- الثلاثاء مايو 20, 2008 8:07 pm
#4859
صورة العرب في مناهج التعليم الإسرائيلية
أكثر من نصف قرن على قيام الدولة الصهيونية، وأكثر من قرن على بداية السعي لتأسيسها، وما زالت صورة العرب في الثقافة والتربية اليهودية واحدة، لا يرسم معالمها إلا ألوان (قاتمة) ولا تعرف إلا مفردات الكراهية والعداء.
دراسات علمية رصينة قدمت على مدى سنوات طويلة؛ بغرض بحث التوجيه التربوي الصهيوني، ومناهج التعليم بشكل عام في إسرائيل، منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى قيام الدولة اليهودية على أرض فلسطين، أجمعت على أن السياسة التربوية الإسرائيلية تقوم أساسًا على مرتكزات دينية خاصة تدعو إلى ربط الإنسان اليهودي بأرض فلسطين؛ باعتبارها أرض الشعب المختار، فكان أن تخرج جيل متعصب ومتشبث بالأرض يشعر بالفوقية على باقي الشعوب.
*وهناك ثلاثة مراحل للتعليم اليهودي :-
وتجمع هذه الدراسات والتي كان آخرها ما صدر عن مركز دراسات الشرق الأوسط حول صورة العرب في مناهج التعليم الإسرائيلية، على أن ثمة مراحل ثلاث للتعليم اليهودي: أولاها بدأت من 1881 – 1918، ويستند التعليم في هذه المرحلة بشكل مباشر على المسائل الدينية، معتمدًا على التناسخ والتلمود.. وقد ظهر في هذه المرحلة العديد من الفلاسفة اليهود الذين طرحوا العديد من الآراء الفلسفية، حول ماهية الدولة ونظم الحياة فيها، وكيف يجب على اليهود أن يؤسسوا دولة يهودية، ومن أشهرهم موشيه هس وليو بنسكر ورائد الصهيونية ومؤسسها تيودور هرتزل.
أما المرحلة الثانية فهي تلك التي بدأت من عام 1948م حتى قيام الدولة الصهيونية، حيث صدر قانون التعليم العام في إسرائيل عام 1949م، وفي عام 1953 صدر قانون إلزامية التعليم، وحاولت الدولة المصطنعة بناء مؤسسات تعليمية تقوم على أساس المبادئ الصهيونية، لإيجاد مجتمع يهودي يدين بالولاء للصهيونية العلمانية، ويرتبط بشكل كبير بالأرض.
أما المرحلة الثالثة فبدأت عندما تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979م، ومن ثَم اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل، ويلاحظ أن المفاهيم الأساسية في العملية التربوية الصهيونية لم تتغير أبدًا، فوصف العرب بأنهم متخلفون وجبناء ومحتلون لأرض إسرائيل ما زال هو الوصف السائد، مع التأكيد المستمر – حسب زعمهم- على أن الأردن هو جزء من أرض إسرائيل، وبقي وصف القادة العرب والمسلمين على ما هو
دون تبديل.
* أسس التعليم الصهيوني :-
والملفت أن قانون التعليم الإسرائيلي وضع على أساس قيم الثقافة اليهودية، وتحصيل العلوم ومحبة الوطن والولاء لدولة إسرائيل والشعب اليهودي، والتدرب على العمل الزراعي والحرفي وتحقيق مبادئ الريادة. ويلاحظ القارئ لكتب الأديان الإسرائيلية أن اليهودي ينظر إلى الأغيار - وخاصة العرب - نظرة استعلائية؛ باعتباره جنسا بشريا بدائيا ومتخلفا حضاريًّا؛ لذا لا بد من تسخيره.
لذا فقد حمل الأدب العبري في طياته الكثير من التحريض على الاحتلال والاستيطان والترحيل للعرب، وانتقل الأدب العبري من أدب التجنيد والتحريض في ظل الانتداب ونشوء المنظمات الصهيونية، وأدب الكارثة والبطولة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إلى أدب الحروب منذ عام 1948م، وحرب الأيام الستة، وحرب الغفران 1973م، وكان من أبرز الأعمال الأدبية التي ظهرت في تلك الفترة مقص الصواريخ 612، وبداية الصيف لعام 1970م، أما أدب الثمانينيات الإسرائيلي، فقد عبّر عن ردود الفعل الإسرائيلية على الحروب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 1982م. وقد خضعت نظرة الأدب العبري للشخصية العربية لحالات زمنية ترتبط بزعيم، أو بواقعة عسكرية أو موقف عدائي عنصري يتصف بالعرقية.
كما لم تتغير صورة الإنسان العربي في أدبيات الأطفال اليهود منذ تأسيس الدولة، فالنظرة تجاه الإنسان العربي بقيت عدائية حتى بعد توقيع اتفاقيات السلام مع مصر والأردن، ولم تحل محلها أي نظرة احترام أو محبة، وتدعو هذه الكتب إلى إعادة العرب إلى الصحراء وإحلال اليهود مكانهم؛ لأن هذه أراضي اليهود، وتصور العربي بأنه شجرة بلا جذور يمكن اقتلاعها في أي وقت ومتى تشاء.
وبعد اتفاقيات السلام العربية - الإسرائيلية أخذت تظهر كتب عديدة تدخل تحت إطار التثقيف التربوي والتاريخي للصهيوني، ومنها الكتب المتعلقة بالآثار والتوثيق والقارئ لهذه الكتب، يلاحظ أنه لا توجد بقعة في هذه المنطقة العربية في الشام ومصر والحجاز والعراق، إلا وكان لليهود فيها أثر، وأن كل الحضارات التي مرت على هذه المنطقة كان لليهود دور فاعل فيها، ومن الأمثلة على ذلك كتاب مواقع وآثار في الأردن، الذي يبحث في المواقع والأماكن الأثرية في الأردن التي يعتبرها الكتاب جزءاً من أرض إسرائيل.
* وعن كتب مدارسهم؟!
والكتب المقررة في المدارس اليهودية العامة تكرّس لهذه التوجهات من قبيل مجموعة الأرض الطيبة التي صدرت عن وزارة المعارف الإسرائيلية عام 1986م وهي مخصصة للمدارس اليهودية الدينية، وفيها مختارات من التوجيهات الدينية والشعر والقصة اليهودية، وقد ورد عنوان في هذه السلسلة بما نصه (لمن تنتمي أرض إسرائيل)، ويؤكد فيها المؤلف على أن أرض إسرائيل هي لليهود، ولكن جاءت شعوب أخرى كالإسماعيلية (العرب) واحتلوها لفترة طويلة وصيروها خرابًا ودمارًا، وكان العرب فيها قليلين جدًّا.
أما كتاب الجولان والجليل بأقسامه، وكتاب الكرمل وشمال البلاد فيعتبر المؤلف الجولان جزءاً من أرض إسرائيل ويبحث في مناطق وطرق الجولان وقطاع غزة، ويورد نماذج صور للقرى العربية في منطقة القدس إلى جانبها نماذج للمباني اليهودية من أجل الإيحاء للقارئ مدى التطور الذي حصل بسبب قدوم اليهود.. وتحاول الكتب اليهودية التربوية دمج التاريخ بالجغرافيا من أجل ترسيخ المفاهيم الصهيونية.
* الدول العربية في الكتب الصهيونية:
ومن الكتب الأخرى التي وضعت للطلاب اليهود من أجل دراستها وترسيخ مفاهيم معينة لديهم، كتاب تحولات جغرافية الشرق الأوسط لمؤلفه البروفيسور أرنون سوفير، ويلاحظ أن هذا الكتاب يتحدث عن الشرق العربي دون أن يأتي مطلقًا على ذكر العرب في المنطقة التي سكنوها إلا من خلال التقليل من شأن العرب ووصفهم بالمتغلغلين في مجالات الحياة، وهو يعمد إلى التنكر للوجود العربي حتى إن الخليج العربي يطلق عليه اسم الخليج الفارسي، ويصف الدول العربية المجاورة لفلسطين بالمتخلفة.
أما عن التطورات التي تحصل في الخليج العربي فيرى أنها خطيرة، حيث يرى أن امتداد الطرق والتطور العلمي وواردات النفط الكبيرة يمكن أن تهيئ لقيام دولة قوية في الخليج، مع وجود أصولية إسلامية هناك ويرى أن شرق الأردن هو جزء من أرض إسرائيل وفيها أماكن خاصة باليهود مثل نبو و جلعاد، ولم يسلم بلد عربي من النقد والوصف بالتراجع والتخلف.
* تهويد الناشئة العرب:
أخطر ما في أدبيات الإسرائيليين ليس مجرد الاكتفاء بفرض صورة قاتمة عن العرب في أذهان أبنائهم، وإنما تجاوز ذلك إلى محاولة تهويد فكر الناشئة العرب في فلسطين المحتلة عام 48 .
والناظر إلى ما ينتقى ويختار من المواد الأدبية التي تفرض على الطلاب العرب، يلاحظ أن الصهيونية تنتقي بشكل مركز كل فقرة أو لفظة لتهويد فكر الناشئة العرب بهدف سلخهم - ما أمكن - عن تراثهم ونتاج الأمة الفكري، ويلاحظ أن ما يُنتقى من الأدب العربي يفتقد إلى روح الانتماء الوطني والقومي والديني، فهي عبارة عن مختارات من قصائد تجسد الفرقة والطائفية بين العرب والمسلمين، وتدعو إلى السلم تارة أو إلى استحباب الحرب تارة أخرى، ومن أمثلة ذلك سلسلة كتب تاريخ الأدب العربي لمؤلفه اليهودي مراد ميخائيل.
عندما يتحدث الكتاب اليهود عن المجتمع العربي تحت حكم الدولة العبرية، فإنهم يعمدون إلى تزوير العديد من الحقائق، كما يعتبرون الضفة والقطاع أراضي إسرائيلية تم احتلالها من قبل العرب، ويضيفون إلى ذلك تحميل المواطنين العرب مسؤولية الهرب من هذه الأراضي عام 1948م، وكان هذا الهروب بمحض إرادة العرب، وقد أدى هذا الأمر إلى تدني مستوى الفلسطينيين في نظر العرب الآخرين. هذه هي النتائج التي خرجت بها الدراسة العلمية التي أعدها وأصدرها مركز دراسات الشرق الأوسط، فاليهود هم شعب الله المختار حتى إذا كان هذا على حساب التاريخ وتزويره، بل وتأصيله ليس فقط في نفوس الطلاب اليهود، بل وفي نفوس العرب أيضًا !.
أكثر من نصف قرن على قيام الدولة الصهيونية، وأكثر من قرن على بداية السعي لتأسيسها، وما زالت صورة العرب في الثقافة والتربية اليهودية واحدة، لا يرسم معالمها إلا ألوان (قاتمة) ولا تعرف إلا مفردات الكراهية والعداء.
دراسات علمية رصينة قدمت على مدى سنوات طويلة؛ بغرض بحث التوجيه التربوي الصهيوني، ومناهج التعليم بشكل عام في إسرائيل، منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى قيام الدولة اليهودية على أرض فلسطين، أجمعت على أن السياسة التربوية الإسرائيلية تقوم أساسًا على مرتكزات دينية خاصة تدعو إلى ربط الإنسان اليهودي بأرض فلسطين؛ باعتبارها أرض الشعب المختار، فكان أن تخرج جيل متعصب ومتشبث بالأرض يشعر بالفوقية على باقي الشعوب.
*وهناك ثلاثة مراحل للتعليم اليهودي :-
وتجمع هذه الدراسات والتي كان آخرها ما صدر عن مركز دراسات الشرق الأوسط حول صورة العرب في مناهج التعليم الإسرائيلية، على أن ثمة مراحل ثلاث للتعليم اليهودي: أولاها بدأت من 1881 – 1918، ويستند التعليم في هذه المرحلة بشكل مباشر على المسائل الدينية، معتمدًا على التناسخ والتلمود.. وقد ظهر في هذه المرحلة العديد من الفلاسفة اليهود الذين طرحوا العديد من الآراء الفلسفية، حول ماهية الدولة ونظم الحياة فيها، وكيف يجب على اليهود أن يؤسسوا دولة يهودية، ومن أشهرهم موشيه هس وليو بنسكر ورائد الصهيونية ومؤسسها تيودور هرتزل.
أما المرحلة الثانية فهي تلك التي بدأت من عام 1948م حتى قيام الدولة الصهيونية، حيث صدر قانون التعليم العام في إسرائيل عام 1949م، وفي عام 1953 صدر قانون إلزامية التعليم، وحاولت الدولة المصطنعة بناء مؤسسات تعليمية تقوم على أساس المبادئ الصهيونية، لإيجاد مجتمع يهودي يدين بالولاء للصهيونية العلمانية، ويرتبط بشكل كبير بالأرض.
أما المرحلة الثالثة فبدأت عندما تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979م، ومن ثَم اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل، ويلاحظ أن المفاهيم الأساسية في العملية التربوية الصهيونية لم تتغير أبدًا، فوصف العرب بأنهم متخلفون وجبناء ومحتلون لأرض إسرائيل ما زال هو الوصف السائد، مع التأكيد المستمر – حسب زعمهم- على أن الأردن هو جزء من أرض إسرائيل، وبقي وصف القادة العرب والمسلمين على ما هو
دون تبديل.
* أسس التعليم الصهيوني :-
والملفت أن قانون التعليم الإسرائيلي وضع على أساس قيم الثقافة اليهودية، وتحصيل العلوم ومحبة الوطن والولاء لدولة إسرائيل والشعب اليهودي، والتدرب على العمل الزراعي والحرفي وتحقيق مبادئ الريادة. ويلاحظ القارئ لكتب الأديان الإسرائيلية أن اليهودي ينظر إلى الأغيار - وخاصة العرب - نظرة استعلائية؛ باعتباره جنسا بشريا بدائيا ومتخلفا حضاريًّا؛ لذا لا بد من تسخيره.
لذا فقد حمل الأدب العبري في طياته الكثير من التحريض على الاحتلال والاستيطان والترحيل للعرب، وانتقل الأدب العبري من أدب التجنيد والتحريض في ظل الانتداب ونشوء المنظمات الصهيونية، وأدب الكارثة والبطولة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إلى أدب الحروب منذ عام 1948م، وحرب الأيام الستة، وحرب الغفران 1973م، وكان من أبرز الأعمال الأدبية التي ظهرت في تلك الفترة مقص الصواريخ 612، وبداية الصيف لعام 1970م، أما أدب الثمانينيات الإسرائيلي، فقد عبّر عن ردود الفعل الإسرائيلية على الحروب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 1982م. وقد خضعت نظرة الأدب العبري للشخصية العربية لحالات زمنية ترتبط بزعيم، أو بواقعة عسكرية أو موقف عدائي عنصري يتصف بالعرقية.
كما لم تتغير صورة الإنسان العربي في أدبيات الأطفال اليهود منذ تأسيس الدولة، فالنظرة تجاه الإنسان العربي بقيت عدائية حتى بعد توقيع اتفاقيات السلام مع مصر والأردن، ولم تحل محلها أي نظرة احترام أو محبة، وتدعو هذه الكتب إلى إعادة العرب إلى الصحراء وإحلال اليهود مكانهم؛ لأن هذه أراضي اليهود، وتصور العربي بأنه شجرة بلا جذور يمكن اقتلاعها في أي وقت ومتى تشاء.
وبعد اتفاقيات السلام العربية - الإسرائيلية أخذت تظهر كتب عديدة تدخل تحت إطار التثقيف التربوي والتاريخي للصهيوني، ومنها الكتب المتعلقة بالآثار والتوثيق والقارئ لهذه الكتب، يلاحظ أنه لا توجد بقعة في هذه المنطقة العربية في الشام ومصر والحجاز والعراق، إلا وكان لليهود فيها أثر، وأن كل الحضارات التي مرت على هذه المنطقة كان لليهود دور فاعل فيها، ومن الأمثلة على ذلك كتاب مواقع وآثار في الأردن، الذي يبحث في المواقع والأماكن الأثرية في الأردن التي يعتبرها الكتاب جزءاً من أرض إسرائيل.
* وعن كتب مدارسهم؟!
والكتب المقررة في المدارس اليهودية العامة تكرّس لهذه التوجهات من قبيل مجموعة الأرض الطيبة التي صدرت عن وزارة المعارف الإسرائيلية عام 1986م وهي مخصصة للمدارس اليهودية الدينية، وفيها مختارات من التوجيهات الدينية والشعر والقصة اليهودية، وقد ورد عنوان في هذه السلسلة بما نصه (لمن تنتمي أرض إسرائيل)، ويؤكد فيها المؤلف على أن أرض إسرائيل هي لليهود، ولكن جاءت شعوب أخرى كالإسماعيلية (العرب) واحتلوها لفترة طويلة وصيروها خرابًا ودمارًا، وكان العرب فيها قليلين جدًّا.
أما كتاب الجولان والجليل بأقسامه، وكتاب الكرمل وشمال البلاد فيعتبر المؤلف الجولان جزءاً من أرض إسرائيل ويبحث في مناطق وطرق الجولان وقطاع غزة، ويورد نماذج صور للقرى العربية في منطقة القدس إلى جانبها نماذج للمباني اليهودية من أجل الإيحاء للقارئ مدى التطور الذي حصل بسبب قدوم اليهود.. وتحاول الكتب اليهودية التربوية دمج التاريخ بالجغرافيا من أجل ترسيخ المفاهيم الصهيونية.
* الدول العربية في الكتب الصهيونية:
ومن الكتب الأخرى التي وضعت للطلاب اليهود من أجل دراستها وترسيخ مفاهيم معينة لديهم، كتاب تحولات جغرافية الشرق الأوسط لمؤلفه البروفيسور أرنون سوفير، ويلاحظ أن هذا الكتاب يتحدث عن الشرق العربي دون أن يأتي مطلقًا على ذكر العرب في المنطقة التي سكنوها إلا من خلال التقليل من شأن العرب ووصفهم بالمتغلغلين في مجالات الحياة، وهو يعمد إلى التنكر للوجود العربي حتى إن الخليج العربي يطلق عليه اسم الخليج الفارسي، ويصف الدول العربية المجاورة لفلسطين بالمتخلفة.
أما عن التطورات التي تحصل في الخليج العربي فيرى أنها خطيرة، حيث يرى أن امتداد الطرق والتطور العلمي وواردات النفط الكبيرة يمكن أن تهيئ لقيام دولة قوية في الخليج، مع وجود أصولية إسلامية هناك ويرى أن شرق الأردن هو جزء من أرض إسرائيل وفيها أماكن خاصة باليهود مثل نبو و جلعاد، ولم يسلم بلد عربي من النقد والوصف بالتراجع والتخلف.
* تهويد الناشئة العرب:
أخطر ما في أدبيات الإسرائيليين ليس مجرد الاكتفاء بفرض صورة قاتمة عن العرب في أذهان أبنائهم، وإنما تجاوز ذلك إلى محاولة تهويد فكر الناشئة العرب في فلسطين المحتلة عام 48 .
والناظر إلى ما ينتقى ويختار من المواد الأدبية التي تفرض على الطلاب العرب، يلاحظ أن الصهيونية تنتقي بشكل مركز كل فقرة أو لفظة لتهويد فكر الناشئة العرب بهدف سلخهم - ما أمكن - عن تراثهم ونتاج الأمة الفكري، ويلاحظ أن ما يُنتقى من الأدب العربي يفتقد إلى روح الانتماء الوطني والقومي والديني، فهي عبارة عن مختارات من قصائد تجسد الفرقة والطائفية بين العرب والمسلمين، وتدعو إلى السلم تارة أو إلى استحباب الحرب تارة أخرى، ومن أمثلة ذلك سلسلة كتب تاريخ الأدب العربي لمؤلفه اليهودي مراد ميخائيل.
عندما يتحدث الكتاب اليهود عن المجتمع العربي تحت حكم الدولة العبرية، فإنهم يعمدون إلى تزوير العديد من الحقائق، كما يعتبرون الضفة والقطاع أراضي إسرائيلية تم احتلالها من قبل العرب، ويضيفون إلى ذلك تحميل المواطنين العرب مسؤولية الهرب من هذه الأراضي عام 1948م، وكان هذا الهروب بمحض إرادة العرب، وقد أدى هذا الأمر إلى تدني مستوى الفلسطينيين في نظر العرب الآخرين. هذه هي النتائج التي خرجت بها الدراسة العلمية التي أعدها وأصدرها مركز دراسات الشرق الأوسط، فاليهود هم شعب الله المختار حتى إذا كان هذا على حساب التاريخ وتزويره، بل وتأصيله ليس فقط في نفوس الطلاب اليهود، بل وفي نفوس العرب أيضًا !.