- الاثنين سبتمبر 26, 2011 7:45 pm
#39245
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة في شمال غرب أوروبا، تعتبر جزء من الدول الأربعة المكونة المملكة المتحدة. تحتل الثلث الشمالي من جزيرة بريطانيا العظمى وتحدها جنوباً إنجلترا ويحدها شرقاً بحر الشمال وغرباً المحيط الأطلسي. عاصمتها أدنبرة، وأهم مدنها وأكبرها مدينة غلاسكو. كانت إسكتلندا مملكة مستقلة حتى 1 مايو 1707 حين تم إقرار قانون الوحدة لعام 1707 والذي اتحدت بموجبه مملكتي إنجلترا وإسكتلندا في ما يعرف اليوم بمملكة بريطانيا العظمى.
تاريخ
كان أول استيطان لأسكتلندا في عام 6000ق.م، حيث استوطنها بعض صائدي الأسماك وبعض الصيادين المهاجرين الآخرين الذين جاءوها بحرًا من جهة الجنوب. وزاد عدد أولئك المهاجرين إلى أسكتلندا في العصر الحجري الحديث، حيث مارسوا شيءًا من الزراعة، دلت عليها آثارهم التي خلفوها، من فخار وعظام وأدوات.
وبنهاية هذا العصر الحجري الحديث، وفدت إلى أسكتلندا مجموعات جديدة، جاءت من ألمانيا، سماها علماء الآثار مجموعة الأواني لأنهم دفنوا موتاهم في قوارير كبيرة أشبه ما تكون بالكؤوس، ثم تلتهم مجموعة مهاجرين قادمة من أواسط أوروبا، هم المعروفون ببناة الأبراج.
وعندما غزا الرومان بريطانيا عام 43 م، وجدوا أقوامًا يسكنون أجزاءً من أسكتلندا، هي الجهات الشمالية والجنوبية لنهري كلايد وفورث. وقد أخضعهم الرومان لسلطانهم، وسموهم البكتز (البقط) وكانوا يلونون أجسامهم بالألوان. وفي القرن الرابع الميلادي، هاجر إلى أسكتلندا أقوام من أيرلندا، عرفوا في التاريخ بالأسكتلنديين ونشروا لغتهم المعروفة بالغيلية وثقافتهم. وبانسحاب الرومان من بريطانيا، غزتها أقوام الأنجلو ـ سكسون، وتمكنوا في بداية القرن السابع الميلادي من احتلال المنطقة الواقعة حول أدنبرة، وكذلك استقر الفايكنج في الأطراف الشمالية من أسكتلندا خلال القرنين الثامن والتاسع الميلاديين.
سياسة
التصميم الخارجي للبرلمان الاسكتلندي الجديد.
بالنظر إلى أن اسكتلندا هي واحدة من العناصر المكونة للمملكة المتحدة، ملك المملكة الأسكتلندية هو من عائلة ستيوارت، وهو تابع للملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة منذ توليها الملك سنة 1952. ظهرت في القرن التاسع عشر، حركة الاستقلال الاسكتلندي بقيادت ملكها والتي اكتسبت نفوذ منذ نهاية القرن العشرين، يمثلها الملك القومي الاسكتلندي، الذي يدعو لاستقلال اسكتلندا، حصل على أغلبية في التصويت من النبلاء في البرلمان الاسكتلندي في الانتخابات التي جرت في ارس 2007. ولقد استحقت اسكتلندا حكما ذاتيا تابعا لحكومة إنجلترا، بمسمى اسكتلندا التابعة للمملكة المتحدة، أو بريطانيا، ولقد تمت الموافقه عليه من قبل هيئة الأمم المتحدة.
دستوريا، المملكة المتحدة هي دولة ذات برلمان موحد وحكومة ذات سيادة. بعد تطبيق اللامركزية في السلطة، والتي تمت الموافقة عليها في استفتاء في عام 1997، رغم أن اسكتلندا تستمتع الآن بحكم ذاتي : البرلمان البريطاني يحتفظ بالقدرة على الإصلاح، والتغيير، تمديد أو إلغاء نظام الحكم في اسكتلندا، يمكن القول أن البرلمان الاسكتلندي ليس ذا سيادة مطلقة.
مطامع إنجلترا
كانت أسكتلندا عرضة للتأثيرات الأنجلو ـ سكسونية، والأنجلو ـ نورمندية طوال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين. ونتج عن التأثيرات النورمندية أن تحولت أسكتلندا إلى دولة إقطاعية ذات إدارة منظمة ونظام مالي راسخ، الأمر الذي ساعد على ازدهارها الزراعي والحضري، وكانت لها علاقات بإنجلترا، كما كانت لها أطماع أيضًا في بعض الأراضي الإنجليزية كمنطقة نورث همبرلاند.
وقد كان لملوك إنجلترا المطامع نفسها في أسكتلندا، بل إن بعضهم نجح في فترات من القرن الثاني عشر الميلادي في جعل مملكة أسكتلندا تابعة لهم. وهكذا كانت العلاقة بين المملكتين في حركة مد وجزْر دائمة. فمثلاً، شهدت السنوات الأخيرة من القرن الثالث عشر الميلادي، وكل سنوات القرن الرابع عشر، محاولات ملوك إنجلترا فرض سيطرتهم على أسكتلندا، وبالمقابل ثورات الأسكتلنديين تحت قيادة زعمائهم المحليين للخلاص من تلك السيطرة الإنجليزية. وقد تحقق لأهل أسكتلندا ما أرادوا، إذ اعترف الإنجليز باستقلالهم في عام 1328م بعد حروب طاحنة.
وباستقلال أسكتلندا، بدأت فترة حكم عائلة ستيوارت الأولى في الفترة (1371 ـ 1488م). شهدت الفترة نفسها ازدهار الأدب الأسكتلندي، وظهور شعراء كبار مثل جون باربر، وهاري الأعمى وآخرين.
ملوك النهضة
تلت هذه الفترة ماعرف بفترة ملوك النهضة ولعل أهمهم جيمس الرابع، وجيمس الخامس، اللذان قاما في مرات عديدة بغزو إنجلترا، كما تعرضا لغزو منها. وكانت تلك الحروب وخيمة على كلتا المملكتين. وقد انحاز جيمس الخامس إلى جانب فرنسا في حربها مع إنجلترا، وتزوج من إحدى النبيلات الفرنسيات، الأمر الذي أدى إلى تزايد النفوذ الفرنسي في البلاط الأسكتلندي وإلى انحياز النبلاء إلى رجال الكنيسة ودعوات الإصلاح الديني أملاً في مقاومة هذا النفوذ. وتطور أمر هذا الإصلاح ليؤدي إلى إعلان أسكتلندا دولة بروتستانتية لا سلطة للبابا على كنيستها وتحميها الملكة ماري ملكة الأسكتلنديين عام 1559م والتي ثار عليها النبلاء وأجبروها على التخلي عن العرش، وأودعوها السجن. ولكنها تمكنت من الهرب إلى إنجلترا طالبة مساندة الملكة إليزابيث الأولى، ولكن هذه بدل أن تعينها سجنتها، ثم قامت بإعدامها عام 1587م، فخلفها ابنها جيمس السادس والذي حكم بفاعلية. وفي عام 1603م، صار ملكًا لإنجلترا، تحت اسم جيمس الأول، بسبب وفاة الملكة الإنجليزية إليزابيث الأولى لأنه كان أقرب أقاربها إليها؛ فورث عرشها
جغرافيا
تغطي ثلث مجموع منطقة بريطانيا العظمى، كما تتكون من أكثر من 790 جزيرة. يحدها من الشمال والغرب المحيط الأطلسي، ومن الشرق بحر الشمال، جنوب إنجلترا وفي الجنوب الغربي مع القناة الشمالية والبحر الأيرلندي. تغطي الأراضي الاسكتلندية 78.772 كم²، وعدد سكانها يقدر ب 5.116.900 نسمة، الكثافة السكانية تقدر ب65 نسمة لكل كم². العاصمة إدنبره، وتعد غلاسغو هي أكبر مدينة في والتي تضم 20 ٪ من مجموع سكان اسكتلندا.
يشكل نهر تويد وتلال اسكتلندا الشفيوت الحدود الجنوبية مع إنجلترا. وتفصل القناة الشمالية الغربية جنوب غرب اسكتلندا من ايرلندا الشمالية. والساحل الشمالي الغربي يطل على المحيط الأطلسي. ويواجه الشرق بحر الشمال. ويواجه الساحل الشرقي لبحر الشمال، والذي يفصل بين اسكتلندا من البر الرئيسي لأوروبا.
السطح
تشغل أسكتلندا الثلث الشمالي من جزيرة بريطانيا ويمثل نهر تويد وتلال تشيفيوت حدودها الجنوبية مع إنجلترا.
الأقاليم الجغرافية
تنقسم أسكتلندا إلى ثلاثة أقاليم جغرافية هي من الشمال إلى الجنوب:
المرتفعات (إقليم الهايلاند)
إقليم وعر وقاحل تمتد فيه سلسلتان جبليتان هما المرتفعات الشمالية وجبال جرامبيان، وتتخللها حافات تتجه من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، ويفصل بينهما وادٍ عميق هو وادي جلن مور ويصل أقصى ارتفاع عند قمة بن نِفِيز 1,343م فوق سطح البحر. ويوجد في المرتفعات نوعان من الأودية: أودية ضيقة شديدة الانحدار وأودية واسعة متموجة، وتخلو المرتفعات من الأشجار، وتصبح أكثر وعورة في اتجاه الغرب، ويعيش معظم سكانها في السهول الساحلية.
الأراضي المنخفضة الوسطى
تخترقها أودية أنهار كلايد وفورث وتاي، وتوجد بها أفضل مزارع أسكتلندا ومواردها المعدنية ويعيش فيها ثلاثة أرباع سكان البلاد.
المرتفعات الجنوبية
تتكون من أراضٍ خلنجية متموجة تتناثر فيها جروف صخرية. وقمم التلال قاحلة ولكن منحدراتها السفلية تغطيها المراعي التي تربى عليها الأبقار والأغنام. وتنتهي التلال في الجنوب عند مرتفعات تشيفيوت.
الأنهار والبحيرات
يمثل نهر كلايد أهم أنهار أسكتلندا، وقد تم توسيع مجرى النهر وتعميقه ليكون صالحًا للملاحة وتستخدمه السفن حتى جلاسجو، أما نهر تاي فيعد أكبر أنهار البلاد. وتصب معظم أنهار أسكتلندا في خلجان واسعة. وتقع معظم بحيرات أسكتلندا في أودية عميقة في المرتفعات. وأكبر البحيرات بحيرة لومند، وتمتد مجموعة من البحيرات في وادي جلن مور وتربط قنال كاليدونيا هذه البحيرات. وأشهر هذه البحيرات بحيرة نس التي يُعتقد بأن بها حيوانًا خرافيًا.
الجزر
تحف بأسكتلندا مئات الجزر وتقع مجموعة جزر هبريدز، وهي أكبرها، قبالة الساحل الغربي من البلاد بينما تقع جزر أوركني وشتلاند في شمالي أسكتلندا.
السكان
السكان أمس واليوم
ينحدر معظم سكان أسكتلندا من المغيرين الذين وفدوا إلى البلاد واستقروا فيها قبل آلاف السنين، وهم يشملون السلتيين والإسكندينافيين والأسكتلنديين. وقد تركت كل مجموعة من هؤلاء أثرها في الحضارة الأسكتلندية.
يبلغ عدد سكان أسكتلندا حوالي خمسة ملايين نسمة، يعيش ثلاثة أرباعهم في المنخفضات الوسطى المزدحمة التي تشكل حوالي سدس مساحة البلاد، بينما يعيش عدد قليل من السكان في المرتفعات الوعرة التي تشكل ثلثي مساحة البلاد في الشمال، وفي المرتفعات الجنوبية. ويعيش نحو 2% من السكان في جزيرتي أوركتي وشتلاند والجزر الغربية.
وفي أسكتلندا عدة مدن يتجاوز سكانها 100,000 نسمة منها جلاسكو، أكبر مدنها، وبها 654,542 نسمة، تليها أدنبرة العاصمة وبها 421,213 نسمة، ومن مدنها الكبيرة أبردين ودندي.
تعاني أسكتلندا هجرة أهلها، إذ يهاجر آلاف منهم سنويًا بسبب قلة الوظائف، مما استدعى إقامة صناعات جديدة للحد من هذه الظاهرة.
اقتصاد
يعتمد اقتصاد أسكتلندا أساسًا على الصناعة والتجارة. وقد اكتسبت الصناعة أهمية منذ بداية الثورة الصناعية في إنجلترا خلال القرن الثامن عشر
دولة في شمال غرب أوروبا، تعتبر جزء من الدول الأربعة المكونة المملكة المتحدة. تحتل الثلث الشمالي من جزيرة بريطانيا العظمى وتحدها جنوباً إنجلترا ويحدها شرقاً بحر الشمال وغرباً المحيط الأطلسي. عاصمتها أدنبرة، وأهم مدنها وأكبرها مدينة غلاسكو. كانت إسكتلندا مملكة مستقلة حتى 1 مايو 1707 حين تم إقرار قانون الوحدة لعام 1707 والذي اتحدت بموجبه مملكتي إنجلترا وإسكتلندا في ما يعرف اليوم بمملكة بريطانيا العظمى.
تاريخ
كان أول استيطان لأسكتلندا في عام 6000ق.م، حيث استوطنها بعض صائدي الأسماك وبعض الصيادين المهاجرين الآخرين الذين جاءوها بحرًا من جهة الجنوب. وزاد عدد أولئك المهاجرين إلى أسكتلندا في العصر الحجري الحديث، حيث مارسوا شيءًا من الزراعة، دلت عليها آثارهم التي خلفوها، من فخار وعظام وأدوات.
وبنهاية هذا العصر الحجري الحديث، وفدت إلى أسكتلندا مجموعات جديدة، جاءت من ألمانيا، سماها علماء الآثار مجموعة الأواني لأنهم دفنوا موتاهم في قوارير كبيرة أشبه ما تكون بالكؤوس، ثم تلتهم مجموعة مهاجرين قادمة من أواسط أوروبا، هم المعروفون ببناة الأبراج.
وعندما غزا الرومان بريطانيا عام 43 م، وجدوا أقوامًا يسكنون أجزاءً من أسكتلندا، هي الجهات الشمالية والجنوبية لنهري كلايد وفورث. وقد أخضعهم الرومان لسلطانهم، وسموهم البكتز (البقط) وكانوا يلونون أجسامهم بالألوان. وفي القرن الرابع الميلادي، هاجر إلى أسكتلندا أقوام من أيرلندا، عرفوا في التاريخ بالأسكتلنديين ونشروا لغتهم المعروفة بالغيلية وثقافتهم. وبانسحاب الرومان من بريطانيا، غزتها أقوام الأنجلو ـ سكسون، وتمكنوا في بداية القرن السابع الميلادي من احتلال المنطقة الواقعة حول أدنبرة، وكذلك استقر الفايكنج في الأطراف الشمالية من أسكتلندا خلال القرنين الثامن والتاسع الميلاديين.
سياسة
التصميم الخارجي للبرلمان الاسكتلندي الجديد.
بالنظر إلى أن اسكتلندا هي واحدة من العناصر المكونة للمملكة المتحدة، ملك المملكة الأسكتلندية هو من عائلة ستيوارت، وهو تابع للملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة منذ توليها الملك سنة 1952. ظهرت في القرن التاسع عشر، حركة الاستقلال الاسكتلندي بقيادت ملكها والتي اكتسبت نفوذ منذ نهاية القرن العشرين، يمثلها الملك القومي الاسكتلندي، الذي يدعو لاستقلال اسكتلندا، حصل على أغلبية في التصويت من النبلاء في البرلمان الاسكتلندي في الانتخابات التي جرت في ارس 2007. ولقد استحقت اسكتلندا حكما ذاتيا تابعا لحكومة إنجلترا، بمسمى اسكتلندا التابعة للمملكة المتحدة، أو بريطانيا، ولقد تمت الموافقه عليه من قبل هيئة الأمم المتحدة.
دستوريا، المملكة المتحدة هي دولة ذات برلمان موحد وحكومة ذات سيادة. بعد تطبيق اللامركزية في السلطة، والتي تمت الموافقة عليها في استفتاء في عام 1997، رغم أن اسكتلندا تستمتع الآن بحكم ذاتي : البرلمان البريطاني يحتفظ بالقدرة على الإصلاح، والتغيير، تمديد أو إلغاء نظام الحكم في اسكتلندا، يمكن القول أن البرلمان الاسكتلندي ليس ذا سيادة مطلقة.
مطامع إنجلترا
كانت أسكتلندا عرضة للتأثيرات الأنجلو ـ سكسونية، والأنجلو ـ نورمندية طوال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين. ونتج عن التأثيرات النورمندية أن تحولت أسكتلندا إلى دولة إقطاعية ذات إدارة منظمة ونظام مالي راسخ، الأمر الذي ساعد على ازدهارها الزراعي والحضري، وكانت لها علاقات بإنجلترا، كما كانت لها أطماع أيضًا في بعض الأراضي الإنجليزية كمنطقة نورث همبرلاند.
وقد كان لملوك إنجلترا المطامع نفسها في أسكتلندا، بل إن بعضهم نجح في فترات من القرن الثاني عشر الميلادي في جعل مملكة أسكتلندا تابعة لهم. وهكذا كانت العلاقة بين المملكتين في حركة مد وجزْر دائمة. فمثلاً، شهدت السنوات الأخيرة من القرن الثالث عشر الميلادي، وكل سنوات القرن الرابع عشر، محاولات ملوك إنجلترا فرض سيطرتهم على أسكتلندا، وبالمقابل ثورات الأسكتلنديين تحت قيادة زعمائهم المحليين للخلاص من تلك السيطرة الإنجليزية. وقد تحقق لأهل أسكتلندا ما أرادوا، إذ اعترف الإنجليز باستقلالهم في عام 1328م بعد حروب طاحنة.
وباستقلال أسكتلندا، بدأت فترة حكم عائلة ستيوارت الأولى في الفترة (1371 ـ 1488م). شهدت الفترة نفسها ازدهار الأدب الأسكتلندي، وظهور شعراء كبار مثل جون باربر، وهاري الأعمى وآخرين.
ملوك النهضة
تلت هذه الفترة ماعرف بفترة ملوك النهضة ولعل أهمهم جيمس الرابع، وجيمس الخامس، اللذان قاما في مرات عديدة بغزو إنجلترا، كما تعرضا لغزو منها. وكانت تلك الحروب وخيمة على كلتا المملكتين. وقد انحاز جيمس الخامس إلى جانب فرنسا في حربها مع إنجلترا، وتزوج من إحدى النبيلات الفرنسيات، الأمر الذي أدى إلى تزايد النفوذ الفرنسي في البلاط الأسكتلندي وإلى انحياز النبلاء إلى رجال الكنيسة ودعوات الإصلاح الديني أملاً في مقاومة هذا النفوذ. وتطور أمر هذا الإصلاح ليؤدي إلى إعلان أسكتلندا دولة بروتستانتية لا سلطة للبابا على كنيستها وتحميها الملكة ماري ملكة الأسكتلنديين عام 1559م والتي ثار عليها النبلاء وأجبروها على التخلي عن العرش، وأودعوها السجن. ولكنها تمكنت من الهرب إلى إنجلترا طالبة مساندة الملكة إليزابيث الأولى، ولكن هذه بدل أن تعينها سجنتها، ثم قامت بإعدامها عام 1587م، فخلفها ابنها جيمس السادس والذي حكم بفاعلية. وفي عام 1603م، صار ملكًا لإنجلترا، تحت اسم جيمس الأول، بسبب وفاة الملكة الإنجليزية إليزابيث الأولى لأنه كان أقرب أقاربها إليها؛ فورث عرشها
جغرافيا
تغطي ثلث مجموع منطقة بريطانيا العظمى، كما تتكون من أكثر من 790 جزيرة. يحدها من الشمال والغرب المحيط الأطلسي، ومن الشرق بحر الشمال، جنوب إنجلترا وفي الجنوب الغربي مع القناة الشمالية والبحر الأيرلندي. تغطي الأراضي الاسكتلندية 78.772 كم²، وعدد سكانها يقدر ب 5.116.900 نسمة، الكثافة السكانية تقدر ب65 نسمة لكل كم². العاصمة إدنبره، وتعد غلاسغو هي أكبر مدينة في والتي تضم 20 ٪ من مجموع سكان اسكتلندا.
يشكل نهر تويد وتلال اسكتلندا الشفيوت الحدود الجنوبية مع إنجلترا. وتفصل القناة الشمالية الغربية جنوب غرب اسكتلندا من ايرلندا الشمالية. والساحل الشمالي الغربي يطل على المحيط الأطلسي. ويواجه الشرق بحر الشمال. ويواجه الساحل الشرقي لبحر الشمال، والذي يفصل بين اسكتلندا من البر الرئيسي لأوروبا.
السطح
تشغل أسكتلندا الثلث الشمالي من جزيرة بريطانيا ويمثل نهر تويد وتلال تشيفيوت حدودها الجنوبية مع إنجلترا.
الأقاليم الجغرافية
تنقسم أسكتلندا إلى ثلاثة أقاليم جغرافية هي من الشمال إلى الجنوب:
المرتفعات (إقليم الهايلاند)
إقليم وعر وقاحل تمتد فيه سلسلتان جبليتان هما المرتفعات الشمالية وجبال جرامبيان، وتتخللها حافات تتجه من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، ويفصل بينهما وادٍ عميق هو وادي جلن مور ويصل أقصى ارتفاع عند قمة بن نِفِيز 1,343م فوق سطح البحر. ويوجد في المرتفعات نوعان من الأودية: أودية ضيقة شديدة الانحدار وأودية واسعة متموجة، وتخلو المرتفعات من الأشجار، وتصبح أكثر وعورة في اتجاه الغرب، ويعيش معظم سكانها في السهول الساحلية.
الأراضي المنخفضة الوسطى
تخترقها أودية أنهار كلايد وفورث وتاي، وتوجد بها أفضل مزارع أسكتلندا ومواردها المعدنية ويعيش فيها ثلاثة أرباع سكان البلاد.
المرتفعات الجنوبية
تتكون من أراضٍ خلنجية متموجة تتناثر فيها جروف صخرية. وقمم التلال قاحلة ولكن منحدراتها السفلية تغطيها المراعي التي تربى عليها الأبقار والأغنام. وتنتهي التلال في الجنوب عند مرتفعات تشيفيوت.
الأنهار والبحيرات
يمثل نهر كلايد أهم أنهار أسكتلندا، وقد تم توسيع مجرى النهر وتعميقه ليكون صالحًا للملاحة وتستخدمه السفن حتى جلاسجو، أما نهر تاي فيعد أكبر أنهار البلاد. وتصب معظم أنهار أسكتلندا في خلجان واسعة. وتقع معظم بحيرات أسكتلندا في أودية عميقة في المرتفعات. وأكبر البحيرات بحيرة لومند، وتمتد مجموعة من البحيرات في وادي جلن مور وتربط قنال كاليدونيا هذه البحيرات. وأشهر هذه البحيرات بحيرة نس التي يُعتقد بأن بها حيوانًا خرافيًا.
الجزر
تحف بأسكتلندا مئات الجزر وتقع مجموعة جزر هبريدز، وهي أكبرها، قبالة الساحل الغربي من البلاد بينما تقع جزر أوركني وشتلاند في شمالي أسكتلندا.
السكان
السكان أمس واليوم
ينحدر معظم سكان أسكتلندا من المغيرين الذين وفدوا إلى البلاد واستقروا فيها قبل آلاف السنين، وهم يشملون السلتيين والإسكندينافيين والأسكتلنديين. وقد تركت كل مجموعة من هؤلاء أثرها في الحضارة الأسكتلندية.
يبلغ عدد سكان أسكتلندا حوالي خمسة ملايين نسمة، يعيش ثلاثة أرباعهم في المنخفضات الوسطى المزدحمة التي تشكل حوالي سدس مساحة البلاد، بينما يعيش عدد قليل من السكان في المرتفعات الوعرة التي تشكل ثلثي مساحة البلاد في الشمال، وفي المرتفعات الجنوبية. ويعيش نحو 2% من السكان في جزيرتي أوركتي وشتلاند والجزر الغربية.
وفي أسكتلندا عدة مدن يتجاوز سكانها 100,000 نسمة منها جلاسكو، أكبر مدنها، وبها 654,542 نسمة، تليها أدنبرة العاصمة وبها 421,213 نسمة، ومن مدنها الكبيرة أبردين ودندي.
تعاني أسكتلندا هجرة أهلها، إذ يهاجر آلاف منهم سنويًا بسبب قلة الوظائف، مما استدعى إقامة صناعات جديدة للحد من هذه الظاهرة.
اقتصاد
يعتمد اقتصاد أسكتلندا أساسًا على الصناعة والتجارة. وقد اكتسبت الصناعة أهمية منذ بداية الثورة الصناعية في إنجلترا خلال القرن الثامن عشر