منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By إبراهيم المالكي(245)
#4850
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، اما بعد:

فبسبب تعثر مبدأ تصدير الثورة الايرانية باستخدام ورقة العنف المعتمدة على العسكريتاريا التي استمرت نحو عقد من الزمن، تسعى ايران من خلال الخطة الخمسينية التي قد وضعها آيات الرافضة الى نشر المذهب الشيعي الامامي الجعفري في مناطق أهل السنة. وقد اطلع العامة والخاصة منذ زمن على هذه الخطة الخبيثة القائمة على خمس مراحل في خمسين سنة بدأت منذ عام 1990 تقريبا، (لاحظ التوقيت مع بداية البيروسترويكا الاشتراكية) وذلك للوصول الى السيطرة التامة على بلاد أهل السنة واسقاط انظمتها.

ومن ضمن الخطة العمل على تحويل اكبر قدر ممكن من اهل السنة الى المذهب الشيعي الرافضي (الاشتراكي حاليا)، ولاجل ذلك فقد رصدت ايران مبالغ طائلة في السنوات الماضية، منها مبلغ (2.3) مليار دولار لهذا العام ، ومبلغ حوالي مليار دولار دعما للقنوات الفضائية خاصة. وقد عملت ايران بهذه الخطة في العديد من المناطق السنية في العديد من الدول العربية منها: (العراق، سوريا، لبنان، الاردن، فلسطين، مصر ، اليمن، دول الخليج) اما المملكة العربية السعودية فاقرأ بخصوصها ما يلي:

لن أتحدث عن دور الشيعة في اثارة الفتن وتحركاتهم المشبوهة في المملكة ، سواءفي مواسم الحج الماضية أو ما يقومون به في مناطقهم، ولكن سأقتص في الحديث عن احدث توجهات الثورة الايرانية الشيعية (الاشتراكية) لإنشاء مركزا خاصا لتدريب كوادر نسائية (داعيات) لنشر المذهب الرافضي بين نساء اهل السنة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة أثناء الزيارة. هذا الخبر المستهجن قد وقع ما يؤكده على أرض الواقع، فقد تعرضت زوجتي العام الماضي بالقرب من بيت عائشة رضي الله عنها في المدينة المنورة الى دعوة للتعرف على المذهب الشيعي من إحدى النساء الشيعيات الداعيات بحجة فهمه فهما جيدا، تم خلال النقاش التستر على فضائح المذهب وانكار ما يعتقدون في القرآن الكريم وفي ابي بكر وعمر وعامة الصحابة رضي الله عنهم.

وامام هذا الحدث الخطير المريب، فإن المملكة وفقها الله لاختيار الانسب أمام شرين اثنين:

الشر الاول:
ترك الحبل على الغارب لهؤلاء الداعيات المدربات الشيعيات للافساد في عقيدتنا ومجتمعنا. وهذا لا يقبل لما سيترتب عليه من مفاسد.

الشر الثاني:
منع هذه الغزوة الفكرية الهدامة ومحاربتها بطرق غير مدروسة او ارتجالية، مما سيفتح على المملكة بابا جديدا من النقد واثارة الرأي العام من قبل السفارة الايرانية في المملكة لتوجيه انظار الغرب وامريكا خاصة الى ما يجري في مكة والمدينة والقيام بتفسير ما يحدث على انه قمع للحريات الدينية، وانتهاك لحقوق الانسان، وبالتالي سيقوم اللوبي الصهيوني ووكلائه من الاشتراكيين في امريكا بالذات بالتوسع في تفسير الحدث نصرة للرافضة ودفاعا عنها، ونقله الى ابرز واخطر مراكز التاثير والنفوذ مثل الكونجرس والمؤسسات الحكومية والدفاعية ليتفاعل حتى يغدو الامر لديهم مقبولا، وبالتالي ستسير الامور باتجاه التضييق على المملكة تدريجيا ومحاصرتها وفرض شروط قاسية عليها تحت دعوى انتهاك الحريات الدينية وحقوق الانسان. ومع تكرار الامر وتطوره مع الايام فقد نصل، بل سنصل الى اقتناع الغرب بعدم عدالة الاسلام المطبق في المملكة، وبالتالي التخلي عنها لتلاقي حتفها على يد ذئاب الاشتراكية المحيطة بها مثل (ايران ، العراق، سوريا) ومن خلفهم موسكو الولي الاول لاسرائيل. وبعد سقوط المملكة لا قدر الله سيتهم السفهاء من الناس أمريكا والغرب بإسقاطها بحجة ان دور المملكة قد انتهى بالنسبة لهم. وهكذا نبقى في دوامة التضليل الاعلامي الفاجر.


لذا وحتى لا نخطو الخطوة في الاتجاه الخطأ بعيدا عن المصلحة الراجحة، فقد اعتمد الاصوليون لازالة الضرر قواعد منها قاعدة كلية: (الضرر يُزال) التي يتفرع عنها قواعد أخرى فرعية.

يقول ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى:
((إذ الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، والورع ترجيح خير الخيرين بتفويت أدناهما ودفع شر الشرين وإن حصل أدناهما))( ).

ويقول: ((ومطلوبها ـ أي الشريعة ـ ترجيح خير الخيرين إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعاً، ودفع شر الشرين إذا لم يندفعا جميعاً))( ).

وبما أننا أمام شرين اثنين، فإنه يصار اولا إلى دفع شر الشرين جميعا، فإن لم نستطع فندفع الشر الاكبر بالشر الاصغر. ولكي ندفع الشرين معا اقترح التوصيات التالية لحل المشكلة، مع مراعاة ان هذا الحل قابل للتطبيق لحل المشاكل المشابهة:


1- التحرك بالحكمة وبطرق مدروسة لمقاومة هذه الهجمة الفكرية الجاهلية.
2- تدريب عدد من النساء السنيات، على ان يكون هذا العدد مؤهلا علميا ومدربا لاجراء الحوار مع الداعيات الشيعيات في الحرمين من باب (وجادلهم بالتي هي أحسن).
3- طباعة ما يلزم من رسائل وخطب ودروس توضح ضلال الفكر الشيعي بعد ترجمتها الى الفارسية وتوزيعها على الداعيات الشيعيات من باب المعاملة بالمثل.
4- رصد حركات الداعيات الشيعيات وتسجيل وتأريخ نشاطاتهن وإصدار بيانات ان المملكة في حالة من الهجوم الفكري الرافضي كمرحلة اولى ستليها مرحلة الهجوم الثوري الرافضي المسلح، وقد سبق ان استخدموا ما لا يجوز في مواسم الحج.
5- دعوة هؤلاء الداعيات من الشيعة الى حضور دروس لكبار اهل العلم في الحرمين، فيما يتعلق بالموضوع ومناقشتهن بالحجة والبرهان، على ان يتم ترجمة اللقاءات الى الفارسية وبمساعدة الداعيات السنيات في نقل الاسئلة او ما شابه ذلك.
6- السماح بنشر اخبار هذه المحاضرات والنشاطات لصد العدوان الفكري بالطرق القانونية والديموقراطية حتى لا يجد اي متصيد في الماء العكر حجة او مدع بان المملكة تقمع الحريات الدينية ، أو ليدق اسفينا بين المملكة والغرب، الذي قد بدأ بالتعمق التدريجي بتحريض من اللوبي الصهيوني بعد هجوم تنظيم القاعدة على برجي التجارة العالمي في 11/9/2001 .

والحمد لله رب العالمين.