- الجمعة فبراير 25, 2011 1:44 am
#32876
يعتقد مسؤولو الاستخبارات الاميركية ان القاعدة أخذت بتبني تكتيكات تؤكد على الهجوم الخاطف الذي ينطوي على احتماليات نجاح اكبر، وهو تحول في ستراتيجيتها السابقة التي طالما اقضّت مضجع وكالات التجسس المختلفة، والتي اعادت تنظيم نفسها في السنوات الاخيرة، ما يعني التوقف عن الهجمات الواسعة المشابهة لهجمات الحادي عشر من ايلول، 2001.
وينظر الى هذا التحول على انه تخلِّ نوعيِّ عن شبكات الارهاب التي ركّزت على العمليات العالية التنظيم التي تشتمل على ضربات متزامنة على اهداف مختلفة، وعلى عناصر الفرق التي تنسق عملها عبر الحدود الدولية.
اقنعت العمليات الاخيرة، بضمنها محاولة تفجير الطائرة المتجهة الى ديترويت يوم عيد الميلاد، المحللين الاميركيين المختصين في مجال مقارعة الارهاب ان القاعدة اصبحت اكثر انتهازية، وتستعمل عناصر اقل عددا، كما انها قللت كثيرا من جهودها في التخطيط والتحضير للهجمات الجديدة.
فقد عبّر مسؤولون اميركيون، في مقابلات صحفية وفي شهاداتهم امام الكونغرس، عن قلقهم من انه على الرغم من ان هذا النمط من الهجمات يُعد اكثر اعتدالا ومن الراجح ان لا يؤدي الى سقوط ضحايا كثيرين، الا ان افشالها امر في غاية الصعوبة. وقال غاري ريد، نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون العمليات الخاصة ومكافحة الارهاب، في شهادة ادلى بها امام الكونغرس في الاسبوع الماضي: "ان اكثر ما يثير المخاوف.. هو مقدار الكثافة وربما الكفاءة التي تنطوي عليها العمليات. انها تخترق قدراتنا على اكتشافها ومن ثم اجراء اللازم بشأنها، وكلما زادوا من كثافة العملية كلما زادت صعوبة اكتشافها من قبلنا."
واضاف المسؤولون الاميركيون ان القاعدة ربما تكون لجأت الى تبني هذه الطريقة على مضض، بعد ان اضعفتها حملات القصف الجوي على قواعدها في الباكستان، وبعد ان ساءها عدم قدرتها على تنظيم ضربة لاحقة لهجمات الحادي عشر من ايلول تكون بنفس الشدة. وأكد هؤلاء المسؤولون على انه اذا كانت الشكوك راودت القاعدة حول انحطاط طموحاتها، فانها قد تكون تشجعت برد فعل الولايات المتحدة حول مؤامرة يوم عيد الميلاد، وان كانت قد احبطت. وقال احد كبار مسؤولي مكافحة الارهاب ان الدرس الذي اخذته القاعدة ربما يكون: "يا الهي، لم تنفجر القنبلة، لكن –مع ذلك– فقدَ الاميركيون عقولهم." ووصف هذا المسؤول الاخفاقات السياسية للرئيس اوباما، كما وجه اصابع الاتهام الى مختلف وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة.
على ان المسؤولين أكدوا انهم لا يعتقدون ان القاعدة تخلت عن جهودها في تنظيم هجمات واسعة النطاق. لكن احد كبار مسؤولي مقارعة الارهاب الاميركيين قال ان المجاميع المرتبطة بالقاعدة تتحرك "بعيدا عما اعتادت ان تقوم به، وهي مؤامرات معقدة وطموحة ومتعددة المستويات." وبدلا من ذلك، تظهر هذه الشبكة قدرتها على ارسال عملائها الى البلدان الاخرى بسرعة ويسر تام.
وقد رشح مؤخرا دليل جديد على هذا المنهج من خلال اطلاق نسخة مطولة عن شريط الفيديو الذي سجله الطبيب الاردني قبيل تنفيذه العملية الانتحارية في معسكر تابع لوكالة الاستخبارات الاميركية في ولاية خوست بافغانستان. وكان هذا المفجّر، واسمه همام خليل ابو ملال البلوي، قد ارسل الى الباكستان من قبل الاستخبارات الاردنية كمخبر، لكنه كان يعمل مع القاعدة.
وقال البلوي انه العناصر المحلية (للقاعدة) شكلت مجلسا للشورى حال وصوله هناك من اجل وضع خطة للاستفادة منه. وكانت الخطة المبدئية تكمن في اختطاف ضابط استخبارات اردني. لكن عندما عَلم البلوي باستدعائه الى اجتماع مع عناصر الاستخبارات الاميركية، قام مجلس الشورى بوضع خطة اكثر ايلاما. وقال في هذا الشريط: "خططنا للقيام بامر ما، لكننا حصلنا على هدية اكبر."
قبل ذلك، اخبر البلوي عناصر الاستخبارات الاميركية انه قادر على التنسيق مع الرجل الثاني في القاعدة، ايمن الظواهري. لكن البلوي قام بتفجير نفسه، في الثلاثين من كانون الاول، لدى وصوله الى المعسكر الاميركي ما ادى الى مقتل سبعة من موظفي الوكالة ومتعاقديها، بالاضافة الى ضابط استخبارات اردني. وعبّر المسؤولون الاميركيون عن احباطهم حول مقدار التفاصيل التي توفرت لدى البلوي عن حضور السي آي ايه في الاجتماع، وكذلك حول السرعة والمهارة التي تمتع بها شيوخه، والتي مكنتهم من ارتجال خطة جديدة.
وبالمثل، تظهر عملية يوم عيد الميلاد السرعة التي عمل بها عناصر القاعدة في اليمن للتحضير لعملية تستغل وصول الشاب النجيري، عمر فاروق عبد المطلب، بين ظهرانيها حاملا تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة، في شهر آب. وما هي الا أشهر معدودة حتى كان هذا الشاب على متن الطائرة المتجهة الى الولايات المتحدة مجهزا بقنبلة في ملابسه الداخلية.
يقول بروس ريدل، وهو احد مخضرمي وكالة الاستخبارات الاميركية، والخبير في مجال مكافحة الارهاب، ان القاعدة تخاطر ايضا باستخدام العناصر التي لم تحصل على التدريب الكافي. فقد اخفق فاروق في التعامل مع القنبلة التي حملها، ومن ثم استطاع بقية المسافرين التغلب عليه ومنعه من اشعال فتيلها. ويضيف ريدل: "يبدو انه اصيب بالذعر،" مشيرا الى انه سبق وان استخدمت قنبلة مماثلة بنجاح في هجوم على امير سعودي في العام الماضي.
ويقول المسؤولون الاميريكون انهم لم يشهدوا مؤامرة واسعة النطاق منذ العام 2006، حينما افشلت السلطات البريطانية خطة لتفجير عشر طائرات متجهة الى الولايات المتحدة وكندا باستخدام متفجرات سائلة.
بيد ان اكثر دليل على الظاهرة الجديدة يتمثل في حالة نجيب الله زازي، وهو مواطن افغاني اقر بالذنب في الشهر الماضي عن تهمة تدريب الانتحاريين في الباكستان للقيام بعمليات في نظام الانفاق بمدينة نيويورك. يقول المسؤول الاميركي في مكافحة الارهاب: "كان زازي رجلا خطيرا، وربما استطاع قتل الكثير من الناس. لكنه لا يعكس القاعدة ايام مجدها."
تناضل وكالات الاستخبارات الاميركية المختلفة من اجل البقاء جنبا الى جنب في مواجهة هذا التحدي المتنامي. ويتوقع مركز مكافحة الارهاب القومي ان يوظف خمسين من المحللين هذا العام يركزون حصريا على تعقب التهديدات الناشئة، الامر الذي تم التغاضي عنه في الماضي عندما كان الجهود مركزة على محاولة اكتشاف ومنع المؤامرات التي يقصد منها اسقاط عدد كبير من الضحايا.
تميل العمليات الصغرى الى عدم تضمين اهداف متعددة او اشراك فرق من الارهابيين في تنفيذها. ويقول المسؤول في مكافحة الارهاب: "لكنها تتضمن بالفعل شيئا يصعب اختراقه. شاب واحد لا يمتلك سجلا في الارهاب، تم تجهيزه بقنبلة، لهو امر يصعب التوصل اليه، اكثر بكثير من حالة خمس وعشرين من الشبان في لندن يقومون بتصنيع متفجرات بيروكسيد الهيدروجين."
وينظر الى هذا التحول على انه تخلِّ نوعيِّ عن شبكات الارهاب التي ركّزت على العمليات العالية التنظيم التي تشتمل على ضربات متزامنة على اهداف مختلفة، وعلى عناصر الفرق التي تنسق عملها عبر الحدود الدولية.
اقنعت العمليات الاخيرة، بضمنها محاولة تفجير الطائرة المتجهة الى ديترويت يوم عيد الميلاد، المحللين الاميركيين المختصين في مجال مقارعة الارهاب ان القاعدة اصبحت اكثر انتهازية، وتستعمل عناصر اقل عددا، كما انها قللت كثيرا من جهودها في التخطيط والتحضير للهجمات الجديدة.
فقد عبّر مسؤولون اميركيون، في مقابلات صحفية وفي شهاداتهم امام الكونغرس، عن قلقهم من انه على الرغم من ان هذا النمط من الهجمات يُعد اكثر اعتدالا ومن الراجح ان لا يؤدي الى سقوط ضحايا كثيرين، الا ان افشالها امر في غاية الصعوبة. وقال غاري ريد، نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون العمليات الخاصة ومكافحة الارهاب، في شهادة ادلى بها امام الكونغرس في الاسبوع الماضي: "ان اكثر ما يثير المخاوف.. هو مقدار الكثافة وربما الكفاءة التي تنطوي عليها العمليات. انها تخترق قدراتنا على اكتشافها ومن ثم اجراء اللازم بشأنها، وكلما زادوا من كثافة العملية كلما زادت صعوبة اكتشافها من قبلنا."
واضاف المسؤولون الاميركيون ان القاعدة ربما تكون لجأت الى تبني هذه الطريقة على مضض، بعد ان اضعفتها حملات القصف الجوي على قواعدها في الباكستان، وبعد ان ساءها عدم قدرتها على تنظيم ضربة لاحقة لهجمات الحادي عشر من ايلول تكون بنفس الشدة. وأكد هؤلاء المسؤولون على انه اذا كانت الشكوك راودت القاعدة حول انحطاط طموحاتها، فانها قد تكون تشجعت برد فعل الولايات المتحدة حول مؤامرة يوم عيد الميلاد، وان كانت قد احبطت. وقال احد كبار مسؤولي مكافحة الارهاب ان الدرس الذي اخذته القاعدة ربما يكون: "يا الهي، لم تنفجر القنبلة، لكن –مع ذلك– فقدَ الاميركيون عقولهم." ووصف هذا المسؤول الاخفاقات السياسية للرئيس اوباما، كما وجه اصابع الاتهام الى مختلف وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة.
على ان المسؤولين أكدوا انهم لا يعتقدون ان القاعدة تخلت عن جهودها في تنظيم هجمات واسعة النطاق. لكن احد كبار مسؤولي مقارعة الارهاب الاميركيين قال ان المجاميع المرتبطة بالقاعدة تتحرك "بعيدا عما اعتادت ان تقوم به، وهي مؤامرات معقدة وطموحة ومتعددة المستويات." وبدلا من ذلك، تظهر هذه الشبكة قدرتها على ارسال عملائها الى البلدان الاخرى بسرعة ويسر تام.
وقد رشح مؤخرا دليل جديد على هذا المنهج من خلال اطلاق نسخة مطولة عن شريط الفيديو الذي سجله الطبيب الاردني قبيل تنفيذه العملية الانتحارية في معسكر تابع لوكالة الاستخبارات الاميركية في ولاية خوست بافغانستان. وكان هذا المفجّر، واسمه همام خليل ابو ملال البلوي، قد ارسل الى الباكستان من قبل الاستخبارات الاردنية كمخبر، لكنه كان يعمل مع القاعدة.
وقال البلوي انه العناصر المحلية (للقاعدة) شكلت مجلسا للشورى حال وصوله هناك من اجل وضع خطة للاستفادة منه. وكانت الخطة المبدئية تكمن في اختطاف ضابط استخبارات اردني. لكن عندما عَلم البلوي باستدعائه الى اجتماع مع عناصر الاستخبارات الاميركية، قام مجلس الشورى بوضع خطة اكثر ايلاما. وقال في هذا الشريط: "خططنا للقيام بامر ما، لكننا حصلنا على هدية اكبر."
قبل ذلك، اخبر البلوي عناصر الاستخبارات الاميركية انه قادر على التنسيق مع الرجل الثاني في القاعدة، ايمن الظواهري. لكن البلوي قام بتفجير نفسه، في الثلاثين من كانون الاول، لدى وصوله الى المعسكر الاميركي ما ادى الى مقتل سبعة من موظفي الوكالة ومتعاقديها، بالاضافة الى ضابط استخبارات اردني. وعبّر المسؤولون الاميركيون عن احباطهم حول مقدار التفاصيل التي توفرت لدى البلوي عن حضور السي آي ايه في الاجتماع، وكذلك حول السرعة والمهارة التي تمتع بها شيوخه، والتي مكنتهم من ارتجال خطة جديدة.
وبالمثل، تظهر عملية يوم عيد الميلاد السرعة التي عمل بها عناصر القاعدة في اليمن للتحضير لعملية تستغل وصول الشاب النجيري، عمر فاروق عبد المطلب، بين ظهرانيها حاملا تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة، في شهر آب. وما هي الا أشهر معدودة حتى كان هذا الشاب على متن الطائرة المتجهة الى الولايات المتحدة مجهزا بقنبلة في ملابسه الداخلية.
يقول بروس ريدل، وهو احد مخضرمي وكالة الاستخبارات الاميركية، والخبير في مجال مكافحة الارهاب، ان القاعدة تخاطر ايضا باستخدام العناصر التي لم تحصل على التدريب الكافي. فقد اخفق فاروق في التعامل مع القنبلة التي حملها، ومن ثم استطاع بقية المسافرين التغلب عليه ومنعه من اشعال فتيلها. ويضيف ريدل: "يبدو انه اصيب بالذعر،" مشيرا الى انه سبق وان استخدمت قنبلة مماثلة بنجاح في هجوم على امير سعودي في العام الماضي.
ويقول المسؤولون الاميريكون انهم لم يشهدوا مؤامرة واسعة النطاق منذ العام 2006، حينما افشلت السلطات البريطانية خطة لتفجير عشر طائرات متجهة الى الولايات المتحدة وكندا باستخدام متفجرات سائلة.
بيد ان اكثر دليل على الظاهرة الجديدة يتمثل في حالة نجيب الله زازي، وهو مواطن افغاني اقر بالذنب في الشهر الماضي عن تهمة تدريب الانتحاريين في الباكستان للقيام بعمليات في نظام الانفاق بمدينة نيويورك. يقول المسؤول الاميركي في مكافحة الارهاب: "كان زازي رجلا خطيرا، وربما استطاع قتل الكثير من الناس. لكنه لا يعكس القاعدة ايام مجدها."
تناضل وكالات الاستخبارات الاميركية المختلفة من اجل البقاء جنبا الى جنب في مواجهة هذا التحدي المتنامي. ويتوقع مركز مكافحة الارهاب القومي ان يوظف خمسين من المحللين هذا العام يركزون حصريا على تعقب التهديدات الناشئة، الامر الذي تم التغاضي عنه في الماضي عندما كان الجهود مركزة على محاولة اكتشاف ومنع المؤامرات التي يقصد منها اسقاط عدد كبير من الضحايا.
تميل العمليات الصغرى الى عدم تضمين اهداف متعددة او اشراك فرق من الارهابيين في تنفيذها. ويقول المسؤول في مكافحة الارهاب: "لكنها تتضمن بالفعل شيئا يصعب اختراقه. شاب واحد لا يمتلك سجلا في الارهاب، تم تجهيزه بقنبلة، لهو امر يصعب التوصل اليه، اكثر بكثير من حالة خمس وعشرين من الشبان في لندن يقومون بتصنيع متفجرات بيروكسيد الهيدروجين."