- الأحد مايو 15, 2011 9:53 pm
#35514
[لص في ثوب مسؤول]
ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان عند التعريفه بمدينة \" إربل \" المعروفة اليوم بـ\" أربيل \" في العراق , فقال في صفة أميرها وواليها : ( وطباع هذا الأمير مختلفة متضادة فإنه كثير الظلم عسوف بالرعية راغب في أخذ الأموال من غير وجهها , وهو مع ذلك مفضل على الفقراء كثير الصدقات على الغرباء , يسير الأموال الجمة الوافرة يستفك بها الأسارى من أيدي الكفار , وفي ذلك يقول الشاعر :
كساعية للخير من كسب فرجها * * * لكِ الويل لا تزني ولا تتصدقي ) .
هذا من الذين قصدهم شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه \" السياسة الشرعية \" بـقوله : ( فريق غلب عليهم حب العلو في الأرض والفساد فلم ينظروا في عاقبة المعاد ورأوا أن السلطان لا يقوم إلا بعطاء وقد لا يتأتى العطاء إلا باستخراج أموال من غير حلها ؛ فصاروا نهابين وهابين . وهؤلاء يقولون : لا يمكن أن يتولى على الناس إلا من يأكل ويطعم فإنه إذا تولى العفيف الذي لا يأكل ولا يطعم سخط عليه الرؤساء وعزلوه ؛ إن لم يضروه في نفسه وماله . وهؤلاء نظروا في عاجل دنياهم وأهملوا الآجل من دنياهم وآخرتهم فعاقبتهم عاقبة رديئة في الدنيا والآخرة إن لم يحصل لهم ما يصلح عاقبتهم من توبة ونحوها ) .
وهذا هو خُلق الكثير من المسئولين في بعض الدول العربية , الذين ينهبون ويسرقون الملايين والمليارات من أموال الشعوب , ثم يتصدقون – ليس كأمير إربل السخي بمال غيره – , بل بالقليل القليل على بعض أفراد شعوبهم , فيبرزن أنفسهم على أنهم من أهل الإحسان , والعطف على الأرامل والمساكين ! بل بعضهم يسرق ويبخل ويطمع ولا يشبع , ولا يستحي من جرائمه أمام الناس وكأن وجهه مخلوق من حجر !.
فهناك بعض الدول العربية وخاصة في الخليج , بلغ أموال بعض أفراد الأسر الحاكمة مليارات الدولارات , قد تكون قريبة من ميزانية سنة مالية للدولة !!.
وهذا جشع فوق الوصف والخيال , فماذا يريد هذا المسئول – قبحه الله - المنتهب للمال العام , أن يفعل بهذه المليارات هو وزوجته وأبنائه , الذين قد لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة ؟!.
لذا لابد من استرجاع هذه الأموال الطائل للشعب , ولا يكفي للحكومات استرضاء الناس ببعض القرارات والمليارات القليلة , التي تُمنح من وقت إلى وقت آخر لتحسين أوضاعهم , فهذا بنج مخدر وسيعود الألم بعد ذهاب البنج وتثور الشعوب من جديد , ما دام اللصوص من المسئولين لم يُرجعوا الأموال إلى أهلها من المواطنين البؤساء .
ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان عند التعريفه بمدينة \" إربل \" المعروفة اليوم بـ\" أربيل \" في العراق , فقال في صفة أميرها وواليها : ( وطباع هذا الأمير مختلفة متضادة فإنه كثير الظلم عسوف بالرعية راغب في أخذ الأموال من غير وجهها , وهو مع ذلك مفضل على الفقراء كثير الصدقات على الغرباء , يسير الأموال الجمة الوافرة يستفك بها الأسارى من أيدي الكفار , وفي ذلك يقول الشاعر :
كساعية للخير من كسب فرجها * * * لكِ الويل لا تزني ولا تتصدقي ) .
هذا من الذين قصدهم شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه \" السياسة الشرعية \" بـقوله : ( فريق غلب عليهم حب العلو في الأرض والفساد فلم ينظروا في عاقبة المعاد ورأوا أن السلطان لا يقوم إلا بعطاء وقد لا يتأتى العطاء إلا باستخراج أموال من غير حلها ؛ فصاروا نهابين وهابين . وهؤلاء يقولون : لا يمكن أن يتولى على الناس إلا من يأكل ويطعم فإنه إذا تولى العفيف الذي لا يأكل ولا يطعم سخط عليه الرؤساء وعزلوه ؛ إن لم يضروه في نفسه وماله . وهؤلاء نظروا في عاجل دنياهم وأهملوا الآجل من دنياهم وآخرتهم فعاقبتهم عاقبة رديئة في الدنيا والآخرة إن لم يحصل لهم ما يصلح عاقبتهم من توبة ونحوها ) .
وهذا هو خُلق الكثير من المسئولين في بعض الدول العربية , الذين ينهبون ويسرقون الملايين والمليارات من أموال الشعوب , ثم يتصدقون – ليس كأمير إربل السخي بمال غيره – , بل بالقليل القليل على بعض أفراد شعوبهم , فيبرزن أنفسهم على أنهم من أهل الإحسان , والعطف على الأرامل والمساكين ! بل بعضهم يسرق ويبخل ويطمع ولا يشبع , ولا يستحي من جرائمه أمام الناس وكأن وجهه مخلوق من حجر !.
فهناك بعض الدول العربية وخاصة في الخليج , بلغ أموال بعض أفراد الأسر الحاكمة مليارات الدولارات , قد تكون قريبة من ميزانية سنة مالية للدولة !!.
وهذا جشع فوق الوصف والخيال , فماذا يريد هذا المسئول – قبحه الله - المنتهب للمال العام , أن يفعل بهذه المليارات هو وزوجته وأبنائه , الذين قد لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة ؟!.
لذا لابد من استرجاع هذه الأموال الطائل للشعب , ولا يكفي للحكومات استرضاء الناس ببعض القرارات والمليارات القليلة , التي تُمنح من وقت إلى وقت آخر لتحسين أوضاعهم , فهذا بنج مخدر وسيعود الألم بعد ذهاب البنج وتثور الشعوب من جديد , ما دام اللصوص من المسئولين لم يُرجعوا الأموال إلى أهلها من المواطنين البؤساء .