما قال بشكل جدي:
«إن عدد جرائم القتل في لندن لا تتجاوز الآن عشرين جريمة كل عام». صمت قليلا ثم عقب على ذلك قائلا: إن أكثر هذه الجرائم لا أهمية لها، فالضحايا فيها زوجات قتلهن أزواجهن.
وقد سئل مجموعة من رجال البوليس عن شعورهم عندما يسيرون وسط الأخطار ولا يحمل الواحد منهم غير هراوة طولها نصف متر ودون أي سلاح، وأجاب جميعهم قائلين: إنهم يعتبرون المسألة أمراً عادياً لدرجة أنهم دهشوا من السؤال نفسه، وذكر أحدهم قائلا: إن المرة الأولى التي خرجت فيها وأنا أحمل سلاحاً كانت أكبر ليلة مرعبة في حياتي، فقد بلغني أن أحد لصوص المنازل يحمل سلاحاً في حي (سوهو)، وأدركته ووثبت عليه، وتبين لي بعد ذلك أنه كان يحمل خنجراً، وناضل المجرم بشراسة مثل قط متوحش، ولكنني سيطرت عليه بعد جهد جهيد، غير أن الشيء الوحيد الذي كان يفزعني أثناء العراك هو الخوف من أن تنطلق من مسدسي رصاصة وتصيبه.
بل إن أحد رجال البوليس أجاب عندما سئل: لماذا لم تستخدم (هراوتك) عندما وجدت أنك في خطر، وبعد أن أطرق برهة قال: في الحق يا سيدي إنني لم أستخدمها منذ 25 عاماً، لذا فقد نسيت تماماً أنها معي.
وقبل أن تنتشر الهواتف (النقالة) ظهر رجل على الساحة في (لفربول) وقد قام بعدة جرائم، وكان البوليس يبحث عنه ويطارده، واتصل هو بهم من كبينة تلفونات في الشارع وقال لهم: أتحداكم أن تقبضوا عليّ ـ وكانت مكالمته تلك هي غلطته التي لا تغتفر ـ، وهو بالمناسبة شاب مجنون اسمه (وينستانلي) وكان قد قتل لتوه شخصين وأصاب امرأة بجراح خطيرة، واستطاع أحد رجال البوليس أن يستدرجه ويلهيه بالمكالمة التلفونية، فيما اقتحم عليه آخر الكابينة وسيطر عليه، لأنهم من خلال المكالمة حددوا المكان بدقة، وهذا يدل دلالة أكيدة على جنون الرجل.
والغريب أنه خلال (قرن كامل) لم يمت سوى 15 ضابطاً بسبب الرصاص، وكل ميل مربع يحرسه رجل بوليس واحد، وهناك رجل دورية واحد لكل 600 مواطن.
وأروع ما قرأته هو ما ذكره أحد المسؤولين في (سكتلاند يارد) عندما قال بشكل جدي:
«إن عدد جرائم القتل في لندن لا تتجاوز الآن عشرين جريمة كل عام». صمت قليلا ثم عقب على ذلك قائلا: إن أكثر هذه الجرائم لا أهمية لها، فالضحايا فيها زوجات قتلهن أزواجهن.