By تركي الحربي 2080 - الثلاثاء ديسمبر 10, 2013 12:11 am
- الثلاثاء ديسمبر 10, 2013 12:11 am
#69461
تعبر افتتاحية العدد الجديد من السياسة الدولية (إبريل 2012 )عن المفهوم العام الذي حكم تناول القضايا والتطورات والأفكار التي اعتادت المجلة أن تركز عليها كل ثلاثة أشهر. فمنطقة الشرق الاوسط تمر في الوقت الحالي بما سمته " أوقاتا عصيبة"، يبدو معها " أننا نعيش فى التاريخ". فمن يتابع ما يحدث فى محافظة بورسعيد حاليا يمكنه أن يفهم ما جرى بشأن " جمهورية زفتى" منذ مائة عام، فالمفتاح فى كل الأحوال واحد، وهو محاولة فهم ما يتعلق بـ " السلطة"، فى انهياراتها، أو إعادة هيكلتها، أو الصراع حولها، أو الاستحواذ عليها.فمعظم ما يجرى يدور حول السلطة داخليا، قبل أن يبدأ فى الانعكاس على الإقليم، ليشكل محاور، وتحالفات، وصراعات، وخرائط جديدة.
المقالات التحليلية التى تعبر عن تيارات فى التفكير العربى تحاول الاقتراب من الحقائق الجديدة، المتصلة بوجود ملامح اقتصاد (إسلامى)، وتوجه تساؤلات عما يعنيه بالضبط، وصعود لقوى يمينية متطرفة تهدد الليبرالية الحديثة، مع حاجة لتفسيرات نفسية لما يدور فى إطار الثورات العربية، إلى جانب التفسيرات المعتادة.
الدراسات أيضا تصل إلى عمق الأوضاع الحالية، على ساحة الإقليم. فغاز المشرق سيشكل خريطة الطاقة فى المنطقة من جديد، ولا تزال توجد حاجة للتفكير فى إيجاد معادلة متوازنة بين اقتصاد السوق وتدخل الدولة، مع ظهور نوعيات جديدة من المخاطر المتعلقة بالعالم الافتراضي، تحت اسم " أسلحة الانتشار الشامل".
المصيدة الانتقالية
محور العدد هو الملف الرئيسى الذى يقدم 8 موضوعات، كتبها عدد من أبرز الخبراء فى مجال العلوم السياسية، وتدور كلها حول محاولة تفسير " لماذا تتعثر الدول فى المراحل الانتقالية؟" التى تلت الثورات العربية، فيما سمى " المصيدة الانتقالية"، التى دخلتها الدول، دون أن تتمكن من الخروج منها ببساطة. وتعبر العناوين المرصودة على الغلاف عن ذلك بوضوح. فالأسباب هى: الخبرات المتضاربة، والوجهات المفقودة والإدارة السيئة، ومحدودية الفاعلين، والأزمة الاقتصادية، والمعضلة الأمنية، والخلخلة القيمية، والتدخلات الإقليمية.
وتشير التطورات التى تم تناولها فى التقارير التحليلية للعدد إلى معضلات حقيقية تتعلق بقضايا تتصل بعودة ألمانيا إلى الصعود على الساحة الأوروبية، وملامح جمهورية جديدة فى روسيا الاتحادية، وتطورات شديدة الأهمية فى الغرب الإفريقى، وتحول دولى هيكلى من منطقة الأطلنطى إلى حوض الهادى، وفجوة هائلة تتشكل حول ليبيا بعد الثورة، وملامح نهاية للخصوصية، فى ظل تطورات تتعلق بشبكة الإنترنت، وغيرها من القضايا التى تعبر عن أوضاع جديدة فى عالم مختلف.
وقد أعادت المجلة، لأول مرة منذ فترة طويلة، أحد الأقسام التاريخية التى لازمتها طويلا، وهو قسم " الاستراتيجية العسكرية"، الذى يضم تقريرا تحليليا مهما حول التحديات السبعة التى تواجهها الجيوش فى المنطقة العربية فى مراحل ما بعد الثورات العربية، فى إطار يتجاوز ما يعرف بـ" العلاقات المدنية – العسكرية".
كما يطرح القسم الخاص الكيفية التى تحاول بها القيادات الصينية فى بكين إدارة التحولات المصيرية التى يدركون أنها بدأت تمس الدولة فى العالم الجديد، مشيرا إلى الطريقة التى يجرى بها ذلك، والتى تعبر عن خصوصية صينية، كفيلة بتجنب الدولة تلك المتاعب التى سببت تصدعات داخل الدول الأخرى.
وتقدم المجلة، فيما يقترب من 20 موضوعا، عروضا تحليلية لأهم ما نشر فى العالم من كتب ، وفى المنطقة من دراسات، إضافة إلى محتويات أهم الرسائل العلمية غير المنشورة، والتوجهات العامة التى سادت فى المؤتمرات الدولية الكبرى، التى نظمت خلال الفترة الماضية، فى ميونيخ ودافوس وهرتزيليا، وغيرها، مشيرة إلى أن قضايا الثورات العربية والقوة الأمريكية لا تزال تسيطر على حركة النشر فى العالم.
مفهوم القوة
وتمثل الملاحق التى توزع مع العدد إضافة حقيقية لفهم ما يجرى فى السياسة الدولية. فملحق "اتجاهات نظرية" يركز على مفهوم "القوة"، كواحد من المفاهيم الرئيسية التى يتيح تحليلها فهم الكثير مما يجرى فى المنطقة العالم في المرحلة الحالية، من حيث أشكالها، وتحولاتها، وأبعادها، وانتشارها، واستخداماتها، ومحدداتها، مع دراسة حالات تطبيقية معينة تثير إشكاليات حادة.
حقبة إسلامية
أما الملحق الثانى الذى يحاول الاقتراب من المستقبل، بما قد يتضمنه من تحولات استراتيجية، فإنه يحاول أن يقدم إجابة على سؤال بشأن ما إذا كانت المنطقة ستشهد بالفعل حقبة إسلامية خلال المرحلة القادمة أم لا، من خلال تحليلات مكثفة تتعلق بخريطة انتشار وأفكار التيارت الإسلامية، والأفكار التى تطرحها بشأن الاقتصاد والسياسية، والإشكالية الخاصة بالإطار الإقليمى المحيط بها، وما يثار عموما حول مستقبلها.
لقد حاول العدد – كما تمت الإشارة فى البداية – أن يقدم كشافات تحليلية وموضوعية، تتيح فهم وتحليل، وربما توقع، شكل المنطقة التى نعيش فيها، والعالم الذى يحيط بها، وهو ما يشير فى مجمله إلى أن الإقليم يشهد بالفعل "أوقاتا صعبة"، فى انتظار انقشاع الضباب الإقليمى.
المقالات التحليلية التى تعبر عن تيارات فى التفكير العربى تحاول الاقتراب من الحقائق الجديدة، المتصلة بوجود ملامح اقتصاد (إسلامى)، وتوجه تساؤلات عما يعنيه بالضبط، وصعود لقوى يمينية متطرفة تهدد الليبرالية الحديثة، مع حاجة لتفسيرات نفسية لما يدور فى إطار الثورات العربية، إلى جانب التفسيرات المعتادة.
الدراسات أيضا تصل إلى عمق الأوضاع الحالية، على ساحة الإقليم. فغاز المشرق سيشكل خريطة الطاقة فى المنطقة من جديد، ولا تزال توجد حاجة للتفكير فى إيجاد معادلة متوازنة بين اقتصاد السوق وتدخل الدولة، مع ظهور نوعيات جديدة من المخاطر المتعلقة بالعالم الافتراضي، تحت اسم " أسلحة الانتشار الشامل".
المصيدة الانتقالية
محور العدد هو الملف الرئيسى الذى يقدم 8 موضوعات، كتبها عدد من أبرز الخبراء فى مجال العلوم السياسية، وتدور كلها حول محاولة تفسير " لماذا تتعثر الدول فى المراحل الانتقالية؟" التى تلت الثورات العربية، فيما سمى " المصيدة الانتقالية"، التى دخلتها الدول، دون أن تتمكن من الخروج منها ببساطة. وتعبر العناوين المرصودة على الغلاف عن ذلك بوضوح. فالأسباب هى: الخبرات المتضاربة، والوجهات المفقودة والإدارة السيئة، ومحدودية الفاعلين، والأزمة الاقتصادية، والمعضلة الأمنية، والخلخلة القيمية، والتدخلات الإقليمية.
وتشير التطورات التى تم تناولها فى التقارير التحليلية للعدد إلى معضلات حقيقية تتعلق بقضايا تتصل بعودة ألمانيا إلى الصعود على الساحة الأوروبية، وملامح جمهورية جديدة فى روسيا الاتحادية، وتطورات شديدة الأهمية فى الغرب الإفريقى، وتحول دولى هيكلى من منطقة الأطلنطى إلى حوض الهادى، وفجوة هائلة تتشكل حول ليبيا بعد الثورة، وملامح نهاية للخصوصية، فى ظل تطورات تتعلق بشبكة الإنترنت، وغيرها من القضايا التى تعبر عن أوضاع جديدة فى عالم مختلف.
وقد أعادت المجلة، لأول مرة منذ فترة طويلة، أحد الأقسام التاريخية التى لازمتها طويلا، وهو قسم " الاستراتيجية العسكرية"، الذى يضم تقريرا تحليليا مهما حول التحديات السبعة التى تواجهها الجيوش فى المنطقة العربية فى مراحل ما بعد الثورات العربية، فى إطار يتجاوز ما يعرف بـ" العلاقات المدنية – العسكرية".
كما يطرح القسم الخاص الكيفية التى تحاول بها القيادات الصينية فى بكين إدارة التحولات المصيرية التى يدركون أنها بدأت تمس الدولة فى العالم الجديد، مشيرا إلى الطريقة التى يجرى بها ذلك، والتى تعبر عن خصوصية صينية، كفيلة بتجنب الدولة تلك المتاعب التى سببت تصدعات داخل الدول الأخرى.
وتقدم المجلة، فيما يقترب من 20 موضوعا، عروضا تحليلية لأهم ما نشر فى العالم من كتب ، وفى المنطقة من دراسات، إضافة إلى محتويات أهم الرسائل العلمية غير المنشورة، والتوجهات العامة التى سادت فى المؤتمرات الدولية الكبرى، التى نظمت خلال الفترة الماضية، فى ميونيخ ودافوس وهرتزيليا، وغيرها، مشيرة إلى أن قضايا الثورات العربية والقوة الأمريكية لا تزال تسيطر على حركة النشر فى العالم.
مفهوم القوة
وتمثل الملاحق التى توزع مع العدد إضافة حقيقية لفهم ما يجرى فى السياسة الدولية. فملحق "اتجاهات نظرية" يركز على مفهوم "القوة"، كواحد من المفاهيم الرئيسية التى يتيح تحليلها فهم الكثير مما يجرى فى المنطقة العالم في المرحلة الحالية، من حيث أشكالها، وتحولاتها، وأبعادها، وانتشارها، واستخداماتها، ومحدداتها، مع دراسة حالات تطبيقية معينة تثير إشكاليات حادة.
حقبة إسلامية
أما الملحق الثانى الذى يحاول الاقتراب من المستقبل، بما قد يتضمنه من تحولات استراتيجية، فإنه يحاول أن يقدم إجابة على سؤال بشأن ما إذا كانت المنطقة ستشهد بالفعل حقبة إسلامية خلال المرحلة القادمة أم لا، من خلال تحليلات مكثفة تتعلق بخريطة انتشار وأفكار التيارت الإسلامية، والأفكار التى تطرحها بشأن الاقتصاد والسياسية، والإشكالية الخاصة بالإطار الإقليمى المحيط بها، وما يثار عموما حول مستقبلها.
لقد حاول العدد – كما تمت الإشارة فى البداية – أن يقدم كشافات تحليلية وموضوعية، تتيح فهم وتحليل، وربما توقع، شكل المنطقة التى نعيش فيها، والعالم الذى يحيط بها، وهو ما يشير فى مجمله إلى أن الإقليم يشهد بالفعل "أوقاتا صعبة"، فى انتظار انقشاع الضباب الإقليمى.