By فيصل سليمان العثيم 5 - الخميس إبريل 07, 2011 2:00 am
- الخميس إبريل 07, 2011 2:00 am
#34003
لا تصلح مقترحات السلام التي طرحها العقيد الليبي معمر القذافي والتي يصر فيها على دور سياسي لاسرته في المستقبل كنقطة بداية لاجراء مفاوضات بكل تأكيد ولكن ربما تمنح القذافي الوقت الذي يحتاجه لبث الفرقة في صفوف المعارضة.
وربما تتحسن فرص القذافي في اثارة اهتمام بتسوية سياسية موقتة اذا استمرت حالة الجمود العسكري مما يجعل اماله بشأن مستقبل اولاده يبدو أكثر واقعية.
وربما يكون النشاط الديبلوماسي، الذي اوجدته مقترحاته اسلوبا للمماطلة يكسبه وقتا ليبني دفاعات في معاقله في الغرب وتعزيز الولاء القبلي له وبث الفرقة في صفوف الائتلاف الدولي واضعافه.
ولكن ما من مؤشر على ان شروطه لانهاء حرب تهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة الغنية بالغاز والنفط الواقعة جنوبي اوروبا اثارت اهتماما كبيرا في الغرب.
وقال محللون: "ان فكرة اضطلاع اسرة القذافي بدور في الحكومة تتجاوز كثيرا ما يمكن ان يتحمله خصومه".
وتقول مصادر مطلعة على السيناريوات الثلاثة التي طرحها القذافي من اجل تسوية موقتة: "انها تجمع بين عنصرين غير مقبولين هما بقاء القذافي كزعيم رمزي وإن كان متقاعدا، وأن يضطلع احد ابنائه بدور في حكومة وحدة مع المعارضة ربما كرئيس لها".
ويعتبر خبراء في الشؤون الليبية "ان هذه المقترحات غير واقعية". فقد قال اوليفر مايلز، وهو سفير بريطاني سابق لدى ليبيا، "لا يمكن تحقيق ذلك. في اللحظة التي يتنحى فيها القذافي سينتهي اولاده سياسيا لان القذافي هو صاحب القرار. نظريا وحسب القذافي، هو زعيم رمزي لا يضطلع بأي دور رسمي، ومن ثم لا يهم ان يبقى او يذهب ولكن الواقع غير ذلك".
ورأى ديبلوماسي مطلع على المناقشات ان "الجميع يريد حلا سريعا. تريد حاشية القذافي الحفاظ على النظام باي وسيلة حتى لو كانت اقتسام السلطة مع احد ابنائه او تنحيه بشكل رمزي".
ورفضت ايطاليا، التي كانت اوثق شريك للقذافي في اوروبا في وقت سابق، رسالة نقلها مبعوث للعقيد الليبي عن سبل وقف القتال، وقالت: "ان على القذافي ان يرحل عن السلطة".
وعقب اجتماعه مع عضو المجلس الوطني الانتقالي علي الصاوي، وهو ممثل المعارضة في ليبيا، قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني "ان تقسيم ليبيا غير مقبول وان المجلس الانتقالي هو المحاور الشرعي الوحيد".
ووصف المقترحات التي نقلها نائب وزير الخارجية عبد العاطي العبيدي إلى اليونان الاحد الماضي بانها "غير معقولة".
وعين العبيدي بعد ذلك وزيرا للخارجية خلفا لموسى كوسا، الذي كان يوما من أقرب مستشاري القذافي، قبل أن ينشق عليه ويفر إلى بريطانيا الاسبوع الماضي.
وقال عضو المجلس الوطني الانتقالي: "إن فكرة حكومة انتقالية ما يرأسها أحد ابناء القذافي ليست خيارا".
وافاد محلل سياسي في شمال افريقيا، رفض نشر اسمه لحساسية الموضوع، ان احد المقترحات تنص على تولي سيف الاسلام ابن القذافي السلطة كزعيم موقت لحين التفاوض مع المعارضة الليبية بشأن اصلاحات سياسية وان يتقاعد القذافي.
وايد سيف الاسلام ابرز ابناء القذافي اصلاحات في السابق تهدف لزيادة الشفافية ومحاسبة الحكومة وحرية تكوين الشركات واحترام حقوق الانسان، ولكنه وجه كلمة تبعث على الانزعاج عبر شاشة التلفزيون في بداية الانتفاضة حذر فيها الليبيين.
كما وصف القذافي المعارضة "بعصابات مسلحة" يدعمها تنظيم "القاعدة"، اذ قال: "انها عازمة على ارهاب المواطنين الليبيين العاديين الذين يساندونه ويدعمون حكمه".
وفي المقابل، رفضت المعارضة اي محادثات مع القذافي باستثناء مناقشة كيفية رحيله بعد أن حكم البلاد لمدة تزيد عن أربعة عقود. اذ قال المستشار القانوني السابق للحكومة الليبية سعد جبار "إن من المحتمل ان تكون رسائل جس النبض من طرابلس مجرد وسيلة يستغلها القذافي لكسب الوقت فحسب". اضاف "ذكر اكثر من مرة على الملأ خلال الازمة انه لاعب طويل النفس في حين أن خصومه قصار النفس. وهو يحتاج وقتا ويشعر ان بوسعه نيل مراده بهذا الاسلوب".
ويضر طول الصراع بطموحات الائتلاف بقدر ما سيضر بالقذافي إن لم يكن أكثر، حيث قال شاشانك جوشي من المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية: "انه في ظل غياب ديبلوماسية فعالة لانهاء الحرب فان كلمات القذافي التي تصور أعضاء الائتلاف على أنهم صليبيون غربيون قد تجد صدى متزايدا لدى المواطنين العرب رغم مشاركة بعض الدول العربية في الحملة الجوية إلى جانب القوى الغربية".
وفي مقال له كتب جوشي، "ان الحقيقة هي ان الوجود العربي غطاء رقيق لحرب اخرى عبر الاطلسي وسيبلى الغطاء إذ مر الوقت من دون بذل جهد ديبلوماسي كبير".
وفي المعركة على نيل بطاقة ضغط في اي مفاوضات مستقبلية لا يستخدم الغرب بطاقاته ببراعة أحيانا.
وحقق الائتلاف الدولي انتصارا على مستوى العلاقات العامة في الاسبوع الماضي بانشقاق كوسا في خطوة يعتقد ان تضعف معنويات القذافي.
ولكن قد لا يحذو حذوه انصار اخرون للقذافي لان بريطانيا صرحت علنا ان كوسا لن يمنح حصانة من المحاكمة، فيما يتعلق باعمال ارهابية ذات صلة بليبيا. وقال جبار ان معاملة بريطانيا لكوسا "هدية للقذافي. سيشير لها القذافي ويقول لانصاره من الافضل لكم ان تبقوا معي"، موضحا ان المعاملة لن تشجع من يريدون الانشقاق، معتبرا انه "كان من الافضل عدم الادلاء باي تصريح علني عن الحصانة من الاساس".
وربما تتحسن فرص القذافي في اثارة اهتمام بتسوية سياسية موقتة اذا استمرت حالة الجمود العسكري مما يجعل اماله بشأن مستقبل اولاده يبدو أكثر واقعية.
وربما يكون النشاط الديبلوماسي، الذي اوجدته مقترحاته اسلوبا للمماطلة يكسبه وقتا ليبني دفاعات في معاقله في الغرب وتعزيز الولاء القبلي له وبث الفرقة في صفوف الائتلاف الدولي واضعافه.
ولكن ما من مؤشر على ان شروطه لانهاء حرب تهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة الغنية بالغاز والنفط الواقعة جنوبي اوروبا اثارت اهتماما كبيرا في الغرب.
وقال محللون: "ان فكرة اضطلاع اسرة القذافي بدور في الحكومة تتجاوز كثيرا ما يمكن ان يتحمله خصومه".
وتقول مصادر مطلعة على السيناريوات الثلاثة التي طرحها القذافي من اجل تسوية موقتة: "انها تجمع بين عنصرين غير مقبولين هما بقاء القذافي كزعيم رمزي وإن كان متقاعدا، وأن يضطلع احد ابنائه بدور في حكومة وحدة مع المعارضة ربما كرئيس لها".
ويعتبر خبراء في الشؤون الليبية "ان هذه المقترحات غير واقعية". فقد قال اوليفر مايلز، وهو سفير بريطاني سابق لدى ليبيا، "لا يمكن تحقيق ذلك. في اللحظة التي يتنحى فيها القذافي سينتهي اولاده سياسيا لان القذافي هو صاحب القرار. نظريا وحسب القذافي، هو زعيم رمزي لا يضطلع بأي دور رسمي، ومن ثم لا يهم ان يبقى او يذهب ولكن الواقع غير ذلك".
ورأى ديبلوماسي مطلع على المناقشات ان "الجميع يريد حلا سريعا. تريد حاشية القذافي الحفاظ على النظام باي وسيلة حتى لو كانت اقتسام السلطة مع احد ابنائه او تنحيه بشكل رمزي".
ورفضت ايطاليا، التي كانت اوثق شريك للقذافي في اوروبا في وقت سابق، رسالة نقلها مبعوث للعقيد الليبي عن سبل وقف القتال، وقالت: "ان على القذافي ان يرحل عن السلطة".
وعقب اجتماعه مع عضو المجلس الوطني الانتقالي علي الصاوي، وهو ممثل المعارضة في ليبيا، قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني "ان تقسيم ليبيا غير مقبول وان المجلس الانتقالي هو المحاور الشرعي الوحيد".
ووصف المقترحات التي نقلها نائب وزير الخارجية عبد العاطي العبيدي إلى اليونان الاحد الماضي بانها "غير معقولة".
وعين العبيدي بعد ذلك وزيرا للخارجية خلفا لموسى كوسا، الذي كان يوما من أقرب مستشاري القذافي، قبل أن ينشق عليه ويفر إلى بريطانيا الاسبوع الماضي.
وقال عضو المجلس الوطني الانتقالي: "إن فكرة حكومة انتقالية ما يرأسها أحد ابناء القذافي ليست خيارا".
وافاد محلل سياسي في شمال افريقيا، رفض نشر اسمه لحساسية الموضوع، ان احد المقترحات تنص على تولي سيف الاسلام ابن القذافي السلطة كزعيم موقت لحين التفاوض مع المعارضة الليبية بشأن اصلاحات سياسية وان يتقاعد القذافي.
وايد سيف الاسلام ابرز ابناء القذافي اصلاحات في السابق تهدف لزيادة الشفافية ومحاسبة الحكومة وحرية تكوين الشركات واحترام حقوق الانسان، ولكنه وجه كلمة تبعث على الانزعاج عبر شاشة التلفزيون في بداية الانتفاضة حذر فيها الليبيين.
كما وصف القذافي المعارضة "بعصابات مسلحة" يدعمها تنظيم "القاعدة"، اذ قال: "انها عازمة على ارهاب المواطنين الليبيين العاديين الذين يساندونه ويدعمون حكمه".
وفي المقابل، رفضت المعارضة اي محادثات مع القذافي باستثناء مناقشة كيفية رحيله بعد أن حكم البلاد لمدة تزيد عن أربعة عقود. اذ قال المستشار القانوني السابق للحكومة الليبية سعد جبار "إن من المحتمل ان تكون رسائل جس النبض من طرابلس مجرد وسيلة يستغلها القذافي لكسب الوقت فحسب". اضاف "ذكر اكثر من مرة على الملأ خلال الازمة انه لاعب طويل النفس في حين أن خصومه قصار النفس. وهو يحتاج وقتا ويشعر ان بوسعه نيل مراده بهذا الاسلوب".
ويضر طول الصراع بطموحات الائتلاف بقدر ما سيضر بالقذافي إن لم يكن أكثر، حيث قال شاشانك جوشي من المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية: "انه في ظل غياب ديبلوماسية فعالة لانهاء الحرب فان كلمات القذافي التي تصور أعضاء الائتلاف على أنهم صليبيون غربيون قد تجد صدى متزايدا لدى المواطنين العرب رغم مشاركة بعض الدول العربية في الحملة الجوية إلى جانب القوى الغربية".
وفي مقال له كتب جوشي، "ان الحقيقة هي ان الوجود العربي غطاء رقيق لحرب اخرى عبر الاطلسي وسيبلى الغطاء إذ مر الوقت من دون بذل جهد ديبلوماسي كبير".
وفي المعركة على نيل بطاقة ضغط في اي مفاوضات مستقبلية لا يستخدم الغرب بطاقاته ببراعة أحيانا.
وحقق الائتلاف الدولي انتصارا على مستوى العلاقات العامة في الاسبوع الماضي بانشقاق كوسا في خطوة يعتقد ان تضعف معنويات القذافي.
ولكن قد لا يحذو حذوه انصار اخرون للقذافي لان بريطانيا صرحت علنا ان كوسا لن يمنح حصانة من المحاكمة، فيما يتعلق باعمال ارهابية ذات صلة بليبيا. وقال جبار ان معاملة بريطانيا لكوسا "هدية للقذافي. سيشير لها القذافي ويقول لانصاره من الافضل لكم ان تبقوا معي"، موضحا ان المعاملة لن تشجع من يريدون الانشقاق، معتبرا انه "كان من الافضل عدم الادلاء باي تصريح علني عن الحصانة من الاساس".