- الاثنين نوفمبر 28, 2011 5:11 pm
#40562
بقلم / سمير العركي
-----------------
ما حدث فى التحرير وما زالت أحداثه دائرة وقت كتابة هذا المقال لا يمكن تفسيره إلا في ضوء "المؤامرة الكبرى" التي اختلطت بالهبة الشعبية التى رأيناها الثلاثاء الماضي من أجل وضع جدول زمني لتسليم السلطة للمدنيين، وهى مطالب شريفة مشروعة، ولكنى أتحدث عن جزء الصدام غير المبرر الدائر على جبهة "شارع محمد محمود".
فالمؤامرة نسجت بعناية ومهارة من أجل القضاء على الثورة المصرية وتمكين فلول النظام السابق (ليسوا بالضرورة أعضاء الوطني) من القفز على مكتسبات الثورة وإعادة إنتاج المنظومة الديكتاتورية التى كانت مناخا آمنا لنمو الطفيليات المعارضة التى كانت لا تجد الأمن إلا بالمبيت في الحضن الدافئ لصفوت الشريف بعد صخب يومي فى سب مبارك وابنه وأركان نظامه.
كانت وثيقة السلمى بداية نهاية الثورة المصرية والتي نسجها مجموعة من القانونيين المعروفين والذي أجد لزاما على قلم شريف أن يفضحهم للرأي العام حتى ينالوا المحاكمة الشعبية الضرورية لأمثالهم وهنا يجب أن نسجل أن التيار الإسلامى ومعه كل القوى الوطنية الشريفة وقفت وقفة س تاريخية من أجل إنقاذ الديمقراطية تجلت فى مليونية 29 /7 الحضارية الرائعة التى أثبتت تطورا نوعيا للتيار الإسلامى فى استيعاب أخطاء السابق وتطوير أدائه وخطابه وهو الأمر الذى انعكس سلبا على "قعدات" الفضائيات الليلية التي جمعت النطيحة والمتردية ومن لفظه الشعب من أولئك الخائبين الخاسرين الذين جمعوا ثرواتهم من بذل ماء وجههم وشرفهم السياسى فى الأروقة الخلفية للحزب الوطني المنحل.
كانت الخطة الموضوعة تقتضي "شيطنة" التيار الإسلامي ولكن الإقبال الشعبي منقطع النظير رد كيد المتآمرين فى نحورهم فقد أعلن الشعب بكل وضوح وصراحة " سقوط الوثيقة " فكان التحرك على المحور الثاني وهو إشعال الموقف وهنا لا أستطيع تبرئة المجلس العسكرى من كل ما يحدث إذ كان السيناريو المعد يقتضى ضرب القلة العددية الموجودة فى التحرير من مصابي الثورة بكل وحشية والعمل بكل خبث ومكر من أجل استدعاء التيار الإسلامى إلى الميدان عبر تحريك آلة الإعلام الشيطانية لاتهام الإسلاميين وخاصة الإخوان المسلمين بالتخلي عن المتظاهرين وخيانة الثورة وحينها لا يبقى للتيار الإسلامى إلا خيار الهرولة إلى الميدان من أجل تبييض ماء الوجه وهذا هو المطلوب لإكمال باقي المخطط لضرب الإسلاميين بوحشية مفرطة تعيدهم إلى المربع الأمني من جديد وتنهك قوتهم عبر سلسلة من الاعتقالات والمحاكمات والتصفية الجسدية مع تكثيف القصف الإعلامى من كل القنوات بلا استثناء بتصوير ما يحدث على أنه مواجهة من أجل الحفاظ على مدنية الدولة في مواجهة "الغزو" الإسلامي الذي يريد تحويل مصر إلى إمارة إسلامية على غرار إمارات طالبان وحماس.
وهنا لن يبقى أمام الإسلاميين إلا خياران الأول: الانسحاب من الحياة السياسية نهائيا وتركها للفلول وأعوانهم والعودة إلى المربع الأمني المعتاد والثاني: الموافقة على اغتيال الديمقراطية عبر تمرير وثيقة السلمى ومن وراءه وخلق وضع للمؤسسة العسكرية فوق الشعب وفوق الدستور وفوق الشرعية.
وحتى عندما اختار كثير من التيار الإسلامي وعلى رأسهم الإخوان المسلمون عدم الهرولة للميدان دارت ماكينة الشيطنة الإعلامية فى اتجاه آخر عبر اتهامهم بالانتهازية السياسية والتخلي عن الميدان لصالح العملية الانتخابية.
فى التحرير اختلط الحابل بالنابل والشريف بغيره فى مشهد معد بإتقان تديره أصابع ماهرة من أجل اغتيال الديمقراطية وجز رؤوس الإسلاميين.
-----------------
ما حدث فى التحرير وما زالت أحداثه دائرة وقت كتابة هذا المقال لا يمكن تفسيره إلا في ضوء "المؤامرة الكبرى" التي اختلطت بالهبة الشعبية التى رأيناها الثلاثاء الماضي من أجل وضع جدول زمني لتسليم السلطة للمدنيين، وهى مطالب شريفة مشروعة، ولكنى أتحدث عن جزء الصدام غير المبرر الدائر على جبهة "شارع محمد محمود".
فالمؤامرة نسجت بعناية ومهارة من أجل القضاء على الثورة المصرية وتمكين فلول النظام السابق (ليسوا بالضرورة أعضاء الوطني) من القفز على مكتسبات الثورة وإعادة إنتاج المنظومة الديكتاتورية التى كانت مناخا آمنا لنمو الطفيليات المعارضة التى كانت لا تجد الأمن إلا بالمبيت في الحضن الدافئ لصفوت الشريف بعد صخب يومي فى سب مبارك وابنه وأركان نظامه.
كانت وثيقة السلمى بداية نهاية الثورة المصرية والتي نسجها مجموعة من القانونيين المعروفين والذي أجد لزاما على قلم شريف أن يفضحهم للرأي العام حتى ينالوا المحاكمة الشعبية الضرورية لأمثالهم وهنا يجب أن نسجل أن التيار الإسلامى ومعه كل القوى الوطنية الشريفة وقفت وقفة س تاريخية من أجل إنقاذ الديمقراطية تجلت فى مليونية 29 /7 الحضارية الرائعة التى أثبتت تطورا نوعيا للتيار الإسلامى فى استيعاب أخطاء السابق وتطوير أدائه وخطابه وهو الأمر الذى انعكس سلبا على "قعدات" الفضائيات الليلية التي جمعت النطيحة والمتردية ومن لفظه الشعب من أولئك الخائبين الخاسرين الذين جمعوا ثرواتهم من بذل ماء وجههم وشرفهم السياسى فى الأروقة الخلفية للحزب الوطني المنحل.
كانت الخطة الموضوعة تقتضي "شيطنة" التيار الإسلامي ولكن الإقبال الشعبي منقطع النظير رد كيد المتآمرين فى نحورهم فقد أعلن الشعب بكل وضوح وصراحة " سقوط الوثيقة " فكان التحرك على المحور الثاني وهو إشعال الموقف وهنا لا أستطيع تبرئة المجلس العسكرى من كل ما يحدث إذ كان السيناريو المعد يقتضى ضرب القلة العددية الموجودة فى التحرير من مصابي الثورة بكل وحشية والعمل بكل خبث ومكر من أجل استدعاء التيار الإسلامى إلى الميدان عبر تحريك آلة الإعلام الشيطانية لاتهام الإسلاميين وخاصة الإخوان المسلمين بالتخلي عن المتظاهرين وخيانة الثورة وحينها لا يبقى للتيار الإسلامى إلا خيار الهرولة إلى الميدان من أجل تبييض ماء الوجه وهذا هو المطلوب لإكمال باقي المخطط لضرب الإسلاميين بوحشية مفرطة تعيدهم إلى المربع الأمني من جديد وتنهك قوتهم عبر سلسلة من الاعتقالات والمحاكمات والتصفية الجسدية مع تكثيف القصف الإعلامى من كل القنوات بلا استثناء بتصوير ما يحدث على أنه مواجهة من أجل الحفاظ على مدنية الدولة في مواجهة "الغزو" الإسلامي الذي يريد تحويل مصر إلى إمارة إسلامية على غرار إمارات طالبان وحماس.
وهنا لن يبقى أمام الإسلاميين إلا خياران الأول: الانسحاب من الحياة السياسية نهائيا وتركها للفلول وأعوانهم والعودة إلى المربع الأمني المعتاد والثاني: الموافقة على اغتيال الديمقراطية عبر تمرير وثيقة السلمى ومن وراءه وخلق وضع للمؤسسة العسكرية فوق الشعب وفوق الدستور وفوق الشرعية.
وحتى عندما اختار كثير من التيار الإسلامي وعلى رأسهم الإخوان المسلمون عدم الهرولة للميدان دارت ماكينة الشيطنة الإعلامية فى اتجاه آخر عبر اتهامهم بالانتهازية السياسية والتخلي عن الميدان لصالح العملية الانتخابية.
فى التحرير اختلط الحابل بالنابل والشريف بغيره فى مشهد معد بإتقان تديره أصابع ماهرة من أجل اغتيال الديمقراطية وجز رؤوس الإسلاميين.