- السبت يونيو 04, 2011 2:10 pm
#38337
تطور ونشوء اليابان الحديثة
دراسة أميركية استغرقت نصف قرن للمؤرخ جنسن عن الظاهرة اليابانية
حينما زار امبراطور اليابان اكهيتو بريطانيا عام 1998 واجهته مظاهرات السجناء البريطانيين السابقين في معسكرات الاعتقال اليابانية ممن ظلوا على قيد الحياة بعد الحرب العالمية الثانية مطالبين بالتعويضات جراء المعاملة غير الانسانية التي تلقوها اثناء الاعتقال. وفي الفترة الاخيرة صدرت الكثير من النشريات حول ما اطلق عليه بالاجحاف الذي لحق بالنساء الصينيات والكوريات وبعض الاوروبيات اللواتي تم جمعهن اثناء الحرب للعمل في بيوت المتعة الخاصة بالجيش الياباني.
وبعد مرور كل هذه السنين ورغم الانجازات الاقتصادية الكبرى التي حققها اليابانيون، فإنهم لم يسعوا لتغيير الصورة التي طبعت اذهان الناس حول الاحداث المروعة لفترة الحرب خلال الثلاثينات والاربعينات في القرن الماضي.
كيف حدث ما حدث وكيف تعايشت المثالية مع اصلاحات الامبراطور ميجي لعام 1868 حينما سرعت اليابان مسيرتها للحاق بالغرب، لكنها تحولت بعد ذلك واتجهت نحو الحالة العسكرية خلال سنوات الحرب. على هذه الاسئلة وغيرها يجيب ماريوس ب. جنسن في كتابه «صناعة يابان جديدة» الذي يلقي فيه ضوءا تاريخيا جديدا على تطور ونشوء اليابان الحديثة. وهذا الكتاب هو في الواقع نتاج دراسة مستفيضة استغرقت اكثر من نصف قرن، حيث يربط فيها بين النظرة الاساسية والشاملة لليابان وبين ايراد الحكايات والامثلة حولها. ومع ان تأثر واعجاب المؤلف باليابان يبدو واضحا من خلال صفحات الكتاب «امة موهوبة، ثرية وشجاعة» فإنه لا يتردد ايضا في ابداء رأيه ببعض قادتها «المتكبرين القساة».
يبدأ جنسن حكايته مع اليابان منذ فترة الساموراي التي استغرقت من بداية القرن السابع عشر وحتى مجيء «السفن السوداء» لقائد البحرية الاميركية ماثيو كالبريث عام 1853، ويعرض الكاتب تاريخ اليابان خلال هذه السنوات كبلد مفتوح على التأثيرات الغربية واقل رجعية مما كان يفترض به دائما، فأصبحت معايير التعليم والثقافة فيه مثلا تقارن وبلا حرج مع معايير اغلب البلدان الاوروبية.
ومع نشوء المؤسسات الجديدة ـ المبنية جزئيا على غرار المانيا بسمارك ـ والحماس للتكنولوجيا الغربية، اسرعت اليابان الى تحديث مجتمعها وقواتها المسلحة. وكان اول ثمار ذلك هو دحرها الصين في حرب اعوام 1894 ـ 1895 التي نشبت بسبب تنافس الدولتين للسيطرة على كوريا. وما ان شارف ذلك القرن على الانتهاء حتى اصبحت اليابان اكبر قوة في شرق اسيا. وكان لحلف عام 1902 مع بريطانيا ـ الذي عقد اساسا لمنع روسيا من محاولاتها التوسعية في المنطقة واعاقة الالمان والفرنسيين في اعمال التدخل ـ قد ساعد على وصولها الى المسرح العالمي.
بعد سنتين على ذلك، وبعد ان احتلت القوات الروسية منشوريا (التي تؤلف المقاطعات الصينية الثلاث الشمال شرقية)، اعلنت اليابان الحرب على روسيا واحرزت عليها انتصارا ساحقا. ولم يكن لهذا الانتصار صدى محليا فقط وانما اكتسب ايضا اعجابا عالميا، ففي بريطانيا خاصة كان لحسن مظهر الجنود اليابانيين الشباب في ميناء ارثور وقعه الحسن في نفوس الناس، الامر الذي أدى الى نشوء حركة اطلق عليها اسم «تعلّم من اليابانيين»، التي طالبت باحياء الاخلاق الوطنية والاخلاص للوطن.
وحتى حينما ضمت اليابان إليها كوريا (وهو الحدث الذي توافق مع استيلاء الاميركان على جزر الفلبين) لم يغير اغلب المراقبين من وجهة نظرهم القائلة ان اليابان ربما تستطيع ان تلعب دورا بناءً في منطقة شرق اسيا على الرغم من وجود بعض التوترات الاجتماعية والسياسية داخل البلد ووجود آراء متباينة حول دور اليابان في العالم.
يعتقد بعض المفكرين اليابانيين ان قادة الامبراطور القديم ميجي، وهم في انطلاقتهم لبناء دولة حديثة، خلقوا نزاعات قومية ضيقة، ويرون بأنه كان على الحكومة ان تستجيب للمطالب الشعبية التي كانت تنادي بحماية افضل لحقوق الفرد، وتمثيل قوي في البرلمان. بيد انه من جانب آخر، كانت هناك قوى مناهضة للديمقراطية تتمثل بضباط الجيش الشباب الذين كانوا يرون ان مهمة اليابان تكمن في امور أخرى مختلفة تماما، وكانوا يطالبون بانتهاج سياسة عدائية إزاء الصين مما اثار ريبة وشكوك الولايات المتحدة. وبعد ذلك استمرت علاقة اليابان مع اميركا بالتدهور، خاصة بعد اصدار الاخيرة مرسوما عام 1924 تحدد بشكل اقل نسبة المهاجرين اليابانيين الى الولايات المتحدة. وكان لهذا المرسوم اثره بين اليابانيين الذين مورست ضدهم سياسة التمييز العنصري فأخذوا تشويه اهداف اولئك السياسيين اليابانيين الذين كانوا يطمحون الى مد الجسور مع الولايات المتحدة.
اما الخطوة الاكثر جرأة التي خطاها المتطرفون القوميون فقد كانت حادثة منشوريا عام 1931 وهو العمل العدائي الذي قاد الى خلق دولة يابانية «دمية» عرفت باسم «مانشوكو». وعلى اثر ذلك شكلت عصبة الامم «لجنة لايتون» للتحقيق في الحادث، لكن اليابان رفضت تقريرها وانسحبت من عصبة الامم. وعن هذه الحادثة يقول جنسن «في غضون اسابيع ذهبت الاهداف التي سعت إليها الدبلوماسية اليابانية منذ عام 1868 ـ التي اكتسبتها من خلال التعاون مع اكثر الدول قوة ـ ادراج الرياح».
في ذلك الوقت كان العالم يعيش تحت وطأة الركود الاقتصادي، وكان انهيار نظام التجارة العالمية قد وفر الفرصة للمتطرفين لكي يطالبوا اليابان بأن تأخذ المبادرة وتتولى الامر بنفسها مؤمنة ـ حتى ولو بالاستيلاء ـ حصولها على المواد الخام الحيوية. وكان الحل الوحيد لهذه المسألة هو ابعاد الاوروبيين والاميركان عن شرق آسيا وذلك لتأمين هيمنة يابانية منفردة.
لكن عكس هذا المنطق جاء القرار الجنوني بجر الولايات المتحدة الى دوامة الحرب. وكان القادة اليابانيون يأملون في عقد حلفهم مع المانيا الذي وقع عام 1940 ان يمنحهم قوة اضافية ضد الولايات المتحدة. غير ان الذي حدث كان عكس ذلك. فبالنسبة للاميركان تعد سيطرة اليابانيين في اسيا بمستوى سيطرة الالمان في اوروبا، لذلك فإن اليابانيين اساءوا كثيرا تقدير القرارات والقوة العسكرية الاميركية، واثناء هجومهم على ميناء بيرل في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1941 يكون اليابانيون قد وضعوا انفسهم في موضع لا يحسدون عليه. واعتقد اليابانيون آنذاك بأن «ذلك الهجوم والاندحار ربما مهد لهم الطريق لكي يلعبوا دورهم كقوة عالمية من الدرجة الثانية».
ليس هناك تاريخ يمكن ان يفسر تعقيد ظاهرة تشابك السياسة اليابانية خلال فترة الثلاثينات، ورغم ملاحظات جنسن الحادة وتفاصيله الدقيقة، فإنه يميل في كثير من صفحات كتابه لدعم وجهات النظر التي يمثلها يوشيدا شيكيرو، رئيس وزراء اليابان من عام 1946 وحتى 1953 التي يشير إليها بأنها نتاج مجموعة خاصة من العوامل الداخلية والخارجية التي احاطت بمسيرة اليابان آنذاك.
كتب يوشيدا في ما بعد يقول بأن اكبر خطأ قام به اليابانيون هو تخليهم عن السياسة التي كانت تمارس اثناء فترة ميجي، التي ارتكزت على اقامة علاقة صداقة مع الدولة التي اصبحت قوة عظمى وهي بريطانيا. ومنذ عام 1945 اخذ الحلفاء والقوة العظمى الجديدة، الولايات المتحدة، يشكلون الصخرة الصلدة للسياسة اليابانية الخارجية رغم بروز بعض التوترات في ما بينهم بين الحين والآخر.
الكتاب: صناعة يابان جديدة المؤلف: ماريوس. ب. جنسن الناشر: مطبعة جامعة هارفارد، الولايات المتحدة 2001
دراسة أميركية استغرقت نصف قرن للمؤرخ جنسن عن الظاهرة اليابانية
حينما زار امبراطور اليابان اكهيتو بريطانيا عام 1998 واجهته مظاهرات السجناء البريطانيين السابقين في معسكرات الاعتقال اليابانية ممن ظلوا على قيد الحياة بعد الحرب العالمية الثانية مطالبين بالتعويضات جراء المعاملة غير الانسانية التي تلقوها اثناء الاعتقال. وفي الفترة الاخيرة صدرت الكثير من النشريات حول ما اطلق عليه بالاجحاف الذي لحق بالنساء الصينيات والكوريات وبعض الاوروبيات اللواتي تم جمعهن اثناء الحرب للعمل في بيوت المتعة الخاصة بالجيش الياباني.
وبعد مرور كل هذه السنين ورغم الانجازات الاقتصادية الكبرى التي حققها اليابانيون، فإنهم لم يسعوا لتغيير الصورة التي طبعت اذهان الناس حول الاحداث المروعة لفترة الحرب خلال الثلاثينات والاربعينات في القرن الماضي.
كيف حدث ما حدث وكيف تعايشت المثالية مع اصلاحات الامبراطور ميجي لعام 1868 حينما سرعت اليابان مسيرتها للحاق بالغرب، لكنها تحولت بعد ذلك واتجهت نحو الحالة العسكرية خلال سنوات الحرب. على هذه الاسئلة وغيرها يجيب ماريوس ب. جنسن في كتابه «صناعة يابان جديدة» الذي يلقي فيه ضوءا تاريخيا جديدا على تطور ونشوء اليابان الحديثة. وهذا الكتاب هو في الواقع نتاج دراسة مستفيضة استغرقت اكثر من نصف قرن، حيث يربط فيها بين النظرة الاساسية والشاملة لليابان وبين ايراد الحكايات والامثلة حولها. ومع ان تأثر واعجاب المؤلف باليابان يبدو واضحا من خلال صفحات الكتاب «امة موهوبة، ثرية وشجاعة» فإنه لا يتردد ايضا في ابداء رأيه ببعض قادتها «المتكبرين القساة».
يبدأ جنسن حكايته مع اليابان منذ فترة الساموراي التي استغرقت من بداية القرن السابع عشر وحتى مجيء «السفن السوداء» لقائد البحرية الاميركية ماثيو كالبريث عام 1853، ويعرض الكاتب تاريخ اليابان خلال هذه السنوات كبلد مفتوح على التأثيرات الغربية واقل رجعية مما كان يفترض به دائما، فأصبحت معايير التعليم والثقافة فيه مثلا تقارن وبلا حرج مع معايير اغلب البلدان الاوروبية.
ومع نشوء المؤسسات الجديدة ـ المبنية جزئيا على غرار المانيا بسمارك ـ والحماس للتكنولوجيا الغربية، اسرعت اليابان الى تحديث مجتمعها وقواتها المسلحة. وكان اول ثمار ذلك هو دحرها الصين في حرب اعوام 1894 ـ 1895 التي نشبت بسبب تنافس الدولتين للسيطرة على كوريا. وما ان شارف ذلك القرن على الانتهاء حتى اصبحت اليابان اكبر قوة في شرق اسيا. وكان لحلف عام 1902 مع بريطانيا ـ الذي عقد اساسا لمنع روسيا من محاولاتها التوسعية في المنطقة واعاقة الالمان والفرنسيين في اعمال التدخل ـ قد ساعد على وصولها الى المسرح العالمي.
بعد سنتين على ذلك، وبعد ان احتلت القوات الروسية منشوريا (التي تؤلف المقاطعات الصينية الثلاث الشمال شرقية)، اعلنت اليابان الحرب على روسيا واحرزت عليها انتصارا ساحقا. ولم يكن لهذا الانتصار صدى محليا فقط وانما اكتسب ايضا اعجابا عالميا، ففي بريطانيا خاصة كان لحسن مظهر الجنود اليابانيين الشباب في ميناء ارثور وقعه الحسن في نفوس الناس، الامر الذي أدى الى نشوء حركة اطلق عليها اسم «تعلّم من اليابانيين»، التي طالبت باحياء الاخلاق الوطنية والاخلاص للوطن.
وحتى حينما ضمت اليابان إليها كوريا (وهو الحدث الذي توافق مع استيلاء الاميركان على جزر الفلبين) لم يغير اغلب المراقبين من وجهة نظرهم القائلة ان اليابان ربما تستطيع ان تلعب دورا بناءً في منطقة شرق اسيا على الرغم من وجود بعض التوترات الاجتماعية والسياسية داخل البلد ووجود آراء متباينة حول دور اليابان في العالم.
يعتقد بعض المفكرين اليابانيين ان قادة الامبراطور القديم ميجي، وهم في انطلاقتهم لبناء دولة حديثة، خلقوا نزاعات قومية ضيقة، ويرون بأنه كان على الحكومة ان تستجيب للمطالب الشعبية التي كانت تنادي بحماية افضل لحقوق الفرد، وتمثيل قوي في البرلمان. بيد انه من جانب آخر، كانت هناك قوى مناهضة للديمقراطية تتمثل بضباط الجيش الشباب الذين كانوا يرون ان مهمة اليابان تكمن في امور أخرى مختلفة تماما، وكانوا يطالبون بانتهاج سياسة عدائية إزاء الصين مما اثار ريبة وشكوك الولايات المتحدة. وبعد ذلك استمرت علاقة اليابان مع اميركا بالتدهور، خاصة بعد اصدار الاخيرة مرسوما عام 1924 تحدد بشكل اقل نسبة المهاجرين اليابانيين الى الولايات المتحدة. وكان لهذا المرسوم اثره بين اليابانيين الذين مورست ضدهم سياسة التمييز العنصري فأخذوا تشويه اهداف اولئك السياسيين اليابانيين الذين كانوا يطمحون الى مد الجسور مع الولايات المتحدة.
اما الخطوة الاكثر جرأة التي خطاها المتطرفون القوميون فقد كانت حادثة منشوريا عام 1931 وهو العمل العدائي الذي قاد الى خلق دولة يابانية «دمية» عرفت باسم «مانشوكو». وعلى اثر ذلك شكلت عصبة الامم «لجنة لايتون» للتحقيق في الحادث، لكن اليابان رفضت تقريرها وانسحبت من عصبة الامم. وعن هذه الحادثة يقول جنسن «في غضون اسابيع ذهبت الاهداف التي سعت إليها الدبلوماسية اليابانية منذ عام 1868 ـ التي اكتسبتها من خلال التعاون مع اكثر الدول قوة ـ ادراج الرياح».
في ذلك الوقت كان العالم يعيش تحت وطأة الركود الاقتصادي، وكان انهيار نظام التجارة العالمية قد وفر الفرصة للمتطرفين لكي يطالبوا اليابان بأن تأخذ المبادرة وتتولى الامر بنفسها مؤمنة ـ حتى ولو بالاستيلاء ـ حصولها على المواد الخام الحيوية. وكان الحل الوحيد لهذه المسألة هو ابعاد الاوروبيين والاميركان عن شرق آسيا وذلك لتأمين هيمنة يابانية منفردة.
لكن عكس هذا المنطق جاء القرار الجنوني بجر الولايات المتحدة الى دوامة الحرب. وكان القادة اليابانيون يأملون في عقد حلفهم مع المانيا الذي وقع عام 1940 ان يمنحهم قوة اضافية ضد الولايات المتحدة. غير ان الذي حدث كان عكس ذلك. فبالنسبة للاميركان تعد سيطرة اليابانيين في اسيا بمستوى سيطرة الالمان في اوروبا، لذلك فإن اليابانيين اساءوا كثيرا تقدير القرارات والقوة العسكرية الاميركية، واثناء هجومهم على ميناء بيرل في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1941 يكون اليابانيون قد وضعوا انفسهم في موضع لا يحسدون عليه. واعتقد اليابانيون آنذاك بأن «ذلك الهجوم والاندحار ربما مهد لهم الطريق لكي يلعبوا دورهم كقوة عالمية من الدرجة الثانية».
ليس هناك تاريخ يمكن ان يفسر تعقيد ظاهرة تشابك السياسة اليابانية خلال فترة الثلاثينات، ورغم ملاحظات جنسن الحادة وتفاصيله الدقيقة، فإنه يميل في كثير من صفحات كتابه لدعم وجهات النظر التي يمثلها يوشيدا شيكيرو، رئيس وزراء اليابان من عام 1946 وحتى 1953 التي يشير إليها بأنها نتاج مجموعة خاصة من العوامل الداخلية والخارجية التي احاطت بمسيرة اليابان آنذاك.
كتب يوشيدا في ما بعد يقول بأن اكبر خطأ قام به اليابانيون هو تخليهم عن السياسة التي كانت تمارس اثناء فترة ميجي، التي ارتكزت على اقامة علاقة صداقة مع الدولة التي اصبحت قوة عظمى وهي بريطانيا. ومنذ عام 1945 اخذ الحلفاء والقوة العظمى الجديدة، الولايات المتحدة، يشكلون الصخرة الصلدة للسياسة اليابانية الخارجية رغم بروز بعض التوترات في ما بينهم بين الحين والآخر.
الكتاب: صناعة يابان جديدة المؤلف: ماريوس. ب. جنسن الناشر: مطبعة جامعة هارفارد، الولايات المتحدة 2001